أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الجوفي - الدعوةُ القطريةُ لعقدِ قمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ ... قراءةٌ في السياقِ والتداعياتِ والمخاطر














المزيد.....

الدعوةُ القطريةُ لعقدِ قمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ ... قراءةٌ في السياقِ والتداعياتِ والمخاطر


عبد الخالق الجوفي

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل تصاعدِ الأزماتِ الإقليميةِ والدوليةِ، والتجاوزاتِ والاعتداءاتِ الإسرائيليةِ على الدول العربية والإسلامية واخرها قطر.. تبرزُ الدعوةَ لانعقادِ قمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ طارئةٍ كخطوةٍ دبلوماسيةٍ محوريةٍ... ولهذه الدعوة مجرد ابعادٌ استراتيجيةٌ عميقة، وتحملُ في طياتها فُرصاً للتضامنِ ومخاطر الفشلِ الذي قد يكونُ كلفتهُ باهظةٌ على مصداقيةِ وقدرةِ الأمتين العربيةِ والإسلامية في حمايةِ نفسيهما من المخاطرِ المُحدقةُ بهما.
القراءةُ السياسيةُ للدعوة
1. سياقُ إقليميٌ متأزم: تأتي الدعوةُ في لحظةٍ حرجةٍ تشهدُ تصعيداً غير مسبوقٍ في المنطقةِ حيث تستمرُ الحربُ والإبادةُ في غزةَ وتتصاعدُ التوتراتِ والانتهاكات تجاهَ دولٍ عربيةٍ واسلاميةٍ ذات سيادةٍ من قبلِ الكيانِ الصهيوني المُتغطرسِ كالعدوانُ المتواصل على لبنان وسوريا وإيران ناهيكَ عما حدثَ من انتهاكٍ سافر لكلِ قيم الإنسانية والقانون الدولي من خلال العدوانِ على المُجتمعين لمناقشة العرض الأمريكي لوقف الإبادة في غزة مما يخلقُ حاجةً ملحةً لإيجاد منصةٍ موحدةٍ لتنسيقِ المواقفِ ووضع استراتيجيةٍ جماعية.
2. قيادةَ قطر الدبلوماسية: تُمثِّلُ الدعوة استمراراً للدورِ الوسيطِ والديبلوماسي النشطِ الذي تتبناهُ قطر، والذي عززتهُ عبرَ سنواتٍ من الوساطاتِ في ملفاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ متنوعة... إنها محاولةٌ لتأكيد مكانتها كفاعلٍ رئيسيٍ قادرٍ على حشدِ الجهودِ العربيةِ والإسلامية.
3. الضغطُ الشعبيُ والشرعية: تتزايدُ الفجوةُ بين مواقف بعض الحكوماتِ والغضب الشعبي العارم للشارعِ العربي والإسلامي تجاهَ القضايا المصيريةَ، وخاصةً القضيةَ الفلسطينية... فهذه القمةَ تمثلُ محاولةً لاستعادةِ زمامِ المبادرةِ وإظهارِ قدرة القادة على الاستجابة لمطابع شعوبهم إن كانوا يمثلونهم فعلاً.
4. الرسالةَ للمجتمعِ الدولي: من أبرز أهدافَ الدعوة إيصالَ رسالةٍ موحدةٍ وقويةٍ إلى القوى الدوليةِ مفادُها أن العالمين العربي والإسلامي ليسا ميتينِ أو مجردَ متفرجين، وأن لهما وزنٌ سياسيٌ وإرادةٌ جماعيةٌ يجبُ أخذُها في الاعتبارِ في أي حلولٍ مستقبلية وتعديل الصورة السيئة للعالمين العربي والإسلامي لدى العالم الغربي والشرقيُ أيضاً.
السيناريوهاتُ المحتملة
• السيناريو الأول.. قمةٌ ذات قراراتٍ فاعلةٍ وملموسة (سيناريو النجاح)
o مخرجاتٍ مُحتملة: التوصلُ إلى إستراتيجيةِ عملٍ موحدةٍ تشملُ خطواتٍ دبلوماسيةٍ ملموسةٍ كـ حملة اعترافٍ دوليٍ واسعٍ بدولةِ فلسطين، والردُ اقتصادياً وسياسياً بشكلٍ موحدٍ تجاهَ الدولِ التي تدعمُ الاحتلالَ أياً كانت، وقد يكونُ من الرائعِ إنشاءَ صندوقِ دعمٍ ماليٍ وإغاثيٍ موحدٍ لإعادةِ إعمارَ غزة ودعم الاقتصادَ الفلسطيني، وقد تشملُ أيضاً تهديداتٍ بمقاطعةٍ دبلوماسيةٍ أو اقتصاديةٍ في حال استمرارَ العدوان.
