أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟














المزيد.....

هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد العلاقات الأردنية–السعودية في السنوات الأخيرة حالة من الفتور المتبادل، تتجلّى في مؤشرات متعددة، منها التباطؤ في الدعم الاقتصادي، والتشدد غير المبرر في منح التأشيرات، وانخفاض التنسيق السياسي مقارنة بما كان في السابق. هذا التحول يطرح تساؤلات عميقة حول أسباب القلق السعودي تجاه الأردن، خاصة في ظل عدم وجود خلافات مباشرة أو معلنة بين النظامين.

أحد المفاتيح لفهم هذا التوجّس السعودي يتمثل في الحضور القوي لجماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية والاجتماعية الأردنية، وهو حضور لا يزال قانونياً ومؤسسياً، بخلاف ما هو عليه الحال في المملكة، التي صنفت الجماعة تنظيماً إرهابياً منذ عام 2014.

السعودية تنظر إلى الإخوان من زاوية أمنية وسياسية بحتة، وترى فيهم تهديداً مباشراً للنظام الملكي، بالنظر إلى تاريخ الجماعة في استثمار الاحتقان الشعبي وتقديم نفسها بديلاً “إسلامياً” للأنظمة الحاكمة. ومن هنا، يبدو أن القلق السعودي من الأردن لا يتعلق بالدولة الأردنية بذاتها، بل من البيئة السياسية والاجتماعية التي لا تزال تتيح للإخوان مساحة واسعة من العمل والنفوذ، سواء عبر النقابات أو الشارع أو بعض أدوات الإعلام.

الأردن، بدوره، يرى في احتواء الجماعة وضمان وجودها تحت سقف القانون طريقة لضبط التوازنات الداخلية، ومنع تسرّبها إلى العمل السري أو العنف، وهي سياسة نجحت إلى حد كبير في منع الفوضى. لكن هذا النهج يربك الرياض، التي تفضّل المواجهة الكاملة بدل الاحتواء المرحلي.

ولعل ما يفاقم القلق السعودي هو أن الخطاب الإخواني الأردني، في بعض محطاته، يتقاطع مع نبرة معادية للتطبيع والدور الخليجي في فلسطين، ما يفتح الباب أمام مخاوف من توظيف الجماعة لهذا الزخم في لحظات إقليمية حرجة.

في المقابل، لم يُخفِ الإخوان نقدهم العلني للسياسات السعودية، خاصة بعد الانقلاب على مرسي في مصر. الجماعة تعتبر أن الرياض قادت ما تسميه “الثورة المضادة”، ووقفت ضد التحولات الديمقراطية في العالم العربي يشهد ملف التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل تعقيدات متزايدة، حيث وضعت الرياض شرطا واضحا لا لبس فيه: إقامة دولة فلسطينية كمدخل لأي تقدم في العلاقات.

كما يطعن الإخوان في احتكار السعودية للشرعية الدينية، ويرون أن مشروعها القائم على “الإسلام الوهابي الرسمي” يتناقض مع مفهومهم للإسلام الشامل والعابر للحدود.

صراع وجود لا خلاف عابر
الخلاف بين السعودية والإخوان المسلمين لم يعد مجرّد تباين في السياسات، بل تحوّل إلى صراع وجود. فالسعودية ترى أن الإسلام السياسي خطر على استقرار الدولة الوطنية، في حين يعتبر الإخوان أن المملكة تمثل حجر عثرة أمام التحول الديمقراطي في العالم العربي حسب المفهوم الاخواني .
التحولات في الإقليم، خصوصاً مع صعود تيارات أكثر براغماتية داخل بعض الحركات الإسلامية، قد تفتح المجال لمراجعات داخلية. لكن حتى إشعار آخر، يبقى الموقف العدائي المتبادل هو العنوان الأبرز للعلاقة بين الطرفين .
في المحصلة، العلاقة بين السعودية والأردن تبقى رهينة لتوازنات داخلية وإقليمية معقدة، لكن من الواضح أن ملف الإخوان يشكّل أحد أبرز عوامل التباعد في هذه المرحلة، ويعكس اختلافاً في فلسفة إدارة المشهد السياسي الداخلي بين العاصمتين.

من السهل على الإخوان تكرار الشعارات الكبرى، والمطالبة بقطع العلاقات مع أمريكا وبناء “اقتصاد مواجهة”، لكنهم لا يقدمون تصورًا واقعيًا أو بديلًا عمليًا. فكيف لجماعة تطالب بفك الارتباط الاقتصادي مع الغرب أن تصمت طوال عقود عن هذا النهج حين كانت مشاركة في الحكومات والبرلمان؟ وهل خطاب المقاطعة والعزلة هو الحل السحري، أم مجرد وسيلة لتأجيج الشارع؟


القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى خطابات حنجورية بقدر ما تحتاج إلى عمل منظم ودعم حقيقي، وإلى خطاب سياسي مسؤول لا يخلط بين الخصومات الداخلية والمعركة الكبرى مع العدو الصهيوني. الأردنيون يعرفون جيدًا من يقف مع فلسطين بالفعل، ومن يحاول استثمار دمائها في بازار السياسة.

الأكثر خطورة هو استثمار الجماعة في مشاعر الغضب الشعبي، وإيهام الناس بأنهم طليعة المقاومة، بينما لم تقدم الجماعة على الأرض سوى الكلمات. ما تقدمه الدولة الأردنية من دعم سياسي وإنساني مستمر لغزة، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة، يثبت أن الفعل الحقيقي لا يحتاج إلى الميكروفونات، بل إلى التزام وطني عميق بعيدًا عن المزايدات.

آن الأوان للإخوان أن يُراجعوا خطابهم، وأن يفهموا أن الشعوب سئمت المزايدات، وتنتظر الفعل لا الهتاف.



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فر ...
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...
- سلام لجراحك ايها الوطن العربي
- لماذا اعتدنا على اعلام السلطة و تستفزنا سلطة الاعلام ؟
- و ان كنت عدوي لكنك ابن وطني
- المراقبون الأردنيون لجائحة كورونا يعيشون في قرية على سطح الم ...
- هل نجح كورونا في صيد ترمب ام نجحت مافيا شركات الاودية في ادخ ...
- #هنري_ووستر ..العراب الجديد في السفارة الامريكية في عمان ، م ...
- ما الذي يثيركم اليوم في اسرائيلية البتراء
- عندما تخون الذئاب
- اسرائيل تفتح فوهة النار على حكم الملك عبد الثاني
- يسقط النظام و الدوار الرابع
- القاتل الاقتصادي ترامب يعلن حربا تبدأ من ورشة البحرين ..أدوا ...
- تخبطات و ارهاصات سياسية تعيشها الحكومة الاردنية تشعل نار الغ ...
- متى ستفهم الحكومة الاردنيه اننا شعب منهك
- الملك عبد الله الثاني يعد بالضغط من الأعلى ..من هم أولئك الأ ...


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