أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني














المزيد.....

الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يلفت الانتباه في الفترة الأخيرة ، زخم الأخبار التي تتحدث عن اقتلاع أو حرق أو تخريب أشجار الزيتون على يد المستوطنين في مدن وقرى الضفة الغربية، ضمن مشروع هو جزء من سياسة ممَنهجة تستهدف جوهر العلاقة بين الفلسطيني وأرضه. الزيتون في فلسطين أكثر من شجر، فجذوره الضاربة في التاريخ والمتجذرة في رحم الأرض تمثل واحدة من الشواهد الكثيرة على الوجود والصمود والهوية.

ومن هنا فإن الاعتداء على هذا الشاهد ما هو إلا فعل سياسي قذر. فالمستوطن المدعوم من سلطات الاحتلال، يدرك أن هذه الشجرة تمثل مصدر رزق لعشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية، وأنه باقتلاعها، يدمر مورد اقتصادي، كما يحاول أيضا تدمير رابط روحي وعاطفي وثقافي عميق بين الفلسطيني وأرضه. لكن هيهات، فالجذر عنيد..

والأخطر من هذا، أن خلف اقتلاع الزيتون يكمن هناك مشروع استيطاني طويل، يسعى إلى تفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين، لتسهيل سلبها منهم تحت ذرائع "أمنية" أو "قانونية". فالأراضي التي يتم تفريغها من أشجارها تصبح في العرف الصهيوني أرضا "غير مستغلة"، ما يفتح المجال أمام ضمها لصالح المستوطنات أو الطرق الالتفافية.

ولكن لأن هذه الشجرة التي تقتلع اليوم، والتي يسعى المحتل لطمسها، هي ذاتها التي أقسم الله بها في كتابه الكريم (والتين والزيتونِ)، وهي التي وصفها سبحانه وتعالى بأنها شجرة مباركة في سورة النور (يوقد من شجرة مباركة زيْتونة لا شرقية ولا غربية). فقد باتت رمزا قرآنيا له دلالة روحانية، وجزء من عقيدة المسلم المرتبطة بالأرض والرزق والبركة، لذلك فالاعتداء عليها يمثل اعتداء على المقدس في الوجدان الفلسطيني، ومن هنا تولد المقاومة، مقاومة المعتدي الذي مس هذا المقدس.

وتجدر الإشارة إلى أن المنظمات الحقوقية رصدت مئات الانتهاكات خلال الفترة الماضية. ففي أكتوبر ٢٠٢٥ فقط، سجلت عشرات الحوادث في نابلس وسلفيت والخليل، شملت اقتلاع مئات الأشجار باستخدام المناشير الكهربائية، وسكب مواد كيميائية على جذورها، بل ووصل الحقد والوحشية إلى درجة تسميم التربة. ومثالا على ذلك، اقتلاع أكثر من مائة شجرة في بيت دجن، وفي المغير شمال رام الله، قطعت العشرات منها بشكل منهجي لا عشوائي.

والسكوت إزاء هذه الجرائم من اقتلاع وحرق وتسميم وسرقة للمحصول، شجع المجرم على التمادي في جرائمه، لأنه يعلم أن لا قانون سيعاقبه. أما الفلسطيني الذي يزرع أو يدافع عن أرضه فلطالما كانت الملاحقة القضائية والعقاب من نصيبه.

ولكننا نقول للمعتدي أنه إذا ظن أنه باقتلاعه شجرة زيتون سيقتلع الذاكرة، فهو واهم. فمكان كل واحدة تجتث، تنبت أخرى، تزرع في الوعي، وتتحول إلى صمود ومقاومة، وأن معول الظلم قد يقطع الجذع، لكنه أبدا لن يصل إلى الجذر. لذلك فإنها لن تكون نهاية الشجر، بل بداية الحكاية.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت
- غزة تنزف... ونحن نختنق بالصمت
- وحدة -الأشباح-..مرتزقة الغرب في حرب الإبادة على غزة
- الصليبيون الجدد في غزة برعاية أمريكية
- كي الوعي والقصف المتعمد..الأبراج في غزة
- الضربة في الدوحة..صاروخ صهيوأمريكي على طاولة التفاوض
- صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال
- لا مجاعة في غزة..-غوغل و-إكس- في خدمة البروباغاندا الصهيونية
- *عصا موسى* مقابل -جدعون ٢
- الشيخ رضوان يشهد ليلة دموية وسط صمت العالم


المزيد.....




- طائرة -درون- أوكرانية تصطاد منصة صواريخ روسية.. شاهد رد فعل ...
- 12 سنة في السجن و7 سنوات دون زيارة واحدة: أفرجوا عن السفير ...
- الشيباني بعد لقاء فيدان: قسد تبطئ تنفيذ اتفاق 10 مارس.. وبرا ...
- تدهور الحالة الصحية لهنيبال القذافي المحتجز في لبنان ومطالب ...
- متفوقا على ميسي .. رونالدو أول لاعب كرة ملياردير بفضل عقده ب ...
- توني بلير .. دور مثير للجدل في خطة السلام وإعادة إعمار غزة
- سيباستيان لوكورنو يلتقي ماكرون في الإليزيه في ختام مشاورات - ...
- نيويورك تايمز تتفقد أكثر من 700 غزاوي قابلتهم سابقا
- من بينهم بطلة مسلسل -بهار-.. عملية لمكافحة المخدرات تستهدف م ...
- عمر ياغي يُحقق جائزة نوبل في الكيمياء.. والملك عبدالله يُعلق ...


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني