|
“في رحاب الهندسة والشعر والرواية: حوار مع الأديب سعيد يوسف”
السيد إبراهيم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 11:23
المحور:
قضايا ثقافية
درس الهندسة المدنية وأصبح مهندسًا إنشائيًا، فلم يكتفِ إلا وصار مهندسًا معماريًا كذلك، ومن بناء البيوت عرف بناء الأبيات ومن معمارها عرفت قصائده جماليات التصوير والتشكيل، عباراته لا تعرف الإلغاز أو الغموض، وأفكاره ترفض المداورة، فجاءت رواياته كأشعاره هادفة في معناها ومبناها، يعمل من أجل إرساء مشروع أدبي غايته “إعادة صياغة الفكر والإنسان العربي”، إنه الشاعر والروائي المصري سعيد يوسف الذي عرفته الساحة الأدبية باسم “يوسف أبو شادي”.
من مؤلفاته: كتاب: “حواري مع روح الخيام حول رباعياته” الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورواية بعنوان “الكوميديا الصهيو أمريكية”، والجزء الأول من “ثلاثية أولاد جارتنا” بعنوان: “أولاد جارتنا في الزمن الجميل”، والجزء الثاني من “ثلاثية أولاد جارتنا” بعنوان “وداعًا حبيبي”، ومجموعة قصصية بعنوان “باي باي ماريكا”، ومجموعة قصصية بعنوان: “إبليس والأنثى والقديس”. كما صدر له عدد من دواوين شعر فصحى عناوينها بالترتيب: “أسياد حارتنا” و”أعتذر”، و”مات النبي”، و”كوني بعشقك ماكرة” و”أنثى من نور”، و”رويدا”، و”خلف الجدران”، و”المذهلة”، و”رسالة مستعجلة إلى حكام العالم”، وله تحت الطبع: الجزء الثالث من ثلاثية أولاد جارتنا.
ـ على الرغم من حبك للحرف، وانشغالك بالشعر والرواية والقصة، إلا أنك اتجهت نحو الدراسة العلمية بديلا عن الدراسة الأدبية، فهل من تفسير؟
منذ وعيتُ الحياة وأنا أسمع جدتي لأمي، رحمها الله، تناديني: يا باشمهندس؛ ما جعل ذلك حلمًا وهدفًا لي؛ وربما كان ذلك فقط لمجرد تحقيق أمنيتها. وكما سيأتي في الحوار أذكر أنني لجأتُ للسيد الدكتور عميد كلية الآداب طالبًا النصح والإرشاد وطلب مني رحمه الله أن أنقل أوراقي من كلية الهندسة إلى الآداب، والحقيقة أنني الآن أحمد الله أنني لم أطعه لعدة أسباب أولها: أنني وجدتُ أكثر الباحثيين في أيامنا، وحتى المفسريين للقرآن، وعلماء العروض الرقمي من المهندسين، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور مهندس محمد شحرور، رحمه الله، والدكتور مهندس على الكيالي، والمهندس خشان خشان، وآخرين. أما ثاني الأسباب فهو أن الأدب في عصرنا لا يمكن الاعتماد عليه بأن يكون وسيلة للعيش في وقت توقفت الناس فيه عن القراءة تماما.
ـ أكثرت من كتابة شعر الفصحى وبدا ذلك في هذا الكم من الدواوين، وهو ما يعبر عن انحيازكم لهذا الجنس الأدبي. هل شهدت قصيدتكم تطورا عبر هذه الدواوين في الموضوعات أو القضايا؟
هذا السؤال الذي أراه هامًا للغاية أستاذي الفاضل؛ سواء لي أو لإخوتي وأخواتي وأساتذتي من الشعراء؛ وربما سمحت لي سيادتكم أن أعرض تجربتي مع الكتابة على وجه العموم، والشعر بصفة خاصة، فحين قررت العودة للكتابة بعد ثورات الربيع العربي، وكعادتي توقفت مع نفسي متأملاً وسائلاً، عما يحتاجه القارئ العربي في وقتنا الراهن، وكيف أكون كاتبا جيدا؟ أو على الأقل مقبولا لدى الآخرين، وكان الجواب بأنني عليَّ أن أكثر من القراءة لأدباء من جميع الجنسيات والأزمنة، على المستويين الأدبي والنقدي، في الوقت الذي يمكنني ـ استغلالاً للوقت ـ كتابة الشعر باللغة العامية تفاعلا مع الأحداث المتلاحقة لثورة 25 يناير وأثرها على الأمة، وحين وجدت قبولا من المستمعين في برامج المحادثات على الأنترنت في حينه، وكلما طلب مني العديدون منهم بأن يكون لي قناتي على اليوتيوب، كنت أعبر لهم عن أنني أكتب العامية استجابة لرغبتي في مواكبة الأحداث المتلاحقة، إلى أن جاء يومٌ أرسل لي أخ سعودي ـ بارك الله فيه وجزاه عني خيرًا ـ لينك إحدى قصائدي التي سجلها لي من غرفة محادثة وأنا ألقيها، وأبلغني أن القصيدة على قناة أنشأها باسمي على اليوتيوب، وأعطاني كلمة السر وطلب مني تغييرها لتكون قناتي، وبالفعل حدث ذلك وأصبحت لي قناة على اليوتيوب، وحينها شعرت برغبة في الكتابة بالفصحى، وتوقفت مرة أخرى لأسأل نفسي: لمن؟ وعن ما؟ وبأي لغة أكتب؟ واضعًا في اعتباري انصراف الناس عن القراءة، وإن قرأوا فهم يفضلون لغة سهلة الفهم قريبة من الاستعمال الشائع؛ والتي لا تحتاج الرجوع إلى القواميس عند كل سطرٍ لمعرفة معناها ثم العودة لاستكمال القراءة؛ وقد يتسبب ذلك في قطع الحبل السُري بينهم وبين ما يقرأون، وفي هذه الأثناء، وسبحان الله، كنت أقرأ عن المتنبي وأشهر أبيات شعره، فوجدتها جميعها قد كتبت بلغة سهلة للغاية، مقارنة بلغة عصره؛ وما زالت خالدة فخلدته على الرغم من مرور أكثر من ألف سنة على رحيله، بل وسارت مسرى الأمثال على ألسنة الناس! ولننظر إلى سهولة لغتها ويسر فهمها لأنصاف المتعلمين؛ وربما كان هذا سببا في تداولها حتى الآن.
