أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)
الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 23:14
المحور:
الادب والفن
يُعدّ الأدب الكلاسيكي من أعظم المراحل في تاريخ الأدب الإنساني، إذ يمثل ذروة النضج الفني والفكري، والتعبير الأسمى عن القيم الجمالية والعقلانية التي ميّزت الحضارات القديمة، ولا سيما الحضارتين اليونانية والرومانية.
الكلاسيكية لا تعني فقط العودة إلى القديم، بل تعني الالتزام بمبادئ الانسجام، والاعتدال، والوحدة الفنية التي تجعل العمل الأدبي متوازنًا ومؤثرًا وخالدًا.
✨ الأسس الجمالية والفكرية للكلاسيكية
يقوم الأدب الكلاسيكي على فكرة أن العقل هو الموجّه الأساسي للفن، وأن الجمال يكمن في التوازن والوضوح والبساطة.
فالشاعر أو الكاتب الكلاسيكي لا يترك نفسه لعاطفته دون قيد، بل يضبطها بالعقل والمنطق. لهذا نجد في المآسي الإغريقية مثل أعمال "سوفوكليس" و"يوربيدس" توازنًا عجيبًا بين الألم الإنساني والسمو الأخلاقي، وبين الانفعال والعبرة.
كما أن الكلاسيكية تُعلي من شأن القيم الإنسانية الكبرى مثل العدل، الفضيلة، الواجب، الشجاعة، والإخلاص للوطن، وتعتبر الأدب وسيلة لتربية الذوق والوجدان، لا أداة للتمرد أو الفوضى. ولهذا نجد الأدب الكلاسيكي منظمًا في لغته، صارمًا في بنائه، ومتسقًا في فكرته.
🏺 الكلاسيكية في الأدب الأوروبي والعربي
في أوروبا، بلغت الكلاسيكية أوجها في القرن السابع عشر مع أدباء فرنسا، مثل كورناي وراسين وموليير، الذين كتبوا المسرحيات وفق القواعد الصارمة للوحدات الثلاث: وحدة الزمان، المكان، والعمل.
وفي العالم العربي، تأثرت الكلاسيكية بالأدب القديم وخاصة الشعر الجاهلي والعباسي، حيث نجد الالتزام بالوزن والقافية والموضوعات الرفيعة مثل الفخر، والمدح، والحكمة. فالشعراء مثل أبي تمام والمتنبي جسّدوا روح الكلاسيكية ببلاغتهم العالية، وإحكام صورهم، وتوازن أفكارهم.
🌿 الأدب الكلاسيكي والخلود الفني
ما يجعل الأدب الكلاسيكي خالدًا هو قدرته على تجاوز الزمن. فالقيم التي يعبر عنها لا ترتبط بعصر واحد، بل هي إنسانية خالدة. ولذلك لا يزال القراء يعودون إلى هوميروس وراسين والمتنبي ليجدوا فيهم درسًا في الجمال والانضباط والسمو.
فالكلاسيكية تذكّرنا دائمًا أن الأدب العظيم هو الذي يجمع بين الصدق الإنساني والجمال الفني في آنٍ واحد.
#أميمة_البقالي (هاشتاغ)
Oumaima_Elbakkali#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