أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ إبراهيم ميزي















المزيد.....

من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ إبراهيم ميزي


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 02:29
المحور: الادب والفن
    


قراءة أدبية وتحليل فني وفق منهج أكاديمي، يجمع بين التحليل البنيوي، الدلالي، والجمالي
لرسالة غرامية، متخمة بالدلالات العاطفية والرمزية والوجودية.

- الكاتبة : فاطمة الفلاحي - فرنسا
- الناقد : ابراهيم ميزي-الجزائر

# هيكل السردنة :
من رسائل الحب المنسية
تايكون – رسالة بائتة رقم 2

إليك:
وأنا أفتش في المداد عنك؛ عثرت على ورقة مطوية باعتناء بالغ؛ شممت رائحة الحزن فيها، لا أعرف كيف تقاطرت دمعاتي وتزكم أنفي بلحظة وجع، لم أقس مداها تحسبا بمن حولي، وصفعي بسؤالهم المتجهم وبامتعاض، هل من شيء؟
وكأني تجرأت على تعكير مزاج الجِلسة، فأشرئب بعنقي نحو الثريا قائلة: الحساسية اللعينة...
وكتبت:
إلى نصفي المتخشب على ناصية أقاصيك؛ كنت امرأة قاب بهاء ودهشة قبل أن تدحر قلبي.
قلتُ لك الكثير صمتًا، وجهرًا.
لو لم يكن المكان متأخّرا بحفرة؛ لقلت إنّك كائن رذاذي لا يسمع صمتي ولا يُرى إلاّ بانجراف حبري.
أخبرتك؛ كنت امرأة الهزائم الإضافية بامتياز، فقد وُلدت روحي في بيت الجسور حيث ألفناه، وتطل عليّ الهاوية كل عبور، اكتشفت أن ارتفاعك سيرتطم بسقف المستحيل، لفرط ما تجيد التهكّم.
قلت لي أحبكَ لا تكفي.
إذن لن أصيغ فيك الكلمات الفضفاضة.
ولست بمتأخرة إذا ما قلت لك إن المعاول مرتبة جيدا، وأن الصرير يخالف وعيه الآن. لكن مكتوبك الأخير هزمني، ولطالما ناديتك، لأطالبك بحق إيوائي بين الجنبات ولأكونك، وألا أكون لغيرك!
لكنك حملتني أغلفة الممكن الكثيرة، وتقاليد عائلتينا.
يومًا ما قلت لي: لم أعد أهتم لإنذارات التقاليد.. بمنحي مخالفة انتهاك أحكامها. لكن هذا الانتهاك كان كفيلًا بمناكشة روحي؛ وتوزيعي وندامى الجرح الأبدي، كؤوس الندامة والحزن.
وصعدت بي إلى عتبات الانتظار بعناية الفائض!
وفي الغياب كل شيء يتلاشى، وفي ليله تحق الوشاية ويكتظ ببقايا ظله المراوغ. ثم العتاب وبراعة الهزيمة وترفع راية الرحيل.
وتنتهي الحكاية بنهاية وخيمة وتمرد.


ليت النوايا ~
تدرك كم تعذبت في دروبها،
أرواح العشاق!
ليت النهاية لم تكن كالبداية،
حين تمردت على بعض الأعراف...!