ـ نعود للجزء الأخير من السؤال: هل شهدت قصيدتكم تطورًا عبر دواوينك في الموضوعات أو القضايا؟
إن أجمل النصوص ـ وبلا أدنى شكٍ ـ هي التي تثير الإنسان وتلمس وجدانه، وأبدعها هو ما يترك في نفس المتلقي أثرًا؛ وقد حرصتُ ـ قدر الإمكان ـ على تحقيق ذلك في جميع أعمالي، شعرا ونثرا، بل إنني وكما قال أخي وأستاذي “عباس بك الصهبي” شيخ شعراء الفصحى والناقد التنويري الرائع”، أنني قد كتبت الرواية بلغة شاعرية، وكتبت القصيدة بتقنية روائية.
والحقيقة أنني منذ بدأت كتابة الشعر حرصت أن أجعل القصيدة تبدو للمتلقي كمشهد سينمائي، أو كفصلٍ مسرحي، أو تبدو له كلوحة ملونة ناطقة؛ وذلك لإيماني أن الشعر يشمل جميع الفنون؛ وعلى الشاعر أن يكون رسامًا، نحاتًا، موسيقيًّا، ممثلاً، مصوِّرًا، مُلوِّنًا، وباختصارٍ: أن يكون فنانًا شاملاً، ولأن الفن يتطور فعلى الشاعر أيضا أن يتطور في كل ديوانٍ عن الديوان الذي سبقه، فيصبح بمواضيع قصائده أكثر خلقًا وابتكارًا، وتكثيفًا، وقوةً في المعنى؛ وربما تلاحظ معاليكم من عناوين الدواوين تطورا في مواضيعها ولهجتها ومستوى خطابها، وقد جاءت عناوين الدواوين كالتالي وبالترتيب: أسياد حارتنا، مات النبي، رسالة إلى حكام العالم، وآخرها ديوان: خلف الجدران.
وهو ما يعني باختصار أن العالم لا يسير طبقا لما يعلنه الزعماء لإرضاء الشعوب، بل يسير طبقا لما يهمسون به خلف الأبواب المغلقة كما عنونت “هيلاري كلينتون كتابها”، وهو ما عبرت عنه أنا في خلف الجدران، أما التطور الأكثر بروزا في أشعاري فهو أنني ومن تأملاتي في المنتج الشعري العربي المعاصر الذي أولى اهتمامًا خاصًا بالقضية الفلسطينية، لاحظتُ أننا نخاطب أنفسنا، وأقصد هنا نخاطب العرب، بقصائدنا في حين أن الأجدى والأكثر تأثيرًا وفائدة هو أن نخاطب العالم ونضعه أمام مسئولياته الإنسانية، وهذا كان نهجي في الديوانين الأخيرين.
ـ وهل شهدت قصائدك الرومانسية تطويرا موازيا كغيرها من القصائد الأخرى في دواوينك؟
لقد حرصت على تطوير قصيدتي الرومانسية بحيث تكون على شكل قضية يجب الانتباه إليها جيدًا، ومعالجتها بأسرع ما يمكننا ذلك، ولهذا ستجد حضرتكم في كل ديوان قصيدة تهتم بقضايا المرأة، وأعطي مثالًا على ذلك: قصيدة “لا تعشقني كوني أنثى”، وقصيدة “جعلوني أنثى فاشلة”، وقصيدة “جعلوني أنثى خائنة” إضافة إلى العديد من القصائد المرتبطة بالمرأة، وآخرها كانت قصيدة “قالت تكلم يا رجل” الذي تناولها بالنقد أستاذي الشاعر الناقد الألق “عباس بك الصهبي” الذي تحاشى الخوض أكثر من المسموح به في بعض فقراتها؛ توخيا للسلامة، وفيها تعرضت لقضية الخرص الزوجي، إضافة إلى قضية هجر وضرب الزوجة.
