أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - تجريم المقاومة وتحييد العدو














المزيد.....

تجريم المقاومة وتحييد العدو


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العقل والمنطق وقراءة الواقع لا تسمح لي بالدخول في جدل حول التوجه العقائدي لـ«حماس» وبنود أجندة «حزب الله»، والديمقراطية الإسرائيلية المجتمعية، التي يضعها من أعنيهم هنا في خانة المقارنة المستنكرة مع دكتاتورية منظومات السلطة، في مجتمعاتنا، قد أتفق كثيرا مع رأيهم وأدرك كل ما يريدون الذهاب إليه، لكن طرحهم يأتي في غير وقته، ويتحدثون في التوقيت الخطأ، فنحن الآن في الساعة الحرجة من توقيت الحرب، في مواجهة عدو فاشي، نازي، عنصري تحركه الخرافة العقائدية المبنية على مفاهيم دينية متطرفة يرى عبرها أن له ربه الخاص الذي يعليه فوق الآخرين، ويخيره عن باقي البشر، ويرى أن قتلهم وإبادتهم فضيلة، ومرضاة للرب الذي يعتقده، لذا أنا وقد يشاركني في هذا كثيرون أتغاضى عن التناقض الثانوي مع من يملك القدرة على مواجهة هذا العدو، وإيذائه، وتكبيده ما يتاح من خسائر، وأعتبر أن التناقض الرئيس هو مع العدو، وله أولوية الاهتمام..

وفي السياق أتساءل كيف يمكن أن نسمح لأحدنا أن يجلد من يواجه العدو في الميدان ويدفع الثمن دما ما زال يسيل، في معادلة قوة مادية غير متكافئة، ونطعن في توجهاته العقائدية، وربما السياسية، ونحاول بقصد أو بغيره نمذجة ديمقراطية الـ«كنيست» الإسرائيلي؟..

أنا هنا أنطلق في الحديث من إشكالية توصيف دور حزب الله، وتموضعه في حالة المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن حرب إبادة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة المعاصر، مستفردا بأهلنا في قطاع غزة بعد أن تخلى عنهم من كانوا يسمون بالأمس أشقاؤه العرب، ومناصروه المسلمون، لا أخوض في توصيف وتحليل كيان الحزب وأجندته الداخلية وتحالفاته الخارجية، فهذا شأن يتعلق بالداخل اللبناني، وبمقام ليس هو المقام الحالي الذي يجب أن يقال.. كيف يمكن أن أتناقض مع فعل يؤذي عدوا مشتركا، وأتفق مع العدو في تجريم هذا الفعل، وأحيّده، بل وأشاركه الشماتة؟..

وحين نتحدث عن تجارب حركة التحرر الإنساني ضد الظلم، احتلالا عابرا كان أم استعمارا يطول، سنرى التنوع، والتعددية تتجلى في تركيبة هذه الحركات بعيدا عن الفرز المناطقي، أو العقائدي على سبيل المثال، - وأعني هنا حركة المقاومة الفلسطينية - سأتساءل: هل نطعن مثلا في شخصية الراحل، جورج حبش «الحكيم» النضالية، ونشطب تاريخه المقاوم للاحتلال، فقط لأنه «شيوعي»، و«مسيحي» ليس من «ملتنا»؟ هل ندير الظهر للمواجهة البطولية التي تخوضها حركة «حماس» ضد جيش الاحتلال العنصري النازي، فقط لأنها «إخوان مسلمون» مثلا أيضا؟

