أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - ثقافة الاغتراب في ظل الاسلام و الامبريالية و خطورتها على تحرر الشعوب و إستقلاليتها















المزيد.....

ثقافة الاغتراب في ظل الاسلام و الامبريالية و خطورتها على تحرر الشعوب و إستقلاليتها


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاغتراب في الفلسفة وعلم الاجتماع, هو تحول منتجات النشاط الإنساني الفردي والجماعي إلى قوة تخضع الإنسان المغترب وتنقله من وضعية الفاعل إلى وضعية الموضوع. و التجربة النفسية لهذا التحول, مصحوبة بمشاعر الإنفصال ونقص الحرية والشعور بالعداء للانتماء الجماعي, ما يميز إدراك المغترب للمحيط على انه نقيضه, و هذا كذلك ما ينطبق على الجماعة الاجتماعية التي يتصورها على ان هناك اختلاف بينه و بينها الى حد العداوة. ترتبط العلاقات الصراعية بين المغترب و المجموعة بانتهاك العمل الجماعي و النشاط المشترك بفقدان الشعور بالاخوة و المساواة و التضامن, عندما ينظر هذا المغترب سواء كان فردا او جماعة إلى الآخرين المشتركين معه في الهوية الثقافية و اللغوية على أنهم غرباء عنه و أعداءا له.
فسر فرويد الاغتراب, بحالة الإنفصال عن الواقع (فقدان الشخص لإدراك حقيقة واقعه) أو في حالة تبدد الشخصية (فقدان الفرد لشخصيته الفردية).
تفسر الماركسية الإغتراب بفقدان العامل السيطرة على أنشطته ومنتجات عمله, بالإضافة إلى فقدان الإتصال مع نفسه والآخرين.
في ظل السياسة الامبريالية و السياسة الاسلامية تخضع الشعوب لعملية الإغتراب الجمعي عن العملية الإبداعية للعمل الجماعي و التضامن الجماعي داخل المجتمعات التابعة للامبريالية او المجتمعات السيطرة الاسلامية. الإغتراب هنا مرادفا لسيطرة و هيمنة الآخرين على الذات الفردية و الجماعية من الناحية النفسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.
الإمبريالية كما قال لينين هي أعلى مراحل الرأسمالية, تتميز بتمركز الانتاج و الرأس المال الى حد أعلى مستوى من التطور المؤدي الى خلق نظام الإحتكارات بإدماج الرأس مال البنكي بالرأس مال الصناعي و تصدير الراس مال و بالتالي ظهور الأوليغارشية المالية المهيمنة على الحياة الاقتصادية في العالم, و تقسيم العالم بين الشركات الكبرى ( الفوق قومية) المتحكمة في الإقتصاد العالمي. الامبريالية هي سياسة الدولة المهيمنة الهادفة الى الحفاظ على نفوذها و توسيعه في العالم, استنادا إلى إستخدام القوة العسكرية والاقتصادية أوالقوة الدبلوماسية و القوة الثقافية.
يشير الإغتراب الإمبريالي, في سياق النظرية الماركسية, إلى العملية التي تفقد بها الطبقة العاملة في ظل الإمبريالية السيطرة على وسائل الإنتاج ومنتجات عملها, مما يؤدي إلى إغترابها عن نتائج أنشطتها وعن نفسها.
يتمظهر الاغتراب في اربعة حالات:
1) إغتراب الإنسان عن المنتج (لم يعد للإنسان صلة بمنتوج عمله).
2) إغتراب الإنسان عن عملية العمل (لم يعد العمل يُمثل إشباع حاجة).
3) إغتراب الإنسان عن نفسه ( اغتراب الإنسان عن طبيعته).
4) إغتراب الانسان عن الاخرين.
في ظل الإمبريالية، تغترب الطبقة العاملة بمعنى مزدوج. أولا: الاغتراب عن ثمار عملها, إذ يستولي الرأسماليون على معظم الأرباح بدلا من استخدامها لتلبية احتياجاتها. ثانيا: الاغتراب عن السلطة السياسية, إذ تسيطر القوى الإمبريالية على اقتصاد وسياسة البلدان التي تستغل فيها العمال, و يتفاقم هذا الاغتراب بسبب التبعية الاقتصادية والسياسية و الثقافية للقوى الإمبريالية.
