أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن زكري - على الطريق نحو (دولة دار فور) و (دولة برقة) !















المزيد.....

على الطريق نحو (دولة دار فور) و (دولة برقة) !


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن مفاجئا أن تستولي قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور ، وأن تنسحب منها قوات الجيش السوداني ، تحت ضغط الحصار وقوة النيران ، وجراء اختلال ميزان القوة العسكرية بين طرفي الصراع ، لصالح تفوق الدعم السريع ؛ أخذا في الاعتبار فارق حجم الدعم اللوجستي وطول خطوط الإمداد بالنسبة لكل طرف منهما ، وما تحظى به قوات الدعم السريع من إسناد أطراف إقليمية ودولية وازنة ، لها مصالح استراتيجية بالغة الأهمية الاستثمارية في ثروات دول المنطقة ، وامتدادا منها إلى دول الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء ، بما في ذلك الاحتياطيات الثابتة والمتوقعة من النفط والغاز والذهب واليورانيوم والمعادن النادرة .
ونذكر بالخصوص جبل العوينات ، الذي تقع 80% من مساحته الإجمالية داخل ليبيا ، ويقع 20% منه داخل السودان ومصر ؛ بما يختزنه من كميات هائلة من خام الذهب (حتى إن المنقبين فيه - خروجا عن القانون - بأدوات بدائية ، كثيرا ما يعثرون على كتل من المعدن الثمين) ، زائدا ما يحتويه من خام الحديد ..

• ففي يونيو 2025 ، وقبل تمكن قوات الدعم السريع من الاستيلاء على مدينة الفاشر ، كانت قد تمكنت من بسط نفوذها على الجانب السوداني من المثلث الحدودي المشترك مع ليبيا ومصر ؛ بما يشكله ذلك المثلث الحدودي من أهمية استراتيجية على أكثر من صعيد ، بما في ذلك التهريب عبر الحدود ، وبما يتيحه من سهولة وصول الإمدادات والمساعدات اللوجستية إلى قوات الدعم السريع ، عبر أراضي الشرق الليبي .

• وفي تحقيق صحفي استقصائي لمركز معلومات بريطاني متخصص في التكنولوجيا الرقمية ، معنون «كيف وجدنا معسكراً عسكريّاً لقوات الدعم السريع في الصحراء الليبية» ، نُشر بتاريخ 31 يوليو 2025 ، كشف فريق المحققين عن وجود معسكر لقوات الدعم السريع داخل الأراضي الليبية ، في موقع محصن تحصينا طبيعيا بين المرتفعات الصخرية ، بالقرب من منطقة الكفرة جنوب شرق ليبيا ، ويشكل المعسكر مركزا لوجستيا لإمداد الدعم السريع [من قِبَل الإمارات و روسيا] عبر الشرق الليبي .
و كشف التحقيق عن وجود قوافل ضخمة من سيارات «تويوتا لاند كروزر» مُجهزة بأسلحة متنوعة ، كالرشاشات الثقيلة من عيار 14,5 ، لا تحمل لوحات ترخيص ، تبين أنها هي ذاتها التي استخدمت في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور . كما تعرّف فريق مركز المعلومات الاستقصائي على شارات الكتف الخاصة بقوات الدعم السريع ، وغير ذلك من المعلومات ذات الصلة .
https://alwasat.ly/news/libya/486292

• وفي تقرير لوكالة الأنباء الإيطالية «نوفا» ، ذكرت الوكالة أن صور الأقمار الصناعية الخاصة ببرنامج «كوبرنيكوس الأوروبي» أظهرت توجه طائرتي شحن روسيتين من مطار الكفرة (جنوب شرق ليبيا) الخاضع لسيطرة قوات حفتر ، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع في السودان ، والطائرتان من نوع «IL-76» الذي يستخدم في نقل القوات والمعدات العسكرية .
https://alwasat.ly/news/libya/483357

• وأعلنت منظمة “مشاد” السودانية ، أنها قد وثقت مشاركة 7 طائرات مُسيّرة تابعة لحفتر ، في مساعدة قوات الدعم السريع على تحديد مواقع المدنيين في مدينة الفاشر ، حيث تم استهداف المئات منهم . وطالبت المنظمة بفتح تحقيق دولي مستقل ، لتحديد المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ومحاسبتهم .
https://www.libyaakhbar.com/breaking/2651786.html

• وإنه لمن مفارقات الحرب الأهلية الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 ، بين فرقاء الانقلاب العسكري ضد حكم عمر البشير ، ركوبا منهم لموجة الاحتجاجات الشعبية السودانية وانحرافا بها بعيدا عن أهدافها ؛ أن دولة الإمارات ، التي تشترك مع مصر في دعم القوات المسلحة الخاضعة لحفتر في شرق ليبيا ، ( كلٌّ من الدولتين ، بدافع من مصالحها القومية الخاصة) ؛ هي من تقف وراء قوات الدعم السريع في السودان ، بالتنسيق مع الجنرال حفتر ، عبر أراضي وأجواء الشرق الليبي ، وذلك بينما يصطف النظام في مصر إلى جانب الجيش السوداني بقيادة الجنرال البرهان ، ضد قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي ! ولا تغيب روسيا ودول الغرب عن المشهد الدراماتيكي العام ، الذي تديره - في الإقليم - من الخلف ، بواسطة الوكلاء .
وهكذا تستمر فصول لعبة الأمم ، في نسختها المحدثة ، وفقا لمستجدات وتطور موازين القوى العسكرية وصراع المصالح الاقتصادية ، وصولا إلى اقتسام مناطق النفوذ بين قوى الاستعمار الناعم .

• ومن مفارقات الحرب العبثية في السودان ، أنّ قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقا) ، التي كان البشير قد أنشأها ، على أساس عرقي عروبي (!) ، وأغدق الرتب العسكرية الرفيعة على قائدها (المدني) محمد حمدان دقلو ، لغرض قمع الانتفاضات الشعبية في دار فور ، على اعتبار أنها حركات تمرد ضد النظام ، من قِبَل (الزنوج الأفارقة) ؛ كانت قد درجت على ارتكاب جرائم التطهير العرقي ضد أهالي دار فور ، وجرائم اغتصاب نسائهم ، بما هم أفارقة (زنوج) ، على أساس أن الجنجويد (عرب) ولهم حق السيادة على الأفارقة ! رغم كل ما تشهد به ملامح وجوه الجنجويد (قوات الدعم السريع) و لون بشرتهم الداكنة وشعر رؤوسهم الخشن المجعد ، فضلا عن رطانتهم الأفريقانية المعَوْربة ، من أنهم أيضا أفارقة أكثر كثيرا من أنهم ربما - أقول ربما - قد يكون فيهم شيء من العرب .. دون استبعاد مخلفات الاستعمار الإنجليزي .

• وبقراءة في الواقع السوداني ، يبدو أن السودان ذاهب إلى استنساخ النموذج الليبي الأشد كارثيةً ، بانشقاق دارفور كإقليم له خصوصياته ، ومن ثم انفصاله كدولة مستقلة عن السودان (لكن - في نهاية المطاف - دون حميدتي وعشيرته) . وهو نفس ما يسعى إليه تيار سياسي انفصالي في شرق ليبيا ، بدعوى خصوصية (إقليم برقة) ، كخطوة نحو انفصال شرق ليبيا عن غربها ، باسم : دولة برقة العربية (لكن - في نهاية المطاف - دون الحفاترة) .
ويجري كل ذلك ضمن مخطط عولمي لإعادة رسم خارطة الجغرافيا السياسية للمنطقة . والنتيجة واحدة (الانفصال) ، سواء أكان الأمر يتم بوعي أطراف الصراع المحلية ، أم أنه يتم - بتوظيفهم كوكلاء - دون وعي منهم بقواعد لعبة الأمم .

