أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - رامي الابراهيم - تقنيات المعلوماتية المستخدمة في فيلم مريم و المنسوجات














المزيد.....

تقنيات المعلوماتية المستخدمة في فيلم مريم و المنسوجات


رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي

(Rami Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 15:33
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


فكرة الفيلم

فكرة الفيلم مستلهمة و متأثرة بأفكار الأمريكي جاك فريسكو، مؤسس مشروع فينس في فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية. يقول جاك فريسكو بأن التقدم التقني يتقدم بشكل سريع ومذهل في الحضارة البشرية الحالية ولكن التطور الاجتماعي و الثقافي بطيء للغاية و أن عدم التناسب بين سرعة التطور التكنولوجي و سرعة التطور الثقافي تؤدي إلى أزمات. انطلاقاً من الاقتناع بهذا المقولة و بضرورة معالجة مشكلة التفاوت بين سرعة التطور التقني و التطور الثقافي قمت بصناعة فيلم وثائقي يوظف التكنولوجيا المتقدمة ( الذكاء الصناعي) في خدمة الثقافة و التقدم الثقافي.
في الحقيقة إن الجدة و الابتكار في الفيلم لا يتوقف على توظيف الذكاء الصناعي في صناعة فيلم ثقافي هادف و غني بالمعلومات و يلامس القلوب. يجمع الفيلم أيضاً بين عدة حقول معرفية في آن واحد: الأركيولوجيا و التاريخ و الفن و يتتبع أهم محطات تطور تكنولوجيا النسيج في التاريخ البشري و كيف اكتسب منتج النسيج أهمية ثقافية تتناقلها الأجيال و تعيد إنتاجها الثقافات.

التحديات و الصعوبات

أحد التحديات التي واجهت صناعة الفيلم هو بدايةً وقبل كل شيء صناعة فيلم من حوالي 17 دقيقة من دون كاميرا و من دون ممثلين أو حتى مقابلات. ومن التحديات ايضاً ندرة المواد المتوفرة و الكافية بما يمكن صناعة قصة متكاملة تستحوذ على انتباه المشاهد لمدة تصل إلى 17 دقيقة. كل ما توفر لي في البداية كان عدة صور لدمى تكتسي أزياء فولوكلورية صنعتها سيدة سورية تدعى مريم معروف و تقيم في جمهورية التشيك. وجدت لاحقاً في أعمال الفنان التشكيلي السوري طلال أبو دان ما يناسب موضوع النسيج و الإرث المشرقي القديم فانتقيت بعض أعماله بغرض توظيفها في الخلفيات و في سياق الفيلم.
تقوم مادة الفيلم في حيز ما على القراءة الفنية البصرية و القراءة الثقافية لأعمال السيدة مريم معروف و التعليق على أجزاء الثياب الفولكلورية و فهمها في ضوء إرث حضارات الهلال الخصيب القديمة من جهة و الثقافات المحلية الراهنة من جهة ثانية لكن هذا ليس كل شيء و لم أرد أن يكون الفيلم مبنياً على المعلومات فحسب و إنما على إدهاش المشاهد و ملامسة عواطفه و انتزاع إعجابه في نفس الوقت فرويت أجزاء مختارة بعناية من سيرة السيدة السورية و مشوار حياتها كخياطة وأم و صانعة دمى. طلبت ايضاً من فنانة سورية ناشئة أن ترسم لوحة تبسيطية لمشهد مؤثر من حياة السيدة مريم معروف اي قصة حرمانها من التعليم في المدرسة. و هكذا بدأت مادة الفيلم البصرية تنمو و تكتمل و تتكامل و لكن كان ما يزال ينقصني صور ذات صلة و ماتزال هناك الحاجة لوضع كل شيء في قالب صوري متحرك وهنا يبرز دور الذكاء الصناعي بالإضافة إلى برامج مونتاج الفيديو المعروفة مثل ادوب برومييه و برنامج معالجة الصورة مثل فوتوشوب.

