عمر حمش
الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 13:50
المحور:
الادب والفن
وعلى هذا تكونون، يا من خُلقتم تنفّذون مشيئة..
تحدّثُون هجراتكم كعبيد، ويُصغِرُ كل جيل، فلا يختلّ توازنٌ، ولا يُخدشُ قانون.
إن شيدتم حجرا؛ ندمتم، وعدتم إلى خيامِكم آسفين ..
البناءُ شِركٌ، لهم الحجرُ، ولكم الخيام.
ويصفعك الزمان:
أيا أيّها الآبق:
وكيف تغامر؟
لست سوى صدىً لتيهٍ قديم، وحسرةَ حاضر، والخذلانُ يأكلُ عمرَك.
ها أنت إلى الرملِ تعود، كما وقت المرة الأولى، شيخا لا طفلا، تتسمع نشيجَ التلال:
امكثْ هنا؛ فلا تطاردُ نحلةً، ولا تهنأ بحَجْلِ كركزٍ، ولا تعلّقْ قضيبَ صمغٍ على غصنٍ مديد.
جيوشُ الزواحفٍ معك، وأسرابُ الذباب، والخيمةُ أمزاقٌ، وفناءٌ شرائط، وفي الزاويةِ قِربةُ ماءٍ عزيز، وأثافي قدرٍ، تطبخُ فيه الوهمَ للصغار.
وتمتدُّ الخيام، والعابسون يصرخون.
ويا أيّها المحدّقُ:
ظهرُك مُتعَب، وعقلُك شارد؛ يسائلُ ربّ الزمان عن طيرٍ، لا يأتي.
هنا في منفاك، تقلّبُ مؤشرَ الإذاعات؛ تبحثُ عمن علقوا في الشّمال، والموتُ الأجشُّ يرقصُ هناك .. يشهقون فرادى، وجمعا يشهقون شهقاتِ الدهشةِ العنيدة.
يا صانعَ الهجراتِ اللعينة:
ومتى تكونُ هجرتُنا الأخيرة؟
#عمر_حمش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