أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - السيد إبراهيم أحمد - علم الصيدلة في التراث العربي الإسلامي...















المزيد.....



علم الصيدلة في التراث العربي الإسلامي...


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 10:23
المحور: قضايا ثقافية
    


شأن كل إنسان على وجه الأرض أصابه المرض، عرف العربي القديم المرض وبحث عن العلاج الذي التمسه تارة في النبات وتارة في غيره، ولكن مما لا شك فيه، أن العرب في جاهليتهم، قد توصلوا إلى معلومات طبية خاصة بالتداوي بالنباتات، وتم لهم ذلك من تجارب عديدة، أو خبرات نقلت إليهم بتنقلهم بين شبه الجزيرة وما يتاخمها من دول، وكان للأطباء منهم مركز مرموق بين أفراد قبائلهم، وقد تعرفوا على عديد من الأمراض، مثل: الجدري والحصبة واليرقان والطاعون وداء الثعلب والسلال والصداع والجذام والاستسقاء وعرق النسا، وعرفوا أن بعض الأمراض معدية مثل الجرب والجذام، وعالجوا هذا الأمر بعزل المصابين بهما.

وإذا كانت أشهر الأدوية عند العرب واحدة من ثلاث: شربة عسل وشرطة محجم، وكية نار، فإنهم عالجوا بعض أمراضهم بالنباتات وبذروها وأصولها. كما أشار إلى ذلك الدكتور كمال الدين حسن البتانوني في دراسته: "نباتات في أحاديث الرسول" التي طبعتها إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر.

وقد كان توجهي في الأساس أن تكون مقالتي عن النبات في التراث العربي الإسلامي، ذلك لأن الاهتمام الطبي بالنبات عند العرب قديم، ويشكل أهم المواليد الثلاثة في صناعة الأدوية التي اعتمد عليها المصري القديم في مجال العقاقير الذي أتى موازيًا لمجال الطب، وهي: النباتات والحيوانات والمعادن. ولا أدل على ما قلناه من هذا العدد الكبير من المعاجم المختصة بالنبات والشجر التي ألفت وجمعت في العصر الإسلامي وضمت معارف العرب القديمة في هذا الباب واعتمد عليها واضعو معاجم اللغة وكتب المفردات النباتية، ويمكن الرجوع لتلك المعاجم بمطالعة كتاب "معجم المعاجم" الذي أعده محمد إقبال الشرقاوي ويضم اثنين وثلاثين معجما.

لم يكتفِ العرب بالطب النبوي ـ مع أهميته وتوافقه مع المبادىء الأساسية للعلوم الطبية الحديثة ـ فبدأ المهتمون منهم في علوم النبات والطب والصيدلة منذ القرن الثاني الهجري بالوقوف على تجارب الأمم السابقة عليهم، ونقل كتب الأقدمين بالترجمة. ومن أهم ما ترجموه بل بدأوا به كتاب: "هيولي الطب في الحشائش والسموم" لـ "ديسقوريدس" الذي احتوى ـ بحسب نصه اليوناني ـ على ستمائة عشبة مع أدوية وعطور، ومواد في الأدوية المفردة والصموغ والأدهان والأشربة والمعاجين وأعضاء الحيوان، وكان نصيب النبات من مواد الكتاب حوالي الثلثين، وقد وضع ابن جلجل في مطلع القرن الحادي عشر ذيلا لترجمة هذا الكتاب استكمل ما فات ديسقوريدس من أسماء العقاقير الطبية، وفد أضاف العرب ألفي نبات فوق ما كان يعرفه علماء اليونان.

وقد حذا صيادلة العرب حذو "ديسقوريدس" ـ الذي اعتبروه أعظم علماء النبات القدامى ـ في التأليف، بل تتبعوا أدويته النباتية بالتحقيق، فعكفوا على ضبط قراءتها وتحديد ماهياتها والبحث عن مقابلاتها العربية واعتمادها في مؤلفاتهم؛ فقد كان رئيس العشابين ابن البيطار ـ لقب يناظر الآن "نقيب الصيادلة" ـ يقول عن ديسقوريدس "الأستاذ الأفضل"، لذا استوعب ابن البيطار في كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغدية" مادة كتاب "ديسقوريدس" كلّها تقريبًا، وقد كان حُجة ـ أي كتاب ابن البيطار ـ انتهت إليه معرفة النباتات وتحقيقها ووصفها وأسمائها وأماكنها، ولا يُجارَى في ذلك، وقد جمع في كتابه هذا ـ الذي يعتبره العلماء أكبر موسوعة في مجال الصيدلة ـ أكثر من ألف وأربعمائة صنف من الأدوية المختلفة مرتبة على حروف المعجم، منها ثلاثمائة لم يتعرض عالِم أو كتاب في الصيدلة والدواء لها من قبل، مما جعل الكثير من الصيادلة ينهلون من علمه، ومنهم "يوسف بن إسماعيل بن إلياس الخويي البغدادي الكتبي"، في كتابه "ما لا يسع الطبيب جهله" الذي رتَّبه أبجديًا عن علم العقاقير، واستند فيه إلى "جامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البيطار.

