|
-اسرائيل- صعود الى ذروة القوة،أم صعود نحو الهاوية ..؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 14:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحليل/ راسم عبيدات قبل الدخول في نقاش هذا العنوان والتفصيل فيه، لا بد من القول ،بأن تغير البنية الديمغرافية والثقافية والإجتماعية في دولة الإحتلال ،نقلت مركز الثقل الجغرافي السياسي والايديولوجي من الساحل إلى الضفة الغربية، ما يعني السقوط النهائي لفكرة الدولة الفلسطينية ومبدأ تسوية الصراع حول فلسطين بالطرق التفاوضية والسياسية، وجعل الصراع مع الفلسطينيين صراع وجود لا حدود من وجهة النظر الإسرائيلية الجديدة.
وكذلك اليوم نشهد حالة من التماهي غير المسبوق بين الإدارة الأمريكية التي تعج بغلاة اليمين المحافظ والمتطرفين والقوى الصهيونية "الصهيونية المسيحية"،وبين دولة الإحتلال،حيث التزاوج ما بين اليمين التلمودي التوراتي الصهيوني اليميني المتطرف مع اليمين الأنجليكاني المسياحي الأمريكي المتطرف .
ولذلك ما نشهده اليوم من غطرسة وعنجهية وبلطجة و"توحش" و"تغول" أمريكي- "اسرائيلي"،نتيجة لإنتقال هذا الثقل الجغرافي والسياسي والأيدولوجي الى القوى الصهيونية بشقيها الديني والقومي،بقيادة بن غفير وسموتريتش وطيف سياسي "اسرائيلي" واسع يلتف حول رؤيتهم وأهدافهم،وكذلك التماهي ما بين أدارة المأفون ترامب ودولة الإحتلال،
نتنياهو اعلن بشكل واضح في غلوه وغطرسته وعنجهيته،بأنه سيعمل على رسم وجه شرق أوسط جديد،وأنه سيقضي على ما يسميه بالمحور الإيراني" محور المقاومة" ،الممتد من طهران نحو اليمن فالعراق ولبنان وصولاً الى فلسطين،وسيعمل على تحقيق حلمه والأباء المؤسسين للحركة الصهيونية، بإقامة "اسرائيل الكبرى" ،التي تضم فلسطين التاريخية واجزاء من الأراضي الأردنية والسورية واللبنانية والعراقية وصولاً الى اجزاء من أراضي مصر والسعودية.
ولتحقيق هذا الحلم- بالشراكة مع الإدارة الأمريكية - لا بد من اسقاط الأطروحة السياسية التي سادت بعد حرب عام 1967 "الأرض مقابل السلام"،والتي تبنتها الدول العربية في قمتها في بيروت،آذار/2002،وإستبدالها بأطروحة سياسية جديدة،وجدنا ترجماتها بعد النجاح الأمريكي- الإسرائيلي في اسقاط سوريا دولة ونظام،أطروحة "التطبيع والسلام مقابل الأمن"،وهي تعني العمل على فك وتركيب الجغرافيا العربية على خطوط المذهبية والطائفية والأثنية والعرقية،و"استولاد" كيانات اجتماعيةهشة ترتبط بأحلاف أمنية وعسكرية مع "اسرائيل" ،على أن تقاد مباشرة من المركز الإمبريالي الإقتصادي العالمي في واشنطن.
ولحين تحقيق هذا الهدف،لا بد من تحقيق الأطروحة السياسية "التطبيع والسلام مقابل الأمن"،وهذا يعني تطبيق ما يعرف ب"عقيدة الضفة الغربية" على سوريا ولبنان وفلسطين في المرحلة الأولى ،ليجري سحبها على كامل المنطقة والإقليم،كمجال حيوي لأمن "اسرائيل وحماية وجودها،والتي جاءت معركة السابع من اكتوبر لتقول،بأن هناك مخاطر وجودية حقيقية على دولة الإحتلال.
"عقيدة الضفة الغربية"،تفترض وجود دول وسلطات ،رئيس وعلم وحكومة ووزراء وسجاد أحمر،ولكن بدون سيادة،وبدون جيوش تمتلك أسلحة استراتيجية،ومناطق جغرافية من أراضي تلك الدول،كمجال حيوي امني لدولة الإحتلال،مع حقها في استباحة سيادة تلك الدول،اذا ما شعرت بأي تهديد عسكري او امني وفق تبريراتها وذرائعها وحججها.
