أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد غفير - -صفقة ترامب تشعل إسرائيل: انقسام حاد وتهديدات بإسقاط حكومة نتنياهو-















المزيد.....

-صفقة ترامب تشعل إسرائيل: انقسام حاد وتهديدات بإسقاط حكومة نتنياهو-


محمد غفير

الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشهد ما بعد إعلان الصفقة

في مطلع أكتوبر 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة من 20 بندًا لوقف الحرب في غزة وتنفيذ أولى خطوات إنهائها، تشمل انسحاباً مرحليًا للقوات الإسرائيلية، إطلاق الأسرى، ودور إشرافي دولي في إعادة الإعمار والحكم الانتقالي.

وبعد أيام من المفاوضات، صوّتت الحكومة الإسرائيلية على اعتماد “إطار” الصفقة، حيث صوت بعض الوزراء في اليمين ضده.

هذا الإعلان أثار ردود فعل متضاربة داخل إسرائيل: تأييد حذر من مراكز الوسط واليسار، وتنديد محموم من اليمين المتطرف. في هذا السياق، سنحلل هنا كيف تفاعل الجمهور الإسرائيلي، وكيف تناول الإعلام المحلي الصدمة أو الأمل، وما هي أبرز اعتراضات اليمين الإسرائيلي، ولا سيما موقف سموتريتش وبن غفير.


---

1. تفاعل الجمهور الإسرائيلي: بين التعب والأمل والخوف

تُشير بعض التقديرات إلى أن الحرب في غزة التي انطلقت في أكتوبر 2023 أسفرت عن أكثر من 67,000 قتيل فلسطيني، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة. من جهة إسرائيل، قُتل المئات (من الجنود والمدنيين) والبلاد واجهت ضغطًا داخليًا على صعيد الخسائر، الخلافات السياسية، والإرهاق العام.

في الشارع الإسرائيلي، بدا أن هناك شقوقًا واضحة في المزاج العام: فبينما يُعبّر بعض الإسرائيليين عن الامتنان لترامب باعتباره “المنقذ” ودوره في دفع الطرفين نحو الصفقة، كما في تجمعات أمام “ساحة الرهائن” في تل أبيب، هناك من يساورهم الشكّ في قدرة الصفقة على التثبيت، أو في التزام حماس، أو في قدرة الحكومة الإسرائيلية على فرض بنودها.

وفق استطلاع للرأي (نشرته مؤسسات إسرائيلية)، فقد تزايدت الشكوك في قدرة الحكومة على تنفيذ التنازلات، أو ضمانات الانسحاب، أو منع عودة الصراع.

بشكل عام، يمكن اختزال المزاج الشعبي الإسرائيلي بعد الإعلان في ثلاث تيارات:

1. تيار تأييدي أو متفائل: يرى في الصفقة فرصة لإنهاء الحرب، استعادة بعض الأسرى، وتصحيح المسار.


2. تيار تحفّظ واقعي: يقرّ بالضرورة لكنه يخشى التنفيذ أو الانتهاك من الطرف الآخر أو من الداخل الإسرائيلي نفسه.


3. تيار معارض أو عدائي: يرفض التنازلات أو يراها تهديدًا للأمن والمكانة الاستراتيجية لإسرائيل، ويتهدّد بالانسحاب من الحكومة إن لم تُحفظ خطوط “الخط الأحمر”.




---

2. الإعلام المحلي الإسرائيلي: بين المساندة والتحذير والمعارضة

إن تناول الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية للصفقة جاء متنوعًا، يعكس الانقسامات الحادة في المشهد السياسي:

صحيفة جيروزاليم بوست المسرى التقليدي لليمين، نشرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعا الحكومة إلى التصويت على الصفقة، لكن الوزراء اليمينيون بن غفير وسموتريتش وصروك صوّتوا ضدها.

هيئة “هآرتس” وهي من الصحف التي تميل إلى نقد الحكومة، اهتمّت بانتقادات اليمين الذي هاجم نتنياهو لتجاوزه “الخطوط الحمراء” وإنهاره مطالب حكومته وحتى تهديده بالانشقاق.

عبر مواقع الأخبار الإسرائيلية مثل Ynet، طُرحت تحليلات لاذعة تقول إن القرار بوقف العمليات العسكرية في غزة وقتياً خطوة محفوفة بالمخاطر، وأن نتنياهو يسير بحذر شديد لتفادي انهيار الائتلاف الحكومي.

كما أن الصحافة ركّزت اهتمامًا على تهديدات بن غفير بخروج حزبه من الحكومة إذا سمحت بوجود “حماس ما بعد الصفقة”.

أيضًا قدمت وسائل الإعلام تغطية مفصلة للخطط الأمنية، لآليات التحقق وللمخاطر التي قد تعترض تنفيذ البنود، ودعت إلى مراقبة توازن القوة داخل الحكومة بين رغبة إنجاز الصفقة وضغوط اليمين.

