أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - قصل جديد من حروب الصراع على الشرق الأوسط














المزيد.....

قصل جديد من حروب الصراع على الشرق الأوسط


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النهار لـ«إسرائيل» والليل لـ«إيران»، وليس بينهما سوى الاحتمالات المفتوحة في منطقة هي ساحة الصراعات المزمنة والحروب العابرة، كما هي موطن الرسالات، شهدت ميلاد الإمبراطوريات، وعاشت نهاياتها.. تاريخها هو تاريخ الصراع والحروب التي تنتهي ولا ينتهي الصراع، وما تعيشه اليوم هو جولة أخرى من مشاهد الحروب، ستنتهي الحرب بين جبهة منتصرة وأخرى منكسرة كما جرى من قبل، أو لا منتصر ولا منكسر، ولن ينتهي الصراع بسيناريو يتحقق فيه ما يسميه أطراف الحرب بالانتصار المطلق.
فهذا أمر أقرب إلى مناجاة الأتقياء ودعاء القديسين، ومخيال الساسة الساعين إلى المجد، في منطقة طالما ظلت محتفظة بالمادة الخام للصراع الذي يتداخل في مكوناته الديني، والاقتصادي، والجغرافي، والتاريخي، وتراكم مخلفات الحروب التي اشتقت من كل ذلك، بكل ما حملت من عناوين، ونحن الآن أمام حرب بين طرفين، كلٌّ يخوضها من زاوية اعتقاده.
فـ«إسرائيل» تتعامل معها كحرب «وجود» وهي الدولة الطارئة التي لا يكاد عمرها يقفل العقد الثامن، بينما أرادتها إيران ذات الـ2500 سنة من العمر، ويزيد حرب «صمود» في وجه «عدو» تقف معه أعتى قوى العالم، هي حرب معلنة قبل أن تبدأ، ولم يكن السؤال قبلها هو: هل ستقع؟ بل كان: متى تقع؟ وفي التفاصيل أن «إسرائيل» تحت قيادة الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخها لم يكن بوسعها أن تفوت ما تراه اللحظة التاريخية المناسبة لتحقيق حلمها المخلوط بمزاعم التاريخ، والخرافة الدينية وسط محيط يعيش فيه «أعداء الأمس» حالات انهيار متلاحقة، بينما تعيش هي أوج قوتها يسندها حليف؛ بل حلفاء هم الأكبر قوة وتأثيراً على وجه الأرض، اللحظة التي يمَكِّنها فارق التفوق التكنولوجي، والعسكري، والاقتصادي من تحويل حزام النار من حولها إلى حزام آمن لقرن قادم أو يزيد، وتنصِّب نفسها بفعل هذا التفوق الاستراتيجي شرطي المنطقة، والذراع الأكثر طولاً فيها.
لذا كان يلزم أن يكون هناك سبب للصدام والحرب مع من تراه قد يعيق طريقها في هذا الاتجاه، من غزة إلى طهران، وقد رأينا ساستها، وعسكرها، ومحلليها يستحضرون اسم إيران كلما تطرق الحديث إلى المخاطر، وهواجس الدفاع عن «إسرائيل»، فكان من الطبيعي أن يسوقوا هذه الهواجس تحت عنوان «خطر السلاح النووي الإيراني»، وسمعنا رئيس حكومتهم يردد ما معناه «إذا تمكنت إيران من الوصول إلى هذا السلاح، فلن تبقى هناك إسرائيل».
وفي هذا الاتجاه كانت التعبئة ضد «الخطر الشيعي» كما روجوا لذلك، لينجحوا في تجييش فريق كبير من العرب ضد هذا «الخطر» لصنع طوق من العزلة والكراهية لإيران، وأوجدوا لحلفائهم الكبار أسباب ومبررات حصار إيران، وممارسة الضغوط عليها للتراجع عن برنامجها النووي، وتصعيد هذه الضغوط إلى درجة المواجهة التي عملت عليها «إسرائيل» واختارت توقيتها وكان أن وقع المحظور، وصارت الحرب فعلاً على الأرض، حددت «إسرائيل» ساعتها، وشكلها، ولا نعلم من سيحدد ساعة انتهائها ومآلات شكلها.
ما السيناريوهات المحتملة إذن؟
أولاً:
قد تستمر المواجهة لفترة، ضربة هنا، وضربة هناك في شكل حرب استنزاف قد لا تقف تداعياتها عن حد الجبهتين لتهدد الجوار الحساس؛ حيث خزان الطاقة وممرات التجارة العالمية، ووجود قواعد وقوات أميركية، ما قد يجبر الولايات المتحدة على التدخل لحسم المواجهة، إما عبر دور الوسيط، أو دعوة مجلس الأمن لاتخاذ قرار بوقف الحرب، وفي الحالتين ستضغط أميركا لجر إيران إلى مائدة التفاوض على برنامجها النووي بشروط أميركية إسرائيلية.
ثانياً:
تتمكن إسرائيل عبر تفوقها الجوي وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة بمساعدة أميركا وحلفائها الغربيين من حسم المواجهة لصالحها، وبالتالي إجبار إيران على التفاوض من موقع المهزوم، ووفق الشروط الإسرائيلية وإنهاء برامج التسلح الإيرانية لوقت طويل، وهنا قد يزيد طمع نتنياهو إلى حد العمل على تغيير نظام طهران، في اتجاه الشعار الذي يردده ويريد أن يغلف به انتصاره، وهو «تغيير الشرق الأوسط» الذي ستكون تغيير الأنظمة فيه مسألة تحصيل حاصل.
ثالثاً:
قد تصمد إيران وتباغت عدوها بأسلحة لم تكن في حسبانه، وتطيل المواجهة بحيث تنهك إسرائيل عسكرياً، واقتصادياً مع واقع مرتبك سيعيشه المجتمع الإسرائيلي، وهنا أيضاً ستستنجد إسرائيل بحليفتها الكبرى أميركا للتدخل وتأخذ المواجهة المنحى الذي تريده الأخيرة، أو ـ وقد يكون هذا قليل الاحتمال ـ أن تلجأ التركيبة الإسرائيلية الحاكمة مدفوعة بتطرفها إلى القرار المجنون، وهو ما يسمى بـ«خيار شمشون»؛ أي استخدام سلاح نووي تكتيكي في جولة كسر عظم، لكن هذا الخيار قد يقلب المنطقة ويدفعها إلى مصير لا يمكن التنبؤ بمآلاته.. يبقى انتظار تطور مسار هذه الحرب، ونحن أمام مشهد بداياتها، وستكشف ما يمكن أن يكون خافياً لدى طرفيها.
.



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الـ50 لحرب لبنان.. من حادثة «البوسطة» إلى صرخة «كلّن ...
- من «المسألة الشرقية» إلى «الشرق الأوسط الجديد»
- تجريم المقاومة وتحييد العدو
- طلال «السفير».. الرحيل الثاني
- المنفيون الليبيون
- هؤلاء الملوثون بجرثومة - القراءة الأمنية -
- بيت كان باردا (قصة قصيرة )
- الخفّاش (قصة قصيرة)
- مثقفون.. ومثقفون !
- الطابور ( قصة قصيرة)
- قريبا من البحر ( قصص قصيرة )
- ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)
- درس كاليغولا
- هل لنا أن نحلم بغير هذا ؟!
- لبنان المختصر في (لعبة) أو (ورقة) !
- ماالذي ينتظر في الأفق هناك ?!
- اختطاف مشاهد !!
- اعلام يخاطب نفسه وآخر يسمع نفسه !
- سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!
- قصة قصيرة : الهاتف


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - قصل جديد من حروب الصراع على الشرق الأوسط