o التداعيات: سيعيدُ هذا السيناريو الثقةَ في مؤسساتِ العملِ العربيِّ والإسلاميِّ المشتركِ، ويُعززُ الموقفَ التفاوضيَ للفلسطينيين، ويرسلُ رسالةً رادعةً للعدوانِ، ويعززُ شرعيةَ الأنظمةَ الحاكمةَ داخلياً بسبب الرضى الجماهيري الذي قد يُحدثهُ هذا السيناريو.
• السيناريو الثاني: قمةٌ ذات قراراتٍ ركيكةٍ وضعيفةٍ (سيناريو الفشل)
o مخرجاتٌ محتملة: تحول الاجتماعِ إلى منصةٍ للخطاباتِ الرنّانةِ والبياناتِ العامةِ الفضفاضةِ التي تفتقرُ إلى آلياتِ التنفيذِ والتوقيت المحدد، فيتم اختزال التضامن في الإدانةِ والشجب والتنديد دون ذكرٍ واضحٍ للاحتلالِ، أو عدمِ تقديمِ مساعداتٍ ماليةٍ وغذائية وصحيةٍ ودعمٍ سياسيٍّ فوري، ودون أي إجراءاتٍ عمليةٍ ضاغطة.
o التداعياتُ الكارثية: هذا هو السيناريو الأكثر خطورةً، وتداعياتهُ ستكونُ كارثيةً على وضع الأمتين لعقودٍ قادمة:
1. فقدان المصداقية: سيفقدُ النظامُ الرسميُ العربيُ والإسلامي ما تبقى من مصداقيتهِ أمام شعوبهِ وأمام العالم، وسيُظهرُ عجزهُ التامُ عن حمايةِ مصالحَ الأمة والدفاعُ عن قضاياها المصيرية مما يُعززُ كونهم مُحافظين على الكراسي واعتبارها مصدراً للثراء والجاه الذي يحققونهُ من خلالِ حكم شعوبهم..
2. تعزيزَ الانقساماتِ: سيتسببُ هذا السيناريو بمزيدٍ من الخلافات والانقسامات بين الدول العربية والإسلاميةِ مما يُضعفُ موقفَ الجميعِ ويعطي الطرفَ الآخرَ الفرصةَ لاستغلالِ تلكَ الانقسامات.
3. ماء الوجه: سيكون ذلك بمثابة الإعلانِ للعالمِ بأنَ الأمتينِ العربيةَ والإسلاميةَ عاجزتانِ عن تحويلِ الكلامِ إلى فعلٍ، وأنهما غير قادرتينِ على التأثيرِ الحقيقيِ في السياسةِ الدوليةِ والمحافظة على حقوقهما ومصيرهما، مما سيدفعُ القوى الدوليةَ إلى مزيدٍ من الاستحقارِ وتجاهلِ مواقفهما تماماً في المستقبل.
4. التأثيرُ على الداعمين: سيؤدي ذلكَ إلى إحباطٍ شديدٍ للدولِ التي دعمتِ القضيةَ الفلسطينيةَ في المحافلِ الدوليةَ (كــ فرنسا وإيرلندا وإسبانيا والنرويج وجنوب إفريقيا)، ويُظهرُ أن هذا الدعمَ لم يقابلهُ تحركٌ جديٌّ من قبل العالمينِ العربيُ والإسلامي.
بين المسؤولية التاريخيةِ وثمنُ العجزِ
يُعدُ ذلك الاجتماعُ اختبارٌ حقيقيٌ لإرادةِ النخبِ الحاكمةِ العربيةِ والإسلاميةِ... وهي لحظةٌ فارقةٌ وحقيقةٌ ستكشفُ ما إذا كانت هذهِ النخبُ قادرةً على تجاوزِ خلافاتِها الضيقةِ والانتقال إلى مرحلةِ الفعلِ التي يلي القولُ للحفاظُ على احترامِها لدى الشارعينِ العربيِّ والإسلاميِّ من ناحية، والشارعُ الدوليُ من ناحيةٍ أُخرى.. فالحدثُ جللٌ ومصداقيةُ كل الدولِ المجتمعةُ على المحك.
والعالم يترقبُ ذلكَ وسيبني عليه، والشعوب تغلي، والنجاح سيعيدُ تعريفَ دور المنطقةِ في النظامِ العالمي كما أن الفشلَ لن يكون مجردَ قمةٍ ضائعةٍ أخرى بل سيُمثلُ كارثةً سياسيةً وأخلاقيةً تثبتُ أن الأنظمةَ فقدت شرعيتها التاريخية ودورُها في قيادةِ أمتها، ولا بدَ من تسليم زمام المبادرة لقوى أخرى، ويُمثلُ الفشلُ تعميقَ الشعورِ بالإحباطِ واليأس الذي قد يكونُ وقودهُ أكثر ضراوةً من أي بيانٍ دبلوماسيٍ وقد يصلُ لثوراتٍ ضد المُتهاونين من القادة.