يقول المستشرق الإنجليزي الشهير "روم لاندر" فى كتابه "الإسلام والعرب": (أن ابن البيطار صنف أوسع كتاب فى الموضوع ـ أي فى علم النبات ـ بل أهم كتاب ألف فى علم النبات طوال الحقبة الممتدة من ديسقوريدس إلى القرن السادس عشر الميلادى، لقد كان كتاب الجامع فى الأدوية المفردة دائرة معارف حقيقية فى هذا الموضوع ضمت بين دفاتها كامل الخبرات الإغريقية والعربية).

كما قال المستشرق الفرنسي لوكلير Leclerc عن ابن البيطار: )أنه أعظم نباتي العرب ولا يضاهيه من أطباء الغرب والشرق في صنعه أحد(. بل إنه أعظم عالم في النبات وفي الصيدلة فى القرون الوسطى، بل فى جميع العصور؛ فقد ظل كتابه المرجع لعلماء أوروبا فى علم النبات حتى عصر النهضة الأوروبية.

واتصالا بذكر ديسقوريدس، أرى من الواجب أن أذكر أيضا نابغة الأدوية في الحضارة الإسلامية "ابن وَافد بن مهند اللَّخْمِيّ" الذي وجه عنايته لقراءة كتب جالينوس وتفهمها ومطالعة كتب أرسطوطاليس وَغَيره من الفلاسفة، ودرس الطب على العلامة أبي القاسم الزهراوي، كما درس علوم الصيدلة والنبات، واهتم بالفلاحة والأدوية المستخلصة من الأعشاب الطبيعية، وقال عنه القاضي أبو القاسم صاعد الأندلسي في كتابه "طبقات الأمم": (تمهر بِعلم الْأَدْوِيَة المفردة حَتَّى ضبط مِنْهَا مَا لم يضبطه أحد فِي عصره وَألف فِيهَا كتابا جَلِيلًا لَا نَظِير لَهُ جمع فِيهِ مَا تضمن كتاب ديسقوريدس وَكتاب جالينوس المؤلفان فِي الْأَدْوِيَة المفردة ورتبه أحسن تَرْتِيب).

لقد عكف ابن وَافد على جمع كتابه: "الأدوية المفردة" وترتيبه وتصحيح ما ضمنه من أسماء الأدوية وصفاتها، وتفصيل قواها وتحديد درجاتها ما يقارب العشرين سنة، ويعد كتابه هذا من أهم كتب الأدوية وعلم الصيدلة، وقد تُرجِمَ إلى اللاتينية بعنوان: "كتاب في العقاقير البسيطة"، وذاع وانتشر في أوروبا خلال القرون الوسطى، بل كان من أهم المراجع العلمية لعلماء الغرب، ولابن وَافد كتاب في الفلاحة بعنوان "مجموع في الفلاحة" وأيضا تمت ترجمته إلى اللغة اللاتينية.

والمشهور أن ابن وَافد كان من المُتقنين لعلوم الطب والصيدلة والنبات حتى صار الطبيب الأبرز، والصيدلي الأشهر، والنباتي الأكثر علمًا في تاريخ الحضارة الإسلامية، وكان مذهبه في الطب ينحصر في اعتماد التداوي على الأغذية دون اللجوء للأدوية ما أمكن، واللجوء للأدوية المفردة أو البسيطة إذا دعت الضرورة لذلك دون الأدوية المركبة، وفي حالة الضرورة إِلَى الْأَدْوِيَة المركبة فلا يجب الإكثار بل يجب الاقتصار على الأقل منها.

لم يكن مذهب ابن وافد إلا مبادئ في العلاج الدوائي توافق عليها الأطباء والصيادلة المسلمين دون اتفاق بينهم، وكان من أهميتها ودقتها أن صارت أسسًا علمية يعمل بها صيادلة العصر الحديث، ومنها ما ذكره أبو بكر الرازي في كتابه "الحاوي": (إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة)، ويقول "عليّ بن العباس المجوسي" في كتابه المعروف بـ "الملكي" أو "كامل الصناعة الطبية": (إن أمكنك أن تعالج العليل بالغذاء فلا تعطه شيئًا من الدواء، وإن أمكنك أن تعالج بدواء خفيف مفرد فلا تعالج بدواء مركب ولا تستعمل الأدوية الغريبة والمجهولة)، وهو نفس مذهب ابن سينا: (في حالة الأدوية المركبة فإن المجرب منها خير من غير المجرب، وقليل الأدوية خير من كثيرها في غرض واحد).

امتلك الشيخ الرئيس ابن سينا خبرة واسعة في نباتات الصحراء والبلاد الحارة، ونباتات المناطق المعتدلة والباردة، مما هيأه لذكر نباتات لم يكن يعرفها النباتي اليوناني الأول "ديسقوريدس"، وكما ذكرتُ سالفا عن مدى ارتباط علم النبات بعلم العقاقير وانعكاسه واضح على المشتغلين بالطب، ولهذا خصص ابن سينا جزءًا من طبيعيات "الشفاء"، وأن يعرض لخصائص النبات وفوائده في كتابه "القانون" الذي أثرى علم العقاقير العربي، بل مهد بذلك لمفردات ابن البيطار و"تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب" للشيخ داود الأنطاكي، وقد وصف الدكتور عبد الحليم منتصر كتاب التذكرة بقوله: (سيظل عمدة لأهل صناعته، ونهجًا يُحتذى في البحث والتأليف، ولا شك أنه كان يلائم العصر الذي كُتِبَ فيه، ولو قد أعيد تحقيقه ونشره بأسلوب العصر وأضيفت إلى مادته العلمية ما استحدثه العلم من أساليب وطرائق لكان فذًا في موضوعه وفريدًا في بابه ولظل بحق كما كان أبدًا تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب).

كما ترك كتاب "القانون" لابن سينا تأثيره البالغ في علم العقاقير اللاتيني وليس العربي فحسب، ولعل البعض قد لا يعي قدر وقيمة كتاب "القانون" إلا إذا ذكرنا ما قيل عنه وفيه، وعدد مرات ترجمته وطبعه؛ فقد وصفوه بأنه "معجم من مليون كلمة للمعارف الطبية"، بل هو موسوعة طبية تنقسم إلى خمس مجلدات، يهمنا منها المجلد الثاني والمجلد الخامس فقط، فأما المجلد الثاني، وعنوانه: "الأدوية المفردة" فيتناول علم صيدلة الأدوية البسيطة: المعدنية والنباتية والحيوانية، ويتألف من جزئين: يتناول الجزء الأول تحديد العلاجات من خلال التجربة، والذي يقترب من التحليل المعاصر عن طريق ملاحظة الآثار المعروفة لكل علاج، وتحديد الجرعات اللازمة والمناسبة، والبحث عن الأدوية التي يمكن حفظها دون أن تتعرض للتلف. بينما يعرض ابن سينا في الجزء الثاني لحوالي ثمانمائة دراسة دوائية "دواء بسيط"، وهو الدواء الذي يتكون من مكوِّن واحد، مع توضيح فائدة هذه الأدوية وقوتها وتأثيراتها والتعليمات الخاصة باستخدامها. وقد خصص ابن سينا المجلد الخامس للصيدلة وعنونه: "الأقرباذين" أي "دستور الأدوية"، ويستعرض فيه تحضير وتقديم الأدوية المركبة.

يقول "نوبرجر" في كتابه "تاريخ الطب": (إنهم كانوا ينظرون إلى كتاب القانون كأنه وحي معصوم، ويزيدهم إكبارًا له تنسيقه المنطقي الذي لا يُعاب ومقدماته التي كانت تبدو لأبناء تلك العصور كأنها من القضايا المسلمة والمقررات البديهية).

كما يقول "كمستون" في كتابه "تاريخ الطب من عهد الفراعنة إلى القرن الثاني عشر": (ما على الإنسان إلا أن يقرأ جالينوس ثم ينتقل منه إلى ابن سينا ليرى الفارق بينهما، فالأول غامض والثاني واضح كل الوضوح، والتنسيق والمنهج المنتظم سائدان في كتاب ابن سينا ونحن نبحث عنهما عبثًا في كتاب جالينوس).

