أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الخالق الجوفي - مأساة إنسانية في عصر الحداثة.. الهولوكوست الصهيوني تجاه الغزيين والفلسطينيين














المزيد.....

مأساة إنسانية في عصر الحداثة.. الهولوكوست الصهيوني تجاه الغزيين والفلسطينيين


عبد الخالق الجوفي

الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 11:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم/ عبدالخالق الجوفي

ليست المذابح وحدها هي ما يصنع الهولوكوست بل النظام الذي يحوّل القتل إلى سياسة، والتطهير العرقي إلى مشروع دولة، والمعاناة إلى واقع يومي، فإذا كان الهولوكوست النازي قد مثّل أحد أكثر الفصول سواداً في التاريخ الأوروبي؛ فإن الفلسطينيين يعيشون تحت هولوكوست آخر لكن هذه المرة تحت راية الديمقراطية الزائفة والدفاع عن النفس المزعوم، وبغطاءٍ من الصمت الدولي المريب.
تطهيرٌ عرقي وحصارٌ طويل
بدأت المأساةُ الفلسطينية مع النكبة عام 1948م عندما طُرد مئات الآلاف من ديارهم تحت وطأة الميليشيات الصهيونية التي حوّلت الأحلام الاستعمارية إلى واقع دموي، وما يحدث في غزة اليوم هو فصلٌ آخر من فصول هذه المأساةُ حيث تحوّل الحصار إلى أداة بطيئةٍ للقتل الجماعي.
غزة.. تلك القطعة الجغرافية التي تشبه سجناً مفتوحاً، مُحاصرٌ منذ أكثر من عقدينِ حيث يُحرم سكانها من الماء النظيف، والكهرباء، والدواءِ بل وحتى من حقهم في التنقل والعيش... هذا ليس حصاراً عادياً البتة بل أشبهُ بالعقاب الجماعي وعلى مرأى ومسمع القانون الدولي، وهو - برغم ذلك- جريمة حربٍ بكل المعايير والمقاييس لكن الضمير العالمي يبدو وكأنهُ اعتاد على مشهد الأطفال الذين يموتون تحت الأنقاض، أو المرضى الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة على الحواجز العسكرية، ومؤخراً التجويع الممنهج للكيان المحتل المفضي إلى الموت المُحقق!
صناعة الحرب.. وإستراتيجية الموت
في كل عدوانٍ على غزة تُستخدم أحدث الأسلحة الأمريكية الصنع ضد مدنيين عزل، وكأنها مختبرات لاختبار فاعلية القتل... الأرقام تتحدث عن آلاف الشهداءُ منهم الاف الأطفال لكن الخطاب الصهيوني الكاذب يحوّلهم دائماً إلى أضرار جانبية في حربٍ مزعومةٍ ضد الإرهاب.
لكن أي إرهابٍ هذا الذي يتمثلُ بوساطة طفل يحملُ حجراً فيحولُ المشهد إلى أمّاً تبكي على جثة فلذة كبدها؟ أليس الإرهاب الحقيقي هو منظومة عنفٍ منظمةٍ تمارسها عصابةٌ تنتهجُ القتل والتدمير؟ إن استخدام مصطلح الهولوكوست هنا ليس مجازاً بل هو تشبيهٌ دقيقٌ لما يحدث.. فالنظام العنصري الصهيوني هو من يمارس التطهير العرقي تحت غطاءَ الشرعية الدولية.
صمتٌ دوليٌ وازدواجيةٌ أخلاقية
عندما تحدث جرائم ضد الإنسانية في أماكن أخرى ينهض العالم المُنافقُ غاضباً لكن عندما يكون الضحايا فلسطينيين تتحول الكارثة إلى صراعٍ معقد أو حرب دفاعية... هذا منهج الغرب الذي يتباكى على حقوق الإنسان في كل مكان يصمت عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وكأن الفلسطينيين ليسوا بشراً يستحقون الحياة.
هذه الازدواجية تكشف عن عنصرية عميقة في الضمير العالمي فحياة الفلسطيني لا تساوي حياة الأوروبي أو الأمريكي... إنها نفس العقلية الاستعمارية التي مكّنت من الهولوكوست النازي لكنها اليوم وبأساليب أخرى تلبس ثوب الشرعية الدولية.
متى سيتحرر العالم من عقدة الهولوكوست ومعاداة السامية الزائفة؟
التاريخ لن يسامح المتفرجين على المأساة الفلسطينية التي طالت لعقودٍ طوال والعالم يقف موقف المحايد السلبي... الفلسطينيون لم يختاروا أن يكونوا ضحايا لكنهم يدفعون ثمن كونهم يقفون في طريقِ مشروعٍ استعماريٍ عنصريٍ بغيض ... الهولوكوست الصهيوني ليس مصيراً محتوماً بل جريمة يمكن وقفها إذا انتفض الضمير الإنساني.
السؤال ليس هل سينتصر الفلسطينيون بل متى سيتحرر العالم من عقدة الذنب تجاه اليهود الذين استثمروا الهولوكوست ليعتدوا على الاخرين بل ويسلبوهم حق الحياة والعيش في ارضهم بسلام؟! ومتى سيكف عن دعم جرائم إسرائيل؟ متى سنرى الهولوكوست الفلسطيني كما هو جريمة العصر الحديث التي لا يجوز السكوت عنها؟



#عبد_الخالق_الجوفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر.. ملاذ الأشقاء وقت الشدة
- الشارقة.. منارة الثقافة ورائدة النهضة الفكرية والأدبية
- أعظم معاني الوجود النفسي والإنساني
- امتداد الروح وتماثل الكيان
- مجلس الأمة الكويتي وتحديات الحكم الديمقراطي
- السياسية الكويتية وأثرها على الاقتصاد الكويتي
- عندما يتخلى الكبار.. يبكي الصغار!
- نواة العالم الجديد
- اخفاقٌ امريكي جديد ... زيارة بيلوسي لتايوان
- زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية الأسباب والنتائج
- مظلوم يا ناس
- خصلاتٍ من شعرٍ مُلتهب
- روح الشهيد
- المرأة ركيزة المجتمع
- النافذة
- مأساة ٌ في أروِقَةِ المَحَاكِمْ .............قصة قصيرة
- أقاصيص
- دعِينِي وحيداً
- حَالْ
- اِستِقرَارْ


المزيد.....




- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...
- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الخالق الجوفي - مأساة إنسانية في عصر الحداثة.. الهولوكوست الصهيوني تجاه الغزيين والفلسطينيين