محمود حمدون
الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 18:27
المحور:
الادب والفن
"وفاة عبد القادر"
====
مات "عبد القادر".
خبرٌ عاجل اهتزّت له مدينتنا الصغيرة بشوارعها، أزقّتها، حواريها. بلغ الحزن بالجميع مدى لم نعرفه من قبل، فقد أغلقت المؤسسات الحكومية يوم وفاته أبوابها حدادًا على الفقيد، وغاضت بالوعات الصرف الصحي لأول مرة، كما عافت الهوام الخروج من مكامنها ليلًا.
"المرحوم" نكرة، لا يعرفه السادة، بل لم تطأ قدماه من قبل الحي الراقي، ذاك الرابض على أطراف المدينة من جانبها المتاخم للصحراء. لكنه سمع كما سمعنا نحن عن نظافة شوارعه، رقّة هوائه، وتلك الابتسامة المستقرّة دومًا على وجوه سكّانه.
انطلق "عبد القادر" يشيّد لنفسه مجدًا خاصًا، فكان يعبث ليلًا بينهم، يلهو مع نسائهم كما تلهو الشهب بالشياطين.
أجهد نفسه في عملٍ شاقّ، حتى ارتفع قدره بينهم، وراح يُسبغ أفضاله عليهم؛ فكرهه نصفهم، وعشقه لدرجة الجنون النصف الآخر.
#محمود_حمدون (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