ـ غلبت عليكم صفة الشاعر من إكثاركم من الإنتاج الشعري، فما الذي دفعكم لكتابة القصة والرواية؟ ألا يشكل هذا دلالة على أن الشعر صار عاجزًا عن حمل موهبتكم الفكرية أم لأن الرواية صارت ديوان العرب مع تراجع دور الشعر إلى ذيل اهتمامات القارئ العربي؟ ومن برأيكم المسئول عن هذا التراجع، الشعر أم الشعراء؟
الشعر قد نشأ وساد عندما كانت البشرية تحبو بإمكانات الطبيعة قبل التطورات الهائلة التي حدثت في القرون القليلة السابقة، فجعلت من الشعر وجبة مكثفة تتسم بوحدة الموضوع، ثم تعددت الأنشطة الحياتية والإنسانية فأصبحت الوجبة المكثفة غير كافية لإشباع نهم الإنسان.
وتفاعلا مع القوى الدافعة بينه وبين كوكبه بدأ يبحث عن مائدة يستطيع طرح وتقديم العديد من الأصناف عليها ليتناول من كل صنفٍ جزءًا يسد به جوعه للمتعة والتثقف، وهنا برزت حديثا فكرة القصة والرواية التي تستطيع طرح العديد من القضايا والموضوعات التي تتصل حينا وتنفصل أحيانا، ولأن الحداثة ترتكز على الحرية والعقل فقد جاءت الرواية لتحرر الكارهين للالتزام بقواعد الشعر وضوابطه، وكأن كل من الكاتب والمتلقي قد اتفقا ضمنيا على التحرر واللجوء إلى الفن الروائي الذي دعم تفضيله وانتشاره الفن السينمائي، الذي زاد الرواية حظًّا في ريادة الآداب بعصرنا.
ـ ومن جديد أذكركم كاتبنا وشاعرنا الكبير بالجزء الأخير من سؤالي الطويل: من برأيكم المسئول عن هذا التراجع، الشعر أم الشعراء؟
في الحقيقة أن للشعراء النصيب الأوفر في تحمل مسئولية تراجع دور الشعر في عصرنا، لأن الغالبية العظمى من السادة الشعراء ينتمون إلى المدرسة الكلاسيكية الملزمة لهم بالبحور الخليلية والقافية والشكل البنائي، بل بروح القصيدة أيضا، مما لا تقبله الأجيال الناشئة بانفتاح أذواقهم على الغرب وتحرره ومباهجه، وهناك سببًا آخر أراه الأهم والجدير بالبحث في هذه القضية ألا وهو تكرار الشعراء الكلاسيكيين لبعضهم البعض، وأحيانا يكررون أنفسهم، وهذا ما حرصت على ألا أقع فيه حيث كتبت الشعر العمودي، وشعر التفعيلة “الحر” ونوعتُ في موضوعات القصائد، وحاولت عدم تكرار نفسي أو تكرار الآخرين، وسوف أتأمل مع سيادتكم كم مرة سمعت شاعرًا بقصيدته يصرخ قائلا: أين أنت يا صلاح الدين؟ ـ عندما يكتب قصيدة عن القدس ـ أو أين أنت يا عنترة؟، حتى أننا أصبحنا لا نعرف من هو الشاعر الأول الذي استغاث بصلاح الدين فقلده وكرره العشرات من الشعراء؟ بالإضافة إلى أن الكثير من الشعراء قد حذوا حذو الشعراء الذين وصفوا الحكام بأوصاف عنيفة وحَمَّلوهم المسئولية كاملة، وأنا وإن كنتُ لا أختلف كثيرا معهم في تحمل المسئولية، إلا أنني أرى أننا جميعًا مسئولون، ولكن المسئولية العظمى يتحملها أولياء الأمور دون أدنى شك، لكني فقط أذكر أمثلة على التكرار، ولهذا طالبت في قصائدي ورواياتي بإعادة صياغة الفكر والإنسان العربي “من الأمير للغفير”.
ـ هل تأثر بنيان قصيدتكم بالهندسة الإنشانية، مثلما تأثرت جمالياتها بالهندسة المعمارية، وفي سؤال متصل هل تأثر فنكم الإنشائي والمعماري بجماليات القصيدة وتشكيلها الإبداعي؟
لعل أفضل ما أدلل به على روعة سؤال سيادتكم هو الرجوع لمسمى بعض المدارس النقدية الحداثية والتي منها “البنيوية” و”التفكيكية” وهما لفظان يعنيان البناء والإنشاء، والفك والتركيب، وأنا أرى أن القصيدة كالبناء تماما تتكون من عناصر مترابطة مع بعضها البعض بمفاصل ونقاط التقاء بين كل عنصرٍ والذي يليه في تحمل المسئولية في توزيع الأحمال، والحقيقة أن نظريات البناء تخضع للأرقام، والكون أيضا يسير طبقا لأرقام ابتدعها الخالق بدقة متناهية، بل إن التكنولوجيا الحديثة يطلقون عليها مسمس “التكنولوجيا الرقمية.
وعلى هذا فأنا أعتقد أن كل ما هو مرتبط بالإنسان، ومنها الشعر، يرتبط أيضًا بالأرقام ومن ثم بالهندسة. والمهندس المبدع أستاذي هو من يعطيك مبنىً “جميلاً، متينًا، وبأقل التكلفة”، وكما أن الحجر هو وحدة بناء أي مبنىً، فالكلمة هى وحدة بناء القصيدة، وكلما كانت الكلمة جميلة، متينة التعبير والبناء، وغير مُتكلَفة كان الشاعر مبدعًا، وأظنني أستطيع القول هنا أن الشاعر يخلق بصورة تلقائية علاقة تبادلية بين مهنته وعلمه وثقافته وبين منتجه الأدبي؛ وما زلت أسعى لأن أكون شاعرًا مقبولا، على الأقل للمتلقي، لأن قبول “بعض المتصدين للنقد” تكون دائما غاية لا تدرك.
ــ مارستم كتابة الشعر الخليلي. فهل وقف علم العروض بزحافاته وعلله عائقًا أمام من وجدوا ضالتهم في “النثيرة” أي قصيدة النثر، وشعر التفعيلة والهايكو والومضة وخلافه؟ وأين يكمن العائق من وجهة نظرك؟
قصتي مع علم العروض غريبة عجيبة أستاذي الكريم، وقد قرأت الكثير من كتب ذلك العلم ووجدتها شبيهة بالكتب المدرسية الحكومية التي ينصح المعلمون في أول أيام العامل الدراسي تلاميذهم باستبدالها بالكتب الخارجية سهلة الشرح، كثيرة الأمثلة، فتركت الأمر مكتفيا بالتزامي بالإيقاع والموسيقى بقصائدي، إلى أن حدث أن وجدت درسًا في العروض على إحدى صفحات الفيس بوك التي كنت أتابعها ووجدته شرحًا بسيطًا رائعًا، سهل الفهم والاستيعاب والتطبيق، فطمعت ببساطة صاحب الصفحة وهو نفسه صاحب الدرس الشاعر العربي السوري محمد جهاد، فسألته عن ضرورة تعلمي علم العروض والبحور رغم مراعاتي الحفاظ على إيقاع ثابت بقصائدي، فطلب مني أن أرسل له بيتين من قصيدة كتبتها، وكانت المفاجأة أنه أخبرني بأنها موزونة على بحر مجزوء الوافر، وطلب قصيدة أخري، وفوجئت أنها على بحر الرَّجز، والثالثة قال أنها على بحر المتقارب، وهنا أخبرني بأن لدي ذائقة عربية فطرية جيدة؛ ولست بحاجة لعلم العروض، فأجبته بل إنني الآن أكثر حماسة لتعلمه، وحتى أكون أمينا لم أدرسه الدراسة الكافية لكنني أصبحت مُلمًّا به بالقدر الذي أخبرني أحد أصدقائي المدققين اللغويين والعروضيين أنه مندهش أنني لا أستعمل الزحافات مطلقا، وحتى أكون قد أفدت أخوتي وإخوتي الشعراء أهمس بأذنهم ألا يخافون من تعلم العروض لأنه ليس طلاسم كما يصورها بعض العروضيين، بل إنه من أسهل ما يكون، ويمكنهم الاستعانة بالكتب المطروحة للتحميل مجانا على محركات البحث، وسيسعدني تقديم المساعدة لكل من أراد منهم.
ـ انحيازكم لشعر الفصحى هل يعني أن لك موقفا تجاه شعر العامية؟
إطلاقا أستاذي الفاضل، بل إنني أرى أن شعر العامية هو من شكَّل وأثر في الوجدان العربي والمصري على وجه الخصوص منذ نشأته وانتشاره عبر الأغاني، ثم إني أؤمن بأن اللغة وسيلة تفاهم وتواصل بين الناس أيا كان وصفها، والحقيقة أن من أصوب ما فعلته عند إقراري العودة إلى كتابة الشعر هو أني بدأت بالعامية لاعتقادي بأنها مرنة، لينة، طائعة، وسهلة التشكيل والتعبير عما يريده الشاعر، والحقيقة أن سؤال حضرتكم يتسم بالوجاهة؛ حيث رأيت العديد من المشاحنات والتي ما زالت مستمرة مع أساتذة اللغة العربية وخاصة الشعراء منهم بعدم اعتبار ما يكتب بالعامية شعرًا على الإطلاق، على الرغم من وجود العديد من شعراء العامية الملتزمون بعلم العروض إلى حدٍّ بعيد، والحقيقة أن لي قصائد عامية أحبها كثيرا من حب الناس لها ومن أشهرهم قصيدة “أصبر يا قلبي، وهي موجودة في جزءين على اليوتيوب، وأحبها الناس وطلبوها مني كثيرًا في مواقع الدردشة عبر الإنترنت، أما أحبهم وأقربهم إلى قلبي فهي قصيدة: “عم أبو شادي”.
