أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فرصة لإعادة البناء؟














المزيد.....

الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فرصة لإعادة البناء؟


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 06:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة الرسوم الجمركية: أبعاد اقتصادية وجيوسياسية تهز أسس الشراكات التجارية
بقلم: علا الشربجي – إعلامية وكاتبة سياسية

في خطوة مفاجئة ودراماتيكية، فرضت الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ترامب رسومًا جمركية تصل إلى 20% على منتجات أردنية حيوية، في مقدمتها الملابس والأدوية. قرارٌ جاء كالصاعقة في وقت حساس، ليغرق الاقتصاد الأردني في سلسلة من التساؤلات، ويثير القلب السياسي في المنطقة. هل هي ضربة اقتصادية مفاجئة، أم أن وراء الأكمة ما وراءها من مناورات سياسية وأهداف جيوسياسية؟

من الحليف إلى الضحية: هل الولايات المتحدة تُدير ظهرها للأردن؟

لطالما كان الأردن حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، وواحدة من الدول القليلة في المنطقة التي يمكن وصفها بأنها صديقة دائمة. مع توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين عام 2001، كان هذا بمثابة إعلان غير مباشر عن العلاقة الاستراتيجية التي تربطهما. ما كان يُنظر إليه في الماضي كتعاون اقتصادي نموذجي بين دولة نامية وقوة عظمى أصبح اليوم على وشك التحول إلى مجرد أداة ضغط اقتصادي.

القرار الأمريكي الأخير يضع الأردن أمام اختبار مرير: هل ستظل شريكًا تجاريًا موثوقًا بالنسبة لواشنطن، أم أن الأردن قد أصبح مجرد ورقة ضغط في معركة أمريكا التجارية العالمية؟ أكثر من 77 ألف وظيفة مهددة الآن، نصفها تقريبًا في قطاع المنسوجات، الذي يعتمد بشكل أساسي على العمالة النسائية في مناطق الأطراف الاقتصادية. هذه الوظائف ليست أرقامًا في تقرير اقتصادي، بل هي حياة وعائلات ستدفع ثمن هذه الرسوم الجمركية.

ضغط اقتصادي أم بداية صراع جيوسياسي مع بلد جيوستهلاكي؟

لا يمكن فهم هذا القرار بمعزل عن التحولات الكبيرة في السياسة التجارية الأمريكية. تحت شعار “أمريكا أولًا”، يواصل ترامب سياسة الحماية الاقتصادية، غير مبالٍ بالعواقب على حلفائه التقليديين. لكن هل تعتبر هذه الرسوم جزءًا من صراع أكبر يمتد من التجارة إلى الجغرافيا السياسية؟ هل هي رسالة غير مباشرة من الولايات المتحدة مفادها: “إذا لم تتبعوا استراتيجيتنا، فأنتم لن تكونوا محصنين من العواقب”؟

إن الحرب التجارية التي تقودها أمريكا لم تعد تقتصر على الدول الكبرى مثل الصين أو الاتحاد الأوروبي، بل طالت الآن الدول الصغيرة التي كانت في يوم من الأيام جزءًا من دائرة نفوذها. والرسوم المفروضة على الأردن قد تكون مجرد بداية لتسليح التجارة كوسيلة للضغط على الأنظمة السياسية في منطقة مضطربة، ربما لابتزازها أو لفرض شروط سياسية جديدة.

هل حان وقت التحول الاقتصادي؟

إذا كانت الأزمة الاقتصادية الحالية تمثل ضربة قاسية، فربما تكون أيضًا فرصة استراتيجية حقيقية للأردن. لا يمكن للأردن أن يستمر في الاعتماد على الأسواق التقليدية مثل السوق الأمريكي، إذ أصبحت هذه السياسة غير آمنة في عالم يتغير بسرعة. يجب على الحكومة الأردنية أن تتخذ قرارات جريئة في إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، مع التركيز على تنويع الشراكات الاقتصادية.