وبعد زمن ابن سينا بألف عام أو يزيد زرع الدكتور "ديتليف كوينترن" في "جولهامبورج" باسطنبول ست وعشرين نباتا من مئات النباتات التي ذكرها ابن سينا في كتابه القانون، ومنها نبات "نيجيلا ساتيفا" وهو الاسم اللاتيني لحبة البركة، وقد استخدمها ابن سينا لعلاج العض أو لدغات الأفاعي ومضادات للتسمم، وعلاج الروماتيزم، وما تزال تستخدم حتى يومنا هذا.

ويرى ابن سينا رأيا قاطعًا في أن الذهب والفضة والأحجار الكريمة يشفون من الأمراض المستعصية، وقد قال عنه A. C. Wooton مؤلف كتابه "معضلات الصيدلة": (وربما كان هو الذي أدخل عملية التفصيص والتذهيب على صناعة الحبوب). ويُقصد بـعملية "التفصيص": تغليف الحبوب أو أقراص الدواء التي يتعاطاها المريض.

ويقول العلماء: (إن الطب كان معدومًا فأوجده أبقراط، وميتًا فأحياه جالينوس، ومتفرقًا فجمعه الرازي، وناقصًا فكمَّله ابن سينا)؛ فقد كان الرازي هو جالينوس العرب وابن سينا أبقراط العرب.

وقد عُرِف الشريف الإدريسي بالعشَّاب لإتقانه معرفة خصائص النبات الطبية إلى جانب اشتهاره بالتبحر في الجغرافيِة وعلمه بالطب، لذا فقد استثمر كثرة أسفاره بدراسة نباتات الأقاليم، وله كتاب "الجامع لصفات أشتات النبات" والمعروف أيضًا بـ "المفردات" أو "الأدوية المفردة"، وهو قاموس طبي يتضمن قائمة بالأدوية والنباتات البسيطة وآثارها العلاجية ومرادفاتها بلغات متعددة، استدرك فيه ما أغفله ديسقوريدس وما جهله من نبات ومن خصائص كثيرة في النبات، حتى نال كتابه شهرة عالَمية؛ فقد ضمنه أسماء النباتات باللغات السريانية واليونانية والفارسية واللاتينية والبربرية والعربية، وقد رتب كتابه على أحرف الهجاء مستفيدًا ممن سبقه، مضيفًا ما اكتشفه. وقد ترجم بعض مقتبسات منه الطبيب والمستشرق الألماني"ماكس مِيِّرْهُوف" وذكره المستشرق الإسباني "بالنثيا"، والمستشرق الروسي "كراتشكوفسكي"، والمستشرق الإيطالي "الدومبيلي"، واستفاد منه ابن البيطار.

كما برز اسم العالم "يحيى بن أحمد بن العوام الإشبيلي الأندلسي" في كتابه "الفلاحة" الذي تمت ترجمته إلى الإسبانية والفَرنسية، حتى اعتبره المستشرق الإسباني "خوسن فاليكروسا" ذروةَ التأليف الأندلسي في علم النبات، وقال عنه: (إنه مؤلف ضخم جمع فيه كل المعارف الزراعية في العصور الوسطى، وكان له أعظم الأثر في هذه العلوم في القارة الأوروبية).

ويعد كتاب "النبات" الذي ألفه "أحمد بن داود الدينوري" من أهم الكتب العربية في علم النبات؛ ومن علماء النبات العالم بالفلسفة والرياضيات والفلك "قسطا بن لوقا البعلبكي" وله كتاب "الفلاحة الرومية"، كما بزغ اسم أبو عبدالله محمد بن إبراهيم البصال في الأندلس كأحد أشهرعلماء النبات والفلاحة فيها، وله كتابًا بعنوان "الفلاحة" تناوله المستشرق الإسباني "خوسيه فاليكروسا" بالنشر وترجمه إلى الإسبانية، ونوجز ما قال عنه: (إن هذا الكتاب يمتاز بأن مؤلفه يتحدَّث فيه عن تجاربه الخاصة، لا في إسبانيا وحدَها، بل كذلك في بلاد المشرق؛ حيث قام برحلات كثيرة).

ظهر في خلافة هارون الرشيد عددًا من الصيادلة النوابغ في فنون العقاقير والأدوية، ومن مشاهيرهم: "آل يختيشوع"، وهم من علماء السريان، وقد أمر الرشيد "صابر بن سهل" في وضع دستور للأدوية والمادة الطبية سمَّاه "كرابادن" التي جاءت منها كلمة "أقربازين" وهي فارسية، وكان ابن سهل عالمًا صيدليًّا كبيرًا درس جميعَ الأدوية المفردة وتركيبها، وقد حوى مؤلَّفُه كربادن سبعة عشر بابًا كانت المرجع الوحيد في ذلك الوقت في جميع مستشفيات الحكومة والصيدليات، ثم ألف يوحنا بن ماسيويه الصيدلي كتاب "البرهان والبصيرة"، وكتاب "الأدوية المسهلة".

وقد أظهر "حنين بن إسحاق" في عصر الخليفة المأمون نبوغًا في الصيدلة والعقاقير ونقل ما استطاع من كتب اليونان والرومان والفرس، ثم مال إلى دراسة الأدوية والعقاقير، وله كتاب "الأدوية المفردة"، وكتاب "الأدوية الموجودة بكل مكان"، وكتاب "الأدوية المسهلة"، وكتاب "صنعة العلاج بالحديد"، وقد ألف "يعقوب بن إسحاق الكندي" كتاب "الترفق بالعطر"، أو "في كيفيات العطر والتعميدات"، غير أن أشهر علماء العرب في الصيدلة والعقاقير في عصره هو "الشيخ أبو بكر محمد بن زكريا الرازي"، الذي ألف كتاب الحاوي في ثلاثين مجلدًا، وتم طبعه في مدينة البندقية.

ولا يقف تعقب الصيادلة العرب والمسلمين على من سبقهم من صيادلة الأمم الأخرى، بل تعقب الصيادلة المسلمين مؤلفات صيادلة مسلمين، يقول أحمد مضر صقال في مقاله "ما لا يسع الطبيب جهله لابن الكتبي": (لقد حدد ابن الكتبي ـ في كتابه "ما لا يسع الطبيب جهله" ـ نقاط الضعف في كتاب ابن البيطار من ناحية تناوله لموضوعاته في مفردات الأدوية، وقد كان تحديده موفقا ويدل على تعمق في النظرة العلمية، وتمكن من كليات الطب وعلم الأدوية المتوفر في زمانه وتفاصيلها، وها هو بعد تحديده لنقاط الضعف تلك يعمل على تلافيها وإكمال النقص فيها فيساهم بذلك مساهمة جديرة بالاهتمام في تاريخ علم الأدوية).

وعلى الرغم من أهمية كتاب: "الأدوية المفردة" للعالم النباتي والطبيب الأندلسي "أبو جعفر أحمد الغافقي" لغزارة مادته، واعتماد مؤلفه على مصادر طبية وصيدلية عربية إسلامية بلغت ستين مؤلفا لعلماء من العرب والأعاجم، إلا أن "أبو العباس بن الرومية الإشبيلي" الذي يعتبر من أعظم النباتيين المسلمين في بلاد الأندلس، وعالمًا من علماء الحديث، قد وضع كتابًا عنوانه: "التنبيه على أغلاط الغافقي"، حيث اعتمد أكثر الأطباء والصيادلة والنباتيون في معلوماتهم عن نبات "الماميثا" على ديسقوريدس مما أوقعهم في خطأٍ فاضح حيث خلطوا بين هذا النبات ونبات آخر هو "الخشخاش الساحلي" المعروف بالمقرن لوجود توافق بينهما وبذلك تاهت عليهما الصفات الحقيقية لكل منهما. وعندما لاحظ أبو العباس ذلك ناقش هذا التناقض الغير منطقي بصورة علمية سليمة. في نفس الوقت الذي وجّه فيه أحمد الغافقي في كتابه هذا نقدًا لاذعًا لمن سبقه من الأطباء والصيادلة اتهمهم فيه بالاتباع والتقليد لبعضهم البعض حتى في نقل الأغلاط، كما اتهمهم بأنهم "ناقلون لا باحثون"، بل إنهم يجمعون بين كلام لديسقوريدس في دواء وكلام لجالينوس في دواء آخر ويضيفون هذا إلى ذاك على أنهما کلام واحد عن شيء واحد.

لعل القارئ العزيز سيلاحظ عبر هذه المقالات/الدراسات موسوعية الفكر عند العلماء المسلمين ـ الذين نتناولهم عبر التراث العربي الإسلامي ـ واتسامهم بالتكامل المعرفي الذي يتيح لكل عالم منهم الجمع بين علوم الوحي أو الشرع وعلوم الطبيعيات والفنون واللغة وغيرها، مثلما جمعوا بين علم الفلاحة "الزراعة"، وعلم النبات، وعلم الطب، وعلم الصيدلة، والتنظير والتطبيق، والعلم والتجربة، والتشخيص والعلاج. ولهذا قد يتردد اسم العالم منهم في أكثر من دراسة، كما أن هذا التكامل المرتبط بالحضارة العربية الإسلامية، يرتكز ويتصل بكتاب الله الكريم الذي يعتبر المصدر الأول للعلم الحق المؤدي إلى الإدراك التام الواعي لحقيقة الوجود الإلهي والكوني والإنساني، وما يصدر عنه من علوم ومعارف متعددة.

وقف الاستشراق والمركزية الغربية من إنجازات علماء المسلمين في الصيدلة والنبات موقف الإشادة بما أحدثوه في العِلميْن، ولم يشذ غير واحد عنهم وهو المستعرب الفرنسي "هـ. ب.ج. رونو" الذي زعم أن الطبيب المغربي أبا القاسم ابن محمد الغساني الوزير مؤلف كتاب "حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار" اتَّبع في تجنيس النبات لم يسبقه إليها غيره من المؤلفين في الأقطار الإسلامية، وهو ما يعني أنه نقل نظامه التصنيفي من أحد النباتيين الإيطاليين من رجال عصر النهضة أو من أحد الفرنسيين الذين كانوا يعملون في خدمة سلاطين المغرب في القرن السادس عشر الميلادي.

وقد تصدى لهذا الزعم بالهدم والتفنيد المستشرق الأسباني "ميكيل أسين بلاثيوس السرقسطي" في مقدمة معجمه، وأثبت أن مزاعم "رونو" ليس لها أي أساس وأكد أن الغساني قد اقتدى في تجنيسه للنبات بسلفِه "الإشبيلي" صاحب كتاب "عمدة الطبيب في معرفة النبات" وهو السّبَّاق ـ أي الإشبيلي ـ إلى ابتكار نظام للتصنيف النباتي هو أقرب من غيره إلى نظام التصنيف الحديث، وأنه لم يسبقه إلى ذلك أحد فيما يُعْرَف.

لقد ذكر المستشرق "رينالدي": (أن العرب أعطوا من النبات مواد كثيرة للطب والصيدلة، وانتقلت إلى الأوروبيين من الشرق أعشاب ونباتات طبية وعطور كثيرة؛ كالزعفران والكافورش)، كما ذكر "ليكلرك" مجموعة من المواد الطبية التي أدخلها العرب في العقاقير والمفردات الطبية، يزيد عددها على الثمانين، وقد أوردها بالنص العربي ومقابلها من كلمات لاتينية.

ويقول كاباتون: (وكانت مدنية العرب في إسبانيا ظاهرةً في الأمور المادية؛ وذلك بما استعملوه من الوسائل الزراعية لإخصاب الأراضي البُور في الأندلس).

ويعترف سيديو بأنَّ العرب أضافوا مواد نباتية كثيرة؛ كان يجهلها اليونان جهلًا تامًّا، وزودوا الصيدلة بأعشاب يستعملونها في التطبُّب والمداواة.

ويقول المؤرخ والكيميائي جورج سارتون في كتابه "مقدمة لتاريخ العلم": (لقد كان التراث العربي أو الإسلامي في حقل الأعشاب، هو في كل ناحية تقريبا أعظم بكثير من أي أمة أخرى في هذا الحقل نفسه).

وإجمالا للدور العربي الإسلامي في مجال علم الصيدلة يمكننا الوقوف على كثير من الحقائق التي لا تحتاج لدليل أو برهان لما حازته من إجماع العلماء والباحثين والمؤرخين من داخل الشرق الإسلامي أو الغرب المسيحي بالاعتراف والإقرار له بالريادة في جوانبٍ عديدة، ومنها:

ـ أن العرب كان لهم قصب السبق في ابتداع علم الصيدلة؛ فقد كانوا أول من اشتغل في تحضير الأدوية الطبية، وابتكروا أنواعا كثيرة لم تعرفها الحضارات السابقة عليهم، وحين انتقل هذا العلم لأوربا احتفظت الكثير من العقاقير بأسمائها العربية، وفي ذلك يشهد "ماكس ميرهوف" أعظم باحث في تاريخ الطب والصيدلة عند العرب: (ظل علماء العقاقير الطبية في أوروبا يستخدمون المؤلفات العربية في الصيدلة ويستعينون بها حتى سنة 1830م تقريباً). ذلك أن الصيادلة العرب والمسلمين أول من عرف التركيبات الدوائية بصورة علمية فعالة، ونتيجة لبحوثهم وتجاربهم الدائمة والعلمية والعملية على السواء تطور علم الصيدلة تطوراً كبيراً نتيجة تطور معرفتهم الطبية بالأدوية والعقاقير التي لها علاقة بعلم النبات من خلال التجربة والاختبار، خاصة وأن موسوعيتهم الفكرية وتكاملهم المعرفي بالطب وكتب الصيدلة ساعدهم في هذا كثيرا.

ـ ساعد التكامل المعرفي للأطباء والصيادلة العرب والمسلمين في الوقوف على مجاليَ الطب والصيدلة واتساعهما، مما أوجب ـ ولأول مرة في التاريخ ـ أن يتم الفصل بينهما، وبهذا نشأت الصيدلة علمًا له قواعده وأصوله ومرتكزاته، وصارت الصيدلة مهنة مستقلة منذ بواكير القرن التاسع، يقول أبو الريحان البيروني: (أن الصيدلة أصبحت مستقلة عن الطب لغويًا كانفصال علم العروض عن الشعر، والمنطق عن الفلسفة، لأنها عامل مساعد للطب أكثر منها كونها تابعة له). وافتتحت أول صيدلية في بغداد ـ لأول مرة في التاريخ ـ قبل أن تعرف أوربا الصيدليات إلا بعد خمسمائة سنة.

ـ يرجع الفضل لعلماء الحضارة الإسلامية في وضع القواعد المهنية التنظيمية لممارسة مهنة الصيدلة، فلا يمارس أحد هذه المهنة إلا بعد اجتيازه الامتحان أمام المحتسب وقيد اسمه في جداول خاصة بالصيادلة ومنح الترخيص له بالعمل، بل تم تعيين عميدًا للصيادلة لكل مدينة، وجعلوا على كافة الصيادلة نقيبًا يُسمَّى "رئيس العشابين".

كما تم منع الأطباء من ممارسة مهنة الصيدلة أو امتلاك صيدلية خاصة بهم أو أن يعملوا بتركيب الأدوية، وأيضا تم منع الصيدلي أن يمارس الطب ولو كان عالما به، وهذا لأول مرة في التاريخ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من التنظيم بل تم وضع نظاماً لمراقبة الأدوية، وفرض تسعيرة على الأدوية، أي أن المهنة محكومة بالرقابة السابقة واللاحقة من الدولة، حيث لم يتوقف دور "المحتسب" أو "المفتش" على منح تراخيص ممارسة المهنة بل كان لكل مدينة مفتشها أو محتسبها الخاص الذي يراقب عمل الصيدليات للتأكد من توافر الدواء فيها، ومتابعة طريقة تحضيره بطريقة آمنة وبعيدًا عن الغش، وأن الدواء لا يتم بيعه إلا بتقديم وصفة طبية من طبيب، كما كان على كل صيدلية أن يكون لديها كتب الأقرباذين، وأن يتوافر فيها أنواع العقاقير المفردة والمركّبة المختلفة.

يقول عبد الله الدفّاع في كتابه “أعلام العرب والمسلمين في الطب”: (وَضَع العلماء المسلمون في كل مستشفى صيدلية منذ القرن الثاني عشر الميلادي. وهكذا فإن فكرة إنشاء صيدلية داخل المستشفى، هي فكرة نقَلها العالَم عن الحضارة العربية الإسلامية التي طبّقتها قبل أكثر من ثمانية قرون).

يقول “جوستاف لوبون” في كتابه “حضارة العرب”: (إن أهم تقدُّم للمسلمين في عالم الطب، هو ما كان في أنواع الأدوية والصيدلة، وظهور عدة طرق يعود الطب الحديث إلى بعضها بعد إهمالها قرونًا كثيرة).

لقد شهد العلماء والمؤرخين لإسهامات صيادلة الحضارة العربية الإسلامية الكبيرة في مجال الصناعات الدوائية؛ فقد طوروا العلاجات الخاصة بالعديد من الأمراض، هذا بالإضافة إلى ما كان لهم من ريادة في طرق التحضير؛ فكانوا أول من وصف التقطير والترشيح والتصعيد والتبلور والتذويب، ومهارتهم في تقسيم الأدوية إلى مفردة ومركبة، بل تقسيم المفردة إلى أولى وثانية تبعا لتركيبها الطبيعي، وأيضًا تقسيم الأدوية المركبة وتسميتها تبعًا لخواصها إلى حارة وباردة ورطبة ويابسة.

