أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 02:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السياسة فنّ الحكم وإدارة شؤون الناس، وهي من أقدم الأنشطة التي عرفها الإنسان منذ بدء المجتمعات. لكن بين ما تُنَظِّر له الفلسفات السياسية، وما يُطبَّق على أرض الواقع، تظهر فجوة واسعة، تُثير الكثير من التساؤلات حول مدى إمكانية تجسيد الأفكار المثالية في عالم تحكمه المصالح والصراعات.
في النظرية، تُصوَّر السياسة على أنها وسيلة لتحقيق العدالة، وتنظيم المجتمع، وضمان الحقوق والحريات. أفلاطون تحدث عن "المدينة الفاضلة"، وروسو عن "العقد الاجتماعي"، وميكافيلي عن "فن الحكم"، وكلها اجتهدت في وضع أسس للحكم المثالي.
لكن في التطبيق، كثيراً ما تتحول السياسة إلى صراع من أجل السلطة والنفوذ، حيث تُضحّى المبادئ أمام المصالح. الفساد السياسي، وتضليل الشعوب، وشراء الولاءات، أمور باتت ملازمة للأنظمة في كثير من بقاع العالم.
ورغم ذلك، تبقى السياسة أداة لا غنى عنها. فبفضل العمل السياسي المُنظَّم، تحققت استقلالات، وسُنّت دساتير، وتطورت الأنظمة الديمقراطية، وبرزت حركات إصلاحية أعادت الاعتبار لصوت الشعوب.
السياسة، بين النظرية والتطبيق، تحتاج إلى توازن دقيق. فحين تُبنى على مبادئ أخلاقية ويكون هدفها الصالح العام، فإنها تتحول إلى قوة إيجابية تدفع المجتمعات نحو التقدم. أما حين تُستغل من أجل مصالح شخصية أو حزبية ضيقة، فإنها تصبح أداة للهدم أكثر من البناء.
#أميمة_البقالي (هاشتاغ)
Oumaima_Elbakkali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