أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - نفتقر لصحوة إنسانية














المزيد.....

نفتقر لصحوة إنسانية


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" عند طرح القضايا الإنسانية المهمة والملحة والضرورية، تجد هناك من يتجاهل النداء الإنساني بقصد وسوء نية فيغلق اذنيه عن سماع الحقيقة، ويغلق عينيه عن رؤية الحقيقة، ويغلق شفتيه عن قول الحقيقة، ويختفى جبناً في ظل من يتوهم انهم اسياده ويتدثر برداء العار والجبن من نسج نبلائهم. صفات إن تمكنت وغطى الأسوياء بنوم عميق أفراداً كانوا او جماعات حتما مرارة الإستكانة والذل سيجرعون".
اخواتي اخوتي... من شدت هول الفاجعة هربت الضمائر، شطحت بعيدا رحلت تمزقت كفرت بكل ما هو إنساني... أتقدم بجدية بخطى ثابتة متسائلاً : أين دفنتم العدالة؟ أين دفنتم الرحمة؟ أين دفتم المحبة؟ أين دفنتم السلام؟ لا لأبكى على قبورها، بل لأدعوا ضمائركم أن تصحوا وتستفيق، لأدعوا سيد الكون أن ينفخ فيكم من جديد أشواقاً للحياة عوضاً عن المذلة التي استطالت وترسخت فيكم عفونتها.
أنت وأنت وأنت هنا وهناك بعيداً بعيد يا متفرجون يا مشاهدون يا من طابت لكم رؤية الأجساد والأشلاء الممزقة والإعاقات التي تسير كسيحة بين البيوت المدمرة وألأطفال الذين يتوسلون بدموع تسكبها المرارة والحسرة يوقفون يسألون القوافل الراحلة ببطء بإنكسار بإعياء بتعب يكسوهم شبح الموت المخيم عليهم والساكن في اجوافهم الخاوية عن اب او ام بين الجموع المحطمة المنكسرة المتهاوية.
أيها المدعوا بالإنسان أينما تواجدت على هذه الكرة العنيفة الرهيبة -"باصطلاح مجمل ندعوها الأرض مأوى البشر" - أقولها بمرارة انت لا تبني صرحاً للعدالة والمساواة لأنك بقصد وبمصلحة أحجمت عن التغلب على جميع أعداء ألإنسانية في العالم وادرت ظهرك للحق والعدل والحقيقة، بأي حق وبماذا تبرر حملك ميزان العدالة؟ وانت لاتسخر فقط من الهة العدالة المصرية ماعت، ولا من آستريا ابنة زيوس رب الألهة اليوناني، بل من روح الحق الله خالق الكون ومن كل ضمير حي وصوت حر مستقل يدعوا للعدل والحرية للمحبة للإخوة الإنسانية.
كل مكيال تكيل به ينسب لعمل شيطاني لا إنساني، من أجل مجد العالم تألم أخي الإنسان مع المتألمين وإفرح مع الفرحين هكذا علمنا السيد المسيح له المجد، بذلك تشعر بالحلاوة والمرارة التي يتذوقونها، وبالعبودية التي يئنون تحت وطئتها. العالم بات منقسم الى احرار وعبيد، البعض يرزح تحت ثقل العبودية مدركين خطورتها صامتون متجاهلين راضين بانكساراتهم، واخرون يتمتعون بها دون علم، ودون أن يشعروا بضررها لهم.
مثلي انت تريد عالما مسالماً متسامحا محباً لكل شعوب الأرض، فكلما صعدت الى قمة جبل ستكتشف بأن هناك قمة أخرى عليك أن تغامر في الصعود اليها. الحياة مغامرة لمن أراد أن يفهمها ويعيها ويعيشها بكل أفراحها واطراحها وكوابيسها قبيحها وجميلها. أنت وهو وهي الخ... هل أدركت أعماق أعماقك؟ هل توصلت الى قناعاتك؟ هل عرفت ماذا تريد من الحياة؟ وماذا تريد منك الحياة؟ وماذا اعطيتها؟ وماذا اعطتك؟ هل فهمت معنى وجودك؟ أم ما زلت تغامر وتقامر بأيامك المعدودة على الأرض؟
هذا أريد، ذاك أريد، متى ستتمكن من تحديد ماذا تريد؟ وماذا لا تريد؟ اليست الحياة فترة زمنية مهما طالت تقضيها تعيشها في مكان ما على الأرض؟ وراء الأفق يختفي افق أخر لا تمل من البحث لكن احرص على أنك قد بحثت في أعماق اعماقك وتوصلت الى حقيقة ما ترضى بها تبعدك وتجدد في ذاتك روح مقاومة كوابيس وضغوط وسلطان وقهركل من يمنع حريتك ويحرمك منها.
يمر يوم ويليه أخر، وتسقط الأيام كأوراق الخريف من تقويم – رزنامة - الحياة، كل عام يليه عام أخر، الجنس البشري يبحث عن جذوره، غاص في أعماق الماضي لعله يجد جواب لكل ما يراوده، يقلق تارة ويرتاح تارة أخرى، ليعاود الكرة مرة ومرتين... وألف مرة دون يآس، رحل من رحلوا وصاروا في عداد الماضي، ذكراهم خالدة لن تفارق ذاكرتنا، الماضي هوة سحيقة، ترقد بها أفكار جميلة وقبيحة، مضى عليها ملايين من السنين، ننبش في الماضي لأن حاضرنا ضبابي، ننبش في ماضينا عسى أن تستكين أروحنا وأنفسنا، الحاضر الذي نعيش يتأرجح بين سعيد وجميل وتعيس وقبيح، يتأرجح بين متناقضات نبتت وترعرعت في عقولنا، ما اسخفنا نريد أن نعيش حاضرنا كالماضي، نريد أن يكون مستقبلنا كما كان ماضينا، لم نتعلم أن للحضارة درجات كلما ارتفعنا ارتفع سقفها لأعلى.
الحياة دينامكية دائمة التغيير والحركة، الحياة جدلية متواصلة، بين معرفتها وعدم معرفتها، نحن نحن شئنا أم أبينا. هل يهاجم الإنسان كونه ألأفضل والأعظم؟ ايقتل بسبب معتقده ودينه وفلسفته بالحياة؟ أم بسبب ارصدته العلمية العالية؟ أم بسبب ثروات ارضه؟ ... قول الحقيقة ومعرفتها يسهم في تغيير المستقبل، السعي لإدراك المستقبل يستوجب تنحية اعداء من لا يعرف معادلة وطرق ومعرفة المسير نحو المستقبل.
نقتتل لا ندري لماذا؟ لزمن لو عرفنا معادلته الحسابية لكنا نعيش في سلام وطمائنينة وأمان، لا يمكن أن نقضي عمرنا هكذا إلا إذا كنا أوعية فارغة، عندها نتوقف مذهولين لا قيمة للقيم ولا للأخلاق ولا للسلوك فكل شيء يصبح مباح وعرضة للإنتهاك... أخي القارىء" ما ألإنسانية إلا ظاهرة روحية، ظاهرة محبة ورحمة إستوعبوها يا أحبة..."