• وكما أنه لا شيء قد تغير في ليبيا ، إلا إلى الأسوأ .. فالأشد سوءً ، بعد انتفاضة فبراير 2011 الشعبية ، التي تحولت منذ بدايتها إلى ثورة مضادة ، وانتهت إلى نكبة ؛ فكذلك هي الحال في السودان ، غداة ثورة الشعب السوداني (ديسمبر 2018) ضد دكتاتورية وفساد نظام حكم عمر البشير الإخواني ، التي ركب موجتها العسكر - من رفاق البشير - في انقلاب أبريل 2019 ، انتهاءً بها إلى حرب أهلية دامية يقودها الانقلابيون ، بدعم من أطراف خارجية ، لا تبدو لها نهاية محتملة ؛ اللهم إلا تفكك وحدة الإقليم الجيوسياسي للسودان ، واحتمال انفصال إقليم دارفور كدولة مستقلة ، بمثل احتمال انفصل إقليم برقة ككيان مستقل عن الدولة الليبية ، تكريساً لما هو واقع فعلا على الأرض ، من انقسام ليبيا إلى دولتين ، لكل منهما حكومتها و قواتها المسلحة و برلمانها و هيئاتها الرسمية و ميزانياتها و تحالفاتها الخارجية !

وبكل الصدق ، أرجو وأتمنى أن تدحض الأحداث ، في ما يستجد منها على أرض الواقع مستقبلا ، هذه القراءة التي لا أنفي عنها مسحة من النزعة التشاؤمية .



#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل أولاً ولا دولةَ فلسطينيةً وريفييرا ترمب
- هل لنا من (راسمالية اجتماعية) في ليبيا ؟*
- شيءٌ من حساب ثورة الربيع الليبي (نكبة فبراير)
- يحدث في ليبيا : إلقاء القبض على شجرة الكريسمس !
- من هو / هي ، الرئيس الأميركي السابع والأربعون ؟
- قصيدة النثر في ذاكرة الذكاء الاصطناعي
- هذا الموت الباذخ !
- نهر الليطاني حدود إسرائيل الشمالية !
- لا عيد عمال تحت سلطة الكليبيتوقراط
- هذا هو (حوارهم المتمدن) !
- اغتيال الاقتصاد الليبي والقضاء على الدولة الليبية
- إسرائيل (العظمى) فوق القانون الدولي
- الأسلمة أسّست للتعريب ، والتأسلم قاد إلى الاستعراب (احتلال ا ...
- لسنا أسرى لرُهاب 7 أكتوبر ، وإسرائيل دولة مارقة
- الإله الشمس و أعياد الميلاد / كريسماس
- إشكالية تعدد الجنسية (ازدواج المواطنة) 3
- إشكالية تعدد الجنسية (ازدواج المواطنة) 2
- إيمان بـ (الوراثة) جبرا ، و ليس بـ (التعقل) اختيارا
- إشكالية تعدد الجنسية (ازدواج المواطنة) 1
- كان حاكما فوق التصنيف و لم يكن مواطنا عاديا !


المزيد.....




- ماذا قال ترامب وشي في بداية الاجتماع -التاريخي- بينهما؟
- مصادر استخباراتية لـCNN: الصين تساعد إيران على إعادة تسليح ن ...
- كيف تبدو الأوضاع الميدانية في السودان بعد سيطرة الدعم السريع ...
- ترامب يقول إنه أمر الولايات المتحدة باستئناف تجارب الأسلحة ا ...
- البرازيل: أعنف عملية أمنية في ريو دي جانيرو تودي بحياة 119 ش ...
- بعد توقف دام 3 عقود.. ترامب: أمريكا ستبدأ -فورا- في اختبار ا ...
- أوكرانيا: هل تستمرّ الحرب لعامٍ إضافي كما تدعي روسيا؟
- ترجيحات بتقدم تيار الوسط في الانتخابات الهولندية
- إعصار ميليسا يضرب الكاريبي بعنف، والولايات المتحدة تتدخل على ...
- مجزرة الفاشر تتسبب بنزوح جماعي واستنكار دولي واسع: 36 ألف شخ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن زكري - على الطريق نحو (دولة دار فور) و (دولة برقة) !