وأكرر أننا الآن لسنا في مقام الجدال الفكري، والعقائدي في شأن الفعل المقاوم، لقد كُتب لي وأنا مراسل صحفي أن أكون في لبنان لأعاصر عمليتين لهما مدلولهما الذي يخدم الفكرة هنا، وهما العمليتان البطوليتان اللتان نفذتهما كل من الشهيدتين، لولا عبود، وسناء المحيدلي ضد قوات الاحتلال العامين 1984 و1985، كانت لولا فتاة مسيحية الديانة، شيوعية الانتماء، بينما كانت سناء مسلمة شيعية، محسوبة حزبيا على الحزب القومي السوري، فهل نخضع فعلهما لمعايير المعتقد الديني والفكري، أم لمعيار مقاومة العدو، والقدرة على إيذائه؟ وقس على هذا كثيرا، وفي السياق كان تشي جيفارا في وقت ما أيقونة لشريحة كبيرة من شبابنا زينوا بها قمصانهم، وقلدوه مظهرا، دون أن يسألوا عن ديانته، أو يتوقفوا عند توجهه العقائدي، بل كانوا يفعلون ذلك لأنه كان نموذجا ثوريا جاذبا في قيادة المقاومة ضد الإمبريالية التي كانت أميركا تمثل رمزها الرئيس، بتدخلاتها المسلحة ضد شعوب قارة أميركا اللاتينية التي ينتمي إليها جيفارا، ودعمها للأنظمة الدكتاتورية هناك من أجل مصالحها التوسعية.

أنا أعتقد أن مقاومة الظلم ليست حكرا على «ملة» أو توجه عقائدي ما.. أما مسألة تحميل المقاومة في كل من فلسطين، ولبنان مسؤولية الخسائر البشرية، والدمار الذي لحق ببلديهما جراء هذه المقاومة، فسأسأل أيضا: هل نحمل شيخ الشهداء ورفاقه المجاهدين مسؤولية التقتيل، والتنكيل الذي ارتكبه المستعمر ضد الليبيين؟ وهل نحمل جبهة التحرير الجزائرية ومجاهدي الجزائر مسؤولية المجازر الفظيعة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري؟

ويمكن أن نسقط ذلك أيضا على تجربة كفاح ثوار فيتنام ضد الغزو الفرنسي، ثم الأميركي لبلادهم، هل كانت موازين القوة المادية متكافئة في تلك الحالات؟ حتى يستنكر البعض ما يجري الآن في فلسطين، ولبنان، ويحمل حركة المقاومة في البلدين مسؤولية الدماء التي ما زالت تسيل، والدمار الذي يزيد، لأنها دخلت حربا غير متكافئة ماديا مع العدو ما كان ينبغي أن تخوضها؟ هل نخلي هذا العدو من المسؤولية عن جرائمه، ونحملها للمقاومة؟ هل نتبرع بتزكية حجته لشرعنة حربه الإبادية، ونلوم من يواجهه، ويقاومه مهما كان توصيفه؟ هل المطلوب أن نعيد قراءة التاريخ في مساق هذا المنظور؟



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلال «السفير».. الرحيل الثاني
- المنفيون الليبيون
- هؤلاء الملوثون بجرثومة - القراءة الأمنية -
- بيت كان باردا (قصة قصيرة )
- الخفّاش (قصة قصيرة)
- مثقفون.. ومثقفون !
- الطابور ( قصة قصيرة)
- قريبا من البحر ( قصص قصيرة )
- ابتسامة أعرض (قصة قصيرة)
- درس كاليغولا
- هل لنا أن نحلم بغير هذا ؟!
- لبنان المختصر في (لعبة) أو (ورقة) !
- ماالذي ينتظر في الأفق هناك ?!
- اختطاف مشاهد !!
- اعلام يخاطب نفسه وآخر يسمع نفسه !
- سيرة ذاتية للمفاوضات العربية الاسرائيلية !!
- قصة قصيرة : الهاتف
- السّلام الأخير
- اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!
- -القتل رميا بالشائعات-


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الصاروخ -فتاح- الذي أعلنت إيران إطلاقه على إسرا ...
- ما هو الرقم الذي قد يُحدد نتيجة الصراع الإيراني الإسرائيلي؟ ...
- أوكرانيا.. مقتل وإصابة 58 شخصاً في هجوم روسي على كييف
- لوس أنجلس تستعيد هدوءها وسط مواجهة قضائية بين كاليفورنيا وتر ...
- المستشار الألماني: إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عنا في إي ...
- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - تجريم المقاومة وتحييد العدو