فاطمة الفلاحي - فرنسا
--------------------------

مقدمة:
ها أنتِ يا فاطمة، تفتّقين من بين أوراق الحنين رسالةً كأنها خرجت من معطف الريح، مطويّة على وجعٍ قديمٍ ودهشةٍ لا تزال تتنفس في المداد…
رسالة ليست كباقي الرسائل، بل نايٌ مكسور يعزف على أوتار الصمت، ويترك في الذاكرة ندوبًا من عطرٍ مالحٍ ودمعٍ مسكوب.
إنها حكاية من رسائل الحب المنسية، حيثُ الكلمات أشبه بطيورٍ جريحة، تُحاول أن تحلّق رغم أجنحتها المثقلة، وحيثُ الحروف تنسج من الهاوية سلّمًا إلى الضوء، لكنها تسقط من جديد في براثن الغياب والخذلان.
فتلتقي العتمةُ بالامتعاض، والاشتياقُ بصهيلِ التقاليد، فتُولَدُ جملةٌ كلّما تردّدتْ ارتعشتْ: كيفَ للمعاولِ أن ترتبَ القلبَ؟ وكيفَ للغائبِ أن يعيدَ ترتيبَ الأرض تحت أقدامِ من بقي؟
اقرأها كما يقرأُ من لم يتعلم القسوة: بيديْنِ مرتعشتين وكأسِ ندامةٍ على طرفِ الطاولة. فهذه رسالةٌ لا تطلبُ عودةً فحسب، بل تسألُ عن حقٍّ في البقاءِ بينَ جنباتِ الحنين.

#التحليل الأدبي و الفني
1- العنوان ودلالاته
"من رسائل الحب المنسية – تايكون – رسالة بائتة رقم 2"
العنوان يشي منذ البدء بفضاء الحنين والنسيان، وكأن النص قطعة من ذاكرة مهددة بالاندثار.
كلمة "تايكون" تضيف بعدًا غرائبيًا، قد تحيل إلى سلطة رمزية/عاطفية، أو إلى اسم مُشفر لشخصية ملتبسة.
وصف الرسالة بـ "البائتة" يوحي بأن مضمونها متجاوز زمنياً، لكنه ما يزال حيًا في الذاكرة.

2- البنية السردية والبوح الغرامي
النص يقوم على شكل الرسالة، وهو جنس أدبي يجمع بين السرد والاعتراف والبوح.
البداية تضع القارئ في موقف المرسِل وهو يعثر على الورقة (إطار حكائي)، ثم ينزلق إلى خطاب مباشر إلى "النصف الآخر".
الرسالة تتحرك بين:
المونولوج الداخلي: (أفتش في المداد عنك / شممت رائحة الحزن).
الحوار الغائب: (قلت لي أحبك لا تكفي).
التقرير الذاتي: (كنت امرأة الهزائم الإضافية).
بهذا، فإن الرسالة ليست مجرد خطاب غرامي بل سيرة وجدانية تنفتح على البنية الاعترافية.

3- الحقول الدلالية
الحب / الغياب: (نصفي / أحبك لا تكفي / الإيواء / الانتظار).
الهزيمة / الانكسار: (امرأة الهزائم / صرير / الهاوية / الهزيمة).
التقاليد / القيود الاجتماعية: (تقاليد عائلتينا / أحكامها / الأعراف).
الكتابة / اللغة: (المداد / حبري / مكتوبك الأخير / الكلمات الفضفاضة).
يتضح أن النص يحاول مزج العاطفة بالوعي الاجتماعي، حيث يتحول الحب إلى صراع مع التقاليد والقيود.

4- الصور الشعرية والانزياح البلاغي
النص غني بالصور المدهشة، منها:
"كنت امرأة قاب بهاء ودهشة قبل أن تدحر قلبي" → صورة تجمع بين البهاء والانكسار.
"كائن رذاذي لا يسمع صمتي ولا يُرى إلا بانجراف حبري" → تشبيه معاصر يجسد الحبيب كعنصر مائع/متلاشي.
"بيت الجسور حيث ألفناه" → الجسر كرمز للعبور والانتقال، لكنه ينتهي بالهاوية.
الصور تميل إلى التكثيف الاستعاري الذي يوحد بين التجربة العاطفية والرمزية الوجودية.

