أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد عبد اللطيف سالم - منظومات القِيَم وأنماط السلوك والإدارة للدراساتِ الأوليّة والعُليا في العراق














المزيد.....

منظومات القِيَم وأنماط السلوك والإدارة للدراساتِ الأوليّة والعُليا في العراق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 12:08
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


طلبة دراسات عليا(ماجستير ودكتوراه).. في العراق الذي "يُقالُ" أنّهُ كانَ قد اخترعَ الكتابةَ وعلّمَها للآخرينَ قبل سبعةِ آلافِ عام (وهناكَ من يدّعي أنها عشرةُ آلاف عام).. طلبة "دراسات عُليا" راسبين.. نعم "راسبين"، بكلّ ما في كلمة "راسِب" من معانٍ ودلالاتِ كثيرة.. "راسبينَ" في امتحانات الدور الثاني للعام الدراسي 2024-2025.. هؤلاء "الراسِبون - المُتَرَسِّبونَ" بكثافة، "يُناشِدونَ" معالي السيد وزير التعليم العالي أن يمنحهم (5) درجات.. فيمنحهم معاليه هذه الـ (5) درجات.. "إضافةً لما منحناه لهم سابقاً بموجب قرارات مجالس الجامعات".
هؤلاء "الراسِبون"، ورغم جميع "التسهيلات" الأخرى "الإضافيّة" المُقدّمة لهم طيلةَ العامِ الدراسيّ (وما أكثرها).. سينجَحون.. وسيحصَلون على الماجستير والدكتوراه.. وسيُمارِسونَ التدريسَ لأجيالٍ "مظلومةٍ" من الطلبَة.. وسيحملون لاحقاً لقب "أستاذ دكتور".. وسيخرجونَ علينا في الفضائيات و"اللافتات الانتخابيّة"، وقبل اسمهم ستصفعُ وجوهنا (بكلُ صلافة) كلمة "بروفيسور".
طالب دراسات عليا "دكتوراه" يجب عليهِ أن يجتَهِد و "يُبدِع"، ويأتي من خلال اطروحتهِ بـ مساهمةٍ "أصيلة"، ويتطرَّقُ إلى موضوعٍ "مُبتَكَر" لم يسبق بحثهُ أو التطرّقُ له، ليتسنى له الحصول على شهادة "دكتوراه فلسفة" في حقل الاختصاص.. طالبُ "عِلمٍ" كهذا من المعيبِ عليه أن "يُناشِدَ" وأن "يتوسّل" وأن "يتسوّلَ" الوزيرَ من أجل خمس درجات.. ومن بابِ "الخطيئةِ" أكثر أن يقومَ الوزيرُ بمنحهِ هذه الـ (5) درجات (إضافةً لغيرها وغيرها من الدرجات غير المُعلَنة، والتي تفوق هذه الدرَجاتِ الخمسِ بكثير).
من هم "هؤلاء" الذينَ في كُلِّ عامٍ دراسيّ، لا يتمكّنوا من اجتياز أيّ امتحانٍ دون "حَقنِهم" بـ"دفعتين" أو أكثر من الدرجات "الإضافيّة"، مرّةً من مجالس الجامعات(بأمرٍ من الوزير)، وأخرى بقرارٍ من الوزير ذاته؟
ما هو التبرير "المنطقي" لمنح هذه الدرجات؟
ما هو التفسير "العلمي" لهذهِ "المكرمات"؟
وأيُّ "مُخرجاتٍ عُليا" هذه، لم تكن لتتمكَّنَ من اجتياز امتحانٍ(بمتطلبّات الحدّ الأدنى من الفِهم والادراكِ والمعرفة في حقل الاختصاص) لطلبة ماجستير ودكتوراه، لن يتمكنوا (بقدراتهم العلمية المحدودة) من اجتياز هذا الامتحان (بل ولن يجتازوهُ أبداً) إلاّ بـ "دُفعات" متتالية، كُلُّ "دَفعةٍ" لا تقلُّ عن خمس درجات، وبُمُجمَل درجاتٍ "مُضافَةٍ" إلى درجات "الدفتر الامتحانيّ" قد تَصِلُ في بعض "الحالات" إلى أكثر من عشرين درجة؟
هل تعلمونَ أنَ الكثيرَ من "مُدخلات" هذه "الدراسات العُليا" هُم طلبة "دراسات أوليّة" نَجَحوا و "تخَرّجوا" بدورهم من خلال قرارات على شاكِلة "إضافة الدرجات" و " عدم احتساب سنوات الرسوب" و "عودة الطلبة المُرقّنَة قيودهم"، وما شابهَ ذلك من "قراراتٍ" مُشينة.
وهل تعلمونَ أنّ هؤلاءَ "القافزينَ بالزانة" قد ألحقوا إساءةً بالغِة بالكثيرِ من العقول العراقيّةِ الجميلةِ الراقيةِ المُبدِعَة، التي تواصِلُ "دراساتها العُليا" بصبر الأنبياء، و تُصِرُّ على الحَفرَ في صَخرِ الأيّام بأكفّها المحرومةِ من أيِّ "دَعم"، وتنبشُ بأرواحها المُتعبَةِ دونَ كلَل، باحثةً عن المعنى في كُلٍّ "مَصدرٍ" مُتاح، دونَ صَخَبٍ أو مِنةّ.
وأخيراً.. هل تعلَمونَ أن هذه "السياسةِ التعليميّةِ" الرثَّة، وجميع "منظومات التعليم" البائسة المُرتبطةُ بها، هي بمثابةِ "هَدرٍ" صافٍ للمال العام والخاص، و "تبديدٍ" صريح للاستثمار الكفوء (العام والخاص) في الموارد البشريّة.. وأنّ هذا "السياق التعليميّ الإنتِكاسيّ" لا ينطوي على أيّ معنى، ولا يُحقِّقُ أيّ هدفٍ "تنموي"، وليس لهُ أيُّ جدوى اقتصاديّة أو مجتمعيّة.
وهنا يقتضي الانصافُ أن نقومَ بالإقرارَ بأنّ هذهِ "البُدَع" و "الضلالات" لم تبدأ الآن، ولكنّها كانت محدودةً و "حصريّةً" في "السابِق"، قبلَ أن يتمّ تكريسها كـ "تقليدٍ سنويّ" بعد العام 2003، ولتتحوَّلَ في العقدَينِ الأخيرَين إلى "نَهج" تعليمي دائم، و "عُرف" أكاديمي ثابت في إدارة "المؤسسات التعليمية"، وعُنصراً رئيساً وفاعِلاً في "منظومة القيم" التعليمية "الجديدة" التي تعملُ على وفقها، وتسعى إلى تنفيذها غالبيّة الإدارات الجامعية(في القطاعين الحكومي والأهلي) بكُلِّ "خشوعٍ" و"خنوع".
وهكذا ننتهي إلى دراسات أوليّة غير مُنتِجة.. وماجستير ودكتوراه بـ "التوسّلات".. ودرجات مُضافَة بأسلوب "الدَفعات" و"الهِبات" و"المكرمات".. وكُلّها مُكرَّسَةٌ لإعادة انتاجِ "تخلُّفنا" في جميع المجالات.
أيُّ "دراساتٍ أوليّةٍ" تلك، وأيُّ "دراسات عُلياً" هذه.. وأيُّ "تعليمِ عالٍ" هذا الذي نعملُ ونُعلِّمُ ونتعلَّمُ في إطارهِ الآن؟
وبعدُ.. وبعدُ.. وبعد..
هناكَ المزيدُ من الحقائقِ والوقائعِ المُرّة، التي لا يتَّسِعُ المجالُ لذكرها في هذا المقال.
إلى أين.. إلى أيِّ مصيرٍ، يُمكِنُ أن يقودَ الأجيالَ الحاليّةَ والقادمة، كُلُّ هذا العَبثِ وكُلُّ هذا الخراب؟
اللهم إنّا لا نسألكَ ردَّ القضاء، ولكن نسألكَ اللُطفَ فيه.
آمين.
(تجدونَ "القرار"، والتأكيدَ على صحّته.. على الرابط في أدناه) :
https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=1159545656356667&id=100069037305668&mibextid=wwXIfr&rdid=cMgwLF4G3G9fXw8r#



