أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير زعبيه - قصة قصيرة : اش ..














المزيد.....

قصة قصيرة : اش ..


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


يعرف أن مفعول قراره لن يعمر طويلا وسيجد نفسه بعد يوم أو ساعة أو حتى دقيقة وجها لوجه أمام ذلك المذيع أو تلك المذيعة وهو أو وهي تستدعي بجهد تمثيلي فاضح تعابير ما للحزن حين تقرأ خبرا يبدو له مكررا عن كارثة أو جريمة ما .. وما يبدو له مكررا في كل ذلك هو الذي دفعه في لحظة انفعال الى اتخاذ قرار غير معلن بالكف عن تعذيب نفسه بمشاهدة التلفاز وتحديدا ما يتعلق بالنشرات الإخبارية وتحديدا أكثر تلك الأخبار التي تتصدر المقدمة غالبا ويلقيها المذيع أو المذيعة بطريقة توحي وكأن في مضمون الخبر شيئا ما يكشف عن علامات قريبة لدنو الساعة .. ثم هذه الذبابة البليدة التي تلاحقه وتشغله الآن عن متابعة قراءة الصحيفة وهو يجاور زوجته على السرير في نصف اتكاءة :
- إشْ ..
في هذه الليلة وهي الليلة الأولى لتنفيذ قراره ذاك اقترح على نفسه أن تكون الصحيفة بديل التلفاز وهرب من غرفة الجلوس الى السرير مشترطا على نفسه أيضا ألا يقرأ أو حتى يرى الصفحة الأولى فهي ستذكره حتما بوجه المذيع أو المذيعة والتلفاز لذلك فتح الصحيفة مباشرة على الصفحتين الثانية والثالثة ممسكا طرف الصفحة الأولى بين السبابة والابهام مائلا بها الى الأسفل بينما يمسك بيده اليسرى بقية الصفحات .. يميل برأسه قليلا الى اليمين وكأنه يشيح بنظره عن زوجته عندما يحاول تفحص خبر في الصفحة الثانية ثم ينفض الصحيفة فجأة بيده اليسرى في توتر ظاهر و محاولة مستمرة لابعاد الذبابة التي بالكاد حطت على أرنبة أنفه قبل أن تطير مرة أخرى لتأخذ في الدوران حول نفسها في الفضاء الصغير الفاصل بين وجهه والصحيفة مما استفزه للمرة الثانية ودفعه لأن ينشها بالصحيفة محتفظا بها بين يديه .. لكن العصبية الزائدة أو التي رأتها زوجته كذلك جعلت الزوجة تنبهه الى أن يده والصحيفة كادا أن يصطدما بوجهها , ثم توجه اليه كلاما يحمل نبرة تأنيب وشك :
- أكل هذا من أجل ذبابة ؟!
- .........
للمرة الثالثة التي لايرد فيها على تعليقات زوجته متظاهرا الانشغال بقراءة الصحيفة ومطاردة الذبابة التي تستفزه .. وفي محاولة للفت انتباهه تدنو الزوجة بكل جسمها ناحيته وهي في حالة نصف اتكاء أيضا مائلة برأسها ناحية الصحيفة متظاهرة هي الأخرى بمشاركته القراءة لكن نظراتها الخاطفة التي تنتقل بين وجهه اللا مبالي والصحيفة مع حركة الشفتين المزمومتين بعصبية توحيان بغير ذلك وهو ما عبر عنه تعليق لاحق يخفي تساؤلا بين القلق والشك :
- لماذا لم تعد تطيقني ؟!
- ....................
- منذ مدة ألاحظ عليك هذا ..
- ..................
- تكلم .....
قالتها بانفعال مقربة وجهها نحوه حتى صار رأسها حائلا بين عينيه والجريدة في اللحظة التي كانت فيها الذبابة قد اقتربت من وجههه باتجاه زاوية احدى عينيه ،فانتفض في غضب مشيحا بيديه التين لا زالتا تمسكان بالصحيفة في حركة من اليمين الى اليسار حيث كان لا بد أن تصطدم الصحيفة بوجه الزوجة و ناحية العين تماما لتصرخ قافزة من السرير :
- قصدت ايذائي ..
- الذبابة ..
لكن صراخ الزوجة يعلو أكثر وهي تشتم الذباب وتشتمه ليحس في توتر لم يشعر به من قبل أنها ألحقت به اهانة , واذ ود وهو في ذروة توتره أن تستدرك بجملة تلغي المعنى الذي جعله يفهم أنها أهانته , تتعمد هي ترسيخ ما فهمه تماما بسيل من الكلام المعزز بحركة اليدين ونظرات تنطق تحديا , ما جعله يقفز بدوره ناحيتها شاتما رافعا كفا الى الأعلى كأنه يهيء يده لتوجيه صفعة , أو هكذا فهمت هي عندما ردت في تحد استفزه أكثر :
- لن تجرؤ .. جرب يا ..
هنا تنهال الكف على وجه الزوجة مهيئا الأخرى لصفعة لاحقة , لكن سكوت زوجته المفاجيء جعله يتراجع مكتفيا ببحلقة في وجهها وهي تديره في بطء ناحيته لتقول كمن يسدد طلقة :
- طلقني .. لو كنت رجلا ..
- أنت طالق



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف
- ايران الثورة .. كنت هناك : ( 2 ) ذلك الثوري صاحب قاموس الممك ...
- ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني
- مليارات القلق
- قصة قصيرة : سيجارة
- الأشجار لا تموت دائما واقفة
- العرب وايران..صناعة العداوة
- الخيبة.. أو (رياضة الكراهية)
- الرهان علي الوقت الضائع
- - صناعة الجوع -
- كان هذا هو الموجز
- كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!
- أنظر حولك وتفاءل !
- أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة
- 2700 ليتر من المياه لصناعة قميص واحد !! ..حروب تخفي الحروب
- دائرة
- من ضرب العراق بايران الى ضرب العراق بالعراق..
- الصديق الذي قتلته -النشرة-
- قصة قصيرة :الأجندة
- قصة قصيرة


المزيد.....




- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...
- بريندان فريزر وريتشل قد يجتمعان مجددًا في فيلم -The Mummy 4- ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير زعبيه - قصة قصيرة : اش ..