أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة نقدية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الشاعر الناقد الفلسطيني محمد أبو الهيجاء وإضاءة الدكتور أيمن درواشة وقراءة الشاعر الناقد الأردني صفوت أكرم الصادق .














المزيد.....

قراءة نقدية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الشاعر الناقد الفلسطيني محمد أبو الهيجاء وإضاءة الدكتور أيمن درواشة وقراءة الشاعر الناقد الأردني صفوت أكرم الصادق .


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 14:37
المحور: الادب والفن
    


سألته يومًا:
من أي مدارات الحنين أنتَ؟
ودائمًا كان جوابه:
كل الجهات تدلني عليكِ.
كان قلبه يوزع الحنين على غفلة من الشوق؛ فتثمل قلوب بعضهن بفيض الوجد فيه.
ولكلهن يقول: لولا وجودك في مهب الروح؛ لما أدمنت الحنين!
أو قد ربما ألتقيك عند أول كرسي عابر على سفحه!
ما بالك تمطرني غيابات وانطفاءات؛ واشتعالاتك وغى عبدتَ فيها رصيف الوله...!
وأقف وحيدة؛ مثقلة بالصمت وبرتابة الغياب، وغربة العمر تنفذ من عيني.
أيها العابر في دمي؛ ترجمك مسافات الغياب، بحصيف من شوقي إليك.
ويإ آلهة البرد والشوق... كيف للصمت يخبو في زوايا الروح، المعمورة بالخراب وعصف المنافي...!؟


الشوق ينمو بيننا
كآخر نبي يستعد،
للصلب!
ولا زلت أعقد بجذعك أنفاسي؛
وأعلق على نياطك، أحلامي وحرقة شوقي...

فاطمة الفلاحي - فرنسا


القراءة النقدية للشاعر الفلسطيني محمد ابو الهيجاء
تحليل قصيدة "تايكون – على ضفاف الشوق" لفاطمة الفلاحي:
هذه القصيدة النثرية تتخذ من الحنين والغياب فضاءً وجودياً لها، حيث تنسج الشاعرة عالماً من المشاعر المتضادة بين الوجود والعدم، الحضور والغياب، الصمت والصراخ.
المحاور الأساسية للقصيدة:
• الحبيب الغائب الحاضر: يتحول المحبوب إلى كينونة غائبة جسدياً لكنها حاضرة روحياً في "دم" المتحدثة، مما يخلق توتراً درامياً في النص.
• أسئلة وجودية: تطرح الشاعرة أسئلة استفهامية بلاغية ("ما بالك تمطرني غيابات"، "كيف للصمت يخبو") تعكس حيرتها تجاه قسوة الغياب وضرورة الشوق.
• الاستعارات الدينية: تظهر بشكل لافت في تشبيه الشوق بـ"آخر نبي يستعد للصلب"، مما يضفي على المعاناة العاطفية بُعداً قدسياً وتضحية كبرى.
• المكان والمنفى: تخلق الشاعرة جغرافيا نفسية حيث "رصيف الوله" و"ساحل الكرسي العابر" و"زوايا الروح المعمورة بالخراب".
الانزياحات اللغوية البارزة:
• "توزع الحنين على غفلة من الشوق": تجسيد للمشاعر
• "تمطرني غيابات وانطفاءات": تركيب مبتكر
• "ترجمك مسافات الغياب": استعارة جديدة
• "أعقد بجذعك أنفاسي": صورة قوية للتعلق الوجودي
الدلالات الرمزية:
• "الصلب" يرمز لأقصى درجات المعاناة والتضحية
• "المنافي" تعكس الاغتراب الجغرافي والنفسي
• "النياط" (القلب) ترمز لمركز الحياة والأحاسيس
القصيدة تنتهي بصورة مأساوية حيث يتحول الشوق إلى مصير محتوم، والتعلق بالحبيب الغائب يصبح شكلاً من أشكال البقاء على قيد الحياة.
هذه القصيدة تمثل تجربة شعرية عميقة تخلط الوجدان الصوفي بالحس الإنساني المعاصر، وتجسد معاناة المرأة في فضاء الاغتراب والانتظار.
تحية لفاطمة الفلاحي على هذه القصيدة المؤثرة.

إضاءة الدكتور أيمن دراوشة :
نص جميل يلامس شغاف القلب، قرأته مرات عديدة، ووجدت في كل مرة طبقة جديدة من المعنى. إنه ليس مجرد كلمات مرتبة، بل نبض حي ينبض بالحنين والشوق.
اللغة هنا تشبه لوحة مرسومة بمشاعر متدفقة. تلك الاستعارات العميقة، والصور الشعرية المكثفة... تترك أثرًا لا يمحى.
ما أجمل تحول الحنين إلى كائن حي في النص. وكيف مزجت الكاتبة بين الفلسفي والعاطفي بمهارة نادرة.
العبارة عن "آخر نبي يستعد للصلب"... توقفت عندها طويلا. إنها تحمل رمزية مأساوية تذكرنا بالنصوص المقدسة.
النص يبدأ بسؤال وينتهي بنداء... هذه الحركية تمنح القطعة حيوية خاصة. كأنها حوار داخلي يبحث عن إجابات.
أتصور هذا النص يُقرأ في أمسية أدبية هادئة... يستحق أن يصل إلى قلوب القراء عن جدارة.