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن السياحة والسيّاح والايرادات السياحية في العراق
- لا فرَحَ ولا ماريانَ.. في البلدِ الغارقِ في الظُلْمة
- هذا ما يحدثُ في العراق عندما ينزِلُ البطارِكَةُ إلى الشارع
- التفاصيلُ الرئيسة للبرنامج والمنهاج الحكومي لرئيس مجلس الوزر ...
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية والنظام السياسي في العراق (3 ...
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق (2)
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق (2003-2 ...
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية والنسَق السياسي المُغلَق في ...
- الظاهرة الصوتيّة وظاهرة العقل والقوّة بين العرب وإسرائيل
- عن العوراتِ وسِترِ العوراتِ في الدُوَلِ العارية
- مباديءُ الاقتصاد السياسي للعُشّاقِ المُبتدِئين
- التقاعُد والمُتقاعِدون والرواتب التقاعدية في العراق: بيانات ...
- معارك شوارع و أحياء السعادة في العراق السعيد
- العراق 2025: مؤشرات وبيانات اقتصادية ومالية رئيسة
- شُمَّر بخير.. ولا يعوزها شيء
- حساباتُ الحقل وحساباتُ البيدَر في العراق
- اعتباراً مِنَ الغَدّ.. مِنَ الغَدّ
- الدِيّةُ والجِزيّةُ والمواطِن والمال السائب في العراق
- المُدونّات المذهبيّة للأحوال الشخصيّة ومُدوّنات النظام السيا ...


المزيد.....




- إسرائيل تعلن ترحيل الناشطة غريتا ثونبرغ ومشاركين في أسطول مس ...
- الشيطان يكمن في التفاصيل.. ما أبرز البنود التي قد تعرقل مفاو ...
- -يوروبول- تفكك شبكات تتلاعب بجودة الأغذية في أوروبا..وتضبط ب ...
- خيمة تنبض بالحياة وسط الحرب في غزة
- المصري خالد العناني الأوفر حظا للفوز بمنصب أمين عام اليونسكو ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب غزة على طاولة شرم الشيخ
- إسبانيا تعتزم شكوى إسرائيل بالجنائية الدولية بشأن أسطول الصم ...
- كاتب إسرائيلي: الفكر الكاهاني يبتلع إسرائيل وترامب ليس المنق ...
- إيكونوميست: جحيم أوكرانيا أضر بـ 50% من مصافي النفط الروسية ...
- مدير إنستغرام يجيب.. هل تتجسس المنصة عليك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد عبد اللطيف سالم - منظومات القِيَم وأنماط السلوك والإدارة للدراساتِ الأوليّة والعُليا في العراق