أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - توني بلير ،الشهير بالاعتذار الأجوف -Sorry- : صانع دمار العراق صاحب الأسلحة المزعومه يطلّ من بوابة غزه















المزيد.....

توني بلير ،الشهير بالاعتذار الأجوف -Sorry- : صانع دمار العراق صاحب الأسلحة المزعومه يطلّ من بوابة غزه


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و كأن التاريخ لن يكف عن تكرار نفسه بهفواته و زلاته
ع لكنه لا يرحم و لا ينسى
بعد سقوط بغداد تلعثم تونس بليز معتذرا بكل سذاجة .. قال "اسف " sorry

كلمة " اسف " لم تُعدّ العراق على ما كان عليه ، ولم تُرجع مليون ضحية، ولم تُوقف طوفان الدماء. كلمة واحدة لم تمحُ جريمة دولة تحولت إلى خراب، ولا معاناة شعب ما زال يدفع الثمن حتى اللحظة.

واليوم يأتي دونالد ترامب ليعيد تدوير الرجل نفسه، وكأن مشهد بغداد لم يكن كافياً. يعرض بلير كـ”مدير انتقالي” لغزة، في محاولة لتجميل مشروع سياسي يخدم إسرائيل أكثر مما يخدم الفلسطينيين. إنها مهزلة سياسية وتاريخية: من دمّر العراق بالأمس يقدَّم اليوم كمنقذ لغزة!

لماذا بلير؟

سيكولوجية بلير قائمة على قناعة داخلية بأنه يؤدي “رسالة تاريخية”، وأنه يملك شرعية أخلاقية تتجاوز إرادة الشعوب … هذه القناعة هي ما جعله يقود بريطانيا للحرب، وهي ما تجعله اليوم مستعداً للعب دور الوصي على غزه

ترامب يدرك تماماً ماذا يفعل اختيار بلير ليس عفوياً. هو اختيار مقصود لرجل أثبت في العراق أنه قادر على ارتداء ثوب “المخلّص” لكنه في الحقيقة ما هو إلا شريك في الخراب..

بلير لم يُنتخب من العراقيين بالأمس، ولن يُنتخب من الفلسطينيين اليوم .. كل ما يفعله هو تنفيذ أجندة واشنطن وتل أبيب تحت غطاء “المجتمع الدولي”.

في العراق كان السقوط و في غزة الدمار و الدماء رفقاء الدرب حتى وان اختلف الميدان لكن الجوهر واحد:
في العراق كان الهدف المعلن “الديمقراطية”، والنتيجة دمار وتمزيق.
في غزة الهدف المعلن “إعادة إعمار وإدارة انتقالية”، لكن النتيجة المتوقعة: تثبيت الأمن الإسرائيلي، تحييد المقاومة، وتذويب الإرادة الفلسطينية في “مجلس وصاية” دولي.

من السذاجة الشرقية ان نتوهم ان ذلك الرجل الاقتصادي "دراكولا الشرق " كما اسميه ان يفكر في أطفال و نساء .. ان يفكر بإنسانية
هو يفكر في المال فقط و لا شيئ غير المال

من سيخدم من ؟؟ هل بلير سيخدم غزه ام ان الاختيار سيخدم قرون الشيطان "إسرائيل ،امريكا "

التاريخ ارسل المؤشرات و الواقع يفرض نفسه ،شخصية مثل بلير لم تعرف كيف تتعامل مع الشعب العراقي إلا من موقع الوصي والخبير،
بلير تميز بالإدارة الفاشله التي فتحت أبواب الجحيم على المنطقة لا على العراق فقط .

اليوم لن يختلف الكثير .. في غزة، كل المؤشرات تقول إنه سيُركّب إدارة “محايدة” على الورق، لكن جوهرها منع المقاومة، وإعادة إنتاج حصار بوجه جديد.

المفارقة صادمة: من بغداد إلى غزة، الرجل نفسه يُستدعى مجدداً كأن الذاكرة قصيرة، وكأن المنطقة أرض تجارب لمغامرات سياسية غربية.

اي لعنة حلت بغزة ..ليحكمها بلير

في العراق، كان الهدف المُعلن “نزع أسلحة الدمار الشامل وبناء الديمقراطية”، بينما كانت النتيجة تفكيك الدولة وصعود الطائفية والتطرف.
و في غزة، الهدف المعلن “إدارة انتقالية وإعادة إعمار”، لكن المضمون قد يكون: تحييد المقاومة، تثبيت الأمن الإسرائيلي، وإعادة تشكيل القطاع تحت وصاية خارجية.

كلا الدورين يحملان قاسماً مشتركاً: الشرعية الشعبية الغائبة. في بغداد لم يستشر العراقيون في قرار الحرب، وفي غزة يُطرح مشروع إدارة انتقالية بوجوه دولية دون الرجوع للإرادة الفلسطينية.

من تجربة دمار العراق تحت شعار "Sorry “ إلى حكم غزه

تجربة العراق ليست مجرد صفحة من الماضي، بل درس حاضر لفهم ما يُراد لغزة:
في العراق ، طُرحت شعارات الحرية والديمقراطية، لكن التطبيق العملي كان تفكيكاً للدولة من خلال القومية و الطائفية وتحويلها إلى ساحة صراعات داخلية.
في غزة، الطرح يبدو إنسانياً وتنموياً لكن تقف خلفه نوايا لإعادة تشكيل الواقع بما يخدم إسرائيل، لا بما يخدم الفلسطينيين.
في العراق ، صُنع فراغ سياسي وأمني ملأته الطائفية والتطرف. في غزة، يُخشى أن يُصنع فراغ قيادي تملؤه وصاية دولية تُقصي المقاومة وتُضعف القرار الوطني.

الدرس الأهم: حين يتجاهل الغرب إرادة الشعوب ويستبدلها بوصاية مفروضة، تكون النتيجة فوضى وخراب، لا بناء ولا استقرار.

البعد النفسي في شخصية بلير
اولا : نزعة الإيمان بالمهمة التاريخية: بلير يرى نفسه رجل “رسالة” حتى لو تبيّن لاحقاً أنه أخطأ الحسابات. هذه النزعة تفسّر كيف أصرّ على حرب العراق رغم التحذيرات، وكيف يقبل اليوم بدور حساس في غزة رغم معرفته بانعدام الثقة بشخصه.

ثانيا : الاعتذار التكتيكي لا الجذري: “الآسف” الذي قدّمه بعد العراق لم يكن نابعاً من مراجعة كاملة
بل محاولة لتخفيف العبء عن صورته أمام الرأي العام.
في مقابلة مع قناة BBC عام 2015، اعترف بلير بأن بعض المعلومات التي استند إليها قرار الحرب كانت خاطئة (خاصة قضية أسلحة الدمار الشامل)
يعني الاعتذار جاء على النتائج لا على الحرب نفسها

ذات الأسلوب قد يتكرر في غزة، حيث يمكن أن يُدار الملف تقنياً وإنسانياً على السطح، بينما تبقى الأبعاد السياسية الحقيقية مُهمّشة.

ثالثا : الرغبة في إصلاح السمعة "صحوة ضمير " : قبول مهمة في غزة يمكن أن يُقرأ كبحثٍ عن فرصة لغسل اليدين من إرث العراق عبر ملف إنساني “نبيل”، حتى لو كان مُصمَّماً ضمن حسابات إسرائيلية-أمريكية
- [ ] ترامب يعلم جيداً أن بلير لا يملك شرعية لدى الشعوب العربية، ومع ذلك يفرضه على غزة. الرسالة واضحة: ما يهم واشنطن هو أمن إسرائيل لا حقوق الفلسطينيين. ومن يصلح كأداة خراب في العراق يصلح كأداة وصاية في غزة.

غزة ليست ساحة اختبار

في العراق كان الشعار “إسقاط الطاغية”، فانهارت الدولة. في غزة الشعار “إعادة الإعمار”
لا لكن المضمون خنق المقاومة وتثبيت الحصار بوجه جديد. هذا ليس مشروع إنقاذ، بل وصفة لإدامة الاحتلال وتجميل صورته.
التاريخ لا يرحم. و”آسف” جديدة بعد غزة لن تُجدي شيئاً. إذا كان ترامب يظن أن بلير قادر على إدارة غزة، فهو يستخف بذاكرة العرب وبإرادة الفلسطينيين. غزة لا تحتاج إلى وصيّ غربي جديد، ولا إلى مدير أزمات مأجور، بل إلى اعتراف بسيادتها وحقها الكامل في تقرير مصيرها .
لغزة الكرامة الملطخة بالدماء و للعرب الخزي و العار الموصوم بدماء شهداء غزه .



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف الدولي هل سيمنع الجرافات الاسرائيلية من سحق جثث الأ ...
- قطر بين وساطة السلام ونيران إسرائيل .. هل تُعاقَب من أجل إن ...
- نهج فردي يحول حادثة اللنبي إلى أزمة إقليمية
- تل أبيب تفتح خريطتها بأوهام مهووس قادم من الجحيم .. والأردن ...
- الشرق الأوسط الجديد يولد من رماد غزة وضربات طهران
- التسلل الإعلامي الإخواني .. اختراق ناعم لبنية الوعي و تفعيل ...
- الاردن البلد الجيوستهلاكي و الضامن للاستقرار الإقليمي في الم ...
- الفرح الذي يتحوّل إلى معركة: الدولة والإخوان في المشهد المصر ...
- فرصة ضائعة أم قرار سيادي؟ كيف فوتت مصر والأردن على ترامب ورق ...
- حين صار الدين وسيلة: كيف جيّر الإخوان الإسلام السياسي لخدمة ...
- التفكيك الناعم لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن: ضرورة سياس ...
- الأردن وتحديات الأمن الوطني: بين خطر التطرف الداخلي واستغلال ...
- على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر ال ...
- هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟
- الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فر ...
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...


المزيد.....




- دب خلف مقود السيارة.. إطلاق بوق بطريقة غير معتادة يكشف مفاجأ ...
- فرنسا: مقتل صوماليتين أثناء محاولة عبور المانش إلى بريطانيا ...
- عاجل | مصدر دبلوماسي مطلع للجزيرة: حماس لم تتلق أي مقترح جدي ...
- ما آلية الزناد التي ينتظر تفعيلها من قبل الأطراف الأوروبية ض ...
- مجزرة حمام الشط 1985.. عدوان إسرائيلي على تونس لاغتيال قادة ...
- لماذا يخشى الصحفيون في غزة من ارتداء السترات الواقية؟
- رئيس كولومبيا يتظاهر بنيويورك ويدعو لإنشاء جيش لتحرير فلسطين ...
- عاجل | زيلينسكي: أوكرانيا تسلمت منظومتي باتريوت من إسرائيل و ...
- روسيا تعلن السيطرة على 3 قرى شرق أوكرانيا
- يوم دام جديد بغزة وخروج 3 مستشفيات عن الخدمة


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - توني بلير ،الشهير بالاعتذار الأجوف -Sorry- : صانع دمار العراق صاحب الأسلحة المزعومه يطلّ من بوابة غزه