علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية
(Ola Alsharbaji)
الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 09:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ سنوات، و قطر تقدم نفسها كـ”حمامة سلام” في منطقة تتنازعها الحرائق. من لعبها لدور الوسيط، لفتح قنوات الحوار بين الخصوم، لمساهمتها في تمويل إعادة إعمار غزة،لدفعها رواتب موظفي غزه
إلى محاولاتها على ابقاء ما تبقى من حياة الفلسطينيين المحاصرين. لم تكتفِ بذلك، بل فتحت أبوابها للتفاهمات الدولية، من طالبان في أفغانستان، إلى القوى السودانية واللبنانية واليمنية. ورغم هذا السجل الوسيط، جاءت الصفعة: إسرائيل تهاجم قطر أو تُهددها، وكأنها تقول بوقاحة: “لا جزاء للإحسان إلا
في السياسة، الوسيط ليس ملاكاً، بل لاعباً مزعجاً أحياناً. قطر نجحت في أن تكون نافذة تتحدث مع جميع الأطراف: واشنطن، طهران، حماس، طالبان، وحتى تل أبيب نفسها. لكنها دفعت ثمن هذا الدور؛ فكل طرف ينظر إليها بعين الريبة:
أمريكا تراها مفيدة، لكنها أصغر من أن تُعاند مشروعها.
إسرائيل تراها خطراً، لأنها تُبقي غزة حيّة بما يكفي لتظل شوكة في خاصرتها.
بعض العرب يرونها مشاغبة، لأنها تكسر الاصطفافات التقليدية وتطرح بدائل مختلفة.
لماذا ضربت إسرائيل قطر ؟
المنطق الإسرائيلي بسيط: كل دعم لغزة، حتى لو كان إنسانياً، يُترجم في حساباتها كدعم لحماس، أي “عدو”. ومن هنا، يصبح أي تحرك قطري – مهما كان إنسانياً – جريمة في قاموس الأمن الإسرائيلي. لذلك، بدل أن تشكر قطر على ملايينها التي منعت الانفجار الكبير في غزة، تضربها بالتهديد والاتهام.
إسرائيل لا تفهم “الوسيط”، بل تفهم فقط “التابع” و”العدو”. وقطر، حتى وهي تلعب دور الحمامة، رفضت أن تكون تابعة بالكامل.
ما فعلته إسرائيل مع قطر ليس مجرد رد فعل، بل رسالة:
لكل دولة عربية تفكر أن تكون صوتاً مستقلاً: المصير هو الضغط أو الضرب.
لكل وسيط يعتقد أن بإمكانه إحداث توازن: لا مكان إلا للموازين التي تخدم إسرائيل.
لكل من يمد الفلسطينيين بأكسجين الحياة: حتى الأكسجين يُعتبر “سلاحاً”.
قطر اليوم تُعاقَب لأنها كسرت القاعدة: في زمن التطبيع والاصطفاف خلف القوة، اختارت أن تموّل الجائع وتفتح نافذة للأمل. لكنها اصطدمت بالمعادلة الصارخة:
في الشرق الأوسط، الخير لا يحميك.. القوة وحدها هي التي تمنحك الأمان.
#علا_الشربجي (هاشتاغ)
Ola_Alsharbaji#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