اليوم الحالي : طبيعته وحركته ، حركاته _ مناقشة جديدة ....

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 10:40
المحور: قضايا ثقافية
    

( من أين يأتي اليوم الحالي ؟ وإلى أين يذهب ؟ وكيف ؟ )

القسم الأول
أسئلة جديدة حول الزمن :
1 _ من أين يأتي اليوم الحالي ؟ وإلى أين يذهب ؟ وكيف ؟
2 _ ما العلاقة ، الحقيقية ، بين اليوم الحالي ويوم الغد ويوم الأمس ؟
( أو العلاقة بين الحاضر والمستقبل والماضي )
3 _ ما نوع المسافة ، أو الفجوة أو المجال ، بين الولادة والموت ؟
( أو المسافة بين لحظة ولادتك وبين هذه اللحظة _ لحظة قراءتك الآن )
4 _ هل يوجد اليوم الحالي في الحاضر ؟ أم في الماضي ؟ أم في المستقبل ؟ أم يوجد في الثلاثة بالتزامن ؟
5_ قبل ولادة الفرد ، بقرن مثلا ، أين يكون ؟
ناقشت هذه الأسئلة وغيرها سابقا ، لكن ما تزال بحاجة للتكملة والحوار المفتوح ...وهذا مشروعي خلال السنوات الخمس القادمة حتى 2030 .
....
سأكتفي هنا بمناقشة تلك الأسئلة الخمسة ، ويمكن للقارئ _ة المهتم بالموضوع قراءة المزيد من الأسئلة الجديدة حول الزمن على الحوار المتمدن مع مناقشتها السابقة .
1
اليوم الحالي بالنسبة للكاتب ، يختلف عن اليوم الحالي بالنسبة للقارئ _ة .
إشكالية اليوم الحالي معقدة ، ومركبة ، ولم أستطع الحصول على أي مناقشة سابقة لها في العربية ( حتى في الترجمة ) ، وهذا دليل على صعوبتها .
....
هذه المناقشة ، تسعى لتشكيل تصور حول طبيعة اليوم الحالي ، وإمكانية تحديده وتعريفه قريبا .
مثال بسيط اليوم الحالي ، بدلالة يوم الكتابة كان في الماضي ، وسيبقى في الماضي الموضوعي ( لا يمكن أن يتحول إلى الماضي الجديد ) . لكن ، بدلالة يوم القراءة يختلف بالفعل .
القارئ _ة يوجد في المستقبل بالمرحلة الأولى ، وبالماضي الجديد .
لكن في المستقبل ، يتوزع القارئ _ة الاحتمالي طبعا بين الماضي القديم والموضوعي ، وبين الماضي الجديد الذي يبدأ للتو _ وبكل لحظة .
....
ما الفرق بين الماضي الجديد ، وبين المستقبل الجديد ، وبين الحاضر المستمر ؟
هذه عناصر المجموعة الثالثة الجديدة ، والمباشرة . وهي ، الثلاثة ، توجد بالتزامن كما أعتقد .
الفرق بين الماضي الجديد ، وبين المستقبل الجديد في الإشارة والاتجاه .
الماضي الجديد ، تحمله الحياة من الماضي القديم إلى الحاضر والآن .
( الحياة تحمل الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر
والزمن بالعكس ، يحمل المستقبل إلى الماضي عبر الحاضر )
الحاضر المستمر مزدوج الإشارة والاتجاه ، وأعتقد أن له حركة ثالثة ضمن الحاضر المستمر نفسه .
....
خلاصة سابقة ، سأعود لمناقشتها تفاصيلها وعلاقاتها المتنوعة لاحقا .
وهي بالمختصر الشديد :
الحياة + الزمن = 0 .
الماضي + المستقبل = 0 .
الحياة + الزمن + المكان = المكان .
الماضي + المستقبل + الحاضر = الحاضر .
الحاضر عدة أنواع ، ثلاثة في الحد الأدنى :
1 _ حاضر المكان 2 _ حاضر الزمن 3 _ حاضر الحياة .
وهذه ميزة اللغة العربية الأبرز ، بالإضافة إلى ثنائية الزمن والوقت .
ثنائية الزمن والوقت ، ميزة اللغة العربية .
لكن بالعكس ، ثنائية الزمن والزمان مشكلة في العربية _ كما أعتقد .
2
من أين يأتي اليوم الحالي ؟
يوم القراءة ، أو غيره من الأيام الجديدة ( القادمة بالطبع ) ...
ناقشت السؤال سابقا ، لكن على المستوى المنطقي .
وفي هذا المناقشة ، سأعتمد الملاحظة التجريبية كمثال ، يوم الغد ...
( اليوم القادم بعد 24 ساعة ، أو بعد سنة ، من أين يأتي ؟ )
....
بطريقة التفكير السائدة حاليا في العربية ، وغيرها ، يتعذر الجواب المناسب المنطقي والتجريبي معا ، أو الدقيق والموضوعي .
والسبب الاعتقاد السائد بأن حركة الزمن والحياة واحدة ، وفي اتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر .
هذه الفكرة خطأ ، أو ناقصة بالحد الأدنى . وهي صحيحة جزئيا ، فقط وبدلالة الحياة . لكنها خطأ بدلالة الزمن ، أيضا خطأ بدلالة المكان .
....
اليوم الحالي ، أو الساعة والسنة وغيرها ، ثلاثي البعد والمكونات والحركات والاتجاهات ( تعددي ، وقد يكون أكثر من ثلاث ، وليس أقل ) .
1 _ يوم المكان ، أو الاحداثية ، لا يتغير بين اليوم الحالي ، ويوم الأمس ( قبل 24 ساعة ) ، ويوم الغد ( بعد 24 ساعة ) .
مثال بيروت ، وغيرها بدلالة المكان هي نفسها في الحاضر والماضي والمستقبل .
2 _ يوم الزمن ويتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة بلحظة الولادة إلى الصفر بلحظة الموت ، يأتي من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر طبعا .
3 _ يوم الحياة ويتمثل بتزايد العمر ، من الصفر بلحظة الولادة إلى العمر الكامل بلحظة الموت ، ويأتي من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر طبعا .
هذه الفكرة الثلاثية ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
مثال ، أي يوم من السنة القادمة ، هو الآن في وضع ثلاثي : في المستقبل بدلالة الزمن ، وفي الماضي بدلالة الحياة ، وفي الحاضر المستمر بدلالة المكان .
يوم الزمن ، يتمثل في بقية العمر .
وأي يوم من السنة القادمة ، هو في المستقبل لا في الماضي ولا الحاضر .
( بدلالة الزمن ، يأتي اليوم الحالي من المستقبل )
يوم الحياة ، بعكس يوم الزمن ، يتمثل في العمر الحالي .
وأي يوم من السنة القادمة ، هو في الحاضر ( الذي يتحول إلى المستقبل بكل لحظة ) .
بدلالة الحياة ، يأتي اليوم الحالي من الماضي وعبر الحاضر .
يوم المكان يختلف عن يوم الزمن ، وعن يوم الحياة بالفعل .
يوم المكان أو الإحداثية ، هو نفسه في اليوم الحالي وفي الأمس وفي الغد .
....
التحقق التجريبي :
لنتخيل أي يوم من سنة 2030 ، بلا استثناء :
سيكون ثلاثي البعد والمكونات والحركات والاتجاهات ، صورة طبق الأصل عن اليوم الحالي 11 / 8 / 2025 :
1 _ يوم المكان هو نفسه ، أو الاحداثية ، أو مساحة المنطقة وخريطتها الطبيعية البسيطة والأولية .
( المثال المكرر ، بيروت ، هي نفسها اليوم وغدا ويوم الأمس )
2 _ يوم الزمن يأتي من المستقبل ، لا من الماضي ولا من الحاضر .
وهذا اكتشاف الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، بطريقة غير مفهومة بعد :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
كتب رياض هذه القصيدة الجميلة والمحيرة بالفعل قبل نصف قرن ، وأما موقفه من سهم الزمن وغيرها غير معروف ، وسيبقى لغزا مفتوحا .
3_ يوم الحياة يعاكس يوم الزمن بطبيعته ، هذه الفكرة او الظاهرة مشتركة بين غالبية اللغات الحالية اليوم ، وتشترك بالظاهرة الأولى :
يولد الفرد بالعمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت للصفر .

الخلاصة
السؤال 1 : من أين يأتي اليوم الحالي ؟
جواب 1 : يأتي اليوم الحالي من الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن . يأتي المكان من الحاضر المستمر ، لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا .
السؤال 2 : كيف ؟
جواب 2 : يأتي يوم المكان من الحاضر نفسه ، ويأتي يوم الزمن من المستقبل ، ويأتي يوم الحياة من الماضي .
مثال على ذلك : أي يوم قادم ، بعد غد ، أو بعد قرن أو مليون سنة : يوم المكان يأتي من الحاضر نفسه ، ويوم الزمن يأتي من المستقبل ، يوم الحياة يأتي من الماضي .
السؤال 3 : كيف ؟
جواب 3 : المكان يمثل عامل التوازن والاستقرار ، ويبقى في الحاضر المستمر .
الزمن يحمل المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
الحياة تحمل الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
وهذه الفكرة ، الخبرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
ما يرفعها إلى مستوى الجواب المنطقي ، والتجريبي معا .
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل