أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مراجعات ضرورية حول الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد العراق















المزيد.....

مراجعات ضرورية حول الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد العراق


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه ان البريطانيين ومن وراءهم القوى العالمية الكبرى ؛ عندما قرروا انشاء دولة اسرائيل في الشرق الاوسط دون سائر بقاع الارض ؛ و شجعوا يهود الشتات الى الهجرة ودفعوهم الى الاستقرار في فلسطين مع تقديم كافة المساعدات والتسهيلات لهم , وبالاتفاق مع الاتراك والبريطانيين وبعض العرب وقتذاك , انما ارادوا وراء هذا المخطط السياسي الخبيث , زرع غدة سرطانية , وكيان هجين يعتاش على المساعدات والازمات والصراعات والنزاعات العسكرية , ومن ثم يعمل على امتصاص ثروات شعوب المنطقة واضعافها بشتى الطرق , فهي اشبه بالحارس الامني للمصالح الغربية او هي شرطي الشرق الاوسط الدائم او منفذ المخططات الغربية والامريكية في المنطقة والعالم ؛ والدليل على ما قلناه انفا , ان اسرائيل وطوال تاريخها لم تقدم اية خدمة انسانية او علمية او اقتصادية او ثقافية ... الخ ؛ لبلدان المنطقة والشعوب العربية والاسلامية , حتى الدول العربية والاسلامية المطبعة وذات العلاقة الجيدة معها لم تسلم من شرورها , فهي العدو المبين , وكما ان السمية لا تفارق ذاتية الحية وجوهر العقرب , كذلك العدوانية والتآمر لا تفارق حقيقة اسرائيل ابدا ؛ فلأجلها وجدت .
ولكن لا تستطيع اسرائيل ومن وراءها الغرب والقوى الاستكبارية , وبعد تطور الوعي السياسي للشعوب وانبثاق ميثاق الامم المتحدة , وانتشار ثقافة حقوق الانسان ورفض العنصرية والعدوان , ان تستمر بالعربدة والاستهتار وانتهاك حقوق الانسان بشكل سافر ؛ لذلك تلجأ اسرائيل ويلجأ الغرب والامريكان لاختلاف الف سبب وسبب لشن العدوان ضد هذا البلد او ذاك .
فقد قصف سلاح الجو الاسرائيلي مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985 ولم تحترم السيادة التونسية , وكذلك قصفت المفاعل النووية العراقية في بغداد عام 1981 من دون سبب مقنع وقتذاك , كما قصف سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل نووي سوري مزعوم خلال عملية خارج الصندوق في 6 سبتمبر 2007 ... ؛ فضلا عن الكثير من جرائم الاغتيال في ايران وسائر الدول العربية والاسلامية ... ؛ وعندما ارتفعت اصوات الاستنكار من قبل احرار العالم بل وحتى من الداخل الاسرائيلي ؛ بدأ الصهاينة يبررون جرائمهم واعتداءاتهم العسكرية والمخابراتية بالاعتداءات الفلسطينية والارهاب واستهداف المواطنين الإسرائيليين والاخطار الخارجية العربية والاسلامية المحدقة بالأمن القومي لإسرائيل ... الخ .
وعليه يجب على احرار الامة وساسة الاغلبية وحكمائها ان لا يعطوا اسرائيل او غيرها من الاعداء مبررا للاعتداء او الحاق الضرر بالمصالح العليا للامة والاغلبية العراقية ؛ لاسيما وانها تتشبث بأدنى الاعذار وابسط الامور لإعلان عدوانها على هذا البلد او تلك الجماعة ...؛ وقادة وساسة ورجال الاغلبية العراقية ان اكتفوا بالتنديد والاستنكار او بتقديم المساعدات الانسانية لحركة حماس والفلسطينيين او حزب الله واللبنانيين او غيرهما من ابناء الامة الإسلامية والعربية ؛ فهم معذورون امام الله والانسانية والامة الاسلامية والعربية بل والتأريخ ؛ فقد تعرضت الاغلبية العراقية في تاريخها الطويل إلى العديد من المصاعب والازمات والانتكاسات والنكبات بل والقواصم ، اذ زجت حكومات الفئة الهجينة والطائفية وطوال 83 عام بأبناء الاغلبية في غياهب السجون والمعتقلات واتون حروب الوكالة الخاسرة ونيران معارك الوكالة الرهيبة فضلا عن اعدامات الجملة وعمليات التطهير الطائفي والمقابر الجماعية وجرائم المفخخات والصولات والتفجيرات الارهابية والتي كبدت الاغلبية العراقية الاصيلة خسائر بالأرواح والممتلكات فادحة ؛ ولا زالت الجراح لم تندمل بعد ؛ فها هي مدن وقرى الاغلبية بائسة وتفتقر لأبسط الخدمات اللائقة , وكذلك ابناء الاغلبية يعانون من البطالة والفقر والبؤس , نعم لقد بلغت الاغلبية مبلغاً من التقهقر والهوان والتهميش والضياع جعلها تتنقل من نكبة إلى نكبة، وتهوي من نكسة إلى أخرى , وتدور في دوامة الازمات التي لا عد لها ولا حصر ؛ ناهيك عن اوضاعها الراكدة واحوالها المتخشبة في عالم يتطور باستمرار ويسير بسرعة الضوء .
فالأغلبية العراقية واجهت الصعاب المختلفة والمشاكل المتعددة ولا زالت , وقل أن تجد طائفة او جماعة او مكون من الأمم والشعوب واجهت ما واجهته الاغلبية العراقية الاصيلة من النكبات وبقيت صامدة وحية ؛ وكادت ان تلفظ انفاسها الاخيرة في العهد البعثي التكريتي الصدامي الاسود لولا رحمة الله وصلابة ابناءها , فالله الله في الاغلبية العراقية , فأن ذهبت ذهب العراق ؛ وان عاشت استمرت الهوية الوطنية والروح العراقية .
ان اطلاق الصواريخ والمسيرات من هذا الفصيل الاسلامي او تلك الجماعة المقاومة , واستهداف اسرائيل بالأسلحة البسيطة ؛ لا يغير من مجريات الاحداث العسكرية على ارض الواقع , ولا يحقق الانتصار الناجز , ولا يقلب موازين القوى لصالح حركة حماس او حزب الله , لاسيما وان الاضرار والخسائر المترتبة على تلك العمليات طفيفة بل قد لا تذكر احيانا وذلك بسبب الدفاعات الجوية الاسرائيلية وبعد المسافات وتحصن الإسرائيليين ؛ والاهم من ذلك كله ان هذه العمليات المحدودة التأثير , ستتخذها اسرائيل ذريعة امام المجتمع الدولي والرأي العام للهجوم على العراق وفصائل الحشد الشعبي وحركات المقاومة , اذ أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر - في وقت سابق - أنه وجّه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يحضّه فيها على الضغط على الحكومة العراقية لوضع حدّ لهجمات تشنّها على الدولة العبرية "مليشيات موالية لإيران"... ؛ وقال ساعر في منشور على منصة إكس أرفقه بنسخة من الرسالة "في هذا المساء وجّهت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي دعوت فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بنشاط المليشيات الموالية لإيران في العراق الذي تُستخدم أراضيه لمهاجمة إسرائيل"... ؛ وأضاف "دعوت مجلس الأمن إلى التحرك على نحو عاجل لضمان احترام الحكومة العراقية التزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف هذه الهجمات على إسرائيل"... ؛ وجاء في نص الرسالة التي نشرها ساعر على إكس "تقع على عاتق الحكومة العراقية مسؤولية منع استخدام أراضيها قاعدة لشن هجمات ضدّ دول أخرى"... ؛ وأضافت الرسالة أنّ إسرائيل "تدعو الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها واتخاذ تدابير فورية لوقف هذه الهجمات ومنعها"، مؤكدة في الوقت نفسه أنّ "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية نفسها ومواطنيها من الأعمال العدائية (...) للمليشيات المدعومة من إيران في العراق"... ؛ رفض العراق الرسالة التي أعلنت إسرائيل توجيهها إلى الأمم المتحدة "للضغط عليه لوقف هجمات تنفذها فصائل مسلحة مدعومة من إيران انطلاقا من أراضيه"، واعتبرها "محاولة لتبرير العدوان"... ؛ وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية يحيى رسول مساء - في وقت سابق - إن مجلس الأمن الوطني اعتبر أن الرسالة والشكوى الإسرائيلية "تصعيد خطير ومحاولة للتلاعب بالرأي العام الدولي لتبرير العدوان"، ودانت بشدة التهديدات الإسرائيلية الهادفة إلى توسيع رقعة الصراع الإقليمي نحو العراق ... ؛ وجدد العراق دعمه لغزة ولبنان، داعيا "جميع الأطراف الفاعلة إلى رفض التصعيد وإعطاء الأولوية للحوار والالتزام بمبادئ القانون الدولي"... ؛ وشدد مجلس الأمن الوطني العراقي على أن "قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقية وحدها وأنها مستمرة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن أي هجوم".
وكان الاحرى بالفصائل الاسلامية وحركات المقاومة كافة ومن دون استثناء ؛ الانضواء تحت راية المرجعية الدينية العليا والحكومة العراقية ؛ فالحشد الشعبي استمد شرعيته الدينية من المرجعية العليا , و وجوده مرتبط بالقانون والحكومة العراقية ؛ ولا يصح باي حال من الاحوال الخروج عن دائرة الحكومة العراقية و من عباءة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف , لان ذلك يعرض ابناء الاغلبية الغيارى من المنتمين لتلك الفصائل والحركات للخطر الصهيوني , بل ويجر الويلات للعراق والاغلبية جمعاء , فالمصير المشترك والمركب الواحد يحتم على كافة الفصائل والحركات والاحزاب والشخصيات الشيعية من الاحتكام الى معايير وطنية ثابتة واسس دينية واحدة تخص الطائفة في العراق , وعدم الخروج عن رأي الجماعة ؛ والخطأ مع الجماعة خير من الصواب مع الانفراد احيانا , فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
وكان الاجدر بتلك الحركات والفصائل الاستفادة من تجارب الايرانيين واللبنانيين ؛ فقد عمل الايرانيون وكذلك اللبنانيون (حزب الله ) على اجتناب الاصطدام المباشر والمواجهة العسكرية مع الصهاينة ؛ عندما اندلعت المعارك في غزة , اذ نأى حزب الله بنفسه وقتذاك عن المحرقة على الرغم من سخرية البعض واستهزاء البعض الاخر واتهام حزب الله بالجبن والعمالة والشعارات فقط ... الخ ؛ ومع كل تلك الضغوط الاعلامية والشعبية التزم حزب الله بعدم التصعيد وكذلك الايرانيون فعلوا , الا ان الصهاينة تمادوا في عدوانهم , و عملوا على التمدد وتوسيع رقعة الحرب , و وقع المحذور رغم الحذر , واستشهد خيرة عناصر حزب الله على يد الصهاينة , وتعرضت الطائفة الشيعية الى خسائر فادحة في الممتلكات والارواح , بل ان قرى واحياء وبنايات كاملة سقطت ودمرت ومسحت من الخارطة ؛ واغلقت كافة الابواب بوجه الشيعة في لبنان , بحجة مخافة القصف الاسرائيلي تارة , وبذريعة الحذر من التغيير الديموغرافي , بل ان البعض فرح فرحا كبيرا بما حصل للشيعة وحزب الله ...!!
الحكمة تقتضي من العراقيين الاصلاء حاليا , الوقوف على التل لمعالجة جراح الزمن ولملمة اوراق الاغلبية المبعثرة , واعداد العدة والعدد لمواجهة الحركات الانفصالية والتكفيرية والارهابية فهي العدو المبين وخنجر الغدر الدفين , وانجاح التجربة الديمقراطية والعملية السياسية وتحصينها من الاخطار الخارجية والداخلية , وتحقيق مطالب الاغلبية وصون حقوقها والنهوض بواقعها , فمن غير المعقول والمقبول ان يكون هذا الفصيل الاسلامي او تلك الحركة الشيعية من عوامل ضعف الحكومة الشيعية وعدم استقرار المجتمع الشيعي , ففي الوقت الذي يعمل فيه احرار الاغلبية على توحيد ابناء الاغلبية تحت راية الوطنية الاصيلة والامة العراقية , والحفاظ على كافة ابناءها وفئاتها وحركاتها واحزابها وشخصياتها ورجالها وعدم التفريط بأي شخصية منها او جماعة او مجموعة , والعمل سوية تحت مظلة مصالح الأغلبية العليا ؛ يغامر البعض بمستقبل الأغلبية ويعرض العراق للخطر بسبب الارتباطات الايدلوجية الدينية والسياسية بالدول الخارجية , اذ يقدم الشعارات على الجماعات والفئات من ابناء جلدته , ويأتمر بالأوامر الخارجية ولا يحترم القرارات الشيعية العراقية , ويعمل على الحاق افدح الاضرار بالعراق من اجل سلامة بعض الدول ؛ ففي الوقت الذي تراه حريصا على حماية هذه الدولة او تلك الحركة وابعاد الخطر عنها ؛ لا ابالي بمستقبل الاغلبية ومصيرها ولا يأبه بالأخطار المحدقة بالعراق ؛ ولا يهتم بالتهديدات العسكرية من قبل الاعداء والتي تجعل من عمليات بعض الفصائل والحركات ذريعة لتدمير الاغلبية وتخريب البنى التحتية .
المفروض برجال الفصائل والحركات الاسلامية حماية العراق والتجربة الديمقراطية من اعداء الخارج والداخل , وتقوية الاغلبية ومدها بكل عناصر القوة المادية والمعنوية , وتحويل العراق الى كعبة للتشيع العالمي ومرجع للمسلمين الشيعة , والاستفادة القصوى من هذه الميزة الاستراتيجية ؛ فكلما استقوى شيعة العراق كلما شعر شيعة العالم والمنطقة بالطمأنينة والراحة والعكس صحيح , فالحفاظ على مصالح الاغلبية في العراق وابعادها عن مهاوي التهلكة والحروب الخاسرة وغير المتكافئة لا يصب بصالح شيعة العراق فقط بل في مصلحة شيعة العالم اجمع ؛ اذ يستطيع العراق عندها فتح ابوابه امام المظلومين الشيعة وتقديم المساعدات الانسانية والدعم السياسي واللوجستي لهم .
بينما يصدح احرار وحكماء الاغلبية بأن كافة الفضائل والحركات الاسلامية تنضوي تحت راية الحشد الشعبي الذي يأتمر بأمر الحكومة العراقية كما تأتمر سائر الاجهزة الامنية والفرق العسكرية ؛ يخرج احدهما ويصرح بأن فصيله او حركته لا شأن لها بالحكومة العراقية بل ولا بالمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ؛ وانها مرتبطة بالخارج ولا علاقة لها بالشأن الداخلي الا بما يحقق مصالحها الخارجية والاقليمية ... ؛ بل ان احدهم قال : ان لديه استعداد بان يقاتل العراق والعراقيين او ان يحرق العراق ؛ دفاعا عن الدولة الفلانية او بسبب العقيدة الدينية الكذائية ؛ والطامة الكبرى ان اغلب الدول تستخدم الدين وتسخر الموارد الدينية لمصالحها القومية والوطنية الا نحن ؛ فالبعض يعمل على التحصن بالدين والاختباء خلف عباءة المذهب ورفع الشعارات الطائفية التي قد تستهدف الوطن ومصالح وابناء الطائفة نفسها ...!!
وفي الوقت التي تعمل فيه الحكومة العراقية على تحصين كافة الفصائل والحركات من خلال ادراجها ضمن قانون الحشد الشعبي وحمايتها من المسالة القانونية او الانتقاد الدولي والاقليمي ؛ يفتخر البعض بمعارضته للحكومة وعدم احترامها لها او الانصياع لقراراتها ...!!
حان الوقت للإعلان عن مؤتمر عام يجمع كافة شخصيات وحركات واحزاب الاغلبية العراقية وبمختلف مشاربها وتوجهاتها , والجلوس حول طاولة مستديرة , وعدم الانفراد بالرأي او ادعاء تمثيل الاغلبية , والاتفاق على مبادئ عامة لا يجوز الخروج عليها بحال من الاحوال , وعلى احرار وغيارى الامة العراقية من تشجيع رجال الاغلبية على هذه الخطوة , ففي وحدة الاغلبية وحدة الامة العراقية , وفي تحقيق مصالح الاغلبية احياء للهوية الوطنية ... ؛ واستقرار المجتمع العراقي مرتبط باستقرار الاغلبية العراقية ؛ وعندها تكون تصرفات الشخصيات وتحركات الفصائل والاحزاب وشعارات التنظيمات والحركات وفعاليات وانشطة المنظمات ؛ مصبوغة بالصبغة الوطنية وتندرج ضمن الايدلوجية والاستراتيجية السياسية العراقية .
