أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - شرود ذهن شاعر














المزيد.....

شرود ذهن شاعر


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 8164 - 2024 / 11 / 17 - 00:29
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة:

قرر اربعةٌ من الشباب استغلال عطلة انتخابات مجالس المحافظات، للقيام برحلة الى شمال الوطن (اقليم كردستان)، في سفرة سياحية مع وفد سياحي، لكسر روتين أجواء العمل من جهة، ولعدم قناعتهم بهذه المجالس خصوصاً في العاصمة بغداد، فهم يرون أنها حلقة زائدة، ضررها أكثر من نفعها، للشعب طبعاً، أما للإدارات الفاسدة، فمن المؤكد أن في وجودها نفعٌ كبير.
انطلقت الرحلة قبيل آذان الفجر مودعة بغداد. ثم كانت الاستراحة الاولى في كركوك، حيث نزل الركاب قرب محلات واكشاك الشاي؛ تلاطف شبابنا الاربعة مع بعض شباب كركوك، فالروح الشبابية معروفة لدى الشباب العراقي بالاندماج سريعاً، بعد تجاذبات الحديث واطلاق النكات و(التحشيشات) ومع قرب انطلاق باص المسافرين، سألهم شباب كركوك: كم ستبقون في سفرتكم هذه؟ فأجاب شباب بغداد: خمسة أـيام. فسألوهم باستغراب: ألن تشاركوا في الانتخابات؟ فأجابوهم: لا، فمجلس محافظة بغداد لا فائدة من وجوده. فقالوا لهم: وبماذا تنصحوننا؟ فقالوا لهم: يجب عليكم المشاركة، فإنما انتم تنتخبون حكومتكم المحلية، ولا قيمة لكم بين المحافظات بغير حكومتكم المحلية. توادعوا، وركبوا الباص.
انطلقت الباص واستمرت رحلتهم، حتى اذا وصلوا الى الفندق واستلموا غرفهم، خلدوا الى الفراش قليلاً، ثم بدأ برنامجهم السياحي؛ كانت لهم جلسة في احدى مقاهي المولات، وبعد لعب الدومينو وشرب النسكافية وتوابعها، كانت ثمة طاولة بمحاذاتهم يجلس عليها ثلاث فتيات وفتى، في تلك الاثناء شرد ذهن صديقهم الشاعر، ودخل في غيبوبة صحو (صفن) وهو ينظر نحو الطاولة المحاذية لظهر صديقه سلام، فقد كانت احدى تلك الفتيات تبادله الصفنة نفسها؛ فنظر إليه سلام بغضب، بعد أن استغرب جمود عيني الشاعر وتوجهها نحوه، وقال: ماذا بك؟ (ليش صافن عليه)؟!
فقال الشاعر: (أني ما صافن عليك!)
- (لعد شبيك؟)
= (راح احجي بس لا تلتفت ورائك)
فقال جمال: (رحمه الوالديك كون شعر)
فقال الشاعر: (صار بس لا تقاطعون ولا تلتفتون)
فقالوا: لك هذا
فقال:
(أنا ما صافن عليك
أنا صافن ع الوراك
روح أو غير مكانك
رحمه لامك ثم أباك
هو هم صافن عليه
وبصفنته هم أنا شاك
مو مهم يعطي اشاره
أنا اريده بلا حرك
بصفنته شكَد حزن شايل
شكَد حنين وشوكَـ ينمنى جفاك
أنا ما صافن عليك
أنتَ عثره وهو صاك)
فصفق الثلاثة وعلت الابتسامة وجوههم، ووقف سلام والتفت فرآها، فأجفلت وعرفت بأنهم عرفوا، خصوصا وأن أذنها كانت تلتقط ما يتكلمون، كانت تسمع وتبتسم، قامت ومشت مسرعة، ولحقت بها شلتها من البنات والشاب المرافق لهن، واختفت بين المشاة...
فقال الشاعر موجها كلامه لسلام:
(أنت من أصلك حقير
شما ارفعك ما تطير
أنت أثول
أنت أحول
راح أركَعك بالنظير)

فضحك الثلاثة، وقال طارق لسلام: (شورطك وي شاعر، أعتذر بسرعة لا يقصفك)
فاعتذر سلام مباشرة وقال: (والله ما ادري بيها منتبهة لو تسمعنا، حسبالي بعيدة مو ورانا مباشرة)
فسكن الشاعر وهدئ، خصوصاً وقد غادرت الفتاة المكان، ثم قال:
(مطشر بالفرح ملتم بالجروح*****لاحكَني الحزن لاوين ما روح)
.........................................................................................
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام
البريد الإلكتروني: [email protected]



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات فوز ترامب وتأثيرها على الشرق الاوسط
- رسائل فيلم The Substance
- مأساة المطابع ودور النشر العراقية
- كربلاء من وجهة نظر اجتماعية
- فوبيا النهاية لدى الفرد الامريكي
- أعطني ولا تطلب مني
- الصورة الشعرية في المرثية العراقية
- أكرهها
- حل الدولتين!
- قصيدة (جسر السنك)
- مدينة الموصل وصوم كروبات السياحة
- قصيدة طوفان غزة
- سؤال وجواب مع حجي سعدون
- ملائكة بلا اجنحة
- عرفان
- رحلة الى المنطقة الصناعية في قم الايرانية
- ما بين من منفذ المنذرية ومهران، شتان ما بين مكان ومكان
- شخصيات من مدينة (الثورة)
- رسالة الى رئيس الوزراء
- إحياء الموتى


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - شرود ذهن شاعر