أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - رحمّ الله أمّي ..وأمّي الثانية خالتي ..














المزيد.....

رحمّ الله أمّي ..وأمّي الثانية خالتي ..


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 13:05
المحور: الادب والفن
    


الموت طعنةٌ لزمان المجد ، الموت ظلنا الذي يدفعنا نحو الهاوية الحتمية إجباراً وقسراً وحقاً وذلاً وسخريةً ولايحق لنا الإعتراض ولا التفوه بطلب التأجيل ، والحياة واحدة ولانمتلك لها إحتياطا كما عجلةٍ لو عطب إطارها من الممكن تبديله بالإحتياط والمضي سيراً مرة أخرى ... ...
لي أم أنجبتني مع ستة من البنات والبنين ولي أم أخرى تلك التي انشأتنا وسهرت علينا بعد وفاة والدي بكل طاقتها وحياتها وفدائها في أن تظل لرعايتنا دون أن تفكر بحقها وخصوصيتها بالحياة بل كانت تقول عندي سبعة يملئون عليّ فرحتي وسعادتي وفناعتي ورضا ربي وعليه توكلت وهذا يكفيني ، فتركت جمالها الأبيض الرشيق فداءً لهذا الغرض الذي قلّما تفعله نساء هذا اليوم . تستمر الحياة بين أمّين من ذلك الزمن الذي لاتتكرر به الأمهات بقناعتهن المطلقة وحبهن الغير مشروط حتى موتهن معا بفارق قصير من الزمن.الأم الثانية خالتي أعطاها الرب مهنة الخياطة في البيت والمهارة في الطبخ وادارة المنزل بشكل يفوق التصور وعلى يديها تخرّج المهندسون والمعلمات . أما الآم التي أنجبتني فكانت لاتعرف سوى الوقوف على تنور الصلصال والخبز ، أما المال حتى مماتها لاتعرف سوى إسم الربع دينار دون معرفة قيمته . في الآونة الأخيرة وعند شيخوختهن جمعتا في غرفة واحدة في بيت اخي الكبير لتسهيل العناية بهن من قبل الأخوات وبالتناوب وهذا شيء صعب للغاية لآن الأمر يتطلب كما هو في بلدان الغرب في أن يوضعن في دار للعجزة لكن التقاليد لاتسمح بذلك إعتمادا على الخوف من الرب فيما إذا أودعت أمك في دار للعجزة والخوف من أحاديث الناس من أن العائلة الفلانية تنكرت لأمها وأودعتها في دار العجزة للخلاص منها ومن أوزارها . في نهاية خلاصهن هناك من المفارقات العجيبة فخالتي هي الأصغر سناً بالكثير من السنوات كانت تخاف من الموت لآنها بقيت على عقلها ولم يصبها الزهايمر فكانت شديدة الخوف من الموت حتى فارقت الحياة بعد ان أصبحت نحيفة كما عود الثقاب بينما كانت تحفر الآرض بأقدامها الصلبة القوية الواثقة الراسخة . أما أمي أصابها الزهايمر بحيث انها لم تعد تعرف شيئاً ولا حتى أولادها الاّ إثنين منهم كانوا بعنايتها في اللحظة الأخيرة . وحين ماتت خالتي بجانبها فقالت شيئا واحدا: أين هذ المرأة التي كانت نائمة هنا قبالتي وكإنها ليست أختها التي عاشت معها كل الدهر بآلامه وأفراحه .
وفي النهاية وعند موتهن فارقنَ الغرفة الكائنة في بيتنا وانتقلن الى النجف الأشرف حيث السردايب التي جمعتهن معاً أيضا كما السريرين في البيت ويالغرابة مصائر البشر . العزاء والرحمة لآرواحهنّ مابقي الدهر .
هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمشون اليهودي والخائنة دليلة الفلسطينية (غزّة )..
- حياةٌ تافهةٌ ، ليس لها معنى..
- ليس لي مزاجُ
- المناضلة الشيوعية اللبنانية ( سهى بشارة)..
- زياد رحباني ، موتٌ غنائيٌ وشيوعي ..
- الملك أو النبي داوود وباتشيباه زنا ورومانس / جزءٌ ثانٍ..
- محمود درويش ومحمود المشهداني …
- الساحل السوري ، قبلَ الخيانةِ
- الملك(النبيّ) داوود وباتشيباه زنا ورومانس ..جزءٌ أول
- الصليبي المجرم وزير الدفاع الأمريكي ..
- ممتلكاتُ أمريكا في العقار الإسلامي ..
- المهرجان الدولي في المملكة المغربية (آسفي) ..
- مُسافرُ
- وزيرٌ مجرم في حكومة المجرم ابي محمد الجولاني ..
- سماح عباس قايش ، والغضاضة ُفي الصحافة ..
- برتراند راسل،وعشوائية الكون / جزءٌ أول
- فيصل جابر عوض ، رحمكَ الله ..
- عبد الرزاق جاسم ، بين العاطفيّةِ والعَدَم ..
- أنا هنا ، أيّها الطغاه ..
- الشيوعيون ، والمخرج هادي الماهود / المثنى


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - رحمّ الله أمّي ..وأمّي الثانية خالتي ..