أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني















المزيد.....

ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" كنا نسمعهم يقولون ان صرخة (الله أكبر) لا تكفي وحدها لاسقاط الشاه , وعندما كان النظام يتداعى ثم يسقط ونحن في المقدمة نهتف (الله أكبر) التفتنا لنراهم يركضون في الخلف محاولين اللحاق بنا !” هكذا يعتقد ذلك العامل البسيط في احدى ورش تصليح السيارات باحدى ضواحي مدينة طهران وهو يتحدث اليّ عن نجاح الايرانيين في اسقاط نظام شاه ايران , كان يشير بذلك الى اليساريين وكلهم في اعتقاده (شيوعيون) , كان يتحدث بحماس وكأنه الرجل الثاني في مجلس قيادة الثورة الايرانية مصححا لي ما اعتقدته تصحيحا مني حين قلت ان الثورة لم تقم في الأسبوع الأخير من حكم الشاه ولم تكونوا وحدكم من صنع هذه الثورة وقدم التضحيات وساهم بالخطاب وبالدم في مراكمة ما جعل نجاح الثورة ممكنا , ولم أكن أعلم أنني سأستفزه و أنا أبدي رأيي هذا .
ثمة جانب حقيقي في حالة ذلك العامل كان لابد أن يلاحظها ويرددها من شهدوا عن قرب الأيام الأولى لانتصار الثورة الشعبية في ايران , وقد كتب لي أن أكون هناك من بين هؤلاء مبعوثا صحافيا أغطي ما تيسر لي مشاهدته من تلك الأحداث لوكالة الجماهيرية للأنباء محتفظا بانطباعاتي الشخصية التي لا يتسع لها الخبرعن حدث هو من أهم الأحداث التي عشتها خلال تجربتي الصحفية , أذكر هذا لأنه بوفاة آية الله حسين منتظري أحد الشخصيات الشهيرة التي ارتبطت بمسيرة الثورة الايرانية فتح الباب مجددا لاستذكار سير ووضعية رجالات الثورة الأقوباء الذين لم يخفت الجدل حول موقعهم الحقيقي من تلك الثورة ومكانتهم في سياق التأريخ لها , عاد الحديث عما يطلق عليه الرجل الثاني في الثورة الايرانية , والذين كانوا يرصدون الحراك الشعبي في ايران وتسارع وتصاعد ايقاعه الى مستوى الثورة العارمة خلال السنتين الأخيرتين التين سبقتا سقوط الشاه كان يلاحظ لا شك صعوبة أن تحدد من هو الرجل الأول في الثورة ! قبل أن يتم تركيز الاعلام على شخصية آية الله الخميني ورحلته من مدينة النجف العراقية الى باريس وخطبه التحريضية المسجلة التي كانت ترسل لايران فتنسخ هناك ليسمعها الملايين فيتحول التحريض الى فعل على الأرض عبر تظاهرات مليونية , حتى أن البعض أطلق على الثورة الايرانية اسم (ثورة الكاسيت) , ليصبح الامام الخميني أبرز الأسماء تداولا في المشهد الايراني ولتجد وسائل الاعلام العالمية أخيرا من يمكن أن تطلق عليه لقب الرجل الأول للثورة التي تمكنت من اسقاط نظام الشاه بعد أربعة أشهر من وصول الخميني الى باريس , هنا لم يكن في مقدور أحد أن يحدد ببساطة من هو رجل الثورة الثاني بين تلك الملايين التي كانت تخرج كل يوم الى الشارع تهتف بسقوط نظام الشاه وتتلقى رصاصه بصدورها وألئك المئات من رجال الدين الذين حررتهم الثورة من زنازين الشاه وسط حالة شعبية كانت غايتها الأهم هي اسقاط الشاه ولم تكن مبرمجة بالقدر الذي يمكن أن ترى في آلية حركتها مجلسا لقيادة الثورة وتحديد تراتبية أعضائه بل حتى تحديد الخطوة الثانية للثورة بعد ذلك الانهيار الدرامي السريع لعرش الشاه وخروج هذا الأخير من البلاد نهائيا ، حينها كان لا بد من ظهور قيادة للثورة تبدأ في تأسيس دولة الثورة , وكان لا بد أيضا أن تظهر في هذه القيادة أسماء سيعرف من بينها من سيطلق عليه الرجل الثاني ، هنا بدأت (الآيات) تأخذ أماكنها خاصة أولئك الذين خرجوا للتو من زنازين الشاه وذاقوا صنوف العذاب طوال سني بقائهم في تلك الزنازين فكنت تسمع عن آية الله محمد بهشتي وآية الله شريعة مداري وآية الله مطهري وآية الله محمود الطلقاني وآية الله حسين منتظري وعشرات غيرهم , لكن هذين الأخيرين (طلقاني ومنتظري) كانا أكثر الآيات