يعد الاغتراب الإمبريالي مفهوما مهما في النظرية الماركسية, إذ يفسر كيف تؤدي الإمبريالية إلى زيادة إستغلال الطبقة العاملة و استغلال شعوب الدول التابعة و التحكم في الاقتصاديات الضعيفة بواسطة سياسة الصندوق النقد الدولي والبنك الدولي, مما يؤدي إلى سياسات تصب في مصلحة الشركات العابرة للحدود القومية, بالاضافة الى قمع شعوب دول العالم المقاومة للإستغلال الإمبريالي.
في سعيه للهيمنة على العالم وتحقيق طموحاته الإمبريالية, يتجاهل النظام الامبريالي الامريكي تماما مصالح الشعوب الأخرى, ويتجلى هذا في انتشار القواعد العسكرية الأمريكية وتوزيع أسطولها الحربي في البحار و المحيطات وتوجيه حملة التهديدات والإبتزاز بالعقوبات الاقتصادية, وهذه مظهر من مظاهر سياسة إرهاب الدولة التي تهدد الآمن العالمي.
الإمبريالية هي النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة و حلفائها في دول العالم مع توسع الغزو الثقافي بانتشار مظاهر الحياة الاستهلاكية و التبيعة للامبريالية.
الاسلام هو مجموعة من الافكار و الأساطير و الأوهام, التي تؤلف ايديولوجية تمتلك قوة معنوية مؤثرة على معتنقي هذه العقيدة القادرة على انتاج ثقافة الاغتراب. الاغتراب الاسلامي هو فقدان الإنسان جوهره الأسمى ونزعه عنه و نتيجة لذلك ينشأ الشك الوجودي في معنى الحياة نفسها مما يؤدي بالمغترب الى الانعزال الروحاني و معاداة الذات الجمعية الاصلية و العمالة للأجنبي.
الايديولوجية الاسلامية هي شكل من أشكال الاغتراب, و الاغتراب في الوقت نفسه تعويض وهمي و مزيف عن محدودية الإنسان وعجزه و بالتالي إغتراب الجوهر الإنساني.
الاغتراب الاسلامي فاعل دينامي في تحويل النشاط الإنساني, العملي والنظري, ونتائجه وعلاقاته وقدراته, إلى الإخضاع لتحكم الشيوخ الإحتلال و سيطرة الايمان القدسي. وهذا جوهر السياسة الاسلامية الهادفة الى انتاج الاغتراب الذاتي. الدين "صورة مقدسة للاغتراب الذاتي الإنساني" (كارل ماركس).
في ظل هيمنة الاسلام يصل الاغتراب السوسيو-الثقافي و النفسي إلى حد إكتساب السمات الغير الإنسانية, مثل الشعور بفقدان الولاء للجماعة الذاتية (التحول الهوياتي), و هذه مشاعر نفسية, مدمرة للتركيبة الأخلاقية للمغترب. الاغتراب, الذي يصل إلى أقصى حدوده, يتطور إلى ظاهرة أكثر رجعية و اللااخلاقية بانتزاع انسانية الانسان, و تحويله الى روبوت وإدراجه في دوامة "الجماعات المهيمنة" ذات أشكال السلوك و المزايا المقبولة حسب تصور المغترب, و هنا يتضح إرتباط الاغتراب الاسلامي بظروف فقدان الكيان الذاتي للرهبة و الاعتزاز و تحويله الى الرتبة الادنى اخلاقيا. لقد إتسع نطاق التصادم في العلاقات الاجتماعية في ظل السياسة الاسلامية, بظهور الناس العاديين "الروبوتيين" المستنزفين أخلاقيا, والعاجزين عن أي شيء آخر غير الخيانة و العمالة و الكراهية و العداء للذات الجمعية الاصيلة, و هذا دلالة عن مظهر من مظاهر العقدة الدونية عند المغتربين.