الثنائي ترامب ونتنياهو لفرض مشاريعهم ومخططاتهم في المنطقة والإقليم،والتي تتجاوز عقدة قطاع غزة المستعصية،والتي يراد منها اسقاط المنطقة كاملة تحت الهيمنة والسيطرة الأمريكية لقرن قادم،على ان تكون " اسرائيل" الشرطي المالك للعصا الغليظة،الذي يقوم بتأديب كل من يقول بالخروج أو التمرد على الإرادة الأمريكية.
ولذلك هذه الحروب التي يشنها نتنياهو ،والتي يستخدم فيها كل فائض قوته العسكرية والإستخبارية والأمنية والتكنولوجية،مع الدعم العسكري والمالي اللامحدودين امريكياً ،والتغطية والحماية القانونية والسياسية في المؤسسات الدولية،والتي استخدم فيها ما يسمى بعقيدتي " الضاحية وجباليا" في لبنان وقطاع غزة.
عمليات تدمير واسعة وحرق للحواضن الشعبية ،وبدون أية قواعد اخلاقية،وتجاوز سافر ووقح لكل قواعد القانون الدولي والإنساني، عبر شن غارات تدميرية واسعة النطاق تقتل آلاف المدنيين وتدمر منشآت سكنية وعمرانية واقتصادية، بصورة تجعل الحياة أشد صعوبة على السكان ولو بنسب متفاوتة بين ساحات الاشتباك، بحيث يظهر أنه صاحب جبروت وقدرة وأنه قادر على الوصول إلى كل مكان وأي كان وأنه يقتل ويدمر على هواه دون أن يكون أحد قادراً على ردعه، فيظهر قوياً وقادراً ومتفوقاً،ويترافق ذلك مع القيام بعمليات اغتيال وازنه ،كما حصل في اغتيال الأمينّين العامين لحزب الله، تصر الله وصفي الدين وعدد كبير من القيادات الأمنية والعسكرية،بالإضافة الى اغتيال قيادات فلسطينية في لبنان،(العاروري) وفي طهران (هنية)،واغتيال قيادات ايرانية أمنية وعسكرية،واغتيال رئيس الوزراء اليمني وعدد من وزراء الحكومة اليمنية – انصار الله،واغلب قيادات حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة،السنوارين والضيف ومروان عيسى وابو عبيدة وغيرهم.
المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لإغتيال قيادات حماس السياسية في قطر بالشراكة مع امريكا،هي تندرج في هذا السياق والإطار،ونتنياهو قال بأنه لا حصانة لقادة قوى المقاومة في أي دولة وتحديداً قادة حركة حماس.
ولذلك نتيناهو يريد من هذه الثنائية الخداع البصري والتلاعب الإدراكي، التغطية والتستر على عيوب الضعف والعجز، ما يراد لعمليات التوحش أن تحقق الترويع والردع النفسي وزرع الشعور بالعجز وتعميمه، أملا بطمس قدرة قوى المقاومة على إعاقة مشروعه وإصابته بالفشل، لكن هذا التوحش والترويع واللعبة الادراكية بثنائية قمة القدرة للكيان ودفع المنطقة نحو أصعب مراتب الشعور بالعجز، لم ينجح بتحقيق أحد هدفين منشودين، الأول خلق رأي عام يضغط على قوى المقاومة للخروج من الحرب وارتضاء الهزيمة، بمسميات قد تختلف من ساحة إلى اخرى لكن جوهرها واحد، والثاني هو كسر إرادة قوى المقاومة ودفعها لتقديم المزيد من التنازلات وصولاً لقبول التصفية الذاتية، وهذا يعني إطالة أمد الحرب بوتيرة عالية حيناً ووتيرة منخفضة أحياناً.
ولذلك ماذا قالت وتقول حرب التوحش والتغول،وعمليات الإغتيال بحق قيادات وازنة فلسطينية وعربية واسلامية ،والتي كان اخرها محاولة الإغتيال الفاشلة للقيادات السياسية لحركة حماس،عبر نفس الخديعة والتضليل،اللذان اتبعا في شن امريكا لحربها العدوانية على المنشأت النووية الإيرانية الى جانب اسرائيل.
