عبدالله بولرباح
كاتب وباحث
(Abdellah Boularbah)
الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 02:54
المحور:
الادب والفن
حين تجالس بعض الأرواح،
تشرق فيك شمس لم تكن تعلم أنها غابت،
تتنفس دفئا غريبا،
كأن الحياة تعود إليك بهدوء لا يرى،
كأنك تولد من جديد دون أن تموت.
لا تحتاج إلى كثير من الكلام،
يكفي حضورهم كي يزهر الصمت بينكم،
ويصير الوقت أكثر نقاء،
كأن الدقائق تتوضأ بالنور.
بعض الأرواح هدايا لا تلف بورق،
تأتي خفيفة كالمطر،
لكن أثرها يبقى فيك طويلا،
تعيد ترتيبك من الداخل،
تغسل قلبك من الغبار،
وتذكرك أن البساطة وجه آخر للعمق.
صفاء القمر
يمتلئ قلبك بصفاء القمر،
وتنسحب الظلال من زواياك،
كما ينسحب الليل أمام فجر واثق الخطى.
تتفتح روحك كورد جوري اغتسل بندى الحضور،
وتعلو فوق القمم كحلم خفيف،
يطير بلا جناحين،
يزورك في اليقظة كما في المنام.
تتجدد فيك الحياة،
كأنك ولدت لتوك،
تتحرر من أثقال الزمن،
وتركض خفيفا كطفل يطارد فراشة،
لا يريد الإمساك بها،
بقدر ما يريد أن يواصل الحلم.
سكون النور
ثم تهدأ،
لا لأنك تعبت،
بل لأن السلام حل فيك.
تصغي إلى صمت يشبه الموسيقى،
إلى أنفاسك وهي تنسج في داخلك مهاد الطمأنينة.
كل شيء من حولك يبدو كما كان،
لكنك أنت لم تعد كما كنت.
صارت الأشياء أكثر صدقا،
والألوان أكثر رحمة،
والوقت يمشي على أطرافه كي لا يوقظ الحلم.
تدرك حينها أن الفرح لا يأتي صاخبا،
بل يتسلل كنسيم في آخر المساء،
يلمس روحك،
ويغادر تاركا خلفه أثرا من حنان لا يقال.
حكمة الضوء
وحين يكتمل النور فيك،
لا تعود تبحث عنه في الخارج.
تفهم أن الجمال لم يكن يوما بعيدا،
بل كان يسكنك على هيئة صبر وحنين.
تمشي بخطى هادئة،
لا استعجال في القلب،
ولا خوف من الغد،
فمن عرف نوره، لا تضله العتمة.
تصافح الحياة كما هي،
بأفراحها الصغيرة،
وبخساراتها التي لم تعد تؤلم،
بل تذكرك بأنك حي،
وأنك ما زلت قادرا على الاتساع.
وفي لحظة صفاء أخيرة،
ترفع عينيك نحو السماء،
وتبتسم...
فكل ما أردته كان فيك منذ البداية،
لكن كان عليك أن تمر بالظلال،
لتعرف قيمة الضوء.
#عبدالله_بولرباح (هاشتاغ)
Abdellah_Boularbah#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