الاسلام يكرس ثقافة الاغتراب بما هي تعبيرا عن إنفصال الإنسان عن نفسه و إنفصاله عن الجماعة التي ينتمي إليها, في تناقض على ما كان عليه في الأصل. لقد أعاق الاغتراب بشكل مؤلم الشعور بوحدة الذات الجمعية من جهة و من جهة اخرى تزايد الدور التنظيمي للقواعد القدسية المُضللة في استغلال الجماعة المحلية بأساليب التلاعب العنيف و الاحتيال القدسي.
الاغتراب الذاتي ظل على الدوام سياسة استراتيجية النظام الكولونيالي المحتاج الى الايديولوجية الاسلامية لإستكماله السياسي و الانساني, بترسيخ الاسلام دين الدولة بإخراجه من النطاق الخاص الى النطاق العام لتتزايد بقوة هلوسة "العودة إلى العصور الوسطى", وتشكيل "أخلاقيات القدسية العبودية الجديد", و تعمق التضليل الاسلامي لما فيه من مصلحة للنظام الكولونيالي في سياسة التعريب الممنهج للشعب الامازيغي, لتصبح الايديولوجية الاسلامية التضليلية بالضرورة وسيلة للاغتراب الذاتي بهدف اقتلاع الشعور بالهوية الذاتية الامازيغية من الجذور, و خلق شعور زائف يؤمن بالانتماء الى هوية النظام الكولونيالي العروبي. الاسلام أفيون الشعوب, و سلاح فتاك في آبادة هويات الشعوب و تدمير استقلاليتها و حريتها.
الإغتراب الامبريالي و الاسلامي يكون مرادفا بالضرورة لسيطرة و هيمنة الآخرين على الذات المغتربة الفردية و الجماعية من الناحية النفسية والاجتماعية و الثقافية و اللغوية.و هو بالضرورة وسيلة لمزيد من الاستغلال و النهب و الاضطهاد القومي و الاجتماعي و لمزيد من التبعية للقوى الاستعمارية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد يهدد قدسية الإحتلال الإستطاني
- علاقة 20 غشت بصناعة دولة العروبة في بلاد الامازيغ
- زلازل علمية اركيولوجيا تثبت أمازيغية دولة لمورك
- نظام البيعة عقدة رجعية استبدادية
- اليسار القومجي و اليمين الاسلامي وجهان لعملة واحدة
- آيت بوكماز تكسر حاجز الصمت
- وهمية فكرة الإشتراكية الإسلامية
- آبادة المسيحية في بلاد امازيغن
- قمع فاضحي سياسة التهميش و الإقصاء
- الحج بين الإحتيال و التبرك بالنيزك
- دور العمل السياسي في إستراتيجية التحرر الوطني-القومي
- تاريخ الشعوب لا يفسر بالخلفية الإيديولوجية الإستعمارية
- الظهير المزيف و ترسيم العداوة للشعب الأمازيغي
- ذكرى يوم النصر
- التقية الإسلامية بين التعزية و العداء للمسيحية
- تافسوت ن إيمازيغن, صرخة التحرر من نير الإستعمار
- غياب الفاعل السياسي أودى بالمشروع التحرري الأمازيغي
- أهداف العفو عن الإرهابين
- تصفية الإستعمار عملية لم تكتمل بعد
- أساطير القوميون المستعربون في بلاد الامازيغ, تنهار أمام علوم ...


المزيد.....




- الاحتلال يشدّد إجراءاته بالقدس ويقتحم مناطق بالضفة
- -83 مليون دولار-.. محكمة تؤيد حكما بتغريم ترامب في قضية -الت ...
- تونس توضح حقيقة -استهداف مسيرة لقارب بأسطول المساعدات المتجه ...
- إثيوبيا تفتتح سد النهضة اليوم
- الشاهبندر البرّاك.. المبعوث الذي يتاجر بسوريا لا معها
- المقررة الأممية: قارب بأسطول المساعدات لغزة يبدو أنه تعرض له ...
- غارات إسرائيلية قرب حمص واللاذقية، والخارجية السورية تطالب ب ...
- هل يُعاقَب منتقد ماكرون بغرامة 3750 يورو؟
- محللون: ترامب ونتنياهو يعرفان أن حماس سترفض خطتهما الجديدة
- عاجل | إدارة أسطول كسر حصار غزة: تعرض سفينة رئيسية بالأسطول ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - ثقافة الاغتراب في ظل الاسلام و الامبريالية و خطورتها على تحرر الشعوب و إستقلاليتها