الذكاء الصناعي في خدمة الثقافة

لإنتاج صور توحي بالعصر الحجري الحديث و هو العصر المرتبط بأوائل الاكتشافات الأركيولوجية المتعلقة بالنسيج اعتمدت على برنامج ذكاء صناعي اسمه ليوناردو. في الحقيقة من الصعب أن تحصل بواسطة هذا البرنامج في المرحلة الراهنة على الصورة المطلوبة تماماً و من الصعب الحصول عليها بدون عيوب و بالتالي كان لابد من الإكمال و الاستعادة بتقنيات برامج أخرى لتلافي العيوب و لإكمال العناصر المفقودة. كما اعتمدت على هذا البرنامج في إنتاج صور احترافية تظهر علاقة نبات الكتان مثلاً ببدايات صناعة النسيج.
اعتمدت على خدمات منصة لشركة ذكاء صناعي ناشئة تدعى (أور ون) في إنتاج مقاطع فيديو تحول النص المكتوب إلى صوت مسموع ومحكي من قبل شخصية مختارة مسبقاً ومخزنة في بيانات (داتا) البرنامج. كان علي أيضاً اختيار أصوات أشخاص بعمر معين و جنس معين و بنبرة معينة لتقديم مادة كلامية و بصرية مقنعة و متناسقة مع النص. اعتمدت مثلاً على صوت تقريري لامرأة شابة في مقاطع الفيديو التقريرية التي تقدم معلومات تاريخية أو أركيولوجية او تقدم قراءة فنية للأعمال. أما في ما يخص فقرات من سيرة حياة مريم معروف و معاناتها فاخترت صوت حزين لسيدة في العقد السادس من العمر. تقدم المنصة جميع هذه الخدمات و تمكن من صناعة مقطع فيديو عبر اختيار مقدم أخبار أومعلومات يتلو النص الذي كتبته بنفسي بالإنكليزية. بذلت جهداً كبيراً حتى يبدو مقدّم المعلومات شخصاً حياً "بلحم و دم" أكثر منه صورة ثلاثية ابعاد متحركة قليلاً و مخزنة في البرنامج و لهذا كان علي إيقافه عن الاستمرار بالكلام أو إجباره على فترات صمت بعد قول شيء حزين و ذو شجن. كيف يمكن ان تجبر آلة مبرمجة مسبقاً على التوقف لثوان معدودة قبل مواصلة الكلام؟ فعلت هذا بوضع فراغات في النص عندما اردت أن تصمت الآلة لبرهة.

خلاصة

يقوم الفيلم على عمل ذهني و إبداعي بشري قمت به أنا من جهة و وظفت الأعمال الإبداعية البشرية للفنان طلال ابو دان و فاطمة الزهراء بيطار بالإضافة للمادة الأساسية للفيلم و هي صور الدمى المصنوعة من قبل السيدة مريم معروف ثم يأتي دور الذكاء الصناعي مكملاً لأعمالنا البشرية و مساعداً لي في إنجاز فيلم وثائقي دار العالم و شارك في العديد من المهرجانات الدولية و حصل على بعض الجوائز و الشهادات.

لمزيد من المعلومات عن فيلم مريم و المنسوجات بالإنكليزية انقر الرابط: https://filmfreeway.com/MariamandTextiles
لمعلومات عن الفيلم بالفرنسية و الألمانية و الإيطالية انقر رابط الفيلم على منصة الأفلام السويسرية: https://www.swissfilms.ch/fr/movie/mariam-and-textiles/e13e70ad91be42029e2d5f6a7e8cc428



#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)       Rami_Ibrahim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للهروب شكل أبي
- الأب الشيوعي المفترس المتمترس الضاري
- المعرفة المتأخرة و عدم الإكتراث
- صدر النمورة و التقسيم
- نشيد حرية لسوريا الجديدة
- مدّة الحياة
- المسمار
- المرأة العجوز في الغابة
- اللغز
- القمر
- القطة و الفأرة في منزل واحد
- الضوء الأزرق
- الإوزة الذهبية
- لعبة المكان و الزمن
- دقيقةٌ من وقت الزّمان ووقفةٌ في ذهول
- غبار الطّلع
- قلا تجي
- أحلام اللحظة..و الشوق طليقٌ.. و الماضي توثب!
- انتماء
- فستان شعبي جداً


المزيد.....




- لماذا تنصح جامعة هارفارد بارتداء الجوارب قبل النوم بـ 20 دق ...
- مرضا السكر وارتفاع ضغط الدم يزيدان خطر قصور القلب المفاجئ.. ...
- لو بتعمل دايت.. 10 عادات مسائية تعطل خطة إنقاص الوزن
- 5 عادات تسبب تفاقم متلازمة تكيس المبايض
- القهوة تساعد على تخفيف الصداع.. كيف تتناولها لحصد الفائدة
- 5 أشياء تحدث لجسمك عند ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار
- إنفيديا تستثمر 5 مليارات دولار في إنتل.. صفقة سياسية بنكهة ت ...
- شاهد كيف خاطبت وزيرة مولّدة بالذكاء الاصطناعي برلمان ألبانيا ...
- سر شباب إيناس الدغيدي.. ما هى حقنة الخلايا الجذعية للنضارة و ...
- عادة شائعة عند الكثيرين.. لماذا لا يجب ترك الماء مكشوفا بجان ...


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - رامي الابراهيم - تقنيات المعلوماتية المستخدمة في فيلم مريم و المنسوجات