#عبد_الخالق_الجوفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور إبراهيم أبو طالب الناقد والشاعر
- مأساة إنسانية في عصر الحداثة.. الهولوكوست الصهيوني تجاه الغز ...
- مصر.. ملاذ الأشقاء وقت الشدة
- الشارقة.. منارة الثقافة ورائدة النهضة الفكرية والأدبية
- أعظم معاني الوجود النفسي والإنساني
- امتداد الروح وتماثل الكيان
- مجلس الأمة الكويتي وتحديات الحكم الديمقراطي
- السياسية الكويتية وأثرها على الاقتصاد الكويتي
- عندما يتخلى الكبار.. يبكي الصغار!
- نواة العالم الجديد
- اخفاقٌ امريكي جديد ... زيارة بيلوسي لتايوان
- زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية الأسباب والنتائج
- مظلوم يا ناس
- خصلاتٍ من شعرٍ مُلتهب
- روح الشهيد
- المرأة ركيزة المجتمع
- النافذة
- مأساة ٌ في أروِقَةِ المَحَاكِمْ .............قصة قصيرة
- أقاصيص
- دعِينِي وحيداً


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يكشف عن تأثير انقطاع خدمة -ستارلينك- على قوا ...
- ممثل إسباني يرتدي الكوفية الفلسطينية في حفل توزيع جوائز إيمي ...
- مصر.. اكتشاف ورشة أثرية لصهر النحاس في جنوب سيناء
- ما الذي ينتظره الشارع العربي والإسلامي من قمة الدوحة بعد اله ...
- سيث روجن يحصد أول جائزة إيمي وجين سمارت تتوج للمرة الرابعة ف ...
- -غزة الحرة-.. أول حركة تضامنية تسيّر سفنا دولية لكسر الحصار ...
- ترامب يشارك منشورا من تيك توك يدعوه لتقييد المؤسسات الإخباري ...
- محمد عرفان علي أول رئيس مسلم لجمهورية غويانا
- -فلسطين فازت- بطواف إسبانيا بعدما تسبب متظاهرون بإلغاء مرحلت ...
- هل تنجح تجربة الحواسيب المحمولة القابلة للترقية؟


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الجوفي - الدعوةُ القطريةُ لعقدِ قمةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ ... قراءةٌ في السياقِ والتداعياتِ والمخاطر