كما لفتت بعض التقارير إلى أن نتنياهو أدخل تعديلات على الخطة الأميركية الأصلية فيما يخص الربط بين الانسحاب ونزع سلاح حماس، مما قد يُعطّل تنفيذها أو يوفر نقاطًا لتعطيل لاحق.


من هذا التنوع، يتضح أن الإعلام الإسرائيلي لم يكن متّحدًا في الموقف: بعضه يرى الصفقة خطوة استباقية حكيمة، وبعضه الآخر يحذر من المخاطر السياسية والأمنية، وبعضه يتبنّى الخطاب المعارض – خصوصًا في أوساط اليمين – كجزء من المنافسة الحزبية والتعبئة للجمهور.


---

3. أوجه اعتراض اليمين الإسرائيلي: سموتريتش وبن غفير على رأس الحملة

لا يمكن قراءة الصراع الداخلي في إسرائيل على الصفقة دون فهم مواقف اليمين المتطرف بقيادة بيتسال سموتريتش وإيتامار بن غفير، اللذين مثّلا حجر عثرة سياسيًا وأيديولوجيًا أمام الاتفاق.

أ. سموتريتش: معارضة معلنة وتحذير من “خطأ جسيم”

قال سموتريتش إن قرار وقف العمليات في غزة “خطأ جسيم” قد يُضعف موقف إسرائيل التفاوضي، ويمكّن حماس من التلكؤ أو الكبح في تنفيذ الالتزامات.

إنه اعترض على أن يتم التفاوض من “نقطة ضعف”، أي أن إسرائيل تبدأ بالانسحاب قبل نزع سلاح حماس، أو قبل تحقيق ضمانات صارمة.

كما هاجم نتنياهو لأنه لم يشركه هو ووزراء اليمين في المحادثات الليلية التي قادت لتسوية أولية، معتبراً أن القرار اتُخذ من “وراء الظهر”.

في الإعلام، يُطلق سموتريتش تحذيرات من أن الصفقة قد تشكّل نقطة ضعف استراتيجي تُستغل لاحقًا من خصوم داخلية وخارجية.


ب. بن غفير: شرطي البقاء وتهديد الانسحاب

أعلن بن غفير أن حزبه “لن يبقى في الحكومة إذا استمرت حماس في الوجود بعد إطلاق الأسرى” — أي أن وجود حماس ككيان مسلح هو خط أحمر له.

هدّد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال رأت حكومته تنازلات “خطيرة” تتعارض مع رؤيته الأمنية المتشدّدة.

اعترض على أنه لم يُشمل في المفاوضات الداخلية، واعتبر أن الإعلان جاء دون غطاء سياسي متين من اليمين، مما يضع الحكومة في مأزق أمام ناخبي اليمين.

وصف الصفقة بأنها “تسليم مبكر” لمطالب الإرهابيين، وأنها قد تؤدي إلى تقويض الردع الإسرائيلي.


ج. نقاط القوة والضعف في اعتراضاتهم

من منظورهم، يمكن حصر الأسباب التي تجعل معارضتهم مؤثرة:

قوة داخل الائتلاف: سموتريتش وبن غفير يمثلان قطاعات مهمة في اليمين، ولهما القدرة على تهديد استقرار الحكومة وإحداث أزمة سياسية.

اللغة الخطابية الوطنية والأمنية: يحاولان تصوير الصفقة على أنها تخلٍ أو ضعف، مما يلقى صدى لدى جمهور إسرائيلي يولي أهمية قصوى للأمن.

التحالفات الداخلية: يمكن استثمار رفضهم لتعبئة قواعدهم الانتخابية أو الضغط على نتنياهو لتعديل بنود الصفقة.


لكن اعتراضاتهم ليست بلا نقاط ضعف:

إن تهديد الانسحاب قد يؤدي إلى تفكّك الحكومة أو إلى انتخابات مبكرة، وهو سيناريو يرفضه كثير من الوزراء الذين يريدون تجنب الفراغ السياسي.

إذا انكفأ نواب اليمين، قد يجد نتنياهو مساعدة كهذه من الكتل الوسطوية المعارضة (على سبيل المثال، عرض يائير لابيد لدعم تنفيذ الصفقة رغم اعتراض اليمين)

اعتراضاتهم غالبًا ما تبقى على مستوى الخطاب العام دون حلول بناءة عملية: كيف تضمن شطب حماس؟ متى يتم نزع السلاح؟ كيف يُنفّذ الانسحاب؟ — هذه أسئلة كبيرة لم تردهم إجابات مقنعة كافية عند المعارضين.



---

4. تقييم سياسي: ما فرص تنفيذ الصفقة في ظل هذا الصراع الداخلي؟

إن تنفيذ صفقة ترامب لإنهاء الحرب في غزة داخل المشهد الإسرائيلي يواجه تحديات جسيمة، من أبرزها:

1. الانسحاب مقابل نزع السلاح
النزاع بين من يريد الانسحاب الفوري ومن يُلزم نزع السلاح أولاً يدل على أن التنفيذ سيكون مرهونًا بشروط كثيرة يمكن تأخيرها أو تعطيلها. كثير من المراقبين يشيرون إلى أن الربط بين الانسحاب ونزع السلاح قد يصبح ورقة مساومة مفتوحة.