وليكن في علم البعض ان جماهير الاغلبية والامة العراقية لا تنسى من يسيء لها , او يهدد مصالحها , او لا يطالب بحقوقها ويغمط مستحقاتها , او يتحالف مع اعداءها , فضلا عن من يجلب الدمار والخراب لمدنها وقراها ومناطقها , ويعرض ابناءها للقتل والتشريد والتهجير ؛ فالأغلبية قد ينفد صبرها , وكما قال المثل الشعبي : (( كثر الدك يفك اللحيم )) .
اذا تعرضت مصالح الاغلبية للضرر والاذى , وارتفع عدد الشهداء والضحايا , وتدهورت الاوضاع الاجتماعية والامنية والاقتصادية , وسرت الشائعات بين الناس ؛ عندها ستكون ردة فعل جماهير الاغلبية قاسية ومتشددة ضد الاطراف التي تسببت بهذه التداعيات , مما يدفع البعض ومن الطرفين او بواسطة الخونة والعملاء والمرتزقة للاصطدام والمواجهات المسلحة ؛ مما يوقع العديد من الضحايا ومن كافة الاطراف , وعندها قد يتبخر هذا الفصيل او تلك الحركة بسبب هروب بعض عناصره واستشهاد البعض الاخر واختباء ومطاردة البعض الثالث ؛ وهذا ما يريده الاعداء ويخططون له ؛ وقد تشتبك الفصائل والحركات التي هاجمت اسرائيل مع الاحزاب والحركات التي لم تهاجم اسرائيل .
على الرغم من تصرفات البعض غير المسؤولة ؛ يجب على الحكومة العراقية والمرجعية الدينية والنخب والاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية من احتواءهم , والتنسيق معهم , واقناعهم بترك العمليات والانشطة العسكرية التي تعرض العراق والتجربة الديمقراطية والاغلبية للخطر , والضغط على الامريكان من اجل الضغط على الصهاينة , واجراء المباحثات مع القوى الدولية الفاعلة لمنع الاعتداء الاسرائيلي المرتقب , وان لم تستطع الجهات الوطنية والحكومة العراقية من منع العدوان الصهيوني ؛ فلابد من العمل على جعل الضربات الاسرائيلية ضربات شكلية وبسيطة ولا تلحق اضرار فادحة او خسائر جسيمة , فالقضية المهمة الان والتي يجب على كافة شخصيات وقادة وساسة واحزاب وحركات الاغلبية العمل عليها ؛ هي كيفية تفادي العدوان الاسرائيلي او تخفيف تلك الضربات العسكرية لأدنى حد ممكن ؛ وعدم السماح بتكرار نموذج العدوان على غزة او لبنان ؛ فالعراق والعراقيون لا يتحملون مثل هكذا ضربات جوية ساحقة واعتداءات وحشية ماحقة , ولو حدثت مثل هكذا ضربات لا سامح الله , فلا أحد يعرف ماهية ردة فعل الاغلبية والامة العراقية ؛ وان كنت اجزم بأن مشاعر الكراهية والحقد ضد الامريكان والصهاينة سترتفع الى معدلات عالية ؛ مما قد يدفع البعض للهجوم على السفارة الامريكية او القوات العسكرية الامريكية .
واني انصح العراقيين عند حدوث الضربة العسكرية الاولى ؛ الهرولة الى اتخاذ القرارات والاجراءات السريعة ؛ فالضربة الثانية تعتمد على ردة الفعل العراقية , وعلى رأس هذه الاجراءات والقرارات :
1- التضييق على السفارات الغربية والقوات الامريكية .
2- استهداف رعايا اسرائيل ومرتزقتها في شمال العراق واعتقال كافة الجواسيس والعملاء .
3- قطع العلاقات مع الشركات التي لها علاقة بإسرائيل لاسيما الشركات الاردنية والاماراتية .
4- فتح باب التطوع لمقاتلة الصهاينة من جنوب لبنان ان امكن ذلك .
5- العمل على اغتيال الشخصيات الاسرائيلية في العالم .
6- وان تمادى الصهاينة بالضربات الموجعة ؛ لابد عندها من قصف اسرائيل بالصواريخ لاسيما المدن ؛ فالشر لا يدفع الا بالشر ولا يفل الحديد بالحديد .
7- الضربات القاسية او الديبلوماسية المؤثرة , امام العراق طريقين لا ثالث لهما ؛ عند اشتداد الضربات الصهيونية ؛ امام التزام عدم الرد واللجوء الى المحاكم الدولية , وتفعيل العلاقات الخارجية وتحريك لوبيات الضغط على الصهاينة والامريكان والبريطانيين , او شن العمليات العسكرية والاستخبارية والجهادية والتي تستهدف الإسرائيليين بكافة فئاتهم واصنافهم ومن دون استثناءات , والضرب بيد من حديد , وايقاع اكبر عدد من الضحايا بين صفوفهم وفي مختلف بقاع العالم , فضلا عن تعطيل المصالح الغربية في العراق ؛ اما الضربات الشكلية وردود الفعل السطحية والتي لا تؤذي الإسرائيليين ولا تضعف اسرائيل عسكريا او اقتصاديا او امنيا او اجتماعيا ؛ فلا خير فيها ؛ بل قد تكون ذات مردود سلبي وردة فعل عكسية .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخونة الذين يشبهوننا ولا ينتمون إلينا
- السذاجة السياسية وخطر الحاشية الجاهلة
- الشخصية العراقية بين التمرد والاستكانة: قراءة في جدلية السلط ...
- حركة الإسلام السياسي الشيعي في العراق من المقاومة إلى السلطة ...
- براغماتية الإيراني ومثالية العراقي – قضية أمير الموسوي أنموذ ...
- الخائن الدوني : جرح الأمة النازف وطعنة الظهر التي لا تندمل
- الصلاة كفعل حب… قراءة فلسفية في نص زوربا واستلهامه لبناء عال ...
- ظاهرة الوقاحة في العراق: جذور نفسية وتموجات اجتماعية
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة السادسة / الفلافل بين حقيقة الجوع ...
- العوائل المعروفة والاسر المشهورة بين شرف الانتساب وأرث الماض ...
- الشيعة وإيران: بين الاستقواء السياسي والتحول الاجتماعي بعد ا ...
- بين العراق وتجارب الأمم الأخرى – لماذا انتصرت بعض الشعوب وفش ...
- الهند والعراق: تشابه ظاهري وتباين جوهري في إدارة التعددية وا ...
- قضية الصبي علي: دموع تهز الرأي العام وتكشف خلل النظام الإصلا ...
- التيه الوجودي: مقاربة نفسية واجتماعية لاستعادة البوصلة
- ثنائية الدين والوطن - الازدواجية المقدَّسة: تناقض الأصوليات ...
- الدعاية الانتخابية بين الفوضى والتبذير وعشوائية الرسالة وتنا ...
- الترابط المذهبي والاستلاب السياسي: تحليل ظاهرة التأثير الإير ...
- العراق واستقرار الأغلبية الأصيلة: معادلة الأمن الوطني وحقيقة ...
- سوريا بين طمس الهوية وهيمنة العقل الصحراوي والتكفيري


المزيد.....




- طفل بدراجة كهربائية معدلة ينجو بأعجوبة من حادث مروع.. شاهد م ...
- ماذا نعرف عن عزيز أخنوش الذي يطالب المغاربة برحيله؟
- إسرائيل ترحّل 137 ناشطًا من أسطول غزة وسط اتهامات بسوء المعا ...
- احتمالات تطبيق خطة ترامب بشأن غزة
- ما الذي قد يعيق تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة؟
- كيف وظف أسطول الصمود الكاميرات والبيانات لجذب اهتمام العالم؟ ...
- -معاهدة الشراكة الاستراتيجية- استثمار إيراني روسي لمواجهة ال ...
- القسام تبث مشاهد لاستهداف مقاتليها قوات إسرائيلية بتل الهوا ...
- القاهرة تتحضر لحوار فلسطيني يناقش مستقبل غزة
- على مرحلتين.. مصر تحدد موعد انتخابات مجلس النواب


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - مراجعات ضرورية حول الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد العراق