أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الخالق الجوفي - أعظم معاني الوجود النفسي والإنساني














المزيد.....

أعظم معاني الوجود النفسي والإنساني


عبد الخالق الجوفي

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 16:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأمومة ليست مجرد رابطة بيولوجية تنشأ عن الولادةُ بل هي حالة وجودية ونفسية فريدة تتجاوزُ حدود اللغة والتعريف... إنها تجربة عميقة تعيد تشكيل المرأة نفسيًا وعاطفيًا لتصبح رمزاً للحنان والاحتواءِ وجسراً يمتدُ بين الحياةِ والخلود.
الأمومة والهوية النفسية
من اللحظة التي تدرك فيها المرأة أنها تحمل حياةً جديدةً بداخلها يبدأُ التحولُ النفسيُ العميق، ويصبح وجودها مرتبطاً بهذا الكائن الصغير الذي لم يرى النور بعد، لكنها تشعرُ به كجزءٍ لا يتجزأُ من كيانها... تتحولُ مخاوفها وطموحاتُها وحتى أفراحها لتدور حول هذا القادمُ الجديد، فتجد نفسها تتخلى عن أجزاء من ذاتها لتُفسح المجال لحبٍّ لا يُشبه أي حب آخر.
ففي الأمومةُ تجد المرأةَ نفسها في مواجهةٍ مباشرةٍ مع أعماقها النفسية.. إنها تجربة تدعوها لاستكشاف معنى المسؤولية المطلقة، والتكيف مع التغييرات العاطفية والجسدية الهائلة، ويتجلى هذا التحولُ في شعورٍ عميقٍ بالرضا عندما تضحي من أجل طفلها، وكأنها تكتشفُ في داخلها قوةٌ لم تكن تعلمُ بوجودها.
الأمومة كمنبع للحب غير المشروط
هي تجربةٌ نفسيةٌ ساميةٌ للحبِّ غير المشروط، وعلاقةٌ تنشأُ دونما توقعاتٍ أو قيود، فحين تضمُ الأمُ طفلها لأولِ مرةٍ تشعرُ بأن قلبها قد اتسعَ ليشمل هذا الكائن الصغير بحيثُ يصبح الطفل جزءاً من كيانها فتمنحه حباً لا يعتمد على إنجازاتهِ أو أخطائهِ بل ينبعُ من حقيقةِ وجودهِ فقط.
هذا الحب يترك أثراً عميقاً على شخصية الأمِ إذ يعيدُ تعريفها لمعنى الحنان والتسامح، فالأم تُعطي بلا مقابل، وتسامحُ بلا ترددٍ، وتبذلُ أقصى ما لديها دون أن تنتظر شيئاً ما بالمقابل.
الأمومة والتوازن النفسي
برغم جمال التجربةُ فإنها ليست خاليةً من التحديات النفسية، فالأمُ تتحملُ الضغوط الهائلة بدءاً من الإرهاقِ الجسديِ والنفسيِ إلى القلقِ المستمرِ على صحةَ الأطفال، ومع ذلك فإن تلك التحديات تُعيد تشكيل شخصيتها لتجعلها أقوى وأكثر مرونة.
ذلك الشعورُ يُعلِّم المرأة كيفيةَ التوازن بين احتياجاتها الشخصية واحتياجاتِ أطفالها، فهي رحلة السعادة في أبسط التفاصيل.. ابتسامة طفلٍ، إلى أول كلمةٍ ينطقها، وأول خطوةٍ يخطوها.
الأمومة كحالةٍ وجدانية
هي ليست مسؤولية فقط بل هي حالة وجدانية فريدة، وشعورٌ بالاكتمالِ والامتلاءِ النفسي، ففي كل لحظة تقضيها الأم مع أطفالها تضيف معنى جديداً إلى حياتها... حتى في أصعب الأوقات تجد في أمومتها قوةٌ تدفعها للاستمرار.
وفيها تكتشف المرأة أبعاداً جديدةً بحيثُ تصبح أكثرَ حكمةً وصبراً، وأكثر قدرةٍ على رؤيةِ الأمورِ من منظورٍ مختلف... فهي تجربةُ نُضج الروح، والمانح الأهم للمرأةِ بالشعورُ الأعمقُ بالمعنى والهدف.
الأمومة وامتداد الذات
والأمومة ليست فقط لحظةَ ولادةُ طفلٍ بل هي ولادةٌ جديدةٌ للأم نفسها، ففي أطفالها تجد امتداداً لذاتها، وفرصة لزرع قيمها وأحلامها في جيل جديد.. إنها تشعر بأنها تعيش في كل خطوةٍ يخطوها طفلها وكأنها تستمرُ في الوجود عبرهم.
وهي شعورُ المرأةِ بالخلود، فحين تنظر إلى أطفالها ترى المستقبل فيهم، وتدرك أن أهميةَ حياتها وأنها ليست مجرد رحلةٍ فرديةٍ بل هي جزءٌ من سلسلةٍ أبديةٍ تبدأُ بها لكنها لا تنتهي معها.
وتلك التجربةُ النفسية والإنسانية غنيةُ وتعيدُ تعريف معنى الحبِّ والعطاء والتضحية فهي الرحلة التي تمنح المرأة الفرصةَ لاكتشافِ أعماقها النفسية والوجدانية لتجعلها أقرب إلى جوهر الإنسان، وفيها الانعكاسُ الأجمل لما في الطبيعةِ البشريةِ من قيمِ الحنان، التسامح، والقوة.. إنها فعلاً أعظم معاني الحياة حيث تلتقي الروح بالنفس في أسمى صورِ الوجود.



#عبد_الخالق_الجوفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتداد الروح وتماثل الكيان
- مجلس الأمة الكويتي وتحديات الحكم الديمقراطي
- السياسية الكويتية وأثرها على الاقتصاد الكويتي
- عندما يتخلى الكبار.. يبكي الصغار!
- نواة العالم الجديد
- اخفاقٌ امريكي جديد ... زيارة بيلوسي لتايوان
- زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية الأسباب والنتائج
- مظلوم يا ناس
- خصلاتٍ من شعرٍ مُلتهب
- روح الشهيد
- المرأة ركيزة المجتمع
- النافذة
- مأساة ٌ في أروِقَةِ المَحَاكِمْ .............قصة قصيرة
- أقاصيص
- دعِينِي وحيداً
- حَالْ
- اِستِقرَارْ
- جرحٌ بملامحِ إنسان
- وكالة الفضاء العربية حلمٌ لم يتعدى الخيال
- بطاقة ُشَوق ٍ سَودَاء


المزيد.....




- بيتكوين تسجل أعلى مستوى لها يفوق 109 آلاف دولار
- تجنب وصف بوتين بـ-مجرم حرب-.. وزير الخارجية الأمريكي يدخل في ...
- شاهد نجمة اليوتيوب -المعلمة راشيل- تغني مع طفلة مبتورة القدم ...
- مصر: الحكم الغيابي الأخير بحق السياسي هشام قاسم يكرس لنمط مت ...
- مصري يُدان بالمساعدة في تهريب أكثر من 3,000 مهاجر إلى أوروبا ...
- -إقامة دولة إسرائيل-... جملة في امتحان الباكالوريا تقود لتحق ...
- هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى -ترند- اجتماعي؟ ...
- تنديدات واستدعاء سفراء بعد طلقات في اتجاه دبلوماسيين في جنين ...
- روبيو: قطع الاتصالات بين قوتين نوويتين تصرف غير مسؤول والحوا ...
- تايوان.. الكشف عن أول -روبوت ممرّض-!


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الخالق الجوفي - أعظم معاني الوجود النفسي والإنساني