كيف عصي الدمع علينا؟

وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

اصدقوني القول: من منا يعرف البكاء بحق؟؟ كيف نحسنه ونحن نعلِّم عيوننا أن تذرف الدمعة فقط علينا..؟؟ كيف سنتعرف على دنيا صدق الحزن وفي قلوبنا ألف دنيا ودنيا تُـناقِضُها..؟؟ هل اختلسنا قط لأنفسنا وقتاً لنبكي أحداً لا ينتمي إلينا..؟؟ تسألونني: لنبكي على ماذا، ولماذا؟؟ آآآآآه.. كل ما حولنا مدعاة للبكاء.. هل حدّقتم لحظة في عيني طفل يتضور جوعاً في عالم مصاب بداء التخمة..؟؟ هل أنصتُّم لصراخ أشجار الغابات الاستوائية حين تقطّـع من جذورها وتُجتث لتعبث بها الشركات الضخمة..؟؟ أو استمعتم لغصّة ألم لفتاة طموحة متفوقة لم تحظَ بمقعد دراسي في جامعة..؟؟ أو شعرتم بنوح موجع لمدينة من عالم آخر اُغتصبَ منها تراثها..؟؟ أو أحسستم بانكسار شاب صغير فَـقَـدَ شعبيته بين رفاقه لأنه لا يمتلك مقومات التفوق او الجرأة ..؟؟ هل احتضنتم أرضاً لم تروها السماء لعقود طويلة فكفت عن إنجاب ثمارها..؟؟ هل أصغيتم لحسرة مسنٍّ معدمٍ نبَّش في صناديق الزبالة ولم يجد عـُلباً معدنية فارغة ليجمعها، ثم يبيعها ويشتري شيئاً ليطعم عجوزته المقعدة..؟؟ هل نظرتم إلى ما وراء الأفق وأحسستم بخاصرة الأوزون المثقوبة؟؟ هل تألمتم لهزيمة مناضل شريف من بلد غريب عنكم ذُبح بأيدي غادرة..؟؟ هل فهمتم حزن نمل الأرض حين لا تجد عاملاته مؤونة لشتائها..؟؟ هل شعرتم بحزن الحب بعد أن أصبح يتيماً بيننا؟؟ هل تعرفتم على وجع رجل حميمي خذلته حبيبتة ورحلت عنه لمجرد أنه أحبها بجنون نفرّها منه..؟؟ هل أدركتم مدى حشرجة الخيبة لجنود يافعين اُقحموا في حروب قذرة..؟؟ وماذا عن السماء حين تُجبَرُ على زخ أمطارها.. ؟؟ والبحار حين تـُلوَّثُ وتـُقحم في صراعات شركات النفط من أجل كسب الأموال التي لم تعد المصارف قادرة على تكديسها..؟؟ وماذا عن سحق المخلوقات الأرضية والبحرية في حروب المرتزقة، فيزداد بها اضطهاد الأرض وتجفيف المياه وقهر عباد الله...؟؟ هل أحسستم قط برعب يكفي العالم بأسره، يسكن عيون أناس ينتظرون حدوث كارثة طبيعية عاتية في موطنهم تمحو كل معالم الحياة فيه، وخطيئتهم هي أنهم وجِدوا على أرض هشة..؟؟
آآآه... مَن منا بكى ولو للحظات كل هذا..؟؟ لماذا أصبحنا عصاة الدمع وأعداء لإنسانيتنا...؟؟؟ ويحَ قلبي كم أنا خائفة من النظر في عيوننا... الحيرة لا تكف عن مباغتة أذهاننا وقض مضاجعنا.. تبحث عن رفة جفن لأي منا.. سُحقاً لها.. من دلّها علينا..؟؟ لتذهب للحجر الصم علها تجد ما تفتش عنه....

#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات