محمود حمدون
الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 01:20
المحور:
الادب والفن
على خلاف ما يفعله القتلة حين يجهزون على ضحاياهم بدم بارد, فقد انهال "غفران" بعد صلاة الظهر, طعنًا في صدر وبطن غريمه اللدود, كان يفعل ذلك وهو يبكي بكاءً مرًّا. لم نر مثل هذه الحادثة من قبل, كما لم أشهد رهافة قلب سفّاح كما رأيت في "غفران"
لم يتركنا القاتل لهواجسنا تلهو بنا, إذ عندما فرغ من مهمته, أيقن من صعود الروح إلى خالقها, مسح يده وسكينه في جلباب القتيل, جثا على ركبتيه قلّب في الجسد الغارق في دمائه, شملنا بنظرة فاحصة, قال: لا تذهب ظنونكم إلى السيء من المنطق.
وضع المطواة في جيب داخلي, سوّى هندامه, أكمل خطابه إلينا, قال: كل ما هنالك أن أجل " عرفان" قد انقضى. ثم نهض على قدميه, استأنف كلامه, قائلًا: تؤمنون إن كل شيء بميقات معلوم.. رمقنا بنظرة غاضبة, استغفر وحوقل كثيرًا وراح يضرب كفًّا بكف, قال بنبرة لم تخل من بادرة تهديد: إيمانكم ضعيف, ثم غاص وسط الخلق,
#محمود_حمدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