أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الالوسي - الا تتدبرون الحب














المزيد.....

الا تتدبرون الحب


بديع الالوسي

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 04:55
المحور: الادب والفن
    


في الزمن العاقر الذي بلا معنى ، تكون الحقيقة سرابا ًَ ، في برودة الحياة لم تنضج عواطفنا كما يجب . ويوما ً بعد آخر ،تتحول الحكمة العظيمة الى مسرحية ساذجة ، ها أنا جالس منذ عشر سنوات بانتظار ( سونيا ) استرق النظر إلى ورود الخريف ، لم يبق شيء على حاله ، قلت : كيف لي ان أنسى كل ذلك الود والغرم يا ضوء روحي ، اليوم بالذات كنت محتاجا ًالى اللقاء بك ، دنوت خطوتين وغمرتني الغبطة ، حدقت طويلا ً بملامحك ما ان عثرت على صورتك اليتيمة مصادفة ً ، ليضيء وجهي بفرح كنت بحاجة له منذ زمن بعيد ، كيف ننسى ما تقاسمناه من ضحك وهوى وخفة روح . حينها كانت إشراقاتك الصباحية تغمرني بالدلال : مسيو هل تحب قهوتك كالبدو الذين يقولون ان نجومنا اعلى وأحلى ؟
يا قريبة الى الروح ، يامن يبتسم القمر لك ، كيف حدث هذا الاختراق ، كم مؤسف وخطير ما مرننا به من اغتراب اقلق الذاكرة . فجأة ً ، وبَخنا الزمان وغادرتني بصمت ، حين افترقنا أصابنا العمى ، اكثر ما آلمني هو ذلك الحزن الذي خلط الوجد بالجزع ، يا له من رحيل بلا ضجيج و مفرط وباإتقان ، الارتباك أحالني إلى مخلوق حائر ومسلوب . فيما مضى كنت ارتجل الكلمات و أقول لك مادحا ً : ان روحكِ ِ جوقة فرح طاهر .
أردتُ ُ ان تَعلمي انك من أرشدتني إلى صيف الحرية وخشوع الحلم ، اللذين يحلقان في السماء الرب المتعالية . ليس وحدنا من خضنا حروبا ً وخرجنا منها بجروح لا تزول . لكن الحمقى هم من اجبرونا للقول : كل مغامرة جريئة .. مقاومة .
لم نحسب حسابا ً لدورات الزمن الرديء ، الذي كان لنا بالمرصاد كالموت ، في هذه الفوضى التي تنضج الحجر ،صرت ِ جزءا ً من روحي ، وكنت عصفورا ً مهاجرا ً ً في بستان حبك الهائل .
في آخر لقاء بكينا فما عاد لنا من مواعيد سرية تنتظرنا ً ، وشددت ِ على يدي وانت تشيعين تلك العبارة : حان ان نفترق والى الأبد .
شعرت ان روحي قد ترتشف جرعة من السُم .
الطريق طويل يا سونيا ،عدت مهزوما ً مثقل بالغموض ، ملأت صدري بعلبة من الدخان ، متأملا ً ما يعنيه الاستغراب وكيف يتحول إلى خذلان لاذع .
قلبك الطيب برر كل ذلك بسب الأحقاد والأعداء ، لم يبق لقلبي المفجوع سوى ان يهرب إلى الحقول بحثاً ً عن غيمة تحمل لي كلمة منك .
نعم يا ضوء عيني ، الأعداء يتربصون بنا ، انتصروا لأننا مسالمون حد النخاع ومسكونون بالحيرة وما برحنا نسأل : هل الحب ارمله الرب ؟
في عزلتي كررت على نفسي السؤال مرتين : متى يترك الحمقى حماقاتهم ؟
أتذكرين يا سونيا لقاءنا الأول أمام قاعة الموسيقى ، قلت ِ لي : الحب باب الأمل . قلت ُلك : انت شقائق النعمان السعيدة . وضحكنا ونحن نهرب من تفاصيل القبيلة . نعم أيتها الحبيبة ، ان الأعداء يغالون في قسوتهم ، لا لشيء سوى ليثبتوا ان الحياة صراع ودماء كسَطوة الهباء
مرات عدة في الحلم تهبطين على روحي كموسيقى مرئية ، حيث أراك كجزءا ً مني ، نحاول ان نعيد تشكيل السؤال الذي بقى معلقاً ً في الفراغ : هل من حسن حظنا ان نملك تلك المغامرة الهائلة ؟



#بديع_الالوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية : حانة الملائكة
- بين اللوحة والقصة : بديع الالوسي نموذجا ً
- ما زال ثَمّة َوقت للتأويل..!
- النائحات
- أبراج زيوس *الحزينة
- المتجهم الكردي
- الإنسان والبحر
- التوغل داخل المرايا (ج 4 : مرآة الاحتضار )
- توغل داخل المرايا ( ج 3 مرآة البحر )
- توغل داخل المرايا _( ج 2 : مرآة العطش )
- التوغل داخل المرايا (ج 1 : مرآة النهر )
- الخروج من بيوت الموتى
- أنطفأت شمعة في تكريت
- يوم بين عالمين
- غروب
- قصة قصيرة : فسفور الرغبات
- مدار الجنون
- قصة قصيرة : الأرواح المرئية
- قصة قصيرة : في صحبة ابن مالك
- ألمنحوته المنحوسة


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الالوسي - الا تتدبرون الحب