أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الأردن وتحديات الأمن الوطني: بين خطر التطرف الداخلي واستغلال إسرائيل الإقليمي














المزيد.....

الأردن وتحديات الأمن الوطني: بين خطر التطرف الداخلي واستغلال إسرائيل الإقليمي


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم علا الشربجي : اعلامية _كاتبة سياسية

في خضم الأحداث الأخيرة التي شهدها الأردن، والتي تمثلت في إحباط مخططات إرهابية تستهدف زعزعة استقرار المملكة، بات من الضروري النظر إلى المشهد من زواياه المتعددة: داخليًا، حيث تلعب جماعات مثل الإخوان المسلمين دورًا في تأجيج الخطاب المتشدد؛ وإقليميًا، حيث تحاول بعض الدول، وعلى رأسها إسرائيل، استغلال هذه الأحداث لتبرير خطابها الأمني والتمدد في المنطقة

1. بين خطاب الإخوان ومخاطر الاختراق الداخلي
لطالما مثّلت جماعة الإخوان المسلمين مصدر جدل سياسي في الأردن، إذ تتراوح نظرة الشارع والنظام تجاهها بين كونها تيارًا سياسيًا معارضًا وبين كونها بيئة حاضنة لأفكار متشددة تستغل الظروف الاجتماعية والاقتصادية من أجل تغذية التطرف. وفي ظل التصعيد الأمني الأخير، عادت التساؤلات مجددًا حول دور هذا التيار في تأجيج الخطاب التحريضي، خاصةً بعد أن كشفت التحقيقات عن دوافع أيديولوجية كانت تقف وراء المخطط الإرهابي.

2. إسرائيل واستثمار الفوضى: استراتيجية “الخطر الداهم”
في خضم هذه التطورات، لم تغب إسرائيل عن المشهد. إذ سارعت في أكثر من مناسبة إلى التأكيد على أن “دول الحوار المعتدلة” – في إشارة إلى الأردن ودول الخليج – لا تستطيع النجاة من خطر الإرهاب الإيراني أو من مو جات الفوضى في الإقليم. وقد بدا واضحًا أن إسرائيل تستغل كل حادثة أمنية في الدول العربية لإعادة تسويق نفسها كـ”ركيزة أمنية” موثوقة في المنطقة، ولتبرير تعزيز تحالفاتها الأمنية، بما فيها مع بعض الأنظمة العربية، تحت عنوان “الخطر المشترك”.

وفي هذا السياق، فإن ما جرى في الأردن يوفر لإسرائيل فرصة لتعزيز خطابها القائم على أن التهديدات في المنطقة لا تقتصر عليها فقط، بل تطال “حلفاءها” أيضًا، ما يعزز من حجتها لتوسيع رقعة التعاون الأمني والاستخباري في الإقليم، وربما حتى الضغط باتجاه اتفاقيات دفاعية علنية أو سرية.

3. المخطط الأمني… وأبعاده السياسية
ما جرى لم يكن مجرد عملية إرهابية معزولة، بل يحمل في طياته أبعادًا سياسية تتجاوز حدود الأردن. فالمحاولات المستمرة لإثارة الفوضى تأتي ضمن مرحلة حساسة تمر بها المملكة، سياسيًا واقتصاديًا، وتسعى فيها الدولة لإعادة تشكيل معادلتها الداخلية بما يضمن الاستقرار على المدى البعيد. ومن هنا، فإن مثل هذه الحوادث تأتي إما لمحاولة إرباك الداخل، أو دفع الأردن نحو اصطفافات إقليمية لم يكن يرغب بها تاريخيًا.

4. مواجهة التحديات بثبات استراتيجي
رغم التحديات، لا تزال الدولة الأردنية قادرة على التصدي للمخاطر المحيطة بها، وهو ما أثبتته عبر تفكيك الخلايا المتطرفة وإرسال رسائل أمنية واضحة بأن أي محاولة للمساس باستقرار البلاد ستُقابل بحزم. ومع ذلك، فإن المرحلة المقبلة تتطلب:
• ترسيخ الوحدة الوطنية لمواجهة أي استغلال خارجي للتصدعات الداخلية.
• رصد التمويلات والجهات الداعمة للخلايا المتطرفة، سواء كانت إيرانية، أو مرتبطة بجماعات الإسلام السياسي.
• التحفظ تجاه الطروحات الإسرائيلية التي تستثمر الفوضى الأمنية لتبرير مشاريعها الإقليمية.

لا يمكن فهم المشهد السياسي في الأردن بمعزل عن التوترات الإقليمية القائمة. فالتداخل بين السياسات الداخلية والخارجية يظهر بوضوح في كيفية تأثر الأوضاع الأمنية بالفصائل الإقليمية والإيديولوجيات المستوردة. وفي ظل المنافسات الإقليمية المتزايدة، تواجه المملكة ضغوطًا مستمرة لإثبات استقلال سياساتها وتحقيق التوازن بين مصالحها الأمنية والسياسية. ومن هذا المنطلق، تأتي الإجراءات الأمنية والتدابير الوقائية لتعكس رؤية استراتيجية تُراعي التحولات الإقليمية وتؤكد على ضرورة الوحدة الوطنية في مواجهة أي تدخل خارجي قد يسعى لاستغلال الانقسامات الداخلية.
ما حدث في الأردن ليس مجرد فصل أمني عابر، بل حلقة في سلسلة من التحديات التي تواجه الدولة داخليًا وخارجيًا. من جهة، هناك جماعات تستغل الواقع لتمرير أجندات أيديولوجية متشددة؛ ومن جهة أخرى، هناك قوى إقليمية – مثل إسرائيل – تحاول توظيف تلك التهديدات لخدمة مشروعها الأمني والسياسي في المنطقة. وبين هذا وذاك، يبقى الأردن بحاجة إلى وعي شعبي، وتماسك سياسي، ورؤية استراتيجية تحميه من كل ما يُحاك له في الظل .

“إن أمن المملكة الأردنية الهاشمية ثابت لا يتجزأ، وخطه الأحمر مرسوم بإرادة شعبها وحنكة قيادتها، ولا يُسمح بتجاوزه أو العبث به تحت أي ظرف أو ذريعة "

#القصة_لم_تنتهي
#الجرس_يدق



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر ال ...
- هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟
- الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فر ...
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...
- سلام لجراحك ايها الوطن العربي
- لماذا اعتدنا على اعلام السلطة و تستفزنا سلطة الاعلام ؟
- و ان كنت عدوي لكنك ابن وطني
- المراقبون الأردنيون لجائحة كورونا يعيشون في قرية على سطح الم ...
- هل نجح كورونا في صيد ترمب ام نجحت مافيا شركات الاودية في ادخ ...
- #هنري_ووستر ..العراب الجديد في السفارة الامريكية في عمان ، م ...
- ما الذي يثيركم اليوم في اسرائيلية البتراء
- عندما تخون الذئاب
- اسرائيل تفتح فوهة النار على حكم الملك عبد الثاني
- يسقط النظام و الدوار الرابع
- القاتل الاقتصادي ترامب يعلن حربا تبدأ من ورشة البحرين ..أدوا ...
- تخبطات و ارهاصات سياسية تعيشها الحكومة الاردنية تشعل نار الغ ...


المزيد.....




- نتنياهو: هاجمنا إيران لمنع -محرقة نووية- وهذا ما قاله عن -تغ ...
- أنور قرقاش يعبر عن إدانة الإمارات الضربات الإسرائيلية على إي ...
- الجيش الأردني: نسقط الصواريخ والمسيرات التي تنتهك مجالنا الج ...
- سكان القدس يخزنون المؤن وسط تصاعد التوتر مع إيران
- نيكولا ساركوزي يفقد وسام الشرف الفرنسي بعد إدانته رسمياً
- لماذا هبت دول عربية وتركيا لمساعدة سوريا؟
- نتنياهو: العملية الإسرائيلية قد تؤدي إلى تغيير النظام في إير ...
- تركي آل الشيخ لجمهور الزمالك: لا تصطادوا في الماء العكر
- وزير الخارجية القطري ونظيره الفرنسي يؤكدان أهمية الاستقرار ف ...
- إسرائيل لم تخطر بريطانيا بهجماتها مسبقا


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الأردن وتحديات الأمن الوطني: بين خطر التطرف الداخلي واستغلال إسرائيل الإقليمي