أهمية وقربا من موقع القيادة الايرانية , وقد أتيحت لي فرصة التعرف على الرجلين عن قرب ومقابلتهما خلال وجودي في طهران وكانا ملاذا ومرجعا للنظر في حالة البلاد وقضايا الناس في وجود حكومة مرتبكة يقودها بني صدر ومهدي بازرقان لا تكاد تسيطر على مقراتها أمام نفوذ الآيات وقوة حرس الثورة , كان الاثنان رفيقا سجن وخلف الأول الثاني خطيبا للجمعة في طهران , عرف عن آية الله طلقاني انفتاحه على جميع التيارات والقوى والأقليات الايرانية وتحليله الواسع لمفهوم الثورة والحديث عنها بعيدا عن ادعاء الخصوصية المحلية وكان الوحيد الذي يمكن أن تسمع منه أنه كان وهو في السجن يسمع عما كان يقوله ويفعله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , وحين صعد نجمه وارتفعت شعبيته حاول البعض اللعب على وتر الاختلاف في بعض وجهات النظر بينه وبين الامام الخميني وتم النفخ في هذا الخلاف الى حد خروج أنصار الطرفين الى الشارع , واستطاع بوعي وحكمة احتواء الموقف بأن أصدر بيانا أعلن فيه مبايعته للامام الخميني في جو كان يمكن للتصعيد فيه أن يؤدي الى نتائج لا يعرف أحد مداها وسط تصفيات يومية لـ (خصوم الثورة) من (خونة ) و(عملاء) و (بقايا السافاك) , قبل أن يرحل مبكرا وتخسر الثورة الايرانية أحد أهم رجالاتها في موت مفاجيء لا زالت أسبابه تثير جدلا حتى اليوم , أما آية الله حسين منتظري الذي أعلن عن وفاته قبل أسبوعين فقد اجتمعت فيه صفات ومقومات عدة جعلت الأنظار تتجه نحوه منذ البداية لتشير اليه كشخصية مؤهلة أكثر من غيرها ليكون الرجل رقم 2 دون منازع في قيادة الثورة الايرانية خاصة بعد أن باتت السيطرة مطلقة للآيات في قيادة الدولة الاسلامية في الجديدة ان بشرعية ما له من مكانة علمية وتمكن فقهي أو بشرعية الثمن الذي دفعه في مواجهته الطويلة مع نظام الشاه ليس أقلها عشر سنوات بما حملت من فصول التعذيب التي خلفت آثارا لازمته حتى مماته , حين زرت بيته بعد أشهر قليلة من قيام الثورة لاحظت حركة ارتعاش واضحة على يديه وأومأ لي مرافقا : "انها آثار التعذيب.. أنظر الى عينيه , لم تكونا بهذا الضعف قبل السجن" لذا لم يكن أمرا مفاجئا انتخابه عام 1984 نائبا للامام الخميني ، الا أن الرجل وهو العليم بسرائر أصحاب العمائم السوداء القريبين من بيت الامام كانت له قراءة أخرى ترى في تلك الخطوة مشروع ضربة وشيكة في انتظاره وهو ما يشير اليه في مذكراته بوضوح حين يسرد " عندنا مثل يقول: ان كنت تريد ان تسقط احدا عند الناس فصعده اكثر من حده اللازم و الطبيعى ثم اسقطه فجأة ! وهذا ما فعلوه بي " ومنذ ذلك الوقت كان آية الله منتظري على موعد مع مواجهة أخرى يرى أنها كانت أعتى من تلك التي عاشها قبل الثورة , وسوى المداهمات التي استهدفت مكتبه والاعتقالات التي طالت أنصاره كان هدفا مباشرا لهجوم المرشد نفسه آية الله على خامنئي حين لم يتردد في وصفه مرة بالخيانة والعمالة للأعداء قبل أن يأتي القرار بابقائه رهن اقامة جبرية استمرت عشر سنوات لم يخرج بعدها سوى الى المقبرة .



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليارات القلق
- قصة قصيرة : سيجارة
- الأشجار لا تموت دائما واقفة
- العرب وايران..صناعة العداوة
- الخيبة.. أو (رياضة الكراهية)
- الرهان علي الوقت الضائع
- - صناعة الجوع -
- كان هذا هو الموجز
- كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!
- أنظر حولك وتفاءل !
- أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة
- 2700 ليتر من المياه لصناعة قميص واحد !! ..حروب تخفي الحروب
- دائرة
- من ضرب العراق بايران الى ضرب العراق بالعراق..
- الصديق الذي قتلته -النشرة-
- قصة قصيرة :الأجندة
- قصة قصيرة


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني