أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - التفشير في العلاقات الإنسانية: هل هو مقبول أم غير مقبول؟ ‏














المزيد.....

التفشير في العلاقات الإنسانية: هل هو مقبول أم غير مقبول؟ ‏


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 11:06
المحور: قضايا ثقافية
    



‏التفشير في العلاقات الإنسانية: هل هو مقبول أم غير مقبول؟

‏مقدمة
‏تُبنى العلاقات الإنسانية السليمة على أسس راسخة من الثقة، الاحترام المتبادل، والصراحة. وعندما يظهر سلوك هدّام داخل هذه العلاقات، مثل ما يمكن أن يُسمى "التفشير" - والذي يُفهم بالمعنى الأقرب للنميمة، الوشاية، أو نشر الأسرار والمعلومات السلبية عن الآخرين - فإن هذه الأسس تبدأ في التآكل. يطرح هذا السلوك تساؤلاً جوهرياً: هل يمكن قبول "التفشير" بأي شكل من الأشكال في النسيج الاجتماعي؟

‏ماهية "التفشير" وآثاره
‏إذا اعتمدنا تفسير "التفشير" على أنه سلوك يقوم على نقل الكلام السلبي، أو الأسرار الخاصة، أو حتى التضخيم غير الضروري لأخطاء الآخرين، فإن آثاره المدمرة تصبح واضحة.

‏1. قتل الثقة:
‏الثقة هي العمود الفقري لأي علاقة إنسانية، سواء كانت صداقة، زواج، أو علاقة عمل. عندما يكتشف شخص أن شريكه أو صديقه يتحدث عنه بالسوء أو يكشف أسراره، تتحطم الثقة فوراً. يصبح الشخص المنقول عنه الكلام في حالة حذر دائم، ويفقد الشعور بالأمان في العلاقة، مما يجعل التواصل الحقيقي مستحيلاً.

‏2. تفكيك الروابط الاجتماعية:
‏لا يقتصر ضرر "التفشير" على العلاقة المباشرة بين شخصين، بل يمتد ليؤثر على الشبكة الاجتماعية بأكملها. فهو يزرع بذور الشك وسوء الفهم بين الأفراد، وقد يؤدي إلى العداوات والقطيعة، مما يفكك تماسك المجموعات الاجتماعية.

‏3. إضعاف تقدير الذات:
‏الشخص الذي يمارس "التفشير" في الغالب يعاني من نقص داخلي، حيث يسعى لرفع قيمته الذاتية عن طريق التقليل من شأن الآخرين. أما الشخص المستهدف، فقد يتأثر تقديره لذاته بشكل سلبي نتيجة الشعور بالخيانة أو النبذ.

‏هل يمكن أن يكون "التفشير" مقبولاً؟
‏بالنظر إلى الآثار السابقة، فإن الإجابة الصريحة هي: لا، التفشير غير مقبول في العلاقات الإنسانية السوية والناضجة.

‏ومع ذلك، قد يختلط الأمر على البعض بين "التفشير" وبعض السلوكيات الأخرى الضرورية أو المقبولة:

‏الفرق بين التفشير (النميمة) والنقد البنّاء: النقد البنّاء يكون هدفه التحسين، ويُقدم مباشرةً للشخص المعني بأسلوب محترم. أما التفشير، فيكون غالباً خلف ظهر الشخص، وهدفه الإساءة أو التسلية على حسابه.

‏الفرق بين التفشير وطلب المشورة: قد يشارك الشخص تفاصيل مشكلة خاصة مع مستشار موثوق (صديق حكيم، مختص نفسي) بهدف إيجاد حل، وهذا يتم في إطار من السرية والنية الصادقة للمساعدة، وهو يختلف كلياً عن نشر القيل والقال بقصد الإساءة.

‏الخلاصة: الطريق إلى علاقات صحية
‏العلاقات الإنسانية هي استثمار معنوي يتطلب صيانة مستمرة. إن تبني سلوكيات مثل "التفشير" أو "النميمة" يُعد إعلاناً صريحاً عن فشل العلاقة في تلبية متطلبات الاحترام الأساسية.

