هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 13:42
المحور:
الادب والفن
حين تحل المجاعة بين اليهود بسبب السنوات العجاف فيرسل النبي داوود رسولا الى فرعون مصركي يساعده بإرسال الحبوب لكن فرعون يأبى عن ذلك ولم يرسل الحبوب فيلعن داوود ذلك الفرعون ويقول : ايها الفرعون الكلب الكاذب . ولذلك نرى حتى اليوم إسرائيل تناصب العداء لمصر كنوع من الثأر خصوصا عند طرد النبي ( موسى) من قبل الفرعون والقصة المعروفة في غرق الفرعون في البحر .
وتستمر المجاعة بينهم فيأتي الكاهن ( ناياثان ) مع حشر كبير من الناس أمام القصر لمحاكمة (باتشيباه) زوجة النبي داوود لأنها هي السبب في غضب الرب على بني إسرائيل مع زوجها مما تسبب في مجاعتهم. وفي هذه الأثناء ينقل لنا المشهد التالي(باتشيباه) وهي تودع وليدها المريض فيأتي الأطباء لمعالجته لكنه يموت وسط حزن عظيم وولولة النساء بطريقة أيام زمان حيث يقومنّ بتحريك صدورهن الى الأمام والخلف بما يشبه النوح الصامت مع موسيقى الوداع الأخيرالحزينة والمؤلمة للغاية. الكاهن ناياثان والناس يصرّون على محاكمة باتشيباه لكن الملك أو النبي داوود ينكر ويدّعي أنه لم يزن بها ويريد الشهود على ذلك ويقترب داوود من الناس صارخا بهم من يشهد منكم من أنني قد زنيت مع باتشيباه ويصرخ ويصرخ ولم يشهد احد بذلك لكن فجأة تحصل الطامة الكبرى التي لم يتوقعها النبي داوود حيث تأتي زوجته الأولى( مايكال) وإبنه الصغير(أبشالوم) الذي لم يعطه من الورث غير خنجر صغير ، ويشهدان ضده ، وهنا يشتد العجب بالملك داوود عن مدى خسة بني البشر بناءاً على القول المأثور( وآلام ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهنّدِ).فهنا شهادة زوجته وإبنه هي بمثابة الإنتقام منه ومن باتشيباه. وهنا يؤكد الكاهن على ضرورة رجم باتشيباه لكي يرضى الرب ويقلل من غضبه عليهم وخطاياهم لآنهم يمرون في فترة قحط وسنوات عجاف والزرع مات والضرع جف وأثناء هذه الفوضى يُظهر لنا الفلم مشاهد الجفاف وموت الأغنام وقلة الماء والعطش وقلة المطر وكإنه يريد أن يقول لنا إنظروا الى غضب الرب على إسرائيل فيقول الكاهن:هذه من أعمالنا فلابد أن ينزل غضب الرب على باتشيباه.لكن الملك داوود يقول له:هل هذاهوالرب من تقول عنه ؟ هذا الرب المنتقم وليس هنا من عدالة وأنا أرى الرب غير ذلك كماان باتشيباه لم تفعل شيئا سوى انها أعطتني الحب والحنان ورفعت قلبي الى الأمل والإستمرار في الحياة والعطاء. ويذهب داوود الى باتشيباه ويقول لها لن اسلّمك الى الرعاع وأراد تهريبها لكن القصر كان مطوقا بإحكام فما من بد للهروب.ويستمر داوود بخوفه على باتشيباه ويقول لها:ليس لديك ذنب وإنما كلانا فعلناه بالحب وهي تبكي لكنها أخيرا تقول له أنا لست خائفة من الموت وأنا يجب أن اتحمل عقابي بقانون موسى لآننا أذنبنا كلانا،فأنت قتلت زوجي (يورايا) وأنا وافقت على ذلك فلابد من عقاب الرب علينا.هنا يقول لها داوود:أنا عرفت الرب في صغري حين كنت راعيا للآغنام.ثم تطلب منه باتشيباه وسط هذا الحزن والمصير المحتوم أن يعزف لها ويغني من الحانه على العود مثلما كان صغيرا راعيا للغنم.ثم يعزف لها ويحدثها عن الرب حين كان صغيرا ويقول:عرفت الرب رحمة وطيبة وعرفته في مولد الحملان ولم يعلمني احد على ذلك سوى نفسي ورايته في احتراق النجوم وفي الرياح الباردة بعد اللهيب وعرفته حين جبت الصحراء ومخيمات فلسطين. وهنا التشابه الكبير ايضا مع النبي محمد وكيف كان في الصحراء يحدث الرب بخشوع وخوف وتبجيل .ثم يسترسل داوود ويقول لباتشيباه لقد وجدت الرب في كل شيء لكنني اليوم لم اجده ولقد فقدته وخمدت صورته في الطموحات والمكائد والكذب والرياء مثلما ترين الكاهن وإبني وزوجتي وعدائهم لي.أنه ليس ذاك الرب الرحيم بل هو رب الإنتقام ورب يفكر في عدالته فقط ولايفكر بعذابات الناس(كلها تعابير تشكيكية) في ذلك الزمن البعيد والتي عادت اليوم ووضعت على طاولة التساؤل . وكل هذا المشهد وباتشيباه تستمع للملك بمشهد خاشع ثم يقول لها : هذا الرب ليس عادلا،هذا الرب الذي يريد لك الموت بسبب حبك لي فهذا ليس رب .ثم يصمم داوود على حمايتها كمحاولة اخيرة ويخرج الى الكاهن ناياثان ويقول له بكل جراة:أنا لم أجد عدالة الرب بل وجدت عدالتك انت يا ناياثان فدعني ارى بيت الرب الغاضب بنفسي.ويذهب الى بيت الرب حانيا خاشعا متضرعا وبينما هو يسجد لربه ورأسه يلمس الأرض،فجاة تظهر عدسة الفلاش باك وتظهر لنا بشكل درامي كيف كان داوود صغيرا راعيا للغنم وجاءه إبنُ عمه الصغير ايضا ليخبره ان النبي صموئيل يطلب ان يراه وكان هذا النبي يتفحص الاطفال واحدا واحدا لانه يتنبا في ان يكون احدهم ملكا عادلا على بني اسرائيل وهنا مثل قصة النبي محمد وكيف تنبأ أحدهم من أنه سيأتي نبياً إسمه أحمد ، وكيف كان ورقة بن نوفل يتحدث عن تلك النبوءة للنبي محمد .وزوجته خديجة الكبرى .