2. ضغوط اليمين وتهديدات الانسحاب من الحكومة
إذا نفّذ بن غفير وسموتريتش تهديدهما وشرعا في الانسحاب من الحكومة، فإن ذلك قد يفضي إلى أزمة سياسية أو انتخابات مبكرة، ما قد يعيد الكرة إلى نقطة الصفر.


3. ضعف الضمانات وآليات التحقق
كما هو معلوم من الهدنة المماثلة في يناير/كانون الثاني الماضي، فالتفصيل في قوائم الأسرى، والتوقيت، وآليات المراقبة كانت ثغرة أدت إلى انهيار التفاهمات. إذا لم تُبنى آليات تحقق صارمة ومستقلة، فإن احتمال الانتهاك مرتفع.


4. تداخل الأدوار السياسية
معارضة اليمين قد تُستغل سياسياً: قد يُستخدم رفض الصفقة كمنصة انتخابية، أو لتشكيك بشرعية نتنياهو نفسه، خصوصًا إذا بدا أنه تنازل كثيرًا مقابل مكاسب محدودة.


5. المصداقية الدولية وضغوط ترامب
ترامب أعلن أنه سيمنع إسرائيل من كسر وقف إطلاق النار، وأنه يراقب التنفيذ، مما يضع نتنياهو أمام ضغط خارجي لتحمل تكاليف فشل التنفيذ. كما أن المجتمع الدولي ومصر وقطر وتركيا تُراقب عن كثب، وقد تُسحب الدعم إذا فشلت الصفقة في التنفيذ.




---

5. خلاصة رأي: هل يمكن أن تثمر الصفقة رغم الانقسامات؟

إن صفقة ترامب لإنهاء الحرب في غزة تشكّل محاولة جريئة لإخراج إسرائيل وحماس من مستنقع الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023. لكن تنفيذها فعليًا داخل إسرائيل لن يكون ممكناً إلا إذا تجاوزت الحكومة (ولاسيما نتنياهو) معارضات اليمين المتشدد، وبننّت غالبية سياسية قادرة على تحمّل كلفة التنازلات.

لا أعتقد أن اعتراضات سموتريتش وبن غفير يمكن تجاهلها بسهولة؛ فهما يشكّلان “الضغط الخلفي” على أي تحرك حكومي قد يُنظر إليه على أنه ضعف أمني أو تنازل كبير. ومع ذلك، إذا استطاع نتنياهو تأمين الدعم من الوسط واليسار، وربط تنفيذ الصفقة بضمانات دولية محكمة وآليات تحقق مشددة، فقد ينجح في عبور هذا الاختبار التاريخي.

من الناحية العاطفية، فإن ملايين الإسرائيليين (وخاصة عائلات الرهائن) يعيشون الآن بين أمل الختام وبين خوف الفخّ. وفي المقابل، فإن استمرار الهجوم العسكري يعني مزيدًا من الخسائر والضغط الدولي. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستُطوى صفحات الحرب بالسلام، أم أن هذه الصفقة ستكون فِرَاشًا على جمر، تنتظر الشرارة لتنفجر من جديد؟



#محمد_غفير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهر – بين منارة الدين وميدان السياسة
- كيف تغيرت موازين السيطرة والحياة داخل غزة في الذكرى الثانية ...
- الأديب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي
- التدين السطحي في العالم العربي: حين يتحول الإيمان إلى مظهر و ...
- ازدواجية المعايير في القانون الدولي: حين يسقط القناع عن الإن ...
- هدم الأسرة وصناعة الإنسان المستهلك: من المؤامرة إلى الواقع
- سيغموند فرويد: الأب الروحي للتحليل النفسي ومؤسس مدرسة علم ال ...


المزيد.....




- قادة العالم في الجولة الأخيرة من محادثات الخطوة التالية في غ ...
- غزة: عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى بيوتهم المهدّمة رغم ...
- أنظار العالم تتجه لشرم الشيخ.. قمة دولية بحضور ترامب للتوقيع ...
- بدء تطبيق نظام الحدود الرقمية في الاتحاد الأوروبي.. فما هو؟ ...
- وعود فشلت كبرى الشركات التقنية في تنفيذها
- كوبا تنفي المشاركة في حرب أوكرانيا
- قادة إسرائيليون سابقون: الحرب انتهت وحماس حصلت على ما تريد
- هؤلاء القادة والزعماء سيحضرون -قمة شرم الشيخ للسلام- [محدّث] ...
- الهلال الأحمر المصري: 400 شاحنة مساعدات في طريقها إلى غزة
- سفينة -مسكونة-.. هل تجرؤ على خوض أكثر الجولات رعبًا على متنه ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد غفير - -صفقة ترامب تشعل إسرائيل: انقسام حاد وتهديدات بإسقاط حكومة نتنياهو-