‏للحفاظ على علاقات صحية وقوية، يجب على الأفراد الالتزام بما يلي:

‏الصدق والصراحة المباشرة: معالجة المشاكل والتحديات مباشرة مع الطرف المعني بدلاً من اللجوء إلى التحدث عنه للآخرين.

‏حماية الخصوصية: اعتبار أسرار ومشاعر الآخرين أمانة لا يجوز التفريط فيها.

‏التركيز على الإيجابيات: بناء العلاقات على أساس التقدير المشترك والابتعاد عن البحث عن العيوب.

‏إن العلاقة التي تُبنى على الاحترام المتبادل والخصوصية هي العلاقة التي تصمد أمام تحديات الحياة وتزدهر، بينما أي سلوك يمس هذه القواعد، كـ"التفشير"، هو سلوك غير مقبول يقود حتماً إلى الهلاك والانهيار.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‏صورة اليهودي في تاجر البندقية لشكسبير واليهودي المالطي لمار ...
- ‏فرنسا التي لا تغفر مرة ثانية
- اتصال الرابعة صباحًا
- ‏الدكتور فاوستوس لمارلو وتجسيد فكره في السياسة الدولية
- ‏هل ستقبل إسرائيل بالواقع الراهن في
- ‏التجذير السياسي في العلاقات بين الدول: مقاربة تحليلية للعوا ...
- ‏العوامل التي ستقود إلى فشل اتفاقية وقف إطلاق النار بين حماس ...
- ‏الاستنساخ إلى أين؟ الجرأة على الحدود الممنوعة
- مزامير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط
- الأسباب الخفية للحروب: من حرب أسبرطة وأثينا إلى داحس والغبرا ...
- حدود وآفاق الهندسة الجينية في عصر الانفجار المعرفي
- ‏المقاومة بالموسيقا: دروس من التاريخ – من الصرخة إلى اللحن، ...
- ‏فاوست في السياسة الدولية الحديثة: مفاهيم الصراع، القوة، وال ...
- ‏الفزعة عند العرب: دراسة تحليلية تاريخية-اجتماعية-سياسية
- ‏الفيزياء الكمية في السياسة الدولية: تأثير العلوم الحديثة عل ...
- تأثير فورر (Barnum / Forer Effect) ودوره في الحرب النفسية ال ...
- ‏المقاومة بالموسيقا: دروس من التاريخ
- ‏الناس الجوف: قراءة نقدية موثقة في الفراغ الوجودي من ت. س. إ ...
- ‏هل ستحل الدولة الدينية محل الدولة القومية في القرن الحادي و ...
- ‏مستقبل البشرية في عصر أنسنة الآلات


المزيد.....




- عائلات أرجنتينية تبيع ممتلكاتها في أسواق السلع المستعملة لتغ ...
- مسؤول روسي يؤكد إصابة خمسة أشخاص بينهم طفل في هجوم بمسيرة أو ...
- أوغندا.. مصرع أكثر من 40 شخصا في تصادم حافلتين قادمتين من ات ...
- هدم القسم الشرقي من البيت الأبيض لبناء قاعة للرقص بتكلفة 250 ...
- استشهاد طفل في نابلس ومستوطنون يحرقون مركبات برام الله
- تقرير: تزايد الإحباط تجاه إسرائيل في البيت الأبيض
- ترامب يحرج صحفية.. سألته عن إسرائيل بـ-لكنة جميلة-
- مادورو رئيس فنزويلا يتحدث بالإنجليزية ويوجه رسالة الى أمريكا ...
- ليتوانيا تتهم روسيا بانتهاك متهور وصفته ألمانيا بالاستفزاز ا ...
- ستارمر يدعو إلى مزيد من الضغط على روسيا قبل اجتماع لدول -تحا ...


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - التفشير في العلاقات الإنسانية: هل هو مقبول أم غير مقبول؟ ‏