وبعد، فهذه سياحة يسيرة في عالَم النبات وعالَم الصيدلة في التراث العربي الإسلامي، بينتُ خلالها الأسبقية والريادة لعلمائنا الموسوعيين والمتبحرين في أكثر من علم جمعوا بينها وأفادوا منها في نهجهم التكاملي المعرفي، فاستطاعوا أن يستفيدوا من إحاطتهم بعلوم: الطب والنبات والحيوان والكيمياء، فشخصوا الداء ووصفوا الدواء الذي استخرجوه، واستخلصوه، اهتداءً بعلوم السابقين، التي توازت مع إضافاتهم الثرية بالتصويب تارة وبالاكتشاف تارة أخرى حتى تركوا لنا تراثًا نباهي به الأمم التي سبقت ولحقت والمعاصرة كذلك، تُشيِد كتب الصيدلة العربية الإسلامية الفذة بعبقرية أصحابها، وتشهد على موضع المركزية العربية الإسلامية منفردة في هذا المجال، بما شهد لها به علماء تاريخ العلوم في الغرب، وأهل الاستشراق من المنصفين ممن طالعوا هذه المؤلفات الفذة التي أسست ـ بعد نقلها وترجمتها ـ لقيام علم الصيدلة في أوروبا، وكانت من ركائزه في عالمنا الراهن.​



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث الطبي في الحضارات: المصرية واليونانية والإسلامية...
- الكلاب الضالة بين الأدب والدين والواقع ..
- إدارة التنوع الثقافي في المنظمات: الآثار والتحديات..
- -السرقات الأدبية: بين الأمانة العلمية الفكرية والإبداع المز ...
- قراءة في كتاب: -بين الأبنودي والسويس: تجربة وطن-..
- “في رحاب الهندسة والشعر والرواية: حوار مع الأديب سعيد يوسف”
- موقع التراث العلمي العربي الإسلامي في الفكر الاستشراقي...
- حين يكون الفكر رسالة... والقلم جسرًا للنور ..
- البنية المكانية في رواية -من أجل ذلك- لِ: خالد الجمال..
- سفراء المعرفة العرب بين المعاصرة والتراث..
- القفلات المدهشة وجمالياتها في القصة القصيرة جدًا:-بدون إبداء ...
- طهطاويون منسيون: -أَنْطُون زِكْرِي- أنموذجًا..
- قراءة في ديوان -فوق ختم العودة- للشاعر عادل نافع..
- استلهام التاريخ وتوظيفه في مسرحية: -يوم الطين- لخالد الجمال. ...
- الأب: بين النفي الجندري.. وإشكالية الرجل/الأم..
- تيار الوعي في رواية -الدخان- ل -أبا ذر آدم الطيب-..
- الروائي السوداني بين التحديات والإنجازات..
- -الإسراء والمعراج- في الفكر الاستشراقي ....
- بعض قصائد السنوسي في ضوء -اللحظة الراهنة الممتدة- ...
- رتوش -هزاع- على وجه الدين والوطن..


المزيد.....




- مناورات عسكرية ضخمة لروسيا وبيلاروسيا.. ومراسل CNN يشهد ما ح ...
- مادة سوداء تغطي كهفًا في أعالي جبل شمس بعُمان.. ما سرّها؟
- زبدة الشيا..مكوّن طبيعي يغزو روتين الجمال بكل فعالية
- اتفاقية دفاعية مرتقبة بين قطر والولايات المتحدة بعد هجوم إسر ...
- نائب الرئيس الأمريكي يستضيف حلقة من بودكاست الناشط كيرك
- قمة الدوحة: البيان الختامي يدعو إلى -مراجعة العلاقات الدبلوم ...
- إسرائيل تبدأ عمليتها البرية في مدينة غزة وروبيو يعطي -مهلة ق ...
- توقيف مالك السفينة المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت عام 2020 في ب ...
- تفاصيل مصرع 51 مهاجرا سودانيا قبالة سواحل اليونان
- كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين شرط تنفيذ إصلاحات


المزيد.....

- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - السيد إبراهيم أحمد - علم الصيدلة في التراث العربي الإسلامي...