أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أسطول الحرية... الجبهةُ الثامنة














المزيد.....

أسطول الحرية... الجبهةُ الثامنة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحلو لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو القولُ بأنه يحارب على سبع جبهات: قطاع غزة، الضفة الغربية، سوريا، لبنان، العراق، اليمن، وإيران؛ حربٌ يخوضها تحت شعار «الحرب الوجودية» أو «حربُ القيامة» أو «حربُ الاستقلال» الثانية التي سيعمل على تحقيق النصر الحاسم فيها لتغيير وجه الشرق الأوسط وإقامة «إسرائيل» الكبرى الممتدة على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية وأجزاء من الأراضي الأردنية والسورية واللبنانية والعراقية والمصرية والسعودية، وأن تصبح أجزاء من الجغرافيا العربية مدى جغرافيًا لأمن «إسرائيل»، وضمن رؤية لحل سياسي في المنطقة والإقليم تقوم على أساس «التطبيع والسلام مقابل الأمن».

حتى اللحظة لم يتمكن نتنياهو وشريكه المأفون ترامب من حسم حروبهما على هذه الساحات، باستثناء الإنجاز المتحقق على الجبهة السورية، حيث نجح التحالف الأمريكي-الإسرائيلي-التركي-السعودي في إسقاط سوريا كدولة ونظام وإقامة نظام انتقالي جديد لم يستطع تثبيت ركائزه حتى اللحظة، وربما الأمور قد تذهب نحو الانفجار في ظل تمادي «إسرائيل» وإصرارها على استمرار استباحة أجواء سوريا واعتبار جزء من جغرافيا سوريا في منطقة الجنوب مناطق حماية أمنية «إسرائيلية» يمنع تواجد الجيش السوري فيها، وكذلك إدخال أسلحة ثقيلة إليها وعدم تحليق الطيران السوري فوقها.

أما على صعيد لبنان، فالنجاح المتحقق كان في إقامة حكومة لبنانية تعمل تحت السقف الأمريكي، دون أن تكون قادرة على نزع سلاح المقاومة أو السير بخطة المندوب السامي الأمريكي توماس باراك، المتضمنة النزع عبر تحديد جداول زمنية لذلك. فالحزب، بعد أن نجح في ترميم قوته وإعادة هيكلة أوضاعه التنظيمية، واستعادة توازن الردع والتوازن الاستراتيجي بعد عام على جريمة «الحزمة الثلاثية» القاتلة واغتيال أمينيه العامين — سماحة السيد نصر الله والشيخ صفي الدين — وعلى لسان أمينه العام الحالي الشيخ نعيم قاسم، قال في ذكرى ارتقاء نصر الله وصفي الدين إن الحزب والمقاومة لن يسلموا سلاحهم، وحتى لو خاضوا في سبيل ذلك معركة بروحٍ كربلائية.

طبعًا فيما يتعلق بالحرب العدوانية المشتركة على إيران فشلت؛ لم يسقط النظام فيها، ولم تُدمر منشآتها النووية، وترفض إيران التوقف عن التخصيب للأغراض السلمية والمدنية. وفي اليمن حصدت أمريكا فشلًا ذريعًا في حربها، في محاولةٍ لإبعاد الداخل «الإسرائيلي» عن صواريخ ومسيرات اليمن. وفي جبهة القطاع لم تنجح «إسرائيل» وآلتها العسكرية في إحداث تحول نوعي أو تحقيق «النصر الساحق».

الآن، في ظل ما نشهده من تحولات على الصعيد العالمي وفي شوارع الكثير من شعوب العالم، وخاصة في أمريكا اللاتينية وأوروبا، والتي تملأ الميادين والساحات وتلفظ الرواية والسردية «الإسرائيلية» وتعمّق من عزلة دولة الاحتلال وتشدّ الخناق عليها، انطلق أسطول «صمود الحرية» بمبادرة نشطاء من 44 دولة وأكثر من خمسين قاربًا وسفينة، مبحرًا من عدة موانئ أوروبية وعربية نحو قطاع غزة من أجل كسر الحصار عليه وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكانه. هذا هدف رمزي، لكن الهدف الأكبر والأول هو كسر الحصار البحري على القطاع. وهنا تكمن خطورة هذه الجبهة الثامنة على دولة الاحتلال، حيث ستكون هناك معركة سياسية وإعلامية وتتحمّل أعباء عسكرية كبيرة.

«إسرائيل» هذه المرة لن تستطيع التعامل مع أسطول صمود الحرية كما تعاملت مع السفن والأساطيل السابقة التي أتت لكسر الحصار عن قطاع غزة — بالقتل والإغراق كما جرى مع سفينة «مرمرة» التركية، التي كانت ضمن أسطول كسر الحصار المكوّن من عدة سفن وعلى متنها 750 ناشطًا من 36 دولة (أجانب وعرب)، قدموا لفكّ الحصار عن قطاع غزة؛ حيث قامت قوات البحرية «الإسرائيلية» وطائرات الهليكوبتر في 30 أيار 2010 بعملية إنزال فوق السفينة، قُتل فيها 10 أشخاص وأُصيب أكثر من 50 آخرين.

أو القيام باعتراض السفن والقوارب واقتيادها إلى أحد موانئ «إسرائيل» — حيفا أو أشدود — واعتقال من هم عليها والتحقيق معهم وإبعادهم إلى الدول التي قدموا منها، كما حدث في أسطول «مادلين» الذي كانت على رأسه الناشطة الشابة السويدية غريتا ثونبرغ أواخر أيار الماضي.

الوضع اليوم مختلف تمامًا؛ دولة الاحتلال تعيش مأزقًا كبيرًا، حيث تتعمق العزلة السياسية ويتغير الرأي العام الغربي بشكل كبير لصالح الشعب الفلسطيني، وتفرض العديد من الدول عقوبات تجارية واقتصادية وحتى عسكرية على «إسرائيل»، ويتجمّع مئات الآلاف — إن لم يكن الملايين — في الساحات والميادين خلف هذا الأسطول، وتُرسل دولٌ سفنها العسكرية لحمايته ومرافقته.

بعد أن فشلت كل الجهود والوساطات لإقناع المتضامنين بتسليم المساعدات بعهدة طرف ثالث أو بتفريغها في مينائي أشدود أو حيفا لإرسالها إلى سكان قطاع غزة، يبدو أن التخلص من تحدّي الأسطول ليس ممكنًا عبر السماح له بالوصول إلى غزة، لأن ذلك سيفتح الباب أمام أساطيل أكثر عددًا تنهي الحصار وتحدث تغييرًا استراتيجيًا في الحرب الإسرائيلية على غزة والمقاومة.

تتجه التحليلات العسكرية إلى ترجيح تركيز الجهود العسكرية الإسرائيلية على إقامة سدٍ يمنع الأسطول من الوصول إلى غزة، وتستند فكرة إقامة هذا السد على توزيع تشكيلات حربية بحرية تشكّل جدارًا يصعب اختراقه، مع تحريك طائرات مسيّرة تثير الذعر قرب المراكب والزوارق بإلقاء قنابلها بالقرب من قطع الأسطول والمناورة فوقها.

هذا لن يردع الأسطول أو يدفع القائمين عليه إلى اتخاذ قرار العودة؛ بل سيتحوّل الأسطول على الأرجح إلى اعتصام بحري في سواحل قريبة من غزة تأتيه الإمدادات والمؤن والأدوية وتُجرَى تبديلات بين النشطاء المعتصمين عليه، وتُرفَدُه بسفن جديدة. والأسطول أصلاً يتعاظم قبل حدوث هذا، حيث تلتحق السفن به منذ انطلاقه وهي مرشّحة للمزيد.

فلسطين — القدس المحتلة
30/9/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارات عزل وضم قرى شمال غرب القدس: مقدمة لقرارات أوسع
- البوابات الألكترونية اهاف مباشرة وأخرى استراتيجية
- هل ينتقل العرب والإيرانيون من الإشتباك إلى التشبيك؟
- البلاد العربية والإسلامية على مفترق طرق،بعد كسر نتنياهو الجر ...
- -اسرائيل- صعود الى ذروة القوة،أم صعود نحو الهاوية ..؟؟
- مصر وجيشها في قلب الاستهداف -الإسرائيلي–الأمريكي-
- -عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون𔇘-
- الحرب على لبنان باتت قريبة
- المشاريع والمخططات إقليمية وأكبر من معركة غزة
- حل الدولتين أُسقط بالضربة القاضية
- المنطقة والإقليم أمام مخاطر مصيرية ومفصلية
- هي حرب حسم الساحات في المنطقة والإقليم
- الأقصى وذكرى خراب الهيكل
- قرار الكنيست الرمزي تمهيد قانوني وسياسي لإعلان الضم الفعلي
- هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
- أحداث السويداء-بروفات- لتكريس تقسيم سوريا
- المنطقة تحت مخاطر التقسيم مجدداً
- مخاطر الإنفجار تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم
- لم ينفرط عقد حجارة الدومينو،التي تحدث عنها نتنياهو في حروبه
- من خطة مناحيم مليسون الى خطة مردخاي كيدار


المزيد.....




- -مظهر سيىء-.. وزير الدفاع الأمريكي منتقدًا جنود الجيش -البدن ...
- خطة غزة.. ترامب يمنح حماس مهلة -من 3 لـ4 أيام- للرد ويحذرها ...
- فيديو- كيف ينظر الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة إلى مقت ...
- جمال كريمي بنشقرون : رجاء اسمعوا صوت الشباب.. من أسلوب الاحت ...
- ضمانات أمنية وحكومة انتقالية.. ماذا تتضمن خطة ترامب لإنهاء ح ...
- ترامب في اجتماع مع كبار القادة العسكريين: الولايات المتحدة ت ...
- رغم الإعلان عن خطة ترامب للسلام.. الموت مازال يحصد أرواح الع ...
- العثور على سفير جنوب إفريقيا لدى فرنسا ميتا أمام فندق بباريس ...
- واشنطن بوست: انقسام ديني يزلزل أركان السياسة الأميركية
- باحثون يوصون بإضافة التوابل الحارة إلى الوجبة الغذائية


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أسطول الحرية... الجبهةُ الثامنة