في اللقطة التالية من الفلم يقوم النبي صموئيل بتفحص الطفل داوود ويقول هذا هو الملك العادل في الزمن القادم حين سيكبر ويكون ملكا على بني اسرائيل كلهاويقوم بتعميده بالزيت على راسه مثلما حصل لدى المسيح والتعميد بالماء من قبل النبي يحيى بن زكريا فكل القصص متشابهة بين الأديان ولافرق الاّ بالشيء النزير. النبي صموئيل قبره اليوم في القدس وبالعبرية تعني ( شمويل) .
يستمر داوود راكعا ساجدا وهو في بيت الرب حتى تنقلنا البانوراما السينمية الى داوود وهو طفل يقف مع الحشد اليهودي في مواجهة(جالوت) العملاق الفلسطيني المحارب الذي لاتقهره جيوش بحالها فينادي جالوت:من منكم يظهر لمحاربتي،فلم يجبه احد وينادي وينادي والجميع خائفون حتى ظهر الطفل( داوود) وقال له أنا من يبارزك فضحك جالوت وقال:لم لايبعثوا غيرك يابني فإرجع من حيث أتيت وكان عمره أنذاك تسعة سنوات لكنه كان طفلا بارعا في إستخدام المنجنيق اليدوي أو لعبة السهم وهي عبارة عن مايشبه الحجارة لكنها مسننة توضع في حبل من قماش بما يشبه(المحجال) لدى العراقيين ويحرك يده بطريقة دائرية مرة وأثنين وثلاث ويرميها على الطيور أو الحيوانات وغيرها فيصيبها إصابة دقيقة حتى الموت. وهنا ظهر داوود ليبارز العملاق الفلسطيني والجميع سخر منه لأنه لايزال طفلا غراً غريرا. فقال له جالوت إقترب لآراك كيف تبارز بالسيف لكن داوود لم يقترب بل رمى جالوت بالسهم من بعيد وأصابه السهم المنجينقي في جبهته وسقط صريعا في الحال.وبهذا يهتف اليهود ضد الفلسطينين بهتافات النصر ويهتفون أيضا بتحقيق نبوءة النبي صموئيل بحق هذا الطفل داوود من أنه سيصبح ملكا عادلا لليهود. وهنا التشابه واضح في الأديان وأساطيرها وكيف ظهر الإمام علي ضد عمر بن ود العامري العملاق القريشي وكيف قتله بالطريقة التي نعرفها بينما الإمام علي كان طفلا صغيرا.
بعد إن يقتل جالوت بستفيق الملك داوود من غيبوبته وسجوده في بيت الرب وإذا بالسماء تمطر مطرا غزيرا إشارة الى تلبية الرب لدعوات وصلوات الملك داوود وتنتهي السنوات العجاف.ويخرج الى الناس والى الكاهن ناياثان وهم يبجلوه ويعظموه وأسقطوا عنه تهمة العصيان عن الرب وتهمة زوجته باتشيباه من الرجم. ويذهب الى زوجته باتشيباه وينتهي الفلم بقبلة حميمية بينهما مع موسيقى الحياة والحب والرومانسية والأمان والإستقرار في ظل ملك أو نبيٍ عادل يحترم المرأة ويحترم الرب بطريقته وتفكيره.
الفلم عبارة عن دعاية وبروباكاندا لليهود ضد الفلسطينيين وضد العرب ومانشهده اليوم من صراعات تحكي قصص ذلك الزمن المحبوك من قبل اليهود حتى غدا اليهود قوة لاتقهر تحت راية ( شعب الله المختار) . فلم يحمل من الرومانسية الصارخة لجذب المشاهد ثم المعرفة في كيفية الدس وإشعار المشاهد بمظلومية اليهود وقتالهم ضد الفلسطينيين وما أشبه اليوم بالبارحة .
هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