أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - أيها النهار















المزيد.....

أيها النهار


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


أيها النمر الأسود أيها النهار.

** أيها النمر الأسود أيها النهار
أيها المليء بالأورانيوم والسحرة
بالمومسات اللواتي يشبهن الغيوم
والرياح.
بأجراس التوابيت ونيازك المهرجين
أيها المهرج المتساقط كالثلوج
أيها النهار.
أيها القناص المفتون بضحكة المسدس أيها النهار.
يا شقيق الليل العبثي
يا خاطف إوزة المخيلة,
ذهب التفكير النادر,
أحجار الروح الكريمة أيها النهار,
أيها القبار الذي يبعثر عشاش العائلة الحزينة
أيها النهار
أيتها الشوكة المرشوقة في خصر الضوء,
- الأمطار تهشم عظامها فوق الجسر.
- سأحمل مطريتي
- سيتبعني لفيف من الأشباح الصديقة.
- أواري عصافير الدوري النافقة
- أتجسس على نأمة اللامرئي.
- أقول : وأنا على حافة الطابور
ملطخ بأسئلة الوجود الكبرى
أحج إلى قلقي
دالقا دم السهروردي على غلالة وجهي.
(ساخرا من تزاحم الأضداد).
- رحل الأصدقاء مثل قطيع من الأيائل في القطب المتجمد.
- الشتاء جدير بتصفيق حار.
بمديح جمهور من بوم الدوق الصغير.
بقصف الثعلب الزارب من زجاج عينيك أيها النهار الدادائي.
- الأحدب يرن مثل ناقوس في كنيسة
- أرأيت الخزاف الذي يطوي الطين طيا؟.
- قبل أن تمطر تجاعيده
- فر مع المنتحرين والهنود الحمر
- ها هي جرته في تلافيفها حشد من الأسلاف.
-هل وقع حصانه في النهر؟
- رأينا خيميائيين يحولون الساعات إلى أباريق من ذهب.
- رأينا مركب نوح عالقا في خرم الإبرة.
- الأبله يلعب النرد مع الأمواج المتراكبة.
- أيها الجسد أيها الأمير الخائن
يا صاحب القمح المتعطن.
- أيها الروح أيها الرحالة المتخفي
-يا رائحة ماوراء الطبيعة
- أيها العذاب ذو القبعة المخرمة
والعينين الماورائيتين
والسخرية المبطنة.
- أيها الطاووس الذي يزعق في حديقة الجسد,
- أيها الغادون إلى زقورة اللاشيء
الرائحون إلى الجذور الأولى.
- أيها الباص الذي يأكل الشرايين..
فستق العيون الغائمة.
- أيتها الرصاصة العمياء
في انتظارك أرنب الندم الرمادي.
- أيها النمر الأسود أيها النهار
إفترسنا دفعة واحدة
أرحنا من وخز المجرد وعضة الملموس.
خذنا إلى أمواتنا على أحصنة من الشمع الأحمر
واملأ جيوبنا بفواكه الأبدية
نصطاد الشواهد في العتمة
ونطير ريش الأموات في الهواء
(فوق رؤوسنا تعبر عجلات مشتعلة)
يستلم بريدنا الهدهد
لا يصعد إلى الأزرق
بل يهبط إلى الهاويات
حيث ترتطم مياه عميقة من الأسلاف.
الكون عربة يجرها الضرير هوميروس.
والظلمة هي الأصل في الأشياء.
في هذا الوقت يتطلع العميان إلى الفضيحة.
آه يا فرس الكينونة
المرتفعات مطوقة بالقباطنة
السيمياء تكاد تلمس باليد
يندلق قوس قزح من جبهة العجوز
غادر الخيميائيون الميناء
أعتذر أيها المركب السكران
أيتها الموجة يا قنيصة العدم
أيتها النوارس التي تهشم زجاج الفضاء
أيها المعزون أطردوا النهار من الجنازة.
أضرموا النار في كنيسته المقرفة.
أيها النهار يا بحيرة الشياطين والقتلة.
يا شرار الطلقة العبثية.
في ألبومك تعشش عناكب الرهائن
تئز فراشة المنسي بين قاطرتين من الهواجس.
أيها النهار
أيها الضفدع السمين
قائد أوركسترا الجحيم
حامل الزناة في قوارب فخمة
واهب اللصوص قلائد العقيان
وعلى أرجوحتك
تتدلى ساقا الله المتورمتان
سيقوم دانيال من القبر
قويا مثل تمثال من البرونز
سيقطع خصيتيك
ويرميها للحيتان الزرقاء
سنهشمك أيها النهار المشبع بأنساغ المغول
الذي يجره العيارون إلى التهلكة
أيها البهلوان
الذي يرتقص في بلاط السفسطائيين
سنهشمك رأسك المليء بالوحل والشتيمة والصدأ.
سنرشح الليل ملكا أبديا
لتهبط النجوم إلى شرفاتنا
مثل نساء محملات بجرار الضوء
ليكون القمر شقيقا عذبا من التيبت
يتوهح اللاوعي في بستان اللوز
والطيور الغريبة تزرب من عنق السماء.
ويكون قارعو الطبول على حافة بئر النوستالجيا.
ويكون البصر حديدا.
والقوارب ملآى بالمصابيح والأرز.
وفصوص الحكم في متناول المدلجين.

