أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - ورطة معلم














المزيد.....

ورطة معلم


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 16:59
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة جداً:

على ناصية الشارع، وقف معلم الرياضيات (حسن) يرتدي بنطاله الرمادي، وجاكيته ذو الخطوط الناعمة التي تتشابك فيما بينها، معبراً عن تشابك حيثيات الدنيا ومتاهاتها؛ تحت الجاكيت لبس قميصه الابيض الذي ضمته صدريته (يلكَـ) الرمادية، وقبعتٌ غطت رأسهُ، الذي ظل شامخاً مرتفعاً، بالرغم من تعب السنين وتهالك الجسم، متكأً على عصاه التي صارت تلازمهُ بسبب آلام المفاصل...
واقفٌ ينتظر الباص، يستقلهُ للذهاب الى المدرسة، فبالرغم من أنهُ لم يبلغ الخامسة والخمسين من عمره، الا أنكَ حينما تراه تظنهُ فاق السبعين عاماً...
وقفت سيارة حديثة، فترجل منها شاب، وأقبل ليسلم على الاستاذ (حسن)، لم يعرفه الاستاذ لكنه قال:
- السلام عليكم استاذي العزيز أنا (فلان) ألا تذكرني؟
= عليكم السلام، أهلاً وسهلاً يا بني، تخرج من تحت يدي الكثير والحمد لله، اللهم ربي يوفقهم لكل خير، وأين وصلت في دراستك ؟!
- أكملت معهد النفط (دبلوم)، والآن أعمل في إحدى المصافي (معامل تكرير النفط) والحمد لله، وأخبرك أيضاً أن ما قلته لنا تحقق، حينما قلت لنا: جدوا واجتهدوا فالمستقبل أمامكم. فأنا لدي بيتي الخاص وسيارة وتزوجت وانجبت أولاداً، وأسميت ابني البكر على أسمك، فإنما أنت مثلي الأعلى...
= اللهم ربي يحفظك ويحفظ عائلتك، وينور طريقك
- اركب معي استاذي كي أوصلك الى المدرسة
= لا، أنا أشكرك... لكني أحب أن أكون مع الناس وبينهم
- إذن سأقف معك حتى تركب الباص
= ما يفرح في هذه الوظيفة هو كسب حبكم، وترك الاثر الطيب في نفوسكم، والاجر في الاخرة ان شاء الله
- وكيف حالتك وصحتك يا استاذي ؟!
= الحمد لله، مع الاسف إن أسوء راتب في هذه الدولة صار من نصيب المعلم، أما عن حالتي الصحية، فلم أحصل من وظيفتي هذه إلا سوفان المفاصل، وارتفاع الضغط، ومرض السكري، وما زلت اقبع في بيت الايجار.....
حضر الباص، توادعا، ظل التلميذ واقفاً حتى أبتعد الباص، فقال في نفسه: والله لو آلت إليَّ الأمور لجعلت راتب المعلم هو الاعلى في الدولة...
.........................................................................................
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام
البريد الإلكتروني: [email protected]



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للانتخابات، لا للتوازن السياسي
- اقطاعنا الجديد
- قصيدة (زينب)
- قصيدة (وديان 2)
- وديان 1
- قصيدة (ابتهال)
- الكاميرا الخفية من وجهة نظر اجتماعية
- شرود ذهن شاعر
- تداعيات فوز ترامب وتأثيرها على الشرق الاوسط
- رسائل فيلم The Substance
- مأساة المطابع ودور النشر العراقية
- كربلاء من وجهة نظر اجتماعية
- فوبيا النهاية لدى الفرد الامريكي
- أعطني ولا تطلب مني
- الصورة الشعرية في المرثية العراقية
- أكرهها
- حل الدولتين!
- قصيدة (جسر السنك)
- مدينة الموصل وصوم كروبات السياحة
- قصيدة طوفان غزة


المزيد.....




- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...
- طريق الحرير.. القصة الكاملة لأروع فصل في تاريخ الثقافة العال ...
- جواد غلوم: ابنة أوروك
- مظاهرة بإقليم الباسك شمالي إسبانيا تزامنا مع عرض فيلم -صوت ه ...
- ابتكار غير مسبوق في عالم الفن.. قناع يرمّم اللوحات المتضررة ...
- طبيبة تمنح مسنة لحظة حنين بنغمةٍ عربية، فهل تُكمل الموسيقى م ...
- عبد الكريم البليخ في -بكاء الحقل الأخير-... ثلاثون قصة عن ال ...
- استقالة مفاجئة لأشرف زكي من نقابة المهن التمثيلية استعدادا ل ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - ورطة معلم