قراءة الشاعر الناقد الأردني صفوت أكرم الصادق :

إلى أيّ مدارات الجمال والوجع ينتمي هذا النص؟
وعند أيّ مدارٍ يمكن أن يتوقّف؟
ربما هي رحلة لا عودة منها ولا توقّف،
لأنّ نص الشاعرة فاطمة الفلاحي حالة من التيه الوجداني والإنساني ، لايمكن إلا تجذبك مداراته وتستشعر هذا الألم العذب .
نص حين تقرأه، من الصعب أن تستعيد لحظتك الأولى قبل القراءة ،
فالنص يترك فيك أثرا أعمق من الحنين والوجع ،
وأكثر من الإعجاب .
ويوقظ فيك أسئلة القلب الكبرى:
لماذا يخلق فينا الحب كل هذا الفقد؟
ولماذا يقول أحدهم إنك محور الكون وكل الوجود،
ثم ينفيك إلى أقاصي الكون دون وجود؟
ولماذا يفشل القلب في الخلاص،
ويظلّ معلّقًا بين الألم والفناء؟
إنه نص يجعل من الحب جرحًا نبيلاً،
ومن الشوق نبيًّا يُعِدُّ نفسه للصلب،
ومن الذاكرة أفقاً لأسئلة الإنسان عن المعنى، وعن الغياب .
وعن قدر العشق أن يولد محكومًا بالانطفاء .
لماذا نعقد بجذع الآخر أنفاسنا وأحلامنا وحرقة إشتياقنا،
وينتهي بنا مطاف الحب عند جذع خاوٍ ونقول :
"يا ليتني مِتُّ قبل هذا الحب..."
في مدارات فاطمة الفلاحي لايتوقف الإبداع والجمال المرصع بالآسى والشجن .
دامت لكِ فكرة الحرف الأولى وهذا الفضاء الفسيح .


#فاطمة_الفلاحي
#تايكون _عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للمجموعة الشعرية - ترانيم تقترف الوله للشاعرة فا ...
- قراءة أدبية تحليلية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم ا ...
- قراءة نقدية لهايكو مرافئ بقلم الأديب الناقد هاشم مطر
- إليك قراءة أدبية تحليلية لقصيدة -صفعة الريح- للشاعرة فاطمة ا ...
- قراءة أدبية للناقد محـمد ابو الهيجاء في نص -صفعة الريح- للشا ...
- بلا ولا شيء -2 في مدار الشيئيات إضاءة كل من الناقد الجزائري ...
- قراءة أدبية في نصوص – تانكا 1 ، 2 للأديبة فاطمة الفلاحي بقلم ...
- بلا ولا شيء على مدار الشيئيات رقم 5 قراءة الدكتور أيمن دراوش ...
- قراءة أدبية في نص -هايبون - مجاهيل- للشاعرة فاطمة الفلاحي بق ...
- على أبواب الخريف نصوص هايكو- بصحبة الناقد الدكتور عادل جوده ...
- التحليل الأدبي والفني والفلسفي بمنهج أكاديمي لهيكوهات متتابع ...
- قراءة و تحليل أدبي وفني لومضة غطرسة - الناقد الجزائري إبراهي ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال؛ قراءة أولية وإضاءة بضيافة الأديب ...
- تانكا: بين الحقيقة والخيال.. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ ...
- قراءة فلسفية تفكيكية للنصين - زمن الأقنعة- بقلم: فاطمة الفلا ...
- من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد ال ...
- بلا ولا شي هايكو: بضيافة الاديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية وا ...
- بلا ولا شيء ! من اللاشيئيات بضيافة الدكتور الأديب أيمن دراوش ...
- هزة قلبية بضيافة الشاعر الناقد عادل جوده
- هايبون – أجنحة من رماد بضيافة الأستاذ الشاعر والناقد عادل جو ...


المزيد.....




- لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وص ...
- صورة المعلم في الرواية العربية: دراسة نقدية منهجية تطبيقية ت ...
- أسماء أطفال غزة الشهداء تقرأ في سراييفو
- الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للأدب
- تامر حسني يعيد رموز المسرح بالذكاء الاصطناعي
- رئيس منظمة الاعلام الاسلامي: الحرب اليوم هي معركة الروايات و ...
- الدكتور حسن وجيه: قراءة العقول بين الأساطير والمخاطر الحقيقي ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - قراءة نقدية في نص - تايكون – على ضفاف الشوق - بقلم الشاعر الناقد الفلسطيني محمد أبو الهيجاء وإضاءة الدكتور أيمن درواشة وقراءة الشاعر الناقد الأردني صفوت أكرم الصادق .