ـ عرف منتوجكم الأدبي طريقه إلى النشر الحكومي الرسمي، وإلى دور النشر الخاصة. فما الذي تنصح به غيرك من المبدعين ليسلكوا أيهما، ولماذا؟
ـ باقتضاب أستاذي الفاضل، وحتى لا أقع في المحظور، أقول لكل المقبلين على نشر أعمالهم ومن واقع خبراتي المريرة مع دور النشر الحكومية والخاصة: إن كنت شابا وحتى ما فوق الأربعين وربما الخمسين، فمن الأفضل لك اللجوء إلى دور النشر الحكومية، على أن تكون صابرا مطيعًا؛ حيث يستغرق الأمر لصدور عملك ما لا يقل عن سنتين، إضافة إلى ندرة فرص الفوز بالنشر حيث تتأثر هذه الفرص بعوامل عديدة نعلمها جميعا بمجتمعاتنا، أما وإن كنت عجولاً فعليك بالحذر الشديد مع دور النشر الخاصة قليلة الإمكانات والخبرات للغاية وتمسَّك برؤية العمل بصيغة بي دي إف قبل طباعته مباشرة، موقنا أن تلك الدور عملها وبغيتها الربح المادي فقط إضافة إلى أن الغالبية العظمى منها يكون كل عمله طباعة العمل وتسليمه لك وعليك نشره بمعرفتك وهي مهمة شاقة للغاية.
ـ لكم مشروع أدبي غايته “إعادة صياغة الفكر والإنسان العربي”. ألا ترى أن هذا مشروع يستعصي على فرد واحد أن يقوم به بل يحتاج لعمل مؤسسي ضخم، فما هي ملامح مشروعكم تنظيرا وتطبيقا؟
قرأت فيما قرأت أن هناك كاتبًا أميريكيًّا نشر كتابًا بعنوان “أمة في خطر” في بدايات القرن الماضي؛ ما سبب إزعاجًا وقلقًا للمسئولين والمعنيين بالبلاد؛ فاستدعوه وناقشوه عن أسباب الخطورة، وعلمت أنهم أسندوا للمتخصصين دراسة الكتاب ومعالجة ما جاء بها من سلبيات تنذر بالخطر، ويقول المتحدث عن الكتاب أن ما حدث كان سببا لتدارك الأمر ومعالجة مصادر الخطورة، ومن هنا ونظرًا لاتفاق شبه إجماعي بأن هبوط منحنى الأخلاقيات والسلوكيات بمجتمعاتنا يجري بصورة متسارعة أصبح من الصعب إيقافها ثم معالجتها؛ إن لم ننهض جميعًا لمواجهة هذا التدهور الذي يبدو إلينا واضحا على كافة المستويات، وعليه فقد وجدت أن أمامنا جميعًا مسئولية ضخمة في إعادة بنا الفكر والإنسان العربي، وقد أسعدتني سيادتكم للغاية بأن ذلك المشروع بحاجة إلى عمل جماعي ومؤسسي، لأن هذا ما أكتبه بمقدمة معظم أعمالي، بل وقلت في أحدها: إنني طرحت المشروع وأهيب بأساتذتي من السيدات والسادة الكتاب أن يتبنوه وأن يجعلوه مشروعًا قوميًّا لا بديل عن مساهمتنا فيه جميعًا إن أردنا إصلاحًا بأوطاننا التي تتشابه الأزمات والمعوقات في معظمها. وأحيي سيادتكم على هذه اللفتة.
ـ بوصفكم مهندسًا مدنيًا معماريًا وروائيًا أيضا لماذا لم تتعرض في دراسة هندسية أو في رواياتك أو قصائدك لهذه الفوضى المعمارية التي تغزو عواصمنا العربية التي كادت تختفي معالمها؟
الحقيقة أن استعمال سيادتكم لمصطلح “الفوضي” سيعفيني من الإفاضة فيه لأنه وللأسف الشديد أن “ثقافة الفوضى” قد انتقلت أيضا إلى مدننا السياحية، وقد حدث أن تواصلت معي مهندسة أوروبية، أخبرتني أنها عضو على ما أظن فيما يسمى “الجمعية المعمارية الدولية”؛ وسألتني عن رأيي في التخطيط العمراني لإحدى المدن السياحية الشهيرة بمصر، وحين كتبت إليها رأيي والذي عبرت فيه عن الفوضى الشائعة من حيث ارتفاع المباني واختلاف أوان واجهاتها وقلة المساحات الخضراء وغيرها من العناصر الجميلة؛ مما يشوه المنظر العام، أجابتني بأن هذا ما كتبته اللجنة ـ التي كانت هي عضوا فيها ـ عن هذه المدينة ـ وطلبت مني الانضمام للجمعية وكان ردي أنها تخص المعماريين، وأنا شهادتي الجامعية تشهد بتخرجي “مهندسًا إنشائيًّا”، وقد درست العمارة دراسة حرة عن طريق المراجع الدولية التي يدرسونها بكليات الهندسة، وهي دراسة تسمح لي بالإشراف على المشاريع، إضافة إلى تصميم بعض المشاريع الصغيرة، ولكني في كلا الأحوال لا أحمل شهادة معمارية جامعية. وربما كانت ثقافة الفوضى وبعض الثقافات الأخرى هي ما دفعتني في البحث عن كيفية بناء الإنسان والعقل العربي، أو كما يقولون: إعادة بناء البشر والحجر.
ـ اخترت الشاعر عمر الخيام لتكتب عنه وتتحاور معه. فما الدوافع وراء اختياركم له، وللشكل الذي صدر به كتاب: “حواري مع روح الخيام حول رباعياته” من المزاوجة بين الرواية والشعر؟
الحقيقة أن “رباعيات الخيام” تعد من الأعمال الفلسفية البديعة كعمل أدبي، بعيدًا عن اعتراضاتي على ما جاء بها من تجاوزات صارخة في حق الدين والخالق، وحين قرأت عنها كثيرًا وجدت أن الفرصة قد أتتني سريعا لبدء مشروعي الأدبي المشار إليه آنفًا، وحين تعمقت في الدراسة وجدت أن جميع من تناولها من السادة كبار الشعراء ومنهم الشاعر “أحمد رامي” قد تناولوها بالترجمة لفظا ومعنىً، بمعنى أن جميعهم دعى إلى شرب الخمر، وإنكار البعث والقيامة، والاعتراض على الحساب والثواب والعقاب، إلى آخر تلك التجاوزات التي ينكرها المؤمنون بشدة.
ويجدر بي هنا أن أستثني الشاعر الكبير “أحمد رامي” الذي عبر عمَّا عبر عنه الخيام بصورة ذكية تحتمل عدة تأويلات، ثم أنه أدرج فيها عدة رباعيات إيمانية تناسب الذائقة العربية الإيمانية، كما عبر عنها إحدى رباعياته.
أما فيما يخص الشكل الذي صدرت عليه الرواية والذي مزجتُ فيه بين الرواية والرباعيات التي عارضتُ بها الخيام، فذلك لأني وبعد تفكير عميقٍ عن السبيل الأمثل والمقنع للمتلقي، والذي أستطيع فيه أن أدمج أيضا بين الواقع والخيال، قررت أن يكون التواصل معه عن طريق استحضار روحه حيث أن التواصل مع الأرواح أصبح منتشرا في أيامنا على قنوات اليوتيوب استمرارًا واقتناعًا بتواصل العالم الفرنسي “أَلَنْ كارْديكْ” الذي نشر كتابه ” الأرواح ” في منتصف القرن التاسع عشر، وظننت أن الفكرة ستلقى قبولا من القراء وهنا كان لا بد من البحث عن طريقة تحضير روحه وكان هذا هو السبب الذي دفعني للدمج بين الشعر والرواية.
ــ هل كان اهتمامكم بالقضية الفلسطينية وراء تأليف رواية بعنوان “الكوميديا الصهيو أمريكية”، وهل تمثل أحد الخطوط العريضة لمشروعلكم الأدبي الفكري العربي؟
بعد صدور كتابي عن “رباعيات الخيام” مباشرة تواصل معي ابني شادي الذي كان مسافرًا لخوض منافسة على بطولة “كمال الأجسام” بعد تخرجه من الجامعة مباشرة، وأعرب عن سعادته بإصدار الكتاب وطلب مني تحضير كل ما كتبته لطباعته على نفقته؛ فشكرته وأخبرته أنني غير شغوف بخوض هذا الغمار في وقت انصرف الناس فيه عن القراءة والثقافة، إضافة إلى أن العرب ما عادوا يقرأون. كان هذا التواصل بعد منتصف الليل ولم أستطع النوم حيث شعرت بعد المكالمة بساعتين أن هناك من قبض يده على قلبي وانتزعه من صدري حتى أنني صرخت، وقفزت مغادرا سريري وغرفتي، وفي الثامنة صباحًا أتاني من يخبرني أن “شادي” قد مات، وهنا اعتبرت رغبته في طباعة كتاباتي وصية منه وعليَّ أن أحققها.
كنت قبلها بعدة شهور قد أرسلت روايتي بعنوان “الكوميديا الصهيوأمريكية” إلى أستاذي “الدكتور السيد إبراهيم” الذي اعتدت أن أسترشد بآرائه فيما أكتب، وكان ردَّه أن أقوم بطباعتها ونشرها فورًا، والحقيقة؛ ونظرا لما لاقيته من متاعب في طباعة ونشر كتابي الأول عن رباعيات الخيام، فقد كنت غير متحمسٍ بالمرة لإعادة التجربة، وألح عليَّ سيادته بنشرها حيث إنها تنتمي لنمط “الفانتازيا السياسية” التي تميل إلى “الكوميديا السوداء”، لكنني بعد رحيل شادي وتنفيذا لرغبته التي اعتبرتها “وصية”، قررت طباعتها وإهدائها إلى روحه الطاهرة، وتم ذلك بالفعل بعد أن وضعت صورته التي فاز فيها بالميدالية الذهبية وهو بعامه الثاني بالجامعة الخاصة، ونبهت على دار الطباعة بضرورة الاهتمام بمراجعة العمل لغويا والاهتمام البالغ بصورة شادي، وبالفعل صدرت الرواية بعد رحيل شادي بشهر أو أكثر قليلا.
ـ رحمة الله على ابننا البطل “شادي”.. ومتى ظهرت الرواية للنور؟
صدرت رواية “الكوميديا الصهيوأمريكية” في يونيو 2019 وقد كانت “القضية الفلسطينية” هي حبكتها الرئيسية، أما تدهور أحوال الأمة وأسبابه فقد جاءت كـ “حبكة ثانوية”، وبدأت الرواية بإعلان صفقة لحل القضية الفلسطينية بعد رفض العرب لما كان يسمى بـ “صفقة القرن” التي أعلنت أميريكا عنوانها فقط دون تفاصيل كاملة في 2019، وكان هذا مبررًا للعرب لرفضها. ولما كنت مهتمًا بالاسلوب السردي الاستشرافي فقد توقعت بالرواية أن تُصدِر أميريكا ـ بالتعاون مع إسرائيل ـ
صفقة جديدة لا يكون أمام العرب مجالٌ لرفضها، وأطلقت عليها مُسمى “صفقة القرن الثانية والأخيرة” وفيها منحت أميركا العرب عشرة أيامٍ فرصة لتدارسها والرد عليها، وسوف يغنم من يوافق عليها، أما من يعترض فلن يمنح الفرصة مرة أخرى، والحقيقة أنها كانت صفقة لا تترك مجالا لأي عاقل شان يرفضها، وسوف أحجب تفاصيلها حتى لا أحرق سر الرواية كما يقولون، أما العجيب والذي كان آخر ما أتوقعه فهو أن الصفقة أعلنت في نهايات 2020 قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض بأيام، أي بعد البدء في كتابتها بأربعة أعوام، وهو ما أُطلِقَ عليها في حينه: “الاتفاقيات الإبراهيمية”، وسوف يندهش القارئ عندما ينظر إلى صورة غلاف الرواية ويظن أن الصورة كانت قد أُخِذَت من المؤتمر الذي عقد لإعلان الصفقة، وسوف يندهش للغاية حين يجد أن ما قيل بالمؤتمر قد تم ذكره بالرواية كما قيل بالواقع في المؤتمر، رغم صدور الرواية قبل ذلك بعامين تقريبا.
وجدير بالذكر هنا أن أذكر أني حولت الأسلوب السردي بالرواية ليصبح من خلال برنامج تلفزيوني على قناة اسمها “تربل إن” رغبة مني في إظهار دور الإعلام في التأثير والسيطرة على قلوب وعقول الناس وتشكيل وعيهم بعصرنا الحالي”.
أما ما تنبأتُ به وحدث بالفعل فهو كالتالي: رفض العرب للصفقة الأولى وصدور الصفقة الثانية، وأطلقت على الصفقة الثانية عنوان “الصفقة الثانية والأخيرة” وهذا ما قاله ترامب عند عقد ما أسموه “الصفقات الإبراهيمية” التي عقدت ـ في نهاية فترة ترامب الأولى ـ بين إسرائيل وبعض الدول العربية، كما توقعت أن تتسارع الدول العربية لإقامة علاقات مع إسرائيل للستعانة بها على التهددات الفارسية وقد حدث فيما يسمى بالاتفاقات الإبراهمية، وقد توقعت في نهاية الرواية أن الصفقة المطروحة كانت مجرد كوميديا سياسية لأننا الآن وبعد مرور خمس سنوات نكتشف أن ما يفعله ترامب الآن هو عكس ما قدمه بالصفقة تماما وهو تهجير الفلسطينيين من غزة وأنه يرغب في الاستيلاء عليها وجعلها “ريفيرا الشرق” كما يدعي، وتنتهي الرواية بقتل رجل بلغ الثمانين من عمره عندما كان ينادي الفلسطينيين بالاتحاد وعدم محاربة بعضهم البعض، وحين يهرع طفل يبيع المناديل محاولا إيقاف نزيف الدم بمناديله فيصاب هو الآخر ويُقتل، وتلقى جثته فوق جثة جده.