5- الصراع الداخلي (الموضوع المركزي)
الحب هنا ليس صفاءً رومانسيًا، بل تجربة معقدة تتخللها التقاليد الاجتماعية وثنائية التمرد/الخضوع.
البطلة تحاول التمسك بحقها في الحب (الإيواء، أن تكونه هو)، لكنها تصطدم بجدار العادات، فيتحول الحب إلى انتظار وهزيمة.
النهاية تتسم بالمرارة: "تنتهي الحكاية بنهاية وخيمة وتمرد"، أي أن الحب صار ثورة خاسرة.

6- البعد الأسلوبي
لغة الرسالة: بين الشعر والنثر، حيث يعتمد النص على جُمل موسيقية، متكسرة، تحمل نفسًا شعريًا قويًا.
الضمائر: حضور الـ"أنا" الطاغي مقابل "أنت" الغائب، ما يعكس هيمنة صوت الذات الجريحة.
الإيقاع: قائم على التوازي والتكرار: (قلت لك الكثير / قلت لي أحبك / قلت إنك…). هذا التكرار يخلق إيقاعًا داخليًا يوازي التوتر العاطفي.

7- البعد الجمالي والفني
النص يمزج الاعتراف الشخصي مع البناء الجمالي الشعري، فيخرج عن حدود الرسائل الغرامية التقليدية ليصبح نصًا وجوديًا يعبّر عن مأساة الحب في مواجهة المجتمع.
الغرام هنا ليس فرديًا فقط، بل هو حقل صراع بين الحرية والتقاليد، بين الرغبة والواجب، بين التمرد والانكسار.

#الخلاصة
رسالة فاطمة الفلاحي تجسّد كتابة أنثوية تبحث عن ذاتها في أتون الحب والقيود الاجتماعية. إنها ليست مجرد خطاب وجداني، بل وثيقة شعرية/وجودية عن الصراع بين العاطفة والواقع.
يمكن تلخيصها في ثلاث ثيمات أساسية:
1. الحب بوصفه مقاومة.
2. الهزيمة بوصفها قدرًا.
3. الكتابة بوصفها ملاذًا.

الناقد الجزائري إبراهيم ميزي
#فاطمة_الفلاحي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا ولا شي هايكو: بضيافة الاديبة الناقدة رانية فؤاد مرجية وا ...
- بلا ولا شيء ! من اللاشيئيات بضيافة الدكتور الأديب أيمن دراوش ...
- هزة قلبية بضيافة الشاعر الناقد عادل جوده
- هايبون – أجنحة من رماد بضيافة الأستاذ الشاعر والناقد عادل جو ...
- هايكو روبوت يتلعثم - الذكاء الاصطناعي
- هايبون عربي بملامح يوتوبيا وجدانية، بعنوان - بساط الريح – بض ...
- هايبون «رسائلٌ منسيّة» بضيافة الأستاذة الناقدة رانية مرجية
- ومضة: غطرسة .. قراءة نقدية وارفة في ومضة “غطرسة” بقلم: رانية ...
- ضيق حد الاختناق الأبعاد الخمسة للاختناق: قراءة نقدية موجزة ف ...
- جغرافيا الطقوس - هايكو مع إضاءة الأستاذ الناقد صفوت أكرم الص ...
- هايبون - امرأة بقوام قصيدة .. بضيافة الأستاذ عادل جوده
- بيوت قديمة الجزء الثاني بضيافة الناقد الأستاذ عادل جوده
- الجزء الثاني من ضيق حد الاختناق بضيافة الناقد الأستاذ قاسم ع ...
- هايكو ضيق حد الاختناق - الجزء الأول بضيافة الناقد الاستاذ قا ...
- بيوت قديمة الجزء الأول – بضيافة الناقد عادل جوده.
- هايبون – -حين يتنفس الجمر- مع قراءة نقدية للشاعر الناقد صفوت ...
- تاكسون حدثيني مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد عادل جوده
- الصورة تتكلم مع دراسة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايبون قطار الماضي مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزا ...


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - من رسائل الحب المنسية؛ رسالة بائتة رقم 2 .. بضيافة الناقد الجزائري الأستاذ إبراهيم ميزي