أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أكرم شلغين - بين الحلم والهيمنة....نحن هنا














المزيد.....

بين الحلم والهيمنة....نحن هنا


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 20:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد سقوط نظام الأسد قبل أقل من عام، امتلأت القلوب بالأمل بأن القادم سيكون مشرقا، وأننا على أعتاب بناء سوريا جديدة، سوريا لكل السوريين، سوريا التي تليق بأبنائها وتعوّض ما خسرته خلال أكثر من نصف قرن من الاستبداد والدكتاتورية. فالقمع الذي مارسه النظام طال الجميع بلا استثناء، نعم لقد قسّم النظام البائد القمع على الجميع، فكانت مقاومته واجبا مشتركا والجميع ناضل بطريقته ضد بطش الدكتاتورية.

لكن سرعان ما تصدّرت المشهد مجموعة بعينها، مدعومة من قوى إقليمية ودولية، ولكل من تلك القوى الدعمة حساباته الخاصة. هذه المجموعة احتكرت القرار السياسي وزعمت تمثيل الشعب السوري، ورفضت أن تشاركها أي جهة أخرى. ومن أتت بهم تحت شعار "تمثيل المكونات السورية" لم يكونوا سوى ديكور؛ حضورهم على لوائح التشكيلات كان لتجميل المشهد، لا للمشاركة الحقيقية في صنع القرار.
في المقابل، حاولت أطراف ديمقراطية ويسارية البحث عن إطار تنظيمي يفتح باب النقاش، ومن أبرزها تجمع سوريا الديمقراطية الذي عقد لقاءه الأول في أجواء بدت أقرب إلى التقاط الأنفاس بعد نصف قرن من التهميش. كان السؤال الكبير الذي طرح نفسه: ما العمل؟ ذلك السؤال الذي شغل عقول المفكرين والمنظرين عبر التاريخ. ومع ذلك، لم يتوقع أحد أن يخرج اللقاء بأكثر من تبادل وجهات النظر. لكن غياب الشباب كان لافتا، وهو غياب يعكس أزمة عميقة ناقشتها في مقال سابق.
ولم تكد هذه المحاولة تلتقط أنفاسها حتى سارعت "سلطة المرحلة الانتقالية"، التي نصبت نفسها وصية على البلاد، لتشترط موافقتها الأمنية المسبقة على أي اجتماع أو لقاء، وكأن شيئا لم يتغير.
اليوم، اجتمع قسم من هؤلاء بترتيب من منظمة الحزب الشيوعي الموحد، وبالتعاون مع قوى وطنية ديمقراطية في اللاذقية، لإحياء فعالية تودّع الفنان زياد الرحباني وتستقبل المناضل جورج إبراهيم عبد الله بعد سجنه الطويل. جلسوا وغنوا لزياد الرحباني، وتحدثوا عن جورج عبد الله، لكن ما بدا لي من بعيد أن هذا الاحتفاء كان أيضا محاولة صامتة للقول: "ما زلنا هنا". أناس دفعوا ضرائب العمر والفرح من أجل وطن موحد، بينما تُرسم معالمه اليوم بعيدا عنهم، بأيدي من يحملون أيديولوجيات مستوردة، وصفقات مالية، ومشاريع لا تعرف شيئا عن جرح الذين سبقوهم.
كان اللقاء احتفاء، لكنه هذا هو السؤال الذي يظل يطن في الأذن:
كيف يُبنى وطن على أكتاف من دفعوا كل شيء ثمنا لحلمه، ثم يأتي من بعدهم من يمحو آثارهم ويبني على أنقاض أحلامهم؟
الوطن الذي حلمنا به واحدا موحدا نكبر به ويكبر بنا صار اليوم عرضة لتجاذبات أيديولوجيات هدامة وصفقات مالية، بينما المناضلون الرومانسيون الذين أفنوا سنوات أعمارهم في المعتقلات يحاولون فقط أن يثبتوا أنهم ما زالوا أحياء.
يا له من مشهد قاس: وطن تُرسم ملامحه على موائد الصفقات، فيما أبناؤه الحقيقيون يكتفون بالغناء ليقولوا: نحن هنا، وما زال في قلوبنا ما يكفي من حب ووفاء لهذا الوطن
.
ملاحظة ختامية: هذه الفعالية صوت حيّ يؤكد أن حرية التجمع حق لا ينتزع، وهي ضرورة لإحياء الوعي والذاكرة الجماعية. نتطلع لمزيد من المبادرات تحت أي تسمية، فالأهم أن يبقى الفضاء مفتوحا للناس ليجتمعوا ويعبروا ويصنعوا حضورهم. بل إن حرية التجمع هي الأم الحقيقية لكل حوار حقيقي. نحن لا نحتاج فقط إلى فعاليات ثقافية وسياسية، بل إلى أي تجمع يذكرنا أننا أحرار - حتى لو كان التجمع لنقاش كتاب أو غناء أغنية أو زراعة شجرة. الحق في الالتقاء هو الأساس الذي ستبنى عليه كل الحقوق الأخرى.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -طلّقني!-
- سألتنا كولا إن كنّا سنعود... فبكى البحر قبلنا
- التعايش والاحترام
- الخير والشر: معادلة الإنسان والكون بين الفطرة والضرورة
- جلنار والفراشة
- السوري… الحلم المؤجل والحرية الغائبة
- النقاء السياسي واللغة
- الاغتراب الجيلي وابتعاد الشباب عن الشأن العام في سوريا
- الروبوت الحامل: بين التحرر من العقم وفقدان قدسية التجربة الإ ...
- مأزق الساحل السوري: جذور وتداعيات
- مومياء الفارس
- اختطاف النساء
- السلطة الحقيقية: الثقة بدلا من الخوف و المساواة بدلا من التف ...
- حين تموت الأحاسيس ببطء
- المثقف المستقل والولاء للحقيقة في عصر الانتماءات الجامدة
- حين تُحرق الكتب وتنجو الأفكار: من ابن رشد إلى فهرنهايت 451
- الحرية والإبداع: ركيزتا التقدم ونهضة الأمم
- التسامح والمصالحة: قوة الأمم في مواجهة أحقاد الماضي
- الدين: من مصدر للسلام إلى أداة للصراع
- أرض تأكل أبناءها


المزيد.....




- العدد 621 من جريدة النهج الديمقراطي
- م.م.ن.ص// رؤية جدلية للصحة العامة (رؤية ثورية بديلة)- الجزء ...
- حزب التقدم والاشتراكية إثر زيارة التهراوي لتطوان: سبق وحذرنا ...
- فرنسا: اليمين ينتقد -حكما سياسيا- واليسار يشيد بـ-انتصار الع ...
- م.م.ن.ص// تحول الصحة من الحق الى سلعة: التخطيط المنظم لإفقا ...
- الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يجتمع بالقيادة العامة ل ...
- العدوان الصهيوني الغادر على اليمن يعمق مأزق الاحتلال وفشله ف ...
- اللجنة الوطنية لدعم عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك بمكناس: بلاغ ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو للمشاركة ال ...
- اضطرابات الأكل تصيب الأثرياء.. لكن الفقراء يدفعون الثمن الأك ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أكرم شلغين - بين الحلم والهيمنة....نحن هنا