أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير زعبيه - ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)














المزيد.....

ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


لم يستغرب هذا الانصياع الفوري العجيب وهو يهوي بسوطه عشوائيا على الرجل الذي بقي نصف واقف مهيئا كل مساحة من جسده للجلد .. بل هذا ما زاد حركة الصوت وهو يعلو في يده ثم يهوي شراسة دفعته الى احساس بلذة اضافية وجعلته يعدل من وضعه قليلا وهو يقف في الجانب الأيمن من الصندوق المكشوف لسيارة تشبه تلك السيارات التي تستخدم عادة في رحلات الصيد ، فيستند بيده اليسرى الى الحاجز الحديدي الذي يفصل مقعدي السيارة الوحيدين عن صندوقها الخلفي بشكل يسمح لليد اليمنى بمزيد القوة وحرية الحركة دون التوقف في الوقت نفسه عن جلد الرجل الذي صار مركزا لدائرة ضيقة تصنعها حركة السيارة وهي تدور حوله ..
لم يستغرب هذا فقد كان يدرك حين قرر الخروج واختار هذه الطريقة لقتل ملل حاصره في السرير وان ما على الرجل أو من صادف أن يكون هذا الرجل الا الطاعة حتى وان فاجأه كما حدث الآن في الشارع ودون أية مقدمة :
- أنت .. قف
فيقف الرجل الذي لم يكن يبدو عليه السير في اتجاه محدد ..
- مدّ لي هذا الوجه الحقير .. أريد أن أصفعه ..
واذ حاذته السيارة تماما وصار في امكانه التعرف بوضوح على على صاحب الصوت المطل بجزئه العلوي من فوقها ، سارع الرجل بمدّ رقبته الى أعلى ثم مال برأسه الى الأمام مظهرا حرصا على أن يكون وجهه في وضع مناسب للصفعة ..
لم تكن صفعة واحدة .. أما هو فان انحناءته منهمكا في توجيه الصفعات لم تكن مريحة فانتصب آمرا :
- اقلع هذه السترة .. سأجلدك الآن ..
سارع الرجل أيضا الى التخلص من سترته ومما تحتها وأدار في لمح البصر ظهرا عاريا نحو مصدر الأمر الذي بدا في وضع الوقوف أكثر راحة وزهوا وهو يهوي بالسوط على الظهر العاري وأينما اتفق من جسد الرجل حين دق باليد الأخرى على سقف السيارة ناحية السائق وأمره بالتحرك في شكل دائري ..
لم يصمد الرجل طويلا ولم يتمكن من الحفاظ على وضعه واقفا فهبط بجسمه قليلا متخذا وضع الركوع .. واذ رآه هو كذلك أمر السائق بالتوقف بينما توقف تلك اللحظة عن جلد الرجل .. امتدت يداه الى أعلى البنطال ودون أن يفك الحزام حشر اليد التي كانت لاتزال ممسكة بالسوط في فتحة البنطال واقترب بحيث أصبح يطل على الرجل تماما من فوق السيارة .. وبلمحة منكسرة وهو يدير رأسه ببطء جانبا ثم الى أعلى فهم الرجل ما الذي سيحصل لذلك لم يفاجأ بالصدمة الخفيفة الأولى لرشاش السائل الساخن الهابط على الرأس أولا ثم يعم بتدفق أكثر ما أتيح من الجسد المستمر في الكوع قبل أن يتحول الى دفقات قصيرة ويتوقف نهائيا ..
لم يستغرب كل ذلك وهو يتأهب لأمر السائق بمغادرة المكان فقد أطاعه الرجل كما يجب وفعل كل ما طلب منه .. لكن ما لم يطلبه هو تلك الابتسامة ! ..
هذا بالضبط ما رآه غريبا ، فحين همّ بادارة ظهره لاحظ أن الرجل رفع رأسه وهو لايزال راكعا وتوجه له بابتسامة رضا حقيقية ، حتى أنه لاشك لم يستطعم ملوحة السائل الذي تسلل الى زاويتي الفم اللتين تباعدتا أكثر لتصنعا ابتسامة أعرض ..
(تمت)



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس كاليغولا
- هل لنا أن نحلم بغير هذا ؟!
- لبنان المختصر في (لعبة) أو (ورقة) !
- ماالذي ينتظر في الأفق هناك ?!
- اختطاف مشاهد !!
- اعلام يخاطب نفسه وآخر يسمع نفسه !
- سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!
- قصة قصيرة : الهاتف
- السّلام الأخير
- اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!
- -القتل رميا بالشائعات-
- سؤال الصحفى ورد الرئيس
- قصة قصيرة : اش ..
- سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف
- ايران الثورة .. كنت هناك : ( 2 ) ذلك الثوري صاحب قاموس الممك ...
- ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني
- مليارات القلق
- قصة قصيرة : سيجارة
- الأشجار لا تموت دائما واقفة
- العرب وايران..صناعة العداوة


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير زعبيه - ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)