علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية
(Ola Alsharbaji)
الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تكن عملية اللنبي مجرد هجوم نفذه سائق أردني على الحدود، بل تحوّلت فوراً إلى حدث سياسي يتجاوز طابعه الفردي ليطرح أسئلة كبرى حول مستقبل العلاقة الأردنية ـ الإسرائيلية، ومصير الاستقرار في الإقليم.
إسرائيل التي اعتادت تضخيم الأحداث لغايات سياسية وأمنية وجدت في هذه العملية الذريعة التي تنتظرها لتفتح باب الاتهامات والابتزاز تجاه الأردن.
القناص الاسرائيل و افتعال الذرائع
منذ اللحظة الأولى سعت إسرائيل إلى تصوير العملية كتهديد مباشر لأمنها .. متجاهلة السياق الحقيقي المتمثل في العدوان المستمر على غزة والغضب الشعبي العربي.
من المعروف على تل أبيب استغلال اي حوادث لاستغلالها في خدمة أهدافها:
اولا : تعزيز روايتها أمام الرأي العام الداخلي " نبي الذرائع " و كأن إسرائيل تلك الضحية التي تحيط بها الوحوش
ثانيا : تبرير إجراءات مشددة على الحدود مع الأردن.
ثالثا : إعادة طرح ملف “الوطن البديل” من زاوية أمنية وسياسية.
ملف الأزمة الأردني بين الداخل و الخارج
الأردن اليوم يقف عند مفترق حساس:
داخلياً : الرأي العام يرى العملية انعكاساً للغضب الشعبي من الاحتلال ما يضع الحكومة أمام معادلة معقدة في التعامل مع الرواية الرسمية
اما خارجياً : إسرائيل قد تدفع باتجاه فرض شروط جديدة أو تصعيد الضغوط على عمّان وهو ما يشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأردني.
تأثير الحادثه و بعدها الإقليمي والدولي
العملية قد تُستخدم كورقة في لعبة أوسع .. النتن ياهو بائع الخوف ويصنع سردية تجعل من إسرائيل الضحية الأبدية.
كيف ؟؟
إسرائيلياً: قد تُستثمر لتسويق فكرة أن الأردن بيئة غير مستقرة و هي الجمله التي كررها نتنياهو لعدة مرات
" المحيط غير الآمن "
هذه العبارة ليست بريئة، بل هي مدخل لإعادة صياغة الوعي الإسرائيلي الداخلي وتهيئة الرأي العام الدولي لتقبّل إجراءات إسرائيلية أكثر تشدداً و محاولات متكرره لتغيير قواعد اللعبه في المنطقه .
أمريكياً: قد تعزز الأصوات الداعية لإعادة النظر بالدور الأردني في الملف الفلسطيني.
إقليمياً: يمكن أن تُستغل لمحاولة ضرب الدور الأردني في القدس والضفة، وإضعاف الوصاية الهاشمية.
هل للأردن فرصة يمكن استغلالها ؟؟
رغم خطورة ما يجري، يستطيع الأردن تحويل الأزمة إلى فرصة من خلال :
إعادة توجيه الأنظار إلى جوهر المشكلة: الاحتلال وسياسات التوسع الإسرائيلية.
تبني خطاب سياسي حازم يرفض تحميل الأردن مسؤولية أي فعل فردي.
توسيع دائرة الدعم العربي والإقليمي لحماية استقراره من أي ابتزاز إسرائيلي.
عملية اللنبي لم تكن سوى فعل فردي لكن إسرائيل تحاول تضخيمها لتوظيفها في خدمة مشاريعها الكبرى.
على الأردن أن يواجه الذريعة بصلابة وأن يربط أي تصعيد بالحقيقة الأساسية ألا و هي أن الاحتلال هو أصل كل توتر في المنطقة.
#علا_الشربجي (هاشتاغ)
Ola_Alsharbaji#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