- كلما أوغلوا صعوداً في سلم التوحش،صعدوا اكثر نحو الهاوية،وكذلك ان امريكا ليس لها صديق وحليف استراتيجي موثوق في المنطقة سوى " اسرائيل" ،وأنه الدول حتى التي لها تحالف استراتيجي مع امريكا،كقطر،والتي تعتبر مكانتها في التحالف الأمريكي،كمكانة دول حلف "الناتو"،لا تقيم لها أمريكاً وزناً او قيمه أمام مصالحها والمصالح "الإسرائيلية.
- القواعد العسكرية المنتشرة في الدول العربية،ليست من أجل توفير الأمن والحماية لتلك الدول،بل هي موجودة من أجل مساعدة "اسرائيل" واستخدامها لحماية "اسرائيل والدفاع عنها.
- سقوط خطاب النظام الرسمي العربي ،القائم على سياسة سحب الذرائع والدعوة الى تسليم سلاح المقاومة،وبأن حروب "اسرائيل"،نتاج لوجود قوى المقاومة وسلاحها وسلوكها.
- لا جدوى من الرهان على أمريكا في الضغط على دولة الإحتلال ولجم عدوانيتها وتوحشها،فهما في شراكة وتماهي،ولا جدوى من للدخول في حبائل دعوات التفاوض الإسرائيلية،ورعاية ووساطة أمريكا وضمانتها لإتفاقيات وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة خير دليل ومثال.
- رسم معادلة عربية – اسلامية تقول بأن القوة وحدها،هي من تضع حداً لتغول القوة.
- وأخيراً التطورات الخطيرة الأخيرة تقول إن "اسرائيل" دخلت أزمة كبرى بالعجز عن امتلاك عناصر القوة اللازمة لتحقيق إنجاز عسكري أو سياسي حاسم، وإن ما يبدو صعوداً إلى ذروة القوة هو في الحقيقة مجرد صعود إلى الهاوية.
فلسطين – القدس المحتلة 10/9/2025 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر وجيشها في قلب الاستهداف -الإسرائيلي–الأمريكي-
-
-عصا موسى- في مواجهة -عربات جدعون-
-
الحرب على لبنان باتت قريبة
-
المشاريع والمخططات إقليمية وأكبر من معركة غزة
-
حل الدولتين أُسقط بالضربة القاضية
-
المنطقة والإقليم أمام مخاطر مصيرية ومفصلية
-
هي حرب حسم الساحات في المنطقة والإقليم
-
الأقصى وذكرى خراب الهيكل
-
قرار الكنيست الرمزي تمهيد قانوني وسياسي لإعلان الضم الفعلي
-
هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
-
أحداث السويداء-بروفات- لتكريس تقسيم سوريا
-
المنطقة تحت مخاطر التقسيم مجدداً
-
مخاطر الإنفجار تتعاظم في كامل المنطقة والإقليم
-
لم ينفرط عقد حجارة الدومينو،التي تحدث عنها نتنياهو في حروبه
-
من خطة مناحيم مليسون الى خطة مردخاي كيدار
-
الحرب لم تحسم ايران واليمن ولبنان ساحات قابلة للإشتعال
-
حرب المستوطنين على شعبنا تزداد شدة وضراوة
-
خيار الرد الإيراني كان مدروساً بعناية
-
ايران ملزمة بالرد
-
نتنياهو لن يتوج ملكاً لإسرائيل وترامب لن يتوج ملكاً للعالم
المزيد.....
-
أمريكا.. إطلاق نار على الناشط تشارلي كيرك المؤيد لترامب خلال
...
-
رئيس إسرائيل يوضح لـCNN موقف بلاده من التوصل لاتفاق مع -حماس
...
-
مُتجهة إلى غزة.. تونس: سفينة راسية في ميناء سيدي بوسعيد تعرض
...
-
ترامب أعلن وفاته، ماذا نعرف عن إطلاق النار الذي استهدف تشارل
...
-
بعد 61 عامًا من وصمها كمجرمة.. تبرئة ضحية اعتداء جنسي في كور
...
-
الاتحاد الأوروبي يقترح عقوبات بحق إسرائيل ويعلق مدفوعات لها
...
-
النيابة العامة الفرنسية تعلن أن مواطنيْن أجنبيين وضعا رؤوس خ
...
-
أزمة المسيّرة بين مالي والجزائر: خيار -التصعيد- الدولي؟
-
وزارة داخلية تونس تعلن تعرض أسطول المساعدات إلى غزة لهجوم -م
...
-
هجوم إسرائيل على قطر: تنديد مغاربي والجزائر تطلب عقد اجتماع
...
المزيد.....
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|