أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الشرق الأوسط الجديد يولد من رماد غزة وضربات طهران















المزيد.....

الشرق الأوسط الجديد يولد من رماد غزة وضربات طهران


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العمامة السوداء قبل النووي.. الصاروخ لم يكن لضرب المفاعل بقدر ما كان لضرب قلب النظام

الضربات الأميركية والإسرائيلية: نحو تفكيك النظام الإيراني قبل تعطيل المفاعل النووي

بقلم علا الشربجي : إعلامية _كاتبة سياسية

ما عادت المواجهة بين واشنطن وإسرائيل من جهة، والنظام الإيراني من جهة أخرى مجرد صراع على ملف نووي أو نفوذ جيوسياسي.
بل الواقع هو تنفيذ لاستراتيجية أعمق تمثلت بالنظر إلى إيران ككيان أيديولوجي عقائدي داعم لمنظمات أرهابية يجب إسقاطه لا كخطر قنبلة نووية محتملة فقط .

هدف واضح المعالم التفكيك قبل الردع، والإطاحة قبل التجميد النووي.
إذ أن الضربات الأخيرة لم تكن تكتيكية ولا عابرة. فهي لم تستهدف مجرد بنى تحتية أو مفاعلات نووية، بل توجّهت مباشرة إلى البنية الصلبة للنظام الإيراني، مستهدفة مفاصله الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.

من مفاعل نطنز إلى قلب النظام: العمامة السوداء قبل اليورانيوم

اللافت أن هذه الضربات وقعت في لحظة تشهد فيها إيران أضعف حالاتها السياسية الداخلية، منذ عقود. فراغ السلطة بعد مقتل رئيسها السابق، وصعود الرئيس الجديد مسعود زركشيان، تزامن مع تحولات حادة داخل أجهزة النظام، وتراكم أزمات اقتصادية واجتماعية، ما جعل النظام هشًّا في بنيته وممزقًا في نسيجه.

زركشيان بدأ ولايته بتحرك صادم بدا و كأن قربان استلام السلطة كان حاضرا مسبقا حين تزامن صعوده السياسي مع مقتل إسماعيل هنية في واحدة من أكثر العمليات الإسرائيلية غموضًا واحترافًا. هذا التزامن لم يمر على المتابعين مرور الكرام، بل فُسّر كعلامة على صفقات داخلية مبهمة — صفقة صمت و تسليم مقابل سلطة، أو قربان مقابل مقعد.

وهكذا، فُتحت الثغرة بين السلطه و الشارع بل الثغرات زادت بين السلطة نفسها

الضربات التي أتت بحجة المفاعل النووي، كانت في حقيقتها ضربة لقلب النظام.

سيناريو الشرق الأوسط الجديد: من طوفان الأقصى إلى رأس طهران

ولفهم أعمق لهذه المرحلة، لا بد أن نعود إلى 7 أكتوبر 2023، يوم أطلقت حركة حماس عملية “طوفان الأقصى”، و تصورت انها متحكمة لساعات في خرق الحدود الإسرائيلية.
لكن سرعان ما تحوّل هذا العمل البطولي إلى ذريعة استراتيجية كبرى أعادت ترتيب الأولويات الإسرائيلية والأميركية تجاه المنطقة.

تحت شعار “الأمن القومي الإسرائيلي”، تم تجريف غزة وتهجير سكانها، لكن العين الإسرائيلية كانت أبعد من غزة:
نحو نزع أذرع إيران في المنطقة (حماس، حزب الله، الحوثيين)، ثم توجيه الضربة الكبرى نحو رأس الأخطبوط في طهران.

إسرائيل، ومعها دوائر القرار الغربي، لا تكتفي اليوم بمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية، بل تسعى للحيلولة دون أن تتحول إلى قوة إقليمية تفرض شروطها على الخليج والمنطقة.
فـ “شرطي الخليج” الذي كانت تريده أميركا قبل عقدين، أصبح “بُعبع الخليج” اليوم.

الضربات العسكرية تزامنت مع دعوات الاستثمار: واشنطن تتكلم بلسانين

في مفارقة تكشف طبيعة الصراع داخل دوائر القرار الأميركي، خرجت في ذروة الضربات التي تهز طهران، تصريحات أميركية تدعو إلى ضخ استثمارات مباشرة في إيران إذا تم التوصل إلى اتفاق جديد، مع تأكيد رفض أي محاولة لتغيير النظام.

وفي الوقت ذاته، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على طهران.

وجهان متناقضان تمامًا:
يد تضرب في طهران ويد تلوّح بالاستثمار.

هذا التناقض ليس ارتباكًا، بل يعكس انقسامًا داخليًا بين تيارين:
الاول يريد تفكيك النظام الإيراني جذريًا،
و الثاني يفضّل احتواءه اقتصاديًا وتحويله إلى شريك يمكن ضبطه.

“لنجعل من إيران دولة عظيمة مجددًا”

في قلب هذه اللحظة المتوترة، خرج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتصريح لا يقل دراماتيكية عن الضربات:

“إذا تغيرت القيادة في إيران، يمكننا أن نجعل من إيران دولة عظيمة مجددًا، بل من أعظم دول العالم.”

جملة تُختصر فيها الرؤية الأميركية الجديدة:
تغيير النظام لا يعني تدمير إيران، بل إعادة بنائها بشروط غربية صارمة: بلا عمائم، بلا حرس ثوري، بلا مشروع نووي.

تصريحات ترامب جاءت في توقيت يتقاطع مع الضربات الإسرائيلية في الداخل الإيراني، ما يدل على وجود مخطط مزدوج:
الهدم بالنار والحديد،
ثم إعادة التشكيل بالمال والانفتاح.

لماذا الآن؟

ربما يتساءل البعض: لماذا هذا التصعيد الآن، رغم أن إسرائيل والولايات المتحدة تعلمان منذ سنوات بسعي إيران نحو السلاح النووي؟

الجواب يكمن في تلاقي عدة ظروف:
اولا :
البرنامج النووي الإيراني بلغ العتبة الأخيرة، وإيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم لصناعة قنبلة خلال أسابيع.
ثانيا :
النظام الإيراني يعيش هشاشة غير مسبوقة، سياسية واجتماعية وأمنية.
ثالثا :
حماس وحزب الله أُنهكا ميدانيًا، والساحة الإقليمية باتت أكثر تقبلًا لضربات استباقية.
رابعا :
البيت الأبيض منقسم، والانتخابات على الأبواب، وإسرائيل تجد اللحظة مؤاتية للحسم أو التمهيد له.

سقوط النظام ليس النهاية… بل البداية

سقوط نظام الملالي – إن تم – لن يكون نهاية اللعبة، بل بدايتها. إنها لحظة إعادة تشكيل الإقليم بأسره
على مستوى خطوط الغاز والنفط،
وموازين القوى الإقليمية،
والتحالفات الدولية،
ومصير دول أنهكتها حروب الوكالة التي أشعلها النظام الإيراني.

ما سيحدث في طهران لن يبقى فيها… بل سينعكس شرقًا وغربًا، من بغداد إلى بيروت، ومن الخليج إلى المتوسط.

لحظة حاسمة وليست عابرة

ما حدث بين إسرائيل وإيران ليس تطورًا طارئًا، بل نتيجة لتراكمات استخبارية وتحضيرات استراتيجية طويلة.
المواجهة اليوم ليست بين برنامج نووي وعقوبات، بل بين:
عقيدة أيديولوجية ثورية،
وتحالف دولي يرى في تلك العقيدة تهديدًا وجوديًا لمشروعه في المنطقة.

التاريخ يُكتب الآن

الشرق الأوسط يفتح صفحة جديدة — متخمة بالمخاطر، والفرص، والتحولات العميقة.

والسؤال الذي سيبقى مطروحًا:

هل نقترب من لحظة سقوط ولاية الفقيه؟
أم أننا على أعتاب فصل جديد من الحرب… عنوانه: إعادة رسم الشرق الأوسط بالنار والحديد؟



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسلل الإعلامي الإخواني .. اختراق ناعم لبنية الوعي و تفعيل ...
- الاردن البلد الجيوستهلاكي و الضامن للاستقرار الإقليمي في الم ...
- الفرح الذي يتحوّل إلى معركة: الدولة والإخوان في المشهد المصر ...
- فرصة ضائعة أم قرار سيادي؟ كيف فوتت مصر والأردن على ترامب ورق ...
- حين صار الدين وسيلة: كيف جيّر الإخوان الإسلام السياسي لخدمة ...
- التفكيك الناعم لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن: ضرورة سياس ...
- الأردن وتحديات الأمن الوطني: بين خطر التطرف الداخلي واستغلال ...
- على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر ال ...
- هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟
- الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فر ...
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...
- سلام لجراحك ايها الوطن العربي
- لماذا اعتدنا على اعلام السلطة و تستفزنا سلطة الاعلام ؟
- و ان كنت عدوي لكنك ابن وطني
- المراقبون الأردنيون لجائحة كورونا يعيشون في قرية على سطح الم ...
- هل نجح كورونا في صيد ترمب ام نجحت مافيا شركات الاودية في ادخ ...


المزيد.....




- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- قوارب الهجرة من الجزائر: إسبانيا تحقق في ظهور جثث مهاجرين مو ...
- للمرة الأولى منذ إطلاقه... التلسكوب جيمس ويب يكتشف كوكبا خار ...
- من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟
- من هو المرشح المسلم لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني؟
- الجيش الإسرائيلي يزعم تنفيذ عمليات -كوماندوز برية- داخل إيرا ...
- خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآ ...
- مليار دولار من البنك الدولي لتعزيز البنى التحتية في العراق و ...
- إيران - إسرائيل: إنجازات وإخفاقات.


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - الشرق الأوسط الجديد يولد من رماد غزة وضربات طهران