أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فؤاد أحمد عايش - بين الحقيقة والبروباغاندا














المزيد.....

بين الحقيقة والبروباغاندا


فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 19:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في الخطاب الإعلامي الغربي، تُقدَّم روسيا أحيانًا كقوةٍ متدخّلة، أو كدولةٍ تبحث عن نفوذٍ بأي ثمن.
غير أن الحقيقة التي يغفلها كثيرون هي أن روسيا لم تُعرف يومًا كمحتلٍّ لأرضٍ عربية، ولم تفرض يومًا أيديولوجية على الشعوب. بل كانت، عبر التاريخ، حليفًا صادقًا لكثير من القضايا العادلة، ومدافعًا عن مبدأ السيادة الوطنية، حتى حين تعارض ذلك مع مصالحها.

إنها دولة تؤمن بأن الاحترام المتبادل أساس العلاقات بين الأمم، وأن الكرامة الوطنية لا تُشترى ولا تُباع. ولذلك، حين تتحدث روسيا، يتحدث معها صوتٌ عريق نابع من تاريخٍ طويل من الاستقلال، لا من نزعة الهيمنة.

أنا عربيٌّ أعيش في روسيا، ولا أشعر بالغربة.
في شوارع موسكو و يكاترينبورغ، أرى في العيون احترامًا لا ريبة، وفي القلوب تقديرًا لا استعلاء.

في قاعات الجامعة وفي المؤسسات الحكومية الروسية، أُعامل كأي طالب روسي، وربما أكثر، لأنهم يرون في العربي حاملًا لثقافةٍ غنية وتاريخٍ ضارب في الجذور.

حين أقول إنني عربي، لا أسمع سخرية، بل تُطرح عليّ أسئلة عن حضارتي، وديني، وتاريخ أمّتي.
إنه فضول نبيل، لا جهل عدائي. ولهذا، أقول لإخوتي العرب: لا تحكموا على روسيا من وراء الشاشات، بل من خلال أبنائكم الذين يعيشون فيها ويعرفونها عن قرب.

إلى متى سنظل نسمع الأخبار المزيّفة دون أن نتحقق؟
ومتى سنتوقف عن تصديق الصور التي تُرسم لنا على الشاشات بدل أن نرى الواقع بأعيننا؟

لقد آن الأوان أن ندرك أن ما يُعرض علينا ليس الحقيقة، بل روايات مُوجّهة تُبنى لخدمة مصالحٍ سياسية وإعلامية.

كم من مرة سمعنا عن "روسيا المنعزلة"، ونحن نراها اليوم من أكثر الدول نشاطًا في الحوار الدولي والتعاون الثقافي والعلمي؟
وكم من مرة صُوّرت لنا كدولةٍ مغلقة، بينما هي في الحقيقة تحتضن آلاف الطلبة من العالم العربي وتمنحهم فرص العلم والكرامة؟

إن روسيا التي أعرفها ليست تلك التي تُرسم في نشرات الأخبار، بل تلك التي تُبنى في قاعات الجامعات، وتُترجم في الاحترام المتبادل بين الناس.

روسيا اليوم لا تطلب من أحد أن يحبها، لكنها تطلب فقط أن تُفهم بصدق وعدل.
أما نحن العرب، فنحن في أمسّ الحاجة إلى إعادة النظر في علاقتنا مع هذه الدولة الكبيرة، العميقة، المستقلة.
ليس لأننا نبحث عن بديلٍ للغرب، بل لأننا نبحث عن شريكٍ يحترم إرادتنا، ويفهم حضارتنا، ولا يُساوم على كرامتنا.

أنا لا أكتب هذا لأنني نسيت وطني، بل لأنني وجدت في روسيا وطنًا ثانيًا احترم إنسانيتي، وفتح لي أبواب العلم، ومنحني الحق أن أكون نفسي.
روسيا ليست كما يقول الإعلام، بل كما تراها عيون الصادقين.
إنها روسيا التي تُبنى بالثقافة، وتُدار بالقانون، وتُحكم بالعقل، لا بالعاطفة.



#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاون الدولي بين نصّ القانون وروح الإنسان
- السيادة القانونية في روسيا: ركيزة الدولة وإرادة القانون
- العلاقات الروسية – العربية
- روسيا حضارة القانون وروح الثقافة
- موسكو سيتي: مدينة المستقبل في قلب العاصمة الروسية
- متحف الإرميتاج - سانت بطرسبورغ
- كاتدرائية الرقاد: جوهرة الكرملين
- التعاون الإنساني في روسيا
- يوم المدينة في موسكو
- حياة الطلاب في روسيا: التحديات والفرص
- روسيا: وطن المعرفة والتكنولوجيا
- الطلاب العرب في روسيا ... رؤية نحو المستقبل 1
- الطلاب العرب في روسيا ... رؤية نحو المستقبل 2
- الطلاب العرب في روسيا
- التعاون بين الشعوب ... مسؤولية الطالب
- المهرجانات والفعاليات الثقافية في روسيا
- دَور المؤسسات الروسية في نشر الثقافة
- التعليم في روسيا رحلة نحو المعرفة
- شارع نيكولسكايا: لؤلؤة موسكو المضيئة
- كاتدرائية القديس باسيل: جوهرة موسكو الخالدة


المزيد.....




- خليل الحية: نعلن التوصل لاتفاق لـ-إنهاء الحرب- في غزة.. وتلق ...
- غزة: هل يحقق اتفاق المرحلة الأولى آمال الغزيين وأهالي الرهائ ...
- قيادي في حماس يعلن رفض الحركة اقتراح دونالد ترامب تشكيل -مجل ...
- -بوسطن داينامكس- تستعرض أيدي الروبوتات التي تتفوق على مثيلته ...
- السلطة الفلسطينية تترقب دورا كبيرا في غزة رغم خطة ترامب
- ماكرون: مؤتمر باريس بشأن غزة يعمل بالتوازي مع خطة ترامب
- ساعر: لا نية لدينا لتجديد الحرب على غزة
- واشنطن بوست تشيد بترامب وتقول إن اتفاق غزة نجاح كبير له
- كوشنر وويتكوف يصلان إلى إسرائيل لمتابعة تنفيذ اتفاق غزة
- بوتين يقرّ لعلييف بمسؤولية روسيا عن تحطم الطائرة الأذربيجاني ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فؤاد أحمد عايش - بين الحقيقة والبروباغاندا