ــ لم يكتفِ الأديب سعيد يوسف بالرواية المنفردة، ثم اتجهت نحو كتابة رواية الأجزاء: “ثلاثية أولاد جارتنا”. ليتكم تحدثنا عن الخطوط العريضة لكل جزء، والمقصد الكلي لمحتواها؟
إنني وبعد أن اشتعل الرأس شيبا، وبعد صدمتي العنيفة برحيل ابني رحمه الله؛ ونظرًا لما انتابني من وهنٍ، وربما يأسٍ وحزنٍ استنزف طاقتي وأضعفها كثيرًا، قررت أن أنهي نشاطي الأدبي برواية أستعرض فيها الأسباب التي أراها كانت سببًا رئيسًا في تغير سلوكيات الناس وأخلاقياتهم، وأذواقهم وانصرافهم عما كانوا يؤمنون به وكانوا مستعدين للموت دونه، وتصورت أن أهم وأول الأسباب كانت صدمتهم بوقوع كارثة “نكسة 1967” فبدأ منه انحدار منحنى التغيير السلبي على الشخصية العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة، وقررت أن تصدر الرواية على ثلاثة أجزاء، وقد اخترت لها عنوانا رئيسًا هو “أولاد جارتنا”، وقد صدر بالفعل الجزء الأول في 2022 بعنوان “في الزمن الجميل، وتبدأ أحداثه بقيام ثورة يوليو وتنتهي برحيل الزعيم “عبد الناصر” رحمه الله، ثم صدر الجزء الثاني بعنوان “وداعا حبيبي” في 2024 ويبدأ منذ تولي الرئيس السادات رحمه الله الحكم وينتهي برحيله.
وأُعدُّ الآن كتابة الجزء الثالث، والذي سيبدأ بتولي الرئيس “حسني مبارك” رحمه الله الحكم وإلى نشوب ثورات “الربيع العربي” وإزاحته عن الحكم، أما وإن أراد الله غير ذلك، ورحلت إلى رحابه الكريم فأوصي معاليكم ـ كما كتبت بنهاية الجزء الثاني أن تكتب الجزء الثالث والأخير، أو أن ترشح من أساتذتي الأفاضل الأدباء من يتطوع لاستكمال ثلاثيتي ولسيادتك وسيادته جزيل الشكر والعرفان مقدمًا ـ
#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقع التراث العلمي العربي الإسلامي في الفكر الاستشراقي...
-
حين يكون الفكر رسالة... والقلم جسرًا للنور ..
-
البنية المكانية في رواية -من أجل ذلك- لِ: خالد الجمال..
-
سفراء المعرفة العرب بين المعاصرة والتراث..
-
القفلات المدهشة وجمالياتها في القصة القصيرة جدًا:-بدون إبداء
...
-
طهطاويون منسيون: -أَنْطُون زِكْرِي- أنموذجًا..
-
قراءة في ديوان -فوق ختم العودة- للشاعر عادل نافع..
-
استلهام التاريخ وتوظيفه في مسرحية: -يوم الطين- لخالد الجمال.
...
-
الأب: بين النفي الجندري.. وإشكالية الرجل/الأم..
-
تيار الوعي في رواية -الدخان- ل -أبا ذر آدم الطيب-..
-
الروائي السوداني بين التحديات والإنجازات..
-
-الإسراء والمعراج- في الفكر الاستشراقي ....
-
بعض قصائد السنوسي في ضوء -اللحظة الراهنة الممتدة- ...
-
رتوش -هزاع- على وجه الدين والوطن..
-
-الذات-: بين الاسترداد والحسرة الوجودية: قراءة في ديوان -درو
...
-
انهيار الحركة الإنسانية: بين رؤية -بلوك- وسيولة -باومان-..
-
فلسفة المعاني في قصائد وأغاني جلال مصطفى
-
نصف وجه -سوزان هيل-: بين النص والعرض
-
-ليالي الحلمية-: مسلسل بين الريادة والعمادة..
-
قراءة في التجربة الإبداعية للدكتورة عزيزة الصيفي
المزيد.....
-
بعد البرغندي.. ألوان تتصدّر صيحات الموضة في ربيع وصيف 2025
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك
-
محادثات عسكرية هندية باكستانية لتجنّب حرب شاملة بين البلدين
...
-
القناة الـ12: تعليمات للجيش بوقف إطلاق النار بدءا من 12 زوال
...
-
اتفاق أمريكي صيني على خفض الجمارك مؤقتا بهدف وقف حرب التجارة
...
-
بارزاني يرحب بقرار حل -العمال الكردستاني- ويحث الأطراف المعن
...
-
الرئيس الإسرائيلي: لن نتخلى عن أي أسير سواء كان يحمل جواز سف
...
-
الرئاسة التركية تعلق على قرار -العمال الكردستاني- إلقاء السل
...
-
إسرائيل تعلن رغبتها في تحسين العلاقات مع السلطات السورية الج
...
-
لولا دا سيلفا يعرض على بوتين الوساطة في تسوية أزمة أوكرانيا
...
المزيد.....
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول
...
/ منذر خدام
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
/ مضر خليل عمر
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|