عبدالله بولرباح
كاتب وباحث
(Abdellah Boularbah)
الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 08:49
المحور:
الادب والفن
بين الأيادي البيضاء، والأرض الخضراء
ولدت الخيرات وأينعت الامنيات
حبلت الحياة وتدفقت السعادة
هجمت الرأسمالية
تشققت الأيادي البيضاء
سرقت خضرة الأرض
والخيرات صارت أرباحا
في جيوب جشعة
فاسودت وجوه كانت نضرة
تاهت الطفولة في الأزقة
تبحث عن دفء مكسور
والأمهات بعين دامعة
ينسجن الصبر من الهواء
مدارس صارت مصانع
تقنن الأحلام
وتعلم الانضباط
لا الحرية...
جباه سجدت للخبز
لا للرحمن
والمواسم تباع
كأنها سلع في مزاد
صوت العامل
ذبح في المعمل
وصوت الأرض
ضاع بين إعلانات الإسمنت
يا ليل الفقراء
ما أطولك!
ويا صبحا لا يأتي
هل أضر بك المال أيضا؟..
لكننا ما انكسرنا
رغم السياط على الظهور
رغم السنين اليابسة
ما زلنا نزرع أغنية
في كل درب من تراب
قمنا على أنقاضهم
نحمل شمسا في اليدين
وأملا مغموسا بالعرق
نبني الحلم من الطين
ونكتب اسمه: الحق
نرفع رايات الجياع
فوق صروح الذهب
ونهتف في وجه القصور:
"لسنا عبيد السوق"
نحن من حمل الحقول
ونحن من سقاه المطر
من دمنا
يولد القمح
من وجعنا
تنهض المدن
والأرض تعرف أهلها
لا يملك النور
ولا يشترى الغيم
ولا يباع الضمير...
في الزقاق الضيق
امرأة تعد الشاي
تغني بصوت خافت
عن وردة نبتت في الركام
وطفل
يركض خلف فراشة
كأن الحرب لم تمر
كأن الجوع لعبة قديمة
الحب
ما زال يخيط القلوب
بخيوط النور
رغم انقطاع الكهرباء
نضحك، نبكي
نحمل رغيفا وقصيدة
نزرع في عتمة الوقت
أملا لا يشترى
فالحرية…
رغم السلاسل
تحبو في حواري المدن
وتكبر، تكبر
في قلب كل من قال:
"أنا إنسان"
#عبدالله_بولرباح (هاشتاغ)
Abdellah_Boularbah#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