فتحي مهذب تونس.

***المصافحة الأولى لقصيدة "أيها النمر الأسود أيها النهار" ل فتحي مهذب تضعك أمام شاعر متمكن من أدواته وسابح في بحر معارفه الفلسفية، يذكرني بقصائد ت إس إليوت التي تحتاج إلى قارئ عارف يستطيع أن يذهب إلى ما وراء الرمز فهو يشفر النص codeوفقاً لنسقه المعرفي وقناعاته في قراءة العالم ومتغيراته وشجونه وعلى القارئ المتأمل أن يفك التشفير decodeالرموز إلى شكلها الأصلي بناءً على إيجاد نمط أو هيكل مشترك ، فالنمر الأسود يمثل الحدس الفطري وهو رمز الشجاعة والقيادة الملهمة كما أنه رمزاً للسحر والجهد والسعي والقدرات الخارقة والنهار هو النور والتنوير والبدايات الجديدة التي لم تخل في قصيدته من الصراع فهناك "الشوكة المرشوقة في خصر الضوء" و الأمطار التي "تهشم عظامها فوق الجسر" هذا الصراع الفلسفي الذي ربما يقود إلى التغيير وديناميكية الوجود ويكون هذا التغيير بداية لصراع آخر وبهذا فقط يحيا ويتطورهذا الوجود العدمي، وهو الحاج إلى أبيات القصيد في استحضار للسهروردي كبير المتصوفة و"صراع الأضداد" الذي شغل الفلاسفة الكبار وألهم الشعراء والفنانين وذكر أيضا الزخارف "الدادانية" والتي تعتبر أحد مراحل تطور الأبجدية العربية الجنوبية في إشارة إلى شغفه بالحرف والشعر منذ أول زخرفة للخط، وهو المسكون بمعاناة الإنسان المعاصر في مشارق الأرض ومغاربها فالخزاف الداداني " فر مع المنتحرين والهنود الحمر" وشهد مع الأخرين "مركب نوح عالقا في خرم الإبرة" كل الناجون مع نوح "في الحقيقة، كانت نجاتهم وهمية فلازال هناك خطر اللصوص ولعنة الزناة والسفسطائيين والنوستالجيا وقطاع الأحلام ، ولو كان الأمل هو أن يقوم "دانيال من القبر"، أحد الأنبياء الأربعة الكبار في التراث اليهودي المسيحي والشخصية المركزية في سفر دانيال، ليغير خريطة الحزن ويغلق بوابات الأوهام فالصراع سيظل قائما وستظل "فصوص الحكم في متناول المدلجين".
وللحديث بقية.Dr. Salwa Goda

*** شاعر العربية الأول فنحي مهذب .. نصك هذا مبهر .. الصور الشعرية مذهلة لأنك أحد محترفي بناء الصور الشعرية .. واللغة غير عادية .. وأهم مافي النص تنوع المناخات والظواهر بين التوجهات التاريخية والعلمية والاجتماعية ولكن من خلال خصوصية الكتابة الشعرية .. أنا واحد من المنبهرين بكتابتك وشخصيتك .

الشاعر والناقد المصري الدكتور أمجد ريان.



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة الهندي الأحمر
- يرمون التوابيت من شباك الطائرة
- هواجس الليلة الفائتة.
- أيتها الأشياء الجميلة لماذا مضيت مسرعة؟
- Le loup maudit
- وأنت تتساقط عضوا عضوا
- غربة
- قراءة في قصة المومياء
- ندفن موتانا في قلوبنا
- إضاءات
- إعتذار
- أخيرا
- نصوص هايكو مترجمة إلى الفارسية
- إلى آدم في المنفى
- مطادرون جميعا
- تفاحة الحارس الملعون
- الساحر
- الإله لا يفكر في الموتى
- الحرية
- لعازر


المزيد.....




- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - أيها النهار