أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي الابراهيم - للهروب شكل أبي















المزيد.....

للهروب شكل أبي


رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي

(Rami Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


يَأتي بِكل قذارات التاريخ
إلى البيت الطفل
ويسبقه
شوقٌ للتأله،
والتأفُّف
والهروب الطِفلِ من وَحلِ الزَّمان
للهروب الحُر شَكل البُطولة في فيئِها أُمي
للهروب المر شكل التّشكل
فوق قامات الصغار كآيةٍ طفلة
للهروبِ شكلُ أبي
ولطعمهِ صوتُ التبجُّح فوقَ هامات الصِّغار
كآيةٍ ما جاء الكتابُ بغيرها
....... .........
رأيتُ في الماء شكلَ بداية الأشياء
نقاوة الأشياء
تكبيرٌ لشكلٍ ألفتُه طفلاً
وَوَدِدْتُه فِعلاً
ورأيته مثَلاً
ورأيت في الماء حُبَّ المَسير
بوحاً أسيرْ
شوقاً
و توقاً للمُضي العذب في أحضانها الدُّنيا
خُرافية
حين تلثُمنا
وعُدوانية ...
حين تتركنا
مع الوحش في برٍّ فسيح
و تتركنا مع الوحش الكَسير
لكي يرسم بالدماء و بالترهات و بأنيابه
شكلاً يُعطيه بريقَ عُيونِنا
ويقول: هذا هو درب الذئاب
شكلُ الذِّئاب
لغةُ الذئاب
وأنتَ ولدت في كَنَف ذئبٍ
وأيُّ ذئبٍ...
ذِئبٌ كسير
..........

للأزهار إغواءٌ
ولِعِطرها هالة
و لألوانِها غاية
و هيَ تعرف أو تُفكر أنّي أُحبها
و أني أودُّ لو ألمها طوقاً
وأحيكها كسوة
آتي بها و أزرعها...
حول المزارع
فوقَ المقابر
تحتَ المعابر
وفي
أفياء حارتنا
وشُقّتنا
..........
للأزهارِ قدرةٌ على البقاء و على المُضي
وعلى اجتثاث القُبح من أبصار أحَّدنا
ومِن أفكار ملَّتنا
ومِن
أخبار جارتنا
وما للأزهار من قُدرة
على انتزاع لو ذرَّة
من جبروته أبدا
..... ......
و ما للأزهار من قدرة على ثني أبي
عن عزمه دوماً
أن يُفسد مَجالسنا
وأن يَرسُم
ولادتنا
نهايتنا
شكل أقلامنا
هويتنا
بشاشتنا
تجهّمنا
شكلاً نُسميه:"إرادتنا"
وأن يرسم:
مجرى للدمع فوق خدودنا
سيلاً
و يوسِّع السّيلا
و يبكينا عليه ثانية و ثالثة
لأنه مدَّ يَداً و اغتال
إيماننا فيه
وبالأزهار
ثانيةً
وثالثةً
........... ........ .......

لماذا تُشهر على غَدنا أقاويلك؟
لماذا ترى في أفعالنا نفسك؟
لماذا تسمع في أنفاس ناقتنا
شخيرُه جملُك؟
.......... .........
تعاف الطفلة الفستان إذا اهتَرأ
تعافُ النّخلة الصحراء إذا انسدّت
يعاف المرءُ امرأة
تعاف البكر ألفَ أفّاقٍ
و تعافُه ثيِّب
ولا تثلم إرادة الحر بأن يبقى
وأن يفنى أبياً
واثقاً
من حرية الدنيا
إذا أعطته هي نفسه
..........
نفسي هي ملكي
مُلكي هو نفسي
و يشبِهني
شالٌ لفَّ خصر الشمس
ولم ينسَ أنَّه شال
حجرٌ رمى روحه على حجرٍ وشال
هو
بقيَّة البُرج
...... ......
للبركان أن يلفظ الحجرا
وأن يرميه في قارعة الطريق
يدوسه من تفاخر بالعمى أبدا
أبداً ليس للبركان أن يعيده لظى
ليستعر بنار السطوة
و التّفجر في كل لحظة
ما باله أبي؟
لا يحس
و لا يرى في البرج
غير ذاك الحجر
ولا يراه بغير ذاك اللظى
خانعاً، ساكتاً، ذائباً
في تلك
الحميّا
............
جُرحي عميقٌ
خوفي اكتوى
سُخطي لِمامٌ
حُبي ذوى
بَوحي قصيدٌ
وصراخي
مَطمورٌ
ومقموعٌ
إذا بدا
يُبدي عليَّ العطف من كان اكتوى
ولم يُصب بالأبوة مثل أبي
أو مثل عمي وجاري و خُلاني
و منهاج المدارس
و صكُّ الزواج
وعقد العمل
و ميراث البداوة
و الميجنا
و الريح
و الربع الخالي
و الأرباع الملأى
و ربما
أنا
........... ..............
لخَّصت هاجسه المقدس
بديمومة ذاته مكررةً
عبر آخر من صلبه
يحمل سيفه المثلوم
و يثأر لكل جرح في جثته التي
تتنفس وعظاً
والتي تزفر حنقاً وغيظاً
هل أخبرتكم يوماً لماذا يشن أبي
هجماته في كل يوم على
طواحين الهواء؟
و يأمرنا أن نصفق طرباً بنصره
ويعدنا بجزرٍ يوزعها علينا
حتى و لو لم نشأ بلطم أيدينا ببعضها أسفاً
و حتى لو لم نرغب بجزر قطع من محبتنا له
بالتأكيد يحدث ذلك لأننا نخذله باختلافنا عنه قليلاً
أو كثيراً
و ربما لأن سرفانتس
يريد أن يجعل من أبي
دون كيشوته
الفارس
ودون كيشوته
الحزين
.............
أما كنت صبياً و طفلاً و محتلاً بأفكار والدك
و بسُخطِه أيضاً؟
وجوعُ التَّسلط فيه؟
أما كنت يوماً وليداً لأمٍّ تُكفكف دمعها
و تتلو صلاة التسامح
صلاة التودّد
و المغفرة
وكانت غامق خوفها
أن يكبُرَ الأولاد على غير الخضوع
و غير التذلل
غير التماس الدفء
في كفٍ تجيد الكَسب مثلما تجيد الصَّفع
والتَّهديد
وتُجيد
القذف خلف التذكُّر كلَّ ما يعكِّر صفو
المَرجلة
......... ............
أرمي حنيناً
فُراقاً عصيَّاً
بغامق خوفها
خوفي كفاية
حُبي نهاية
قلبي سُدى
أرمي ورائي بنعل أبي
بحبِّه المريض
خوفه المعلَّق
ناقوساً قرب أفكاري و أحلامي
ورائحة التغاير
وحُب المضي بدربٍ
تشتاقُه قدماي
بدرب غير مرصودٍ
قادت له عيناي
..............
قلادةٌ في البحرِ أحلامي
و شكلٌ يريد التَّشكل
فراق يريد البقاء بقرب التغايُر
بقربِ التَّجارب و المسألة.....
أنِّي مُجرِّب
وشَوقي طليق
وحُبي مدى
مررت بجلجامش و أنكيدو
مررت بأخيل الإغريق
مررت بفرجيل الشاعر
و أعطاني قلادة
قلادتي أنا في المدى الكُحلي
وطريقي
طوافٌ بكل أهل الأرض والتاريخ
مررت بالماضي و بالحاضر
وقفت طويلاً عند هاملت
مكثت شهوراً
وقفت سنيناً
أن تكون إنساناً أولا تكون
أن تكون نفسك أولا تكون
أن تكون هاملت الأول
أوتكون هاملت الثاني
أعطاني تردده،
يومه المسكون بالشّكِ وسعيه النّاري
أخذت كُلاً
تركتُ جزءاً
وسعيي أنا باقي...
مررت على لوثر
على روسو
و في الجو ترديدٌ لشعرٍ ما زلت أحفظه
ورثته نقلاً عن زهيرٍ
بن أبي سلمى
و آخر أوصى لي به الطائي
في الجو صيحاتٌ
فها هم الفرنسيون في فرحٍ
ثم ها هو هيغو وكم أوصاني بإخوتي اللُّقطاء
ثم ها هو هيغل بل ها هو ماركس
وأوصاني بإخوتي الفقراء
مررت على ديغا
و من شباك مرسمه ومرقصه
سرقت أنا نظراً
رقصت مع غانياته دهراً
ثم أهداني ما سرقته كَرَماً
وأرشدني إلي بيتٍ يطيب فيه التلصّص
لكي
آوي و أسرق ما يطيب
فكان أن قادتني خطاي و أخطائي إلى المتحف
أتحفت أقفار رأسي المؤدلج منذ البداية
على التعامي
عن كل ما لا يطيب لوالدي
أيا والدي كل هؤلاء آبائي و أجدادي
فما بالك تأتيني بصك ولادتي في العصر الروماني
و تطاردني بطوق الرق
قبل الرومان ولِدت
و بعد الرومان ولدت
و أولد في كل يوم من رحم غانيةٍ إذا شئت
ولا أرقّ لطوقٍ
ولا ألين لطاغي
...
(كتبت هذه القصيدة في العام 2005)



#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)       Rami_Ibrahim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأب الشيوعي المفترس المتمترس الضاري
- المعرفة المتأخرة و عدم الإكتراث
- صدر النمورة و التقسيم
- نشيد حرية لسوريا الجديدة
- مدّة الحياة
- المسمار
- المرأة العجوز في الغابة
- اللغز
- القمر
- القطة و الفأرة في منزل واحد
- الضوء الأزرق
- الإوزة الذهبية
- لعبة المكان و الزمن
- دقيقةٌ من وقت الزّمان ووقفةٌ في ذهول
- غبار الطّلع
- قلا تجي
- أحلام اللحظة..و الشوق طليقٌ.. و الماضي توثب!
- انتماء
- فستان شعبي جداً
- هيكل لإله الحروف


المزيد.....




- كيف لرجل حلم بالمساواة أن يُعدم بتهمة الخيانة؟ -يوتوبيا- قصة ...
- -زعلانة من نفسي-.. مها الصغير تعتذر من فنانة دنماركية وفنانو ...
- onlin نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم الجلوس عل ...
- الفنان المصري إدوارد يكشف رحلة مرضه من حقن التخسيس إلى الجلط ...
- ثبتها الآن واستعد لمتابعة البرامج الثقافية المفيدة “تردد قنا ...
- Sigg Art in Monte Carlo: A hybrid vision of what it means to ...
- -سيغ آرت- في مونتي كارلو: رؤية هجينة لما يعنيه أن نكون بشراً ...
- -النجم لا ينطفئ-، ظهور نادر للفنان عادل إمام يطلق تفاعلاً وا ...
- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي الابراهيم - للهروب شكل أبي