التحدي أمام الأردن اليوم ليس مجرد استيعاب تأثير الرسوم الجمركية، بل التطلع إلى الفرص التي قد تبرز نتيجة لهذه الأزمة. فالعالم اليوم أصبح أكثر ترابطًا، وأصبح من الممكن فتح أسواق جديدة في آسيا، أفريقيا، وحتى أوروبا الشرقية. في ظل هذه الظروف، تنويع الأسواق ليس فقط خيارًا، بل ضرورة استراتيجية.

التحدي السياسي والدبلوماسي: هل حان وقت التغيير؟

المطلوب اليوم هو موقف سياسي واضح وقوي من الحكومة الأردنية، الذي لا يتوقف عند حدود التنديد أو الاحتجاج، بل يجب أن يواكب ذلك دور دبلوماسي نشط للتفاوض مع الولايات المتحدة. الأردن بحاجة إلى التحرك السريع للتخفيف من وطأة هذه الرسوم، وإلا ستتفاقم الأزمة الاقتصادية في المستقبل.

لكن هذا التحدي لا يتوقف عند هذا الحد. إن القوة الحقيقية للأردن تكمن في الاستقلال الاقتصادي، وفي قدرته على إعادة بناء اقتصاد يعتمد على الذات. نحن بحاجة إلى نقلة نوعية، لننتقل من الاعتماد على الدعم الخارجي إلى تعزيز الاستثمارات الداخلية، وتوسيع دائرة علاقاتنا مع دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

اللحظة الفاصلة: هل سنتغير أم سنبقى على نفس الطريق؟

هذه الأزمة هي اختبار كبير للأردن. إما أن نختار أن نكون ضحية للمتغيرات العالمية، أو أن نعيد بناء قدراتنا الاقتصادية على أسس أكثر استقلالية. يمكن لهذه الأزمة أن تكون فرصة لإعادة صياغة استراتيجية اقتصادية أكثر شمولية، وأكثر تنوعًا، بعيدًا عن تبعية السوق الأمريكي.

هل نختار الضعف والاستسلام لهذه الضغوط؟ أم نغتنم الفرصة لإعادة تشكيل المستقبل؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...
- سلام لجراحك ايها الوطن العربي
- لماذا اعتدنا على اعلام السلطة و تستفزنا سلطة الاعلام ؟
- و ان كنت عدوي لكنك ابن وطني
- المراقبون الأردنيون لجائحة كورونا يعيشون في قرية على سطح الم ...
- هل نجح كورونا في صيد ترمب ام نجحت مافيا شركات الاودية في ادخ ...
- #هنري_ووستر ..العراب الجديد في السفارة الامريكية في عمان ، م ...
- ما الذي يثيركم اليوم في اسرائيلية البتراء
- عندما تخون الذئاب
- اسرائيل تفتح فوهة النار على حكم الملك عبد الثاني
- يسقط النظام و الدوار الرابع
- القاتل الاقتصادي ترامب يعلن حربا تبدأ من ورشة البحرين ..أدوا ...
- تخبطات و ارهاصات سياسية تعيشها الحكومة الاردنية تشعل نار الغ ...
- متى ستفهم الحكومة الاردنيه اننا شعب منهك
- الملك عبد الله الثاني يعد بالضغط من الأعلى ..من هم أولئك الأ ...
- دراكولا يجمع معادي الاسلام و أيقونة التعذيب ..طبول الوحشية ت ...


المزيد.....




- خطة سحب سلاح المخيمات.. حسابات ما بعد -دبور-
- دمشق تشكل لجنة تحقيق في أحداث السويداء
- بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغت ...
- المبعوث الأميركي يشيد بالشرع وإسرائيل توجه رسالة لدمشق
- ويتكوف يزور غزة.. وإسرائيل تلمّح إلى إمكانية توسيع عمليتها
- حماس وفصائل أخرى: الطريق إلى الحل يبدأ بوقف الحرب
- بشرى لمرضى الشلل.. شريحة في الدماغ قد تتيح التحكم بالأدوات
- لقاء سوري إسرائيلي جديد.. بين رسم تفاهمات وتصفير المشكلات
- دمشق تعلّق على -اللقاء التاريخي- بين بوتين والشيباني
- وزارة العدل السورية تشكل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فرصة لإعادة البناء؟