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حطموا قيوداً تفرقكم
- مدرسة الحياة بعيون ثاقبة
- العرب تواقون للتغير ؟ !
- لا تفرط بعقلك لأحد
- للسلام إجنحي يا شعوب الأرض
- شطحة في فن السياسة
- انطقوا الحقيقة
- المحبة تهدم الكراهية
- التغيير للأفضل
- تعلمت من الحياة
- تردد النخب دول هشة
- أزمة حضارية
- هل ألإيمان رسالة ثورية؟
- مسرح الأمل بالحرية
- أزمات سلوكية
- الزنى بالكلمات
- الهوية والمعرفة
- كلمات مبعثرة في زمن متهالك
- المحبة تناشدكم... إتبعوها
- حرروا عقولكم


المزيد.....




- الانتخابات السورية.. يهودي أمريكي من أصل سوري يترشح لمجلس ال ...
- بريطانيا: ما الذي نعرفه عن منفذ هجوم مانشستر على كنيس يهودي؟ ...
- الحاخام هنري حمرة.. أول مرشح يهودي سوري منذ 1967 يعلن الترشح ...
- الهجوم على على كنيس يهودي اختبار لتسامح بريطانيا - الإندبندن ...
- -معاداة للسامية-.. رئاسة السلطة الفلسطينية تُدين الهجوم على ...
- مستوطنون يهاجمون مزارعين فلسطينيين أثناء قطف الزيتون غرب سلف ...
- مستعمرون يجبرون المواطنين على مغادرة أراضيهم في فرخة غرب سلف ...
- رجل بريطاني من أصل سوري يقتل رجلين في عملية دهس وطعن قرب كني ...
- 3 قتلى بهجوم خارج كنيس يهودي في مانشستر
- مغامر يصعد 999 درجة للوصول إلى -بوابة الجنة- في الصين


المزيد.....

- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - نفتقر لصحوة إنسانية