أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - لماذا العين على مصر ؟














المزيد.....

لماذا العين على مصر ؟


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم ينتبه كثيرون إلى «القنبلة» التي فجرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قمة الدوحة، وأصابت شظاياها الأوساط السياسية والإعلامية في الداخل الإسرائيلي.. هي كلمة تجاوزت في أهميتها بيان القمة برمته، عندما وصف «إسرائيل» بـ«العدو» للمرة الأولى منذ توليه رئاسة مصر، بل ربما لم يحدث ذلك منذ أن وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن على اتفاقية السلام المعروفة باتفاقية «كامب ديفيد» في 17 سبتمبر 1978، لذا التقطت الصحافة الإسرائيلية هذه الرسالة القنبلة، وتعاملت معها في السياق الذي يجب أن يكون، هو أن «إسرائيل» صارت هي «العدو» في الخطاب الرسمي المصري، وهذا يعيد توصيف العلاقة بين الطرفين إلى ما قبل «كامب ديفيد»، أي قبل ما أطلق عليه فيما بعد «السلام»، وهو ما دفع هيئة البث الإسرائيلية إلى التساؤل عما إذا كانت كلمة الرئيس السيسي تعني التهديد أم التحذير، واعتبرتها تحمل «خطورة بالغة ضد إسرائيل»، وفي الاتجاه نفسه، أكدت جريدة «يسرائيل هايوم» أنها رسالة تحذير «يجب ألا تتجاهلها تل أبيب»، فيما رأى موقع «JDN» الإخباري العبري أن الرئيس المصري «هدد إسرائيل بشكل غير مسبوق»، ولم تذهب جريدة «معاريف» بعيدًا عن ذلك، إذ اعتبرت وصف السيسي لإسرائيل بالعدو «سابقة»، وأن تهديده بإلغاء اتفاقيات السلام «لم تعهده إسرائيل من قبل». إذًا نحن أمام منعرج مهم في زاوية رؤية ما يجري في غزة، لا بد أن يكون له ما بعده إذا استمر – وهو المؤكد حتى الآن – مجرم الحرب نتنياهو وعصابته ممن يسمون بالمتطرفين في التمسك بوهم خرافة «إسرائيل الكبرى» على حساب دول المنطقة بما فيها مصر.

لا بد أن نتوقف عند هذا ونتأمله ونقرأ أبعاده، أمام ما يتداول مما يمكن أن نسميها مغالطات سواء صدرت عن حسن نية أو عن غيرها بشأن موقف مصر مما يجري على حدودها الشمالية من حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة وفرض حصار غير مسبوق يحرم أهلها من البقاء ويجعل حياتهم مستحيلة، ومن ثم إجبارهم على النزوح والهجرة قسرًا، فمعبر رفح له بوابتان واحدة تقع في الجانب المصري، أي تحت سيادة مصر، والأخرى يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي، وقد أكدت السلطات المصرية أن المعبر المصري مفتوح، وأن الجانب الإسرائيلي هو الذي يسد الطريق أمام أي مساعدات تعبر المنفذ المصري باتجاه القطاع.. ولا تستطيع مصر أن تجبر الاحتلال الإسرائيلي على فتح المعبر الذي يسيطر عليه، وإذا ما حاولت فلن يكون ذلك إلا بواسطة القوة، وهذا يعني الدخول في صدام عسكري قد يأخذ شكل حالة الحرب في ظل حكومة صهيونية متطرفة لا ترى في العرب من حولها أكثر من «حيوانات بشرية» كما وصفهم وزير الحرب الإسرائيلي السابق.

إن مصر أمام احتمالات هكذا حرب قد تجد نفسها في مواجهة أميركا وحلفائها الغربيين، بينما لن تجد حلفاء لها الوقت الحالي في المنطقة، زد على ذلك أنها خسرت عمقها العربي الذي كان يشكل السند الاستراتيجي في حروبها السابقة مع العدو، بانهيار هذا السند (العراق، وسورية، وليبيا، والسودان) الذي كان حاضرًا فاعلًا في حروبها السابقة كحرب أكتوبر مثلًا، وزد أيضًا أنها تعيش وضعًا اقتصاديًا قد لا يصمد أمام حرب مفتوحة في مواجهة تحالف هو الأقوى على وجه الأرض.

لا شك أن من مصلحة «إسرائيل» فيما تعتبره لحظتها التاريخية جر مصر – المستفرد بها - إلى حرب في ظرف تاريخي ربما لن يتكرر، وهي أي «إسرائيل» تدرك أنها لن تستطيع الحديث الواثق عن تحقيق سلامها وأمنها الدائمين في وجود مصر قوية بجيش هو الأكبر تقريبًا في المنطقة، والأقرب إلى ما تسميه حدودها الجنوبية، مصر القنبلة البشرية بنحو 120 مليون نسمة، ولتقريب الصورة كما رآها أحد المحللين الإسرائيليين فإن عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية في مصر يفوق عدد السكان الإسرائيليين في فلسطين المحتلة، وستبقى مصر هاجسًا مقلقًا ودائمًا ومهددًا لما تسميه «إسرائيل» أمنها وسلامها.

ويدرك الإسرائيليون أيضا أن ما يسمى بالتطبيع مع مصر (اتفاقيات كامب ديفيد) هو اتفاق رسمي ورقي فوقي، أما قاعديا فليس هناك في المجتمع المصري ما يمكن أن يعد تطبيعا على الرغم من مرور 47 سنة منذ التوقيع على تلك الاتفاقيات، الأمر الذي يدخل في حسابات الإسرائيليين الاستراتيجية، وتحليلات خبرائهم، ومسؤوليهم حتى في أدنى مستوياته، فحين - على سبيل المثال - أطلق المطرب الشعبي الراحل شعبان عبدالرحيم العام 2000 الأغنية التي صنعت شهرته «أنا بكره إسرائيل» وانتشرت بشكل مذهل مصريا وعربيا، لفت ذلك اهتمام الإسرائيليين، وتساءل بعضهم: كيف يمكن أن تحصد الأغنية هذه الشهرة لمجرد ترديد ثلاث كلمات هي «أنا بكره إسرائيل» ومنهم من اعتبر ذلك يعكس الشعور الشعبي الحقيقي في مصر تجاه «إسرائيل»، ما جعلهم يتهمون صاحب الأغنية بـ«زارع الكراهية».

لكن مصر إن وضعت في الزاوية الحرجة، وومض نتنياهو في مخططه لتهجير سكان غزة باتجاه سيناء، وكان لا بد من وقوع المحظور فهي دولة قوية تملك مقومات المواجهة والدفاع عن نفسها، وإيقاف مغامرات العدو، وإذا حدث هذا فقد تتغير المعادلة في المنطقة وهو الأرجح، ولن تجد الدول العربية المجاورة، خصوصًا دول الخليج وتحديدا السعودية، مناصًا من الوقوف إلى جانب مصر ليس من باب الدفاع عنها فقط، بل من أجل الدفاع عن أنفسهم وعن وجودهم أمام زحف البلدوزر النازي الصهيوني المحمل بالخرافة التاريخية، لأن مصر ستكون، وكما ينبغي أن تكون، وقد كانت دائمًا هي الجبهة الأمامية في هذه المواجهة، والجميع على قناعة بأن مصر قوية هي مصدر قوة لهم، وإذا ما سقطت مصر سيسقط الجميع، هكذا هي معطيات الجغرافيا، والتاريخ، والحقيقة على الأرض، لذا، ولكل ذلك نقول: إن العين على مصر اليوم.



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصل جديد من حروب الصراع على الشرق الأوسط
- الذكرى الـ50 لحرب لبنان.. من حادثة «البوسطة» إلى صرخة «كلّن ...
- من «المسألة الشرقية» إلى «الشرق الأوسط الجديد»
- تجريم المقاومة وتحييد العدو
- طلال «السفير».. الرحيل الثاني
- المنفيون الليبيون
- هؤلاء الملوثون بجرثومة - القراءة الأمنية -
- بيت كان باردا (قصة قصيرة )
- الخفّاش (قصة قصيرة)
- مثقفون.. ومثقفون !
- الطابور ( قصة قصيرة)
- قريبا من البحر ( قصص قصيرة )
- ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)
- درس كاليغولا
- هل لنا أن نحلم بغير هذا ؟!
- لبنان المختصر في (لعبة) أو (ورقة) !
- ماالذي ينتظر في الأفق هناك ?!
- اختطاف مشاهد !!
- اعلام يخاطب نفسه وآخر يسمع نفسه !
- سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!


المزيد.....




- مصدر لـCNN: ترامب سيفرض رسوما قدرها 100 ألف دولار على تأشيرا ...
- ترامب: هجوم 7 أكتوبر كان -إبادة جماعية على أعلى مستوى-
- ترامب يستقبل أردوغان الخميس لبحث -صفقات كبيرة-
- عاجل | سانا: وزير الخارجية السوري يرفع علم سوريا في مقر السف ...
- ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟
- الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يكثف غاراته على القطاع ويزعم ...
- -أطعموا الكلاب أجساد العبيد-.. حكاية الهمجي النبيل
- وسط تصاعد الاحتجاجات النقابية.. ميناء رافينا الإيطالي يرفض د ...
- فرنسا تحذّر إسرائيل من ضم الضفة الغربية وتكشف عن عشر دول ستع ...
- قاعدة باغرام: ماذا نعرف عن أكبر قاعدة جوية في أفغانستان يسعى ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - لماذا العين على مصر ؟