أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد غفير - غزة بعد عامين من الجحيم: مخاوف إسرائيلية من كشف الدمار الشامل والكارثة الإنسانية في قطاع محاصر















المزيد.....

غزة بعد عامين من الجحيم: مخاوف إسرائيلية من كشف الدمار الشامل والكارثة الإنسانية في قطاع محاصر


محمد غفير
كاتب و مدون

(Mohamed Gafir)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 07:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة: بين الصمت والخراب.. غزة التي تخشاها إسرائيل

مع اتمام صفقة ترامب و اتفاق وقف إطلاق النار وفتح القطاع أمام الإعلام الدولي، تشتعل المخاوف في تل أبيب: ماذا لو دخلت الكاميرات إلى غزة؟ ماذا لو رأى العالم الحقيقة الكاملة؟

إنها ليست مجرد مخاوف عابرة، بل كابوس سياسي وإعلامي لإسرائيل التي فرضت حصاراً إعلامياً خانقاً لأكثر من عامين، خوفاً من أن تتحول صور الدمار إلى محاكمة دولية علنية للرواية الإسرائيلية نفسها. في هذا المقال التحليلي، سنكشف بالأرقام والحقائق حجم الكارثة في غزة، ونتعمق في قراءة المخاوف الإسرائيلية من انهيار جدار الصمت أمام سيل الحقيقة.


---

أولاً: المنع الإعلامي.. درع الاحتلال الذي يخنق الحقيقة

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم حركة حماس الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 إسرائيلي وأسر 251 رهينة (بحسب هيئة الإذاعة البريطانية ، 24 سبتمبر 2025)، فرضت إسرائيل حظراً صارماً على دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة. هذا القرار لم يكن إجراءً أمنياً عارضاً، بل استراتيجية متقنة للسيطرة على السرد الإعلامي ومنع تسرب مشاهد الدمار.

وخلال عامين من الحرب، وثّقت منظمة “بريزم ريبورتس” في تقريرها الصادر بتاريخ 7 أكتوبر 2025 مقتل 278 صحفياً فلسطينياً في القطاع، لتصبح غزة واحدة من أخطر بقاع العالم على الإعلاميين. الصحافة المحلية بقيت المصدر الوحيد، لكنها كانت تعمل تحت التهديد المباشر من القصف الإسرائيلي.

أما الصحف العالمية، مثل نيويورك تايمز وBBC، فقد أطلقتا في يوليو وسبتمبر 2025 حملة مشتركة تطالب بالسماح بدخول الصحفيين والمساعدات الإنسانية، معتبرة أن "القيود الإسرائيلية تمنع التغطية الموضوعية للأزمة" (نيويورك تايمز، 27 يوليو 2025).

في رأيي الشخصي، هذا المنع ليس دفاعاً عن الأمن القومي كما تزعم إسرائيل، بل محاولة يائسة لإخفاء جرائم حربٍ ممنهجة قد تهز صورتها أمام العالم. لأن فتح الكاميرات على غزة يعني فتح ملفات العدالة الدولية، وفضح أسطورة “الدفاع عن النفس” التي تبرر بها كل مجزرة.


---

ثانياً: الرأي العام الإسرائيلي.. الخوف من مواجهة المرآة

في الداخل الإسرائيلي، تتزايد المخاوف يوماً بعد يوم من أن يؤدي فتح غزة أمام الإعلام الدولي إلى تعرية الرواية الرسمية التي بنتها الحكومة على مدى عامين. وفقاً لتقرير وكالة الأنباء الإيرانية (IRNA) بتاريخ 11 أكتوبر 2025، يخشى النظام الإسرائيلي أن “تُظهر وسائل الإعلام العالمية الدمار الكارثي في غزة فور وقف إطلاق النار”.

استطلاعات الرأي التي نشرتها صحيفة هآرتس في سبتمبر 2025 أظهرت أن نحو 62% من الإسرائيليين قلقون من أن تؤدي الصور القادمة من غزة إلى تراجع الدعم الأمريكي والأوروبي لبلادهم.

وفي 5 أكتوبر 2025، وثقت شبكة CNN مظاهرات نادرة في تل أبيب شارك فيها عشرات الإسرائيليين مطالبين بإنهاء الحرب، رافعين شعار “لسنا بحاجة لمزيد من الدماء”. هذه التحركات الشعبية، وإن بدت محدودة، تكشف بداية تحول في المزاج الإسرائيلي الذي بدأ يدرك أن استمرار القصف لن يجلب الأمن، بل العزلة.

من وجهة نظري، إسرائيل تخشى الكاميرا أكثر من الصاروخ، لأنها تدرك أن الصورة قد تقلب الرأي العام الدولي ضدها، وتفتح باب المساءلة الجنائية الدولية أمام المحكمة الجنائية في لاهاي.


---

ثالثاً: حجم الدمار في غزة.. مدينة أُبيدت بالأرقام

بعد عامين من الحرب، تحولت غزة إلى أنقاض فوق أنقاض. وفقاً لتقرير الأمم المتحدة الصادر في 7 أكتوبر 2025، تم تدمير أو تضرر أكثر من 193,000 مبنى، أي نحو 80% من البنية التحتية الكاملة للقطاع.

تحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجرته شبكة NBC في 7 أكتوبر 2025 أكد أن 83% من مباني مدينة غزة انهارت كلياً أو جزئياً. أما صحيفة هآرتس فقد ذكرت في 11 أكتوبر 2025 أن “قطاع الزراعة في غزة انهار بالكامل تقريباً، مع فقدان 90% من المحاصيل”.

وفي صور الطائرات المسيرة التي نشرتها NBC في 11 أكتوبر 2025، ظهرت غزة كأنها خريطة رمادية من الغبار والركام، حيث أُزيلت أحياء بأكملها من الوجود.

تقديرات BBC (9 أكتوبر 2025) تؤكد أن 90% من المنازل في غزة أصبحت غير صالحة للسكن. هذه الأرقام المروعة تُظهر أن ما حدث لم يكن حرباً محدودة، بل سياسة تدمير ممنهج تهدف إلى محو غزة من الخريطة الديموغرافية الفلسطينية.


---

رابعاً: الكارثة الإنسانية.. مجاعة وموت بطيء

خلف الركام، يعيش ما تبقى من سكان غزة مأساة غير مسبوقة. في 22 أغسطس 2025، أعلنت لجنة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC) رسمياً دخول محافظة غزة مرحلة المجاعة للمرة الأولى في تاريخها.

وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية (WHO)، يواجه 2.1 مليون فلسطيني انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، منهم 1.14 مليون في المرحلة الرابعة (الطوارئ)، و396,000 في المرحلة الثالثة (الأزمة).

وفي تقرير اليونيسف لشهر أكتوبر 2025، تم تسجيل وفاة 24 طفلاً تحت سن الخامسة في يوليو وحده بسبب سوء التغذية، أي ما يمثل 85% من إجمالي وفيات الأطفال في تلك الفئة خلال العام.

أما الإحصاءات العامة فتشير إلى 67,075 قتيلاً و169,430 جريحاً حتى 3 أكتوبر 2025 (بحسب وزارة الصحة في غزة وتقرير جامعة براون، 7 أكتوبر 2025)، إضافة إلى 42,000 إصابة دائمة الإعاقة (WHO، 7 أكتوبر 2025).

ويعيش اليوم 1.9 مليون نازح في ظروف غير إنسانية، أي نحو 90% من سكان القطاع (الصليب الأحمر الدولي، أكتوبر 2025).

إنها مأساة وجودية، ليست مجرد أزمة إنسانية بل جريمة بحق جيل كامل يُمحى من الوجود وسط صمتٍ دولي وعزلةٍ إعلامية خانقة.


---

خاتمة: عندما تسقط الجدران.. تبدأ العدالة

إن الخوف الإسرائيلي من فتح غزة للإعلام الدولي ليس مسألة سياسية فحسب، بل هاجس وجودي. لأن الصور التي قد تخرج من هناك ستكسر أسطورة "الجيش الأخلاقي"، وتكشف وجه الاحتلال الحقيقي أمام العالم.

تقرير ABC News في 7 أكتوبر 2025 قدر أن أكثر من 197,000 مبنى دُمرت أو تضررت، ما يجعل الحرب على غزة “أكبر عملية تدمير مدني في القرن الحادي والعشرين”. هذه الأرقام كافية وحدها لإشعال ثورة ضمير عالمية لو خرجت للعلن.

في رأيي، فتح غزة أمام الإعلام العالمي هو بداية العدالة، لأن الحقيقة حين تُرى لا يمكن إنكارها. اليوم، 12 أكتوبر 2025، نقول: افتحوا الأبواب أمام الكاميرات، ودعوا العالم يرى غزة كما هي، لا كما تريد إسرائيل أن تُروى.

غزة ليست مجرد قضية سياسية؛ إنها صرخة إنسانية ونداء للضمير العالمي، لعل الكاميرا تكون سلاح العدالة الذي يُنهي زمن الكذب.



#محمد_غفير (هاشتاغ)       Mohamed_Gafir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة التاريخ الإسلامي بين القداسة والعقلانية: نحو وعيٍ جديد ...
- مستقبل نتنياهو بعد صفقة ترامب: هل يبقى اليمين المتطرف في قلب ...
- -صفقة ترامب تشعل إسرائيل: انقسام حاد وتهديدات بإسقاط حكومة ن ...
- الأزهر – بين منارة الدين وميدان السياسة
- كيف تغيرت موازين السيطرة والحياة داخل غزة في الذكرى الثانية ...
- الأديب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي
- التدين السطحي في العالم العربي: حين يتحول الإيمان إلى مظهر و ...
- ازدواجية المعايير في القانون الدولي: حين يسقط القناع عن الإن ...
- هدم الأسرة وصناعة الإنسان المستهلك: من المؤامرة إلى الواقع
- سيغموند فرويد: الأب الروحي للتحليل النفسي ومؤسس مدرسة علم ال ...


المزيد.....




- حمد بن جاسم: يجب على إسرائيل أن تتحمّل جزءًا كبيرًا من إعادة ...
- -صديق خاص- و-معنا بروحه-.. تفاعل مع ما قاله ترامب عن ولي الع ...
- حكايات 4 محررين من ذوي الأحكام المؤبدة أُبعدوا إلى غزة
- %40 منهم أطفال ونساء.. قصص مؤلمة عن ضحايا ألغام حرب اليمن
- السر في مطبخك.. 6 أطعمة تمنح عظامك قوة الشباب
- إثيوبيا ترد على تصريحات السيسي بشأن سد النهضة
- 130 قتيلا ومفقودا جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات في المكسيك ...
- اقتحامات للاحتلال في نابلس وطوباس
- ترامب: أردوغان يمكن أن يسهم في حل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ...
- قطر: الخطوات القادمة بشأن تنفيذ -اتفاق غزة- ستكون -صعبة-


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد غفير - غزة بعد عامين من الجحيم: مخاوف إسرائيلية من كشف الدمار الشامل والكارثة الإنسانية